المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزن العيد



cool man
21-09-2009, 04:06 PM
أقبلتَ يا عيدُ و الأحزانُ أحزانُ *** و في ضميرِ القوافي ثارَ بركانُ
أقبلتَ يا عيدُ و الرمضاءُ تلفحُني *** و قد شَكَتْ من غبارِ الدربِ أجفانُ
أقبلتَ يا عيدُ هذي أرضُ حسرتنا *** تموجُ موجًا و أرضُ الأُنسِ قِيعانُ
أقبلتَ يا عيدُ و الظلماءُ كاشفةٌ *** عن رأسها و فؤادُ البدرِ حيرانُ
أقبلت يا عيدُ أُجري اللحنَ في شفتي *** رطبًا فيغبِطُني أهلٌ و إخوانُ
أزفُّ تهنئتي للناسِ أُشعرهم *** أنّي سعيدٌ و أنَّ القلبَ جذلانُ
و أُرسلُ البسمةَ الخضراءَ تذكرةً *** إلى نفوسِهم تزهو و تزدانُ
قالوا و قد وجَّهوا نحوي حديثَهُمو *** هذا الذي وجهُهُ للبِشر عُنوانُ
هذا الذي تَصدُرُ الآهاتُ عن دمهِ *** شِعرًا رصينًا له وزنٌ و ألحانُ
لا لن أُعاتبهُم هُم ينظرون إلى *** وجهي و في خاطري للحُزنِ كِتمانُ
والله لو قرؤوا في النفسِ ما كتبتْ *** يدُ الجراحِ و ما صاغتهُ أشجانُ
و لو رأوا كيف باتَ الحُزنُ متّكئًا *** على ذراعَي وفي عينيهِ نُكرانُ
لأغمضوا أعينًا مبهورةً و بكَوا *** حالي وقد نالني بؤسٌ وحِرمانُ
أقبلت يا عيدُ والأحزانُ نائمةٌ *** على فراشي وطرفُ الشوقِ سهرانُ
من أين نفرحُ يا عيدَ الجراحِ و في *** قلوبنا من صُنوفِ الهمِّ ألوانُ
من أين نفرحُ والأحداثُ عاصفةٌ *** و للدُّمى مُقَلٌ ترنو وآذانُ
من أين و المسجدُ الأقصى محطمةٌ *** آمالهُ و فؤادُ القدسِ ولهانُ
من أين نفرح يا عيدَ الجراحِ و في *** دروبنا جُدُرٌ قامت و كثبانُ
من أين و الأمَّةُ الغرّاءُ نائمةٌ *** على سريرِ الهوى و الليلُ نشوانُ
من أين و الذلُّ يبني ألفَ منتجعٍ *** في أرضِ عزتنا والربحُ خُسرانُ
من أين نفرح و الأحبابُ ما اقتربوا *** منا و لا أصبحوا فينا كما كانوا
يا من تسرَّبَ منهم في الفؤادِ هوىً *** قامت له في زوايا النفسِ أركانُ
أصبحتُ في يوم عيدي و السؤالُ على *** ثَغري يئنُّ وفي الاحشاءِ نيرانُ
أين الأحبَّةُ لا غيمٌ و لا مطرٌ *** و لا رياضٌ و لا ظِلٌّ و أغصانُ
أين الأحبَّة ُ لا نجوى مُعطَّرةٌ *** بالذكرياتِ و لا شَيحٌ وريحانُ
أين الأحبَّةُ لا بدرٌ يلوحُ لنا *** و لا نجومٌ بها الظلماءُ تزدانُ
أين الأحبَّةُ لا بحرٌ و لا جُزرٌ *** تبدو و لا سفنٌ تجري وشُطآنُ
أين الأحبَّةُ و ارتدَّ السؤالُ إلى *** صدري سهامًا لها في الطعنِ إمعانُ