المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرافعيات



فؤاد طرابلسي
29-09-2009, 10:01 AM
من ديوان مناجة الحبيب للعلامة

الفقيه الشاعر عمر تقي الدين الرافعي

منقول عن منتديات نور الادب

زيـنـت يا بْـن الـرافـعـي الأدبــا .......بـمـدح خيـر الخلق أُماً وأبــا
وفي (مناجاة الحبيب) المصطفى ......حركــت أوتار القلوب طربــا
ما زلت في مدح الرسول واقفاً.......بـبـابـــه حتى بلغت الأربــــــا
وفـزت مــن جنابــه بـنـظـرةٍ..........قرت بها عيناك من عهد الصبا
لا بــدْع أن فزت بمـا أملتـــه....... ..من فيض فيّاض الندى لا عجبا
فكــــم بـــه نال مُنــاه شـاعرٌ ........أســهب في تمداحــه أو أطـنبـا
لله ما دبّجتــه مــــن ملــحٍ ،..........ممــا حـلا في كل ذوق مشــربا
أبدعت في أوصافه يا عمر.......... حتـى عليـــه بـايـعتـك الأدبـــــا
رصَّعت في تمداحه زهرالعلى.........وصفت في وصف علاه الشهبا
سُرَّ بك الفاروقُ في مضجعه....... ..أذ كـنـت من حبـيـبـــه مقرَّبــــا
وأنـعُــم الله عـليـك لم تـزل..........يابْن أبي حفص تجاري السـحبـا
حدِّث بها عن ربّك الأعلى الذي.......أولاكهـــا واســجد له و اقتربـــا
واشكر الله أن كنت ممنْ وُفقوا......لخدمـة الهـادي و فازوا بالحبـــا
وقــل عـلى توفـيقــه مؤرخــاً ......أجدتُ في مدحي الرسول المجتبى



عبد الكريم عويضة
طرابلس سنة 1371 هـ

فؤاد طرابلسي
29-09-2009, 10:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيب الله وصفيه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
-----------
مقدمة في الأدب الروحي
للعلامة الأديب الكبير الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي


قبل أن يدوّن التصوف الإسلامي كعلم كثير المباحث متعدد الأبواب ، وقبل أن تجري على ألسنة المتصوفين اصطلاحات اليونان والفرس والهنود وبعض الأديان ذات النزعة الروحية، كان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم المنبع الأول للحياة الروحية التي تميل إلى الاعتدال والتوسط، وتكره الافراط والتفريط.
ومما لا ريب فيه أن العناصر الأجنبية الدخيلة على الإسلام ، هي التي جعلت بعض المتصوفين يذهبون مذاهب تنافي الدين الحنيف ، لأن الثقافات المختلفة ، والعقائد المتباينة ، طبعت على قلوب المطلعين عليها من الصوفية طابعاً تقليدياً غير أصيل ، كان مزيجاً من آراء ونظريات ، وشطحات وسبحات.
-------------
ولو كان هذا الديوان الذي نكتب بين يديه هذه المقدمة ، من التصوف الدخيل الذي يسبح في الشطحات سبحاً طويلاً ، لوفرنا على يراعنا كتابة هذه السطور ، لأننا لا نشجع قولاً يعارض الدين ، أو يناهض العقل والمنطق والفطرة .
ولو جربنا على صاحب الديوان كذباً في الحديث ، أو دجلاً في الدين ، أو غشاً في المعاشرة ، لجابهناه بدلاً من مدحه ، وعارضناه عوضاً عن الثناء علي.
ولكننا - في الواقع- أمام أدب روحي فيه روعة وجمال ، وفيه بهاء وجلال ، وفيه بيان عذب وسحر حلال . فاخترنا أن نكتب كلمة موجزة عن هذا الأدب الروحي لعلنا نخفف منغلواء المادة المسيطرة على النفوس ، ونذكر اخواننا بمعاني الحق والخير والجمال تجري بها عيون الأذواق ، وتلوج بها مكاشفات الأرواح!
من المعروف أن للعشاق رموزاً بها يتفاهمون ، وكثيراً ما تفصح تلك الرموز غمزات العيون ، على حد قول أمير الشعراء شوقي ( رحمه الله ) حيث يقول:
وتعطلتْ لغةُ الكلام وخاطبت.........عينيّ في لغةِ الهوى عيناكِ
تلك حال العشاق وهم بين فتى مولع وفتاة مشغوفة بفتى ، فكيف بقوم يشقون الذات الالهية إلى حد الفناء؟ وكيف بقوم تحركهم الجذبات الروحية ، واللمعات الالهية ، حتى يقول قائلهم :
أدينُ بدين الحب أنّى توجهت ، ..........ركائبهُ فالحبّ ديني وإيماني
ألا إن أولئك القوم هم أهل الوجد حقاً ، وهم العشاق الأوفياء ، والخلان الأصفياء ، فلا بد لهم من لغة خاصة بهم ، واصطلاحات يتفقون عيها فيما بينهم ، ورموز أشبه بكلمة السر في مجالسهم ، ولا بد لهم - بالتالي - من أدب خاص بهم يستمد فلسفته ومناجاته من روحهم التي أحرقتها نار الوجد.
ولعلّ من أروع الأمثلة على هذا قصيدة يحيى بن حبش السهرودي ، 587هـ
والتي نذكر منها قوله:


والله ما طلبوا الوقوف ببابه
..........................حتى دُعوا وأتاهم المفتاحُ
لا يَطربون لغير ذكر حبيبهم
.........................أبـداً فكل زمـانهم أفراح
حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم
.......................فتهتكوا لِما رأوا وصاحوا
أفناهم عنهم وقد كُشفت لهم
......................حُجُب البقا فتلاشت الأرواح


ففي البيتين الأخيرين من لغة الصوفية الحضور والغيبة والشهود والتهتك وتلاشي الروح ، وإنما لجئوا إلى هذه الاصطلاحات التي شرحوها شروحاً خاصة ، لأن الاشارة والرموز والتشبيه والتمثيل أمور تنسجم مع طريقهم في النظر إلى بواطن الأشياء ، وفي الترجمة عما دقّ في الضمائر واستكن في السرائر.
والواقع ، أن لغة القوم - وقد اصطبغت صبغتها التي امتازت بها عن سائر اللغات في الترجمة عن الشعور - أحوجت كل قارئ لأدبهم المنثور أو المنظوم المتضمن آرائهم وفلسفاتهم إلى قاموس أو معجم يشرح كثيراً من ألفاظهم ليعرف ما تجيش به نفوسهم ، وقد تطوع لهذا العمل العظيم بعض شعراء الصوفية ، وقد يدهش القارئ إذ يعلم أن كان أكثرهم من الفرس ، لا غرابة ، فان اصطلاحات الصوفية لا تختلف في الفارسية عنها في العربية ولا التركية ، لأنها رموز لقوم بأعينهم لا يفرق بينهم اختلاف الجنس أو اللون أو الاقليم ، فقد ألف الله بين قلوبهم في عشق الذات الالهية ، فأحبوه وفنوا فيه ولم يعودوا يذكرون إلا كلمات الشوق التي اصطلحوا عليها للتعبير عن وجدهم به سبحانه.
وهذا يفسر لنا لماذا أقبل القوم ، حتى العرب منهم ، على منظومة الشيخ محمود الشبستري التي نظمها شعراً في اصطلاحات الصوفية تحت عنوان : ( كلشن راز ) أي ( حديقة السر ) بل إن هذه المنظومة كانت سبباً مباشراً في تأليف معاجم لرموز القوم ، لأن البعض نثروها وجمعوها و زادوها توضيحاً.


ومن الثابت لدى المشتغلين بالأدب عامة والأدب الروحي خاصة أن الفرس قد فتح عليهم في هذا المضمار الصوفي فتحاً مبيناً ، فليت شعري ما سبب ذلك؟


يبدو لنا أن أوضح الأسباب إقبال الفرس في تصوير عواطفهم الروحية على الشعر لا النثر ، و مما لا ريب فيه أن للشعر سبحات وتحليقات تشبه سبحت الصوفية وتحليقاتها ، أو لفة الشعر أكثر طواعية من لغة النثر للتعبير عن معان خفية دقيقة في صور مشرقة طريفة . لذلك لا ندعي أن العرب قصروا عن الفرس كثيراً في الأدب الروحي ، وإنما نرى أنهم - بانصرافهم فيه إلى النثر - لم ينطلقوا انطلاقات الصوفية الأعاجم كأبي سعيد بن أبي الخير الخراساني ( 357 - 440 هـ ) وعبد الله الأنصاري المتوفي سنة 481 هـ ، ومجد الدين سنائي الغزنوي المتوفي سنة 545 ، وجلال الدين الرومي شيخ شعراء الصوفية الشهير وعبد الرحمن الجامي المتوفي سنة 898 .


على أن في شعراء العربية علماً غلب عليه التصوف فكان - باعتراف الجميع - إمام هذا الأدب الروحي : ألا وهو ابن الفارض الغني بشهرته غن التعريف به ، ومع أن ابن عربي لم يكن شاعراً مطبوعاً فإنه نظم كثيراً ، وخلع عليه الوجد حللاً من الشعر في ( ترجمان الأشواق ) تتفات قوة وجمالاً وإشراقاً ، ولعلّ ألطف ما قرأنا له قوله :
ومن أعجب الأشياء ظبي مبرقعٌ ..............يشير بعنّاب ويومي بأجفانِ
ومرعاه ما بين التراب والحشا ..............ويا عجباً من روضة وسط نيران
لقد صار قلبي قابلاً كل صورةٍ ............... فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهبان
وبيـتٌ لأوثـان وكعبـة طـائـفٍ .............. وألواح توراةٍ ومصحف قرآن


إلى أن يقول :


أدين بدين الحب أنى توجهت ..............ركائبه فالحب ديني وإيماني


أما عبد الغني النابلسي والشهرزوري والسهر وردي ، فإن لهم في الأدب الروحي جولاتٍ نطرب فيها لصدق وجدهم ، أكثر مما نطرب لجمال شعرهم .
---------------------
بيد أن الذي يريد حقاً أن يتبع أقوال الصوفية ، وأن يتمثل صورة صادقة عن حياتهم ، وآدابهم وفلسفاتهم . فلا غنى له عن استعراض تلك السلسلة التاريخية التي بدأت بالحسن البصري ومن تبعه ن الزهاد .
وليمرن في حلقات السلسلة برجال مشرقين كتبوا في الأدب الروحي كلمات وكتبا وأدعية تخلد ما خلدت الروح . نذكر من هؤلاء على سبيل الاجمال : معروفاً الكرخي ، وبشراً الحافي ، والسري السقطي ، والجنيد البغدادي والشبلي ، وأبا يزيد البسطامي ، ولحق بهؤلاء كالنفري ، وأبي الحسن الشاذلي وابن عطاء الله السكندري وابن عربي طبعاً الذي سبقت الإشارة إليه . والإمام الابوصيري ، والبرعي ، ومن انتظم في سلكهم حتى اليوم
ولسنا بسبيل احصاء الذين اشتغلوا بالأدب الروحي المنثور من العرب ، وإنما أومأنا إلى اولئك ايماءة عابرة أردنا بها أن نسجل الحقيقة التالية: وهي أن العرب خدموا هذا اللون من الأدب نثراً كما خدمه الفرس نظماً وشعراً.


-------------
شاعرنا المهيّم حقاً بمناجاة الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) يهدينا إلى صرف النظر عن ظاهر تلك العبارات ، ويرشدنا إلى استشفاف الباطن ، ويذكرنا بأن هذه الأمور والألوان والأشكال إنما هي وسائل للتعبير عن معان في عناية الدقة ، وعن عواطف في عناية السمو والنبل ورهافة الحس.



فإذا كتبنا مثل هذه المقدمة عن ( الأدب الروحي ) لديوان ( مناجاة الحبيب ) فلأننا نرحب بهذا اللون من الأدب الشعري الذي يأت متزناً ومستلهماً صفاء الروح في عصر غلبت فيه المادة، يصدر عن عربي قحٍ سليل الأسرة الرافعية ( الفاروقية ) الشهيرة في الأقطار والأمار ( من أحفاد عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما ) والذي نرى أنه أجدر أهل هذا العصر بلقب :
((مجددالأدب الروحي في دنياالعرب))

فؤاد طرابلسي
29-09-2009, 10:02 AM
ما يستحق الذكر في هذا الشأن ، أن ( الرافعي ) المتنحياً عن القضاء منصرفاً للكتابة والتأليف ...قد توجهت إليه أنظار الخاصة والعامّة في وطنه طرابلس ( طرابلس - لبنان ) ، فأراده الجميع - دون فئة قليلة لها مصالحها طبعاً - أن يكون هو المفتي في البلد ، وألزموه قبول هذا ( المنصب الجليل ) إلزاماً كلياً ، فنزل أخيراً عند إرادة المجموع (ثم جرى انتخابه وفاز فوزاً ساحقاً ما لبث بعد يومين أن تدخلت تلك الفآت السياسية، كما يعرف هذا كله من الصحف التي طفحت بالانتخاب وما تلاه في تاريخ 10 آذار سنة 1948 م ) أضربت على أثره مدينة طرابلس والإسكلة معاً إضراباً عاماً شاملاً لم يسبق له نظير ( كما يعلم الله ) والجماهير تهتف بقولها : ( مفتينا عمر ) و ( لا مفتي إلا عمر ) وعندها قام ( حفل تتويج هائل ) برعاية وجهاء مدينة طرابلس كالحاج عبدالله الغندور للهذا المفتي الجديد الذي أحبه كل الشعب عامته وخاصته والذي اجتمع وتزاحم الشعب كله حول الدارة لهذا التتويج يهتفون بحب هذا الرجل.. فكان يوماً مباركاً حافلاً بالجماهير من من سادات وأعيان ، وعلماء و وجهاء وأدباء من كل مكان، إجلالاً وإكباراً لعلمه المجيد، حيث انتدب الرجل الذي وقع عليه اختيار الأمة الطرابلسية ( لاعتبارات كثيرة فيه من مءهلات ، وكفاآت ) لأن يتعمم في هذا المهرجان الكبير فيأخذ بهذا الشعار الديني مكانته اللائقة به وبمنصبه فأجاب المفتي ( الرافعي ) تكليفه هذا بكل شكر وغبطة وسرور ، وقد زاده الله بذلك نوراً على نور ...

هذه لمحة تاريخية صار إلحاقها بترجمته المختصرة ، و سيأتي تفصيلها في الجزء الثاني من الديوان إن شاء الله تعالى .

فؤاد طرابلسي
29-09-2009, 10:03 AM
احملوني الى الحبيب و روحوا

للشاعر عمر الرافعي

احملوني إلى الحبيبِ و رُوحوا
...........واطرحوني في بابه واستريحوا
يا رفـاقي أما بكم مِن رفيـقٍ
..............يَحمِلُ الصَبَّ و هُوَ صَبٌ طَريحُ
آهِ لـو بِتُّ ليلـةً مُسْـتَريحاً
................مِن عَـنائي أَوَّاهُ لَوْ أسْـتَريـحُ
برَّحَ الوجـدُ بي فقلبي عَليلُ
...............وغَـرامي ذاكَ الغَرامُ الصَّحيحُ
و حَبيبي وهُوَ الذي في عُلاه
.................لا يُـدانيـهِ آدمٌ و ألمسـيـحُ
مَلأَ الكَونَ نُـورُهُ فَهُـوَ ماحٍ
...............ظُلْمَـةَ الجَهلِ بالهدى و مُزيحُ
ملأ الكَـونَ مُعْجزاتٍ فَمِنهـا
...............كانَ بالـرُّعْبِ نَصْرُه الممنوحُ
نطقَ الذئبُ والغزالَةُ والضَّـ
................ـبُّ وكُلٌ منه اللسـان فصيحُ
واسـتَجارَ البعيرُ حينَ رآهُ
................و كذا الجزْعُ أَنَّ و هو يَنـوحُ
نَبَعَ الماءُ من يَدَيْهِ فـأرْوى
................ظَمَـأَ الجيشِ شَـفَّهُ التَّبريـحُ
وانتَضى العودَ يومَ بَدرٍ فَعا
...............دَ العُودُ سَـيْفاً و كمْ بِهِ مَذبوحُ
هُوَ رُوحُ الوجودِ والكُلُّ فيهِ
...............قَدْ سَـرَت بالجَمالِ تلكَ الروحُ
يا أبـا الطيِّبِ الذي فيـهِ طِبْنا
..............بك طابَ الثَّنا و طابَ المديحُ
إن شَكَوْتُ الضنى وبُحتُ بِسِرّي
...............رُبَّ مُضنىً بِسـرّه قد يبوحُ
لَمْ أُطِق للنّوى اصطِباراً فَجُدْ لي
..............باللِّقا بلسـماً فقلبي جريـحُ
جُدْ بقُربي واجمع عليكَ جميعي
.............بَعُدَتْ شُقَّتي و ضاقَ الفسيحُ
وانتصر لي على العِدَى بِدُعاءٍ
..............مُسْتَجابٍ فأنتَ في القَوْمِ نوحُ
إيهِ يا سَـعدُ قَدْ سَـعِدنا بطَه
...............كُلُّ فَضلٍ من فَضلـهِ ممنوحُ
طِبْ بطَه قلباً فَطَهَ الذي طـا
.............بتْ به طَيْبَةٌ و طابَ الضَّريحُ
حَلَّ فيهِ روحُ الوجودِ فَمَنْ بِنُـ
............كرِ مَحْيا جسـم وفيهِ الرُّوحُ
حَلَّ فيـهِ فكانت الرُّوحُ تَلقى
.............كُلُّ روحٍ تَغدُو بـها و تَروحُ
نادِ مُسْتَشْـفِعاً و لُذْ مُستجيراً
.............وارجُ مُسْتَمْنِحاً فَطَهَ السَّـميحُ
وَترامَ في بابِهِ فهو بابُ اللَّـ
.................ـهِ و اللهُ بـابُـهُ مَـفتـوحُ
و تَحقـق منه القَبولَ بـِفَتْحٍ
...............لَيسَ بعدَ القبـولِ إلاَّ الفُتُـوحُ
و صَلاةٌ مِنَ المُهَـيمِنِ تُهدى
.............لعُـلاهُ بِكُـلِّ طِـيبٍ تَفـوحُ
و علىَ الآلِ والصحابةِ ما لا
...........حَتِْ نُجومٌ مِنْ هَديهمْ أَو تلوحُ
أَو مُحِبُّ الرَّسولَ صَاحَ بوَجدٍ
..........إِحملوني إلى الحبيبِ وروحوا


***
يا مَنْ بطَلعته المنيرةِ أشـرقت
............كل العوالـم أيّـما إشـراقِ!
كالشمس في كبد السماء محلُّها
...........و شعاعُها في سـائر الآفاق
بالمولد الأسمى أفضِ نوراً على
..........مُضنَى هواك و سائر العشّاق
تحيي قلوبهُم و تُسـعد جمعهم
.............فيراكَ ذو شَجن وذوا أشواقِ
فرضى الحبيب و قربهُ و شهوده
.........غايُ السعادةِ و النعيمُ الباقي

فؤاد طرابلسي
29-09-2009, 10:03 AM
كلمة في التوحيد

الشاعر عمر الرافعي

الله جلّ جَــلالُهْ
....... عَـمَّ الأنامَ نوالُهْ
فهو المربي الحقيقي
.......والخلقُ طُرّاًعِيالُهْ
وكُـلِ شـيءٍ إلَيْـــهِ
....... مَصِيـرُه وَ مـآله
إليْهِ فـوّضتُ أمـري
.......وَعنْهُ لم يخفَ حاله
ولَـن يـخيـب عُـبَـيِّـدّ
.......عـليـهِ صحَّ اتـكالـهْ
ربــاهُ يـا مَن تَجَّلى
.......في كل شيءٍ كماله
وَمَن أمات وأحيّا
.......جَـلالـه و جـمـالـه !
إليْكَ أشكو زماناً
......أضاعَ صَبري احتماله
واثخَنَتْني جِراحاً
....... أَقـوالـه وفعـالـه. . .
فَكن معيني علَيه
.......مهمـا تـكن أهـوالـه


***
مشيت إلى السبعين أَطوي مراحلا
..........من العمر ما أدري متى ينتهي العمرُ
وما المـرءُ إلاّ ذكـره بـعـد موتـه
..........فمن لي بطول الذكر أن طاب لي ذكرُ
سوى حب طـه كلّ حبٍ ونهضتي
..........لنُـصرة ديـن الله إذ يُـرتَجى النصـرُ
وما الأجر في الدارين عندي سوى الرضى
..........وحسـنِ اللقا يا حبّـذا الأجـر والفخـرُ

فؤاد طرابلسي
29-09-2009, 10:04 AM
القصيدة كتبها الشاعر الإسلامي الشيخ عمر الرافعي عام 1952 وهي في الصفحة 30 من ديوانه: " مناجاة الحبيب "
وقد أطلقت على المنتدى عنوان هذه القصيدة: " القدسُ في ألمٍ وليلٍ داجِ "

(( القدس في ألمٍ وليل داج )

القدسُ في ألم وليلٍ داجِ
..........يا صاحبَ الإسراء والمعراجِ
القدس آلمها وأثقل ظهرها
..........الدُّخلاءُ إذ نزلوا بكل فجاجِ
نزلَ اليهودُ بها على حكم الهوى
..........واستدرجوها أيَّما استدراجِ
مكرَ اليهودُ بها وأثّرَّ مكرهُم
..........وتسلْسَلَتْ بالأصفر الوهَّاجِ
لَعبوا بها لما استخفوا شأنها
..........لعبَ الفتاة بدُميةٍ من عاجِ
ما الشأنُ في تعزيزها إذ انها
..........ذلـت وأَيـمُ الله للاعـلاجِ
ما الشأن في انقاذها ونجاتها
..........ودم الشهيدة سال من أوداجِ
ضاقت بهم ذَرعاً فناجت ربها
..........يارب لست إلى اليهود بحاجِ
أرضي بهم بركانُ يقْذف دائماً
..........حمماً فكيفَ إذا فتحتُ رتاجي
فمتى قضاءُ الله يقْضِي بيننا
..........بالحق إذْ ليس القَضَاء يداجي
وأَرى صلاح الدين قام بناصري
..........فالسَّيف للاصلاح خير علاجِ
من لي به فيردّ أعدائي على
..........أعقابهم بالخِزي دون نتاجِ!
ويقول لليمّ الخضم إليكَ مَنْ
..........قد أزعَجوني غايةَ الازعاجِ

* *
هذا لسان القُدس ناجى ربه
..........وبه أناجي الله حيثُ أُناجي:
مَن لي بجدي فاتح القُدس التي
..........أَبراجها طالت على الأبراجِ ( 1)
مَن لي بـه والله جَلَّ جلاله
..........بـالصـبحِ يـجلو كُلَّ ليـلٍ داجِ

* *
يا سيّد السادات مَن لشكايتي
..........من حالنا وشكايتي بلجاجِ
بِرَفيعِ جاهكَ كن لنا واشفعْ بنا
..........فذنوبنا كالبحر في الأمواجِ
لَم تَنقطع فِتَنُ الزمانِ وكلُّهاَ
..........تلقى اتصالاً بيننا برواجِ
أخشى وأيمُ الله أن تجري دماً
..........هذي البلادُ كمائها الثـجَّـاجِ
فتدارك الأمر الذي خفته
..........بِرَفيعِ جاهكَ يا رفيع التاجِ

**

يا خير خلقِ الله أكرم شافعٍ
..........ومشَفَّع أنت الرجا للراجي
المسلمون تفرقواأَيدي سبا
..........وهُم حُماة الدين خيرَ سياجِ
وحد صفوفهم وهبهم قائماً
..........منهم بأمر الله غيرَ مُداجِ!
هبهم إماماً عادلاً ذا شوكةٍ
..........فالكلُّ منهم للإمامِ بحاجِ
علَّ الإمامةَ تجمعُ الشمل الذي
..........قد فرّقتهُ سياسةُ الإحراجِ
هذي مناجاتي وهذي حاجتي
..........يا كنز جودِ اللهِ للمحتاجِ
دَبّجتُ ما قد عنَّ لي في شقه
..........مرفوعة كشقائقِ الديباجِ
فعسى رسول الله تقبلها على
..........علاّتها فقبولها ( إفراجي )
إني سئمتُ من الحياة ضئيلةً
..........فسَلْ الميهّمنَ أن يُضيئَ سراجي
صلى عليكَ الله جَلّ جلاله
..........والآلِ والأصحابِ والأزواجِ
ماقام ملهوفٌ يُردِّد قائلا:
..........يا صاحبَ الإسراء والمعراجِ


( الشيخ عمر الرافعي)

(1) إشارة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جد آل الرافعي الفاروقي ( سلالة عبدالله بن عمر بن الخطّاب).

فؤاد طرابلسي
29-09-2009, 10:04 AM
ذكرتُ حجِيج البيت و الحج يُـذكَرُ
............و كبَّرتُ ربَّ البيت واللهُ أكبرُ
ذكرت طـواف الخـاشعين لربهم
............يّرجون غفرانَ الذنوب فتُغفَرُ
ذكرت وقوف الناس في عرفاتهـم
........كأنَّ هناكَ الحَشر والناسُ تُحشرُ
ذكرتُ الحمى العالي لأشرف مرسلٍ
........بطَيبةَ حيث الطيبُ في الكون يُنشرُ
ذكرت غبار التُـرب من قبر أحمد
..........جبرتُ به كَسري إذا الكسر يُجبرُ
أمـوت و أحيـا إذ فنيـت بحبهِ
..........أَغيب و أصحو ثم أُطوى و أُنشَرُ
إلهي بجاه المصطفى أَشرف الورى
......و من هو سرُّ السر في الكون مُضمَرُ
أعـدني إلى دار الحبِيب بطيبـةٍ
............ و روضتِه حيث المقام المطهرُ
أعدني إلى حيث الضجيعان حوله
.........بِرَوضَةِ قدسِ و هيَ للحب مظْهـرُ
و لا تُخزني إني رجوتُك سـيدي
.........و من يرتجي مولاه بالخير يظْفـَرُ
تفَضل و جُد وامنن و أنعِم تكرُما
.............ففضلك مَوفورٌ و جودُكَ أَوفَـرُ
و دبَِر شـؤوني منعِما مُتَفضِلاً
...........فمالي بشَـأنٍ من شـؤوني مدَبّرُ
وأّذهِبْ بمحض الفَضلِ حيرتي التي
............ضَللتُ بها رُشـدي و زادَ التحيُرُ
وَ صلِّ و سـلِّم دائماً كلّ لمحةٍ
....على المصطَفى ما خُطَّ في الطِّرس أسطرُ
و آلٍ و أصحابٍ كرامٍ و شيعةٍ
............مدى الدهر ما فاضت بحارٌ و أَنهرُ
و ما قلت عن شوقٍ لحجٍ وزَورةٍ
............ذكرتُ حجيجَ البيتِ و الحج يُـذكَرُ



إذا أرادك لأمر هيأك له


تركت ارادتي لمراد ربي
...........عسـاَه يزيل عني حُجْبَ قلبـي
و يفتح لي خزانةَ سرَّ سري
............بسـرِ الذات تفريجاً لكربـي



الشيخ عمر الرافعي من ديوانه : " مناجاة الحبيب "

فؤاد طرابلسي
29-09-2009, 10:07 AM
قال عمر الرافعي الطرابلسي في ديوانه مناجاة الحبيب:

ميــــلاد خــــيرالــبرايـا خــير مـيـــلادِ

بــه الهــدى قـــد تجـــلى بالنبي الهادي

هـــــادي الأنــــام ومصبـاح الأنام ومـن

هـــــو المـرجّـــى لــــــــوُرّادٍ وقـُصّــــادِ

إن طــاب إنشــاد شعــر في الـمديح فقد

وقفـت في مدحـه شعـــري وإنشـــادي

أو كــــان في حبــــه قلـــــبٌ يطـير لــه

شوقاً فقد طرت قلباً مُذ حدا الحادي

حقيقـــة المـــرء حيــث القلـبُ متجهٌ

فـــلا عـدمــتُ اتجاهــي نحـو أسيادي

وحسبُــهُ حـــرمٌ حـفّـــت بـــه أمـــــمٌ

في يـــوم ميــــلاد طــــه خـيرِ ميــلاد

حتــى الـمـلائـــك حفّتــــــه مبشـــرةً

وحيــــاً مــــن المـــلإ الأعلــى بــإرشـــاد

تقول : مَنْ كــان ذا قلـــبٍ يـعـيـشُ بــه

فليــــدّ خــــره بــحب المصطفى الهادي