فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 02:58 PM
محكية طرابلس وأمثالها التراثية
للاستاذ محمد سنجقدار
مقابلة اجرتها كارينا ابو نعيم
منذ ثلاثين سنة وأنا أقوم بجمع المفردات العامية و الامثلة الشعبية
يقول الأستاذ محمد:"منذ عقود وأنا أقوم بجمع وتدوين المفردات الشعبية كهواية. كما إني أقوم بجمع التراث الطرابلسي القديم, وأنا املك الكثير من الوثائق والعملات القديمة والمخطوطات والمجموعات التاريخية القيمة. وكنت في نفس الوقت أقوم بجمع المفردات الشعبية القديمة المنقرضة أو التي اشعر بأنها على طريق الإنقراض. لقد أتممت هذا العمل من خلال سنوات طويلة من تخزين المعلومات ومن تدوين المفردات ومن جمع الأمثلة الشعبية. ومنذ سنتين، وبعد أن تقاعدت ، عدت الى ملف المفردات العامية والأمثال الشعبية فوجدته قد أصبح غنياً ويتضمن الكثير من "الجواهر"، ومن المؤسف أن تُطوى في صفحات النسيان أو يتآكلها الإهمال. لهذا وجدت أن تلك المواد أو تلك الجواهر تستحق أن توضع في كتاب قيم، فأعددت كتاباً لهذه الغاية واسميته "محكية طرابلس وأمثالها التراثية."
ويتابع:"لم يكن الهدف من إصدار هذا الكتاب إستبدال اللغة العربية باللغة المحكية إنما هدف الكتاب هو المحافظة على بعض من ذاكرتنا التراثية الطرابلسية، خاصة أن هناك بعض المفردات العامية والأمثلة التي لم تعد تستخدم في عصرنا هذا."
اللغة العامية هي الوسيلة الأكثر قرباً للتعبير عند الناس
تمثل اللغة العامية أو المحكية حالات معينة عند عامة الناس. فالعامية في معظم الأحيان تقوم بتصوير الواقع الإجتماعي والإقتصادي والحياتي والنفسي أكثر من اللغة الفصحى. و معظم الناس لا يستطيعون التعبير عن خوالجهم الداخلية وإنفعالاتهم بالفحصى لهذا يعبرون بكلمات عامية بسيطة وعفوية.
العامية المحكية في طرابلس اليوم هي مستقاة من الحضارات الحديثة الوافدة الينا
ويكمل الأستاذ محمد:"وحتى اللغة العامية تعيش حالة مد وجزر. فالناس لم تتوقف عن الكلام. لهذا فهي تختلق دائماً مفردات جديدة، خاصة أن بلادنا مرت عليها حضارات كثيرة منها التركية التي حكمتنا أكثر من أربعة عقود وغيرها من الحضارات. لهذا نرى أن ما يصيب اللغة الفصحى يصيب اللغة العامية من ازدهار أو من إندثار . فهناك الكثير من الكلمات العامية ذهبت ولا أحد يتذكرها أو يذكرها. لكنها تبقى وسيلة من وسائل التفاهم الإجتماعي، ويعود أصول هذه اللغة الى لغات قديمة لشعوب مرت في بلادنا. وكما يقال "سادت ثم بادت" مثل اللغة السريانية و العربية والطليانية والتركية. وقد ذكرت في مقدمة الكتاب أنني لا أبغي رد العامية الى أصولها، لكن عملي يختصر على البحث في اللغة العامية كتراث شعبي، خاصة وأن هناك إختلافاً أدبياً وسياسياً حول رد أصول اللغة العامية .مثلاً يرد أنيس فريحية اصول العامية للسريانية .أما محمد قاسم فيردها الى اللغة العربية .و كذلك الدكتور أحمد الحمصي يرد الاصول الى العربية. وقد ذكرت في سياق الكتاب ان معظم اللهجة العامية المحكية في طرابلس ممكن ان تكون اصولها عربية، لكن هذا لا يمنع من وجود كلمات اصولها سريانية أو فرنسية أو تركية وذلك حسب الشعوب التي مرت على ارض لبنان. "
ويعلق:" العامية المحكية في طرابلس اليوم هي مستقاة من الحضارة الحديثة الموجودة في أميركا واوروبا. في الوقت الراهن إن أنت إستمعت الى أي محادثة ما بين أحد من شباب اليوم فستجدين أنهم يستخدمون فيها كلمة عربية والباقي تكون عبارة عن مفردات أجنبية."
"محكية طرابلس وأمثالها التراثية"
يتضمن الكتاب مقدمة يشرح فيها الكاتب العمل المنجز. وهناك دراسة حول العامية تتألف من 13 ملاحظة. ومن أهم الملاحظات المذكورة، أن في اللغة العامية مفردات كثيرة تتشابه في معناها لكنها تختلف في الشدة و اللين وفي مناسبة قولها. من ذلك مثلاً كلمة "الكذب" حيث نجد لها مرادفات في العامية، وكل منها يتضمن معنى الكذب : التجليط ،والتأفيش، والتخريط،والتفشيط،والقطع والشلح والزعبرة.واللافت استعمال كثير من التعابير الخاصة بالاطفال، مثل:عَوْعَوْ(الكلب)، البسة(القطة) بح(ما في شي)ببو(طفل)....و كذلك يتضمن الكتاب قسمين: القسم الاول يتكلم عن التعابير والعبارات الطرابلسية الشهيرة و يلحظ قاموساً للمفردات المحكية بالتسلسل الابجدي. أما القسم الثاني فهو مخصص للأمثلة التراثية.
هواية الجلوس في المقاهي الشعبية و الإستماع الى أحاديث روادها
أما عن كيفية تمكن الأستاذ محمد سنجقدارمن جمع هذا الكم الهائل من المفردات والأمثلة، فيجيب:" لدي هواية الجلوس في المقاهي الشعبية لأستمع الى الحوار والمفردات التي يتم تداولها بين الرجال في تلك الأحياء وخاصة في الحارات القديمة. فكنت كل فترة أنتقل من مقهى الى آخر. وهذه عادة قديمة أمارسها منذ زمن بعيد. كنت أدخل عليهم وأجلس معهم واستمع الى حديثهم، وكنت دائماً مسلحاً بورقة وقلم. فكلما أسمع كلمة جديدة أدونها".
ويختم الأستاذ محمد:"إن تواجد تلك المفردات حتى يومنا هذا في المجتمعات الفقيرة والبسيطة والتي تعيش في تلك الأحياء الشعبية، يرجح سببه الى أن تلك الفئة من الناس ما زالت تستقي قيمها من الماضي. أما الطبقة الحديثة الطرابلسية فهي تستقي قيمها من العولمة، لهذا فحديثها خليط من اللغة العربية والكثير من مفردات اللغات الأجنبية."
للاستاذ محمد سنجقدار
مقابلة اجرتها كارينا ابو نعيم
منذ ثلاثين سنة وأنا أقوم بجمع المفردات العامية و الامثلة الشعبية
يقول الأستاذ محمد:"منذ عقود وأنا أقوم بجمع وتدوين المفردات الشعبية كهواية. كما إني أقوم بجمع التراث الطرابلسي القديم, وأنا املك الكثير من الوثائق والعملات القديمة والمخطوطات والمجموعات التاريخية القيمة. وكنت في نفس الوقت أقوم بجمع المفردات الشعبية القديمة المنقرضة أو التي اشعر بأنها على طريق الإنقراض. لقد أتممت هذا العمل من خلال سنوات طويلة من تخزين المعلومات ومن تدوين المفردات ومن جمع الأمثلة الشعبية. ومنذ سنتين، وبعد أن تقاعدت ، عدت الى ملف المفردات العامية والأمثال الشعبية فوجدته قد أصبح غنياً ويتضمن الكثير من "الجواهر"، ومن المؤسف أن تُطوى في صفحات النسيان أو يتآكلها الإهمال. لهذا وجدت أن تلك المواد أو تلك الجواهر تستحق أن توضع في كتاب قيم، فأعددت كتاباً لهذه الغاية واسميته "محكية طرابلس وأمثالها التراثية."
ويتابع:"لم يكن الهدف من إصدار هذا الكتاب إستبدال اللغة العربية باللغة المحكية إنما هدف الكتاب هو المحافظة على بعض من ذاكرتنا التراثية الطرابلسية، خاصة أن هناك بعض المفردات العامية والأمثلة التي لم تعد تستخدم في عصرنا هذا."
اللغة العامية هي الوسيلة الأكثر قرباً للتعبير عند الناس
تمثل اللغة العامية أو المحكية حالات معينة عند عامة الناس. فالعامية في معظم الأحيان تقوم بتصوير الواقع الإجتماعي والإقتصادي والحياتي والنفسي أكثر من اللغة الفصحى. و معظم الناس لا يستطيعون التعبير عن خوالجهم الداخلية وإنفعالاتهم بالفحصى لهذا يعبرون بكلمات عامية بسيطة وعفوية.
العامية المحكية في طرابلس اليوم هي مستقاة من الحضارات الحديثة الوافدة الينا
ويكمل الأستاذ محمد:"وحتى اللغة العامية تعيش حالة مد وجزر. فالناس لم تتوقف عن الكلام. لهذا فهي تختلق دائماً مفردات جديدة، خاصة أن بلادنا مرت عليها حضارات كثيرة منها التركية التي حكمتنا أكثر من أربعة عقود وغيرها من الحضارات. لهذا نرى أن ما يصيب اللغة الفصحى يصيب اللغة العامية من ازدهار أو من إندثار . فهناك الكثير من الكلمات العامية ذهبت ولا أحد يتذكرها أو يذكرها. لكنها تبقى وسيلة من وسائل التفاهم الإجتماعي، ويعود أصول هذه اللغة الى لغات قديمة لشعوب مرت في بلادنا. وكما يقال "سادت ثم بادت" مثل اللغة السريانية و العربية والطليانية والتركية. وقد ذكرت في مقدمة الكتاب أنني لا أبغي رد العامية الى أصولها، لكن عملي يختصر على البحث في اللغة العامية كتراث شعبي، خاصة وأن هناك إختلافاً أدبياً وسياسياً حول رد أصول اللغة العامية .مثلاً يرد أنيس فريحية اصول العامية للسريانية .أما محمد قاسم فيردها الى اللغة العربية .و كذلك الدكتور أحمد الحمصي يرد الاصول الى العربية. وقد ذكرت في سياق الكتاب ان معظم اللهجة العامية المحكية في طرابلس ممكن ان تكون اصولها عربية، لكن هذا لا يمنع من وجود كلمات اصولها سريانية أو فرنسية أو تركية وذلك حسب الشعوب التي مرت على ارض لبنان. "
ويعلق:" العامية المحكية في طرابلس اليوم هي مستقاة من الحضارة الحديثة الموجودة في أميركا واوروبا. في الوقت الراهن إن أنت إستمعت الى أي محادثة ما بين أحد من شباب اليوم فستجدين أنهم يستخدمون فيها كلمة عربية والباقي تكون عبارة عن مفردات أجنبية."
"محكية طرابلس وأمثالها التراثية"
يتضمن الكتاب مقدمة يشرح فيها الكاتب العمل المنجز. وهناك دراسة حول العامية تتألف من 13 ملاحظة. ومن أهم الملاحظات المذكورة، أن في اللغة العامية مفردات كثيرة تتشابه في معناها لكنها تختلف في الشدة و اللين وفي مناسبة قولها. من ذلك مثلاً كلمة "الكذب" حيث نجد لها مرادفات في العامية، وكل منها يتضمن معنى الكذب : التجليط ،والتأفيش، والتخريط،والتفشيط،والقطع والشلح والزعبرة.واللافت استعمال كثير من التعابير الخاصة بالاطفال، مثل:عَوْعَوْ(الكلب)، البسة(القطة) بح(ما في شي)ببو(طفل)....و كذلك يتضمن الكتاب قسمين: القسم الاول يتكلم عن التعابير والعبارات الطرابلسية الشهيرة و يلحظ قاموساً للمفردات المحكية بالتسلسل الابجدي. أما القسم الثاني فهو مخصص للأمثلة التراثية.
هواية الجلوس في المقاهي الشعبية و الإستماع الى أحاديث روادها
أما عن كيفية تمكن الأستاذ محمد سنجقدارمن جمع هذا الكم الهائل من المفردات والأمثلة، فيجيب:" لدي هواية الجلوس في المقاهي الشعبية لأستمع الى الحوار والمفردات التي يتم تداولها بين الرجال في تلك الأحياء وخاصة في الحارات القديمة. فكنت كل فترة أنتقل من مقهى الى آخر. وهذه عادة قديمة أمارسها منذ زمن بعيد. كنت أدخل عليهم وأجلس معهم واستمع الى حديثهم، وكنت دائماً مسلحاً بورقة وقلم. فكلما أسمع كلمة جديدة أدونها".
ويختم الأستاذ محمد:"إن تواجد تلك المفردات حتى يومنا هذا في المجتمعات الفقيرة والبسيطة والتي تعيش في تلك الأحياء الشعبية، يرجح سببه الى أن تلك الفئة من الناس ما زالت تستقي قيمها من الماضي. أما الطبقة الحديثة الطرابلسية فهي تستقي قيمها من العولمة، لهذا فحديثها خليط من اللغة العربية والكثير من مفردات اللغات الأجنبية."