فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 03:09 PM
الشيخ محمد نجيب الزعبي
عن جريدة البيان
هو واحد من دوحة الامام عبد القادر الجيلاني، أحد حفدة الرسول عليه الصلاة والسلام.
تقي ورع، رحب الصدر، عالي الهمة، خطيب مفوه ذو لسان فصيح، عالم فقيه، مرجع في حل المعضلات الدينية، مُبسط للأمور الشرعية كان واقفاً على منهج السلف الصالح وفق مذاهب أهل السنة الائمة الاربعة، وكان أكثر الشيوخ نشاطاً وتدريساً في الحقبة التي عاش فيها، وقد طبقت شهرته الانحاء فوفد اليه الطلاب من كل الجوار ينهلون من معين علمه وسعة معارفه.
وكان رحمه الله بهي الطلعة، جميل المحيا، كثيف اللحية، وقوراً مهاباً قدس الناس سيرته، ولعل أهم الاسباب اتصال نسبه بالرسول الأمين، وسلوكه القويم وايمانه العميق.
صوفي مريد، سلك طريق اجداده، وفهم الصوفية كترويض للروح وتنزيه للسان وحفظ للجوارح واداء للفرائض، وكانت زاويته معروفة في محلة السويقة ملتقى العلماء، ورجال الدين والعبّاد، وكان يعارض استعمال المزاهر وضرب الشيش اثناء حلقات الذكر، ذكره العلامة الشيخ يوسف النبهاني في موسوعته: جامع كرامات الأولياء (الصادر سنة 1329 هـ والذي طبع بمطابع دار الكتب العربية بمصر) كما يلي: أحد أكابر العلماء الاعلام، وسادات الاولياء الكرام وصاحب كرامات كثيرة، وقد أورد النبهاني عدداً من هذه الكرامات عمن شاهدها من الثقاة وعُدّت من الخوارق.
اما المؤرخ عبد الله نوفل فقال عن الشيخ نجيب في التراجم انه علم من اعلام العلم والفضل، وسرد الكثير عن تاريخ حياته.
ولد محمدنجيب في طرابلس سنة 1190 هـ على وجه التقريب، وتربى بعناية في كنف والده الشيخ عبد الفتاح الزعبي الكبير وأخذ عنه تعلقه بالله وحب رسوله، تلقى علومه الأولى في كتاتيب طرابلس كعاده أهل البلد في ذلك الحين، ثم سافر الى ارض الكنانة والتحق بالازهر، فأتقن العلوم الفقهية واللسانية على مختلف المذاهب، وعاد الى بلده فتعين خطيباً في الجامع المنصوري الكبير سنة 1229 هـ بعد وفاة الشيخ عثمان خضر آغا زاده، وكان يصعد المنبر لالقاء خطبة الجمعة حاملاً سيفاً أثرياً كعادة خطباء الجوامع في المدن الاسلامية التي فتحت قسراً، كما كان يعطي الدروس الدينية، ومن اشهر طلبته الشيخ عبد الغني الرافعي الذي تولى الافتاء فيما بعد، والشيخ أحمد محمد سلطان قاضي الشرع في طرابلس والذي أصبح حاكماً بعد اعفاء مصطفى آغا بربر، والشيخ امين محمد سلطان وغيرهم.
ترك مترجمنا بعض الآثار المكتوبة من الشروح والحواشي والخطب. وذكر المؤرخ الدكتورعمر تدمري ان الشيخ نجيب كان وكيلاً لحاكم طرابلس مصطفى آغا بربر في دعوى منازعة حول ملكية ارض في ناحية الكوره وذلك أمام القاضي الشيخ ابراهيم السنوسي سنة 1248هـ.
والزعبي اسم اسرة من الاسر الاسلامية المنتشرة في العالم الاسلامي والتي تعرف ايضاً بالجيلاني والكيلاني، وكلهم من اصول واحدة يعود نسبها الى الشيخ عبد الرزاق عبد القادر الجيلاني، وكان عبد الرزاق قد نزل دمشق بعد وفاة والده، وتوفي عبد الرزاق بدمشق ودفن فيها وتوزع ابناؤه في شتى انحاء العالم الاسلامي، في سوريا ومصر، وحلّ قسم منهم منطقة عكار وتلكلخ وحصن الاكراد، وما لبثت هذه الاسره ان نالت مكانة دينية مرموقة بين الناس وتولى احد افرادها منصب الافتاء بعكار، وتجدر الاشارة الى أن منصب الافتاء انشئ سنة 1570م. واقامت هذه الاسرة الزوايا العديدة ونشروا الطريقة القادرية، وكانت حلقات الذكر تفتتح بتلاوة من القرآن الكريم ثم المدائح النبوية، فالذكر بكلمة التوحيد( لا إله إلا الله) وباسماء الله الحسنى، تارة بالقلب وأخرى باللسان حتى يجتمعا عليه، ومرة بين القلب واللسان، وكل مريد يجلس في مكان محدد له، ويتمايلون يمنه ويسره حتى اذا سيطر عليهم الوجد وهو حال من الشعور الخفي وهو بدء النشوة في الكيان، وقفوا بشكل حلقة في وسطها شيخهم فيدورون حوله ويحركون رؤوسهم مع استمرار الذكر والحادي يحدوهم بالمدائح النبوية والتضرعات الالهية، بعد ذلك يرتاح المريدون فيما يتولى شيخهم الدعاء، ويختتم الذكر بتلاوة فاتحة الكتاب.
عن جريدة البيان
هو واحد من دوحة الامام عبد القادر الجيلاني، أحد حفدة الرسول عليه الصلاة والسلام.
تقي ورع، رحب الصدر، عالي الهمة، خطيب مفوه ذو لسان فصيح، عالم فقيه، مرجع في حل المعضلات الدينية، مُبسط للأمور الشرعية كان واقفاً على منهج السلف الصالح وفق مذاهب أهل السنة الائمة الاربعة، وكان أكثر الشيوخ نشاطاً وتدريساً في الحقبة التي عاش فيها، وقد طبقت شهرته الانحاء فوفد اليه الطلاب من كل الجوار ينهلون من معين علمه وسعة معارفه.
وكان رحمه الله بهي الطلعة، جميل المحيا، كثيف اللحية، وقوراً مهاباً قدس الناس سيرته، ولعل أهم الاسباب اتصال نسبه بالرسول الأمين، وسلوكه القويم وايمانه العميق.
صوفي مريد، سلك طريق اجداده، وفهم الصوفية كترويض للروح وتنزيه للسان وحفظ للجوارح واداء للفرائض، وكانت زاويته معروفة في محلة السويقة ملتقى العلماء، ورجال الدين والعبّاد، وكان يعارض استعمال المزاهر وضرب الشيش اثناء حلقات الذكر، ذكره العلامة الشيخ يوسف النبهاني في موسوعته: جامع كرامات الأولياء (الصادر سنة 1329 هـ والذي طبع بمطابع دار الكتب العربية بمصر) كما يلي: أحد أكابر العلماء الاعلام، وسادات الاولياء الكرام وصاحب كرامات كثيرة، وقد أورد النبهاني عدداً من هذه الكرامات عمن شاهدها من الثقاة وعُدّت من الخوارق.
اما المؤرخ عبد الله نوفل فقال عن الشيخ نجيب في التراجم انه علم من اعلام العلم والفضل، وسرد الكثير عن تاريخ حياته.
ولد محمدنجيب في طرابلس سنة 1190 هـ على وجه التقريب، وتربى بعناية في كنف والده الشيخ عبد الفتاح الزعبي الكبير وأخذ عنه تعلقه بالله وحب رسوله، تلقى علومه الأولى في كتاتيب طرابلس كعاده أهل البلد في ذلك الحين، ثم سافر الى ارض الكنانة والتحق بالازهر، فأتقن العلوم الفقهية واللسانية على مختلف المذاهب، وعاد الى بلده فتعين خطيباً في الجامع المنصوري الكبير سنة 1229 هـ بعد وفاة الشيخ عثمان خضر آغا زاده، وكان يصعد المنبر لالقاء خطبة الجمعة حاملاً سيفاً أثرياً كعادة خطباء الجوامع في المدن الاسلامية التي فتحت قسراً، كما كان يعطي الدروس الدينية، ومن اشهر طلبته الشيخ عبد الغني الرافعي الذي تولى الافتاء فيما بعد، والشيخ أحمد محمد سلطان قاضي الشرع في طرابلس والذي أصبح حاكماً بعد اعفاء مصطفى آغا بربر، والشيخ امين محمد سلطان وغيرهم.
ترك مترجمنا بعض الآثار المكتوبة من الشروح والحواشي والخطب. وذكر المؤرخ الدكتورعمر تدمري ان الشيخ نجيب كان وكيلاً لحاكم طرابلس مصطفى آغا بربر في دعوى منازعة حول ملكية ارض في ناحية الكوره وذلك أمام القاضي الشيخ ابراهيم السنوسي سنة 1248هـ.
والزعبي اسم اسرة من الاسر الاسلامية المنتشرة في العالم الاسلامي والتي تعرف ايضاً بالجيلاني والكيلاني، وكلهم من اصول واحدة يعود نسبها الى الشيخ عبد الرزاق عبد القادر الجيلاني، وكان عبد الرزاق قد نزل دمشق بعد وفاة والده، وتوفي عبد الرزاق بدمشق ودفن فيها وتوزع ابناؤه في شتى انحاء العالم الاسلامي، في سوريا ومصر، وحلّ قسم منهم منطقة عكار وتلكلخ وحصن الاكراد، وما لبثت هذه الاسره ان نالت مكانة دينية مرموقة بين الناس وتولى احد افرادها منصب الافتاء بعكار، وتجدر الاشارة الى أن منصب الافتاء انشئ سنة 1570م. واقامت هذه الاسرة الزوايا العديدة ونشروا الطريقة القادرية، وكانت حلقات الذكر تفتتح بتلاوة من القرآن الكريم ثم المدائح النبوية، فالذكر بكلمة التوحيد( لا إله إلا الله) وباسماء الله الحسنى، تارة بالقلب وأخرى باللسان حتى يجتمعا عليه، ومرة بين القلب واللسان، وكل مريد يجلس في مكان محدد له، ويتمايلون يمنه ويسره حتى اذا سيطر عليهم الوجد وهو حال من الشعور الخفي وهو بدء النشوة في الكيان، وقفوا بشكل حلقة في وسطها شيخهم فيدورون حوله ويحركون رؤوسهم مع استمرار الذكر والحادي يحدوهم بالمدائح النبوية والتضرعات الالهية، بعد ذلك يرتاح المريدون فيما يتولى شيخهم الدعاء، ويختتم الذكر بتلاوة فاتحة الكتاب.