فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 03:14 PM
الأديب رضوان الشهال
عن جريدة البيان
فنان مبدع، شاعر ملهم، ناقد فذ، قاص وراو،صاحب نزعة انسانية، قاوم الظلم والقهر، ولم ينحن أمام القمع، ولم يخرس امام الطغاة،
كان ذا اخلاق رفيعة وتواضع جم، عطوفاً، هني المعشر يحلو العيش معه، كرّس قلمه، وريشته لخدمة بلاده، واحتل موقعاً متميزاً في الدراسة الأدبية المرتكزه على الفهم العميق للنص الأدبي، وبعطائه المبكر في حقل القصة القصيرة والشعر، ولعل التفرد الابرز الذي كان لرضوان الشهال يتمثل في كونه الأديب الذي مازج الانتاج الأدبي مع الانتاج التشكيلي بفضل رسومه الواقعية أو الخياليه التي كانت دور النشر تتهافت عليه في توصيته عليها لتزيين الطبعات الفاخرة للدواوين الشعرية وغيرها من المصنفات، ومنها كتب أدبية لمارون عبود ومخائيل نعيمه وسعيد عقل وبعض الكتب التربوية أهمها كتاب ( المصور في تاريخ لبنان) وحاز على جائزة سعيد عقل عن مجموعته الشعرية ( جرار الصيف)
وصفه أحد اصدقائه الادباء بما يلي : رضوان الشهال، وجه وضيئ ينضح بالوداعة والنبل والشفافية، تتألق فيه عينان تفيضان رقة وذكاء وشاعرية وتزاحمان الشفتين على الاستئثار بابتسامة هي العذوبة في ولادتها البكر، أي انسان مصفى هذا الانسان؟
اما الأديب السوري حنا مينه فقال فيه: يدهشك بما فيه من علم غزير، وثقافة موسوعية، وقدرة على فهم كبار شعرائنا من امرىء القيس الى المتنبي، فهماً عصرياً فيه الحداثة والأصالة معاً، وفيه تلك اللغة العربية الناصعة المشرقة البليغة.
ولد رضوان الشهال في طرابلس سنة 1915 وتلقى دروسه الابتدائيه والمتوسطة في عدد من المعاهد الوطنية والأجنبيه متنقلاً ما بين صيدا وبيروت والشوف واللاذقية وطرابلس،بحكم وظيفة ابيه القاضي جميل الشهال. اما دراسته الثانوية فكانت بدار التربية والتعليم الاسلامية بطرابلس فتخرج منها العام1933، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة الاسكندرية. وعمل بدار الهلال في مجال الرسم وشركة الاعلانات الشرقية بالقاهرة واتيح له أن يكون على اتصال بالحركة الثقافية والادبية والفنية بمصر، ثم عاد الى لبنان وعمل في عدد من المجلات ونفذ رسوماً لها، وابتكر شخصية ( ابو خليل) أبن الشعب اللبناني لمجلة الصياد، ونجحت هذه الشخصيه وصارت على كل لسان.
ومن محاولاته الشعرية القديمة قصيدة تنم عن مفهوم لطبيعة الشعر وجوهره، قال في مطلعها:
الشعر صدرُ جوادٍ ليس ينهزمُ
من الحياة ولا تلوي به لُجُمُ
ابو الملاحم لم تمضِ السيوف بها
ابو المجاهل لم تضرب بها قدمُ
عيناه لؤلؤتان الحبُ ضوؤهما
وهاجسُ المستحيل المعجز النغمُ
والارض اوطانه لا الوهم يحملها
بصدره ومحط الحافر القممُ
ولمترجمنا مؤلفات قصصية ومجموعات شعرية وعدد من الدراسات النقدية ومقالات عديده في الصحف اللبنانية والعربية وعطاءاته المبدعة
سواء بقلمه ام بريشته ستبقى معيناً يغترف منه المثقفون والدارسون ويستمدون من خلاله الزاد مهما تنوعت مسيراتهم الأدبية وطرق تواصلهم الفكرية واساليب تعاطيهم مع الكتاب والقافية واللوحة. في اوخر العام 1987 شعر رضوان ببوادر المرض، وبعد اشهر قليله وافاه الأجل في 15 تشرين الأول 1988، واقيم له حفل تأبين كبير دعت اليه كثير من الهيئات الادبية والثقافيه والفنية في لبنان، ورثاه النقيب الشاعر رشيد درباس بقصيدة جميلة فيها ترميز وتعبير وتدليل، جاء في مطلعها:
رحَلَْتَ.. وظِلُ حياتك وهجٌ ... يضرّج شمسك بعد الافولْ
فلا الأفق وشاحاً من البرتقال... ولا الليل يرخي عليك سدولْ
ولون البنفسج يذوي عياناً... وفي النفس يبقى عصّي الذبولْ
تواضعت نوم النوى في الثرى... ونوافيرُ نخلك تغزو السهولْ
الى أن يقول
نزيلَ الحنان سلامُ الحمام عليك... هديل هوى لا يحولْ
مثلْنا امامك نشتارُ انساً... وبين يديك يطيب المثولْ
فصدق الحنان مدى راحتيك... صفاءُ النفوس..ودفء العقولْ
اوجّهُ شعري اليك.. وعنكَ ..وارقب رأيك فيما أقولْ.
ولئن غاب وجه رضوان عن الحياة، فان ذكراه باقيه، كأجمل وانقى ما تكون الرؤيا. رحمه الله.
عن جريدة البيان
فنان مبدع، شاعر ملهم، ناقد فذ، قاص وراو،صاحب نزعة انسانية، قاوم الظلم والقهر، ولم ينحن أمام القمع، ولم يخرس امام الطغاة،
كان ذا اخلاق رفيعة وتواضع جم، عطوفاً، هني المعشر يحلو العيش معه، كرّس قلمه، وريشته لخدمة بلاده، واحتل موقعاً متميزاً في الدراسة الأدبية المرتكزه على الفهم العميق للنص الأدبي، وبعطائه المبكر في حقل القصة القصيرة والشعر، ولعل التفرد الابرز الذي كان لرضوان الشهال يتمثل في كونه الأديب الذي مازج الانتاج الأدبي مع الانتاج التشكيلي بفضل رسومه الواقعية أو الخياليه التي كانت دور النشر تتهافت عليه في توصيته عليها لتزيين الطبعات الفاخرة للدواوين الشعرية وغيرها من المصنفات، ومنها كتب أدبية لمارون عبود ومخائيل نعيمه وسعيد عقل وبعض الكتب التربوية أهمها كتاب ( المصور في تاريخ لبنان) وحاز على جائزة سعيد عقل عن مجموعته الشعرية ( جرار الصيف)
وصفه أحد اصدقائه الادباء بما يلي : رضوان الشهال، وجه وضيئ ينضح بالوداعة والنبل والشفافية، تتألق فيه عينان تفيضان رقة وذكاء وشاعرية وتزاحمان الشفتين على الاستئثار بابتسامة هي العذوبة في ولادتها البكر، أي انسان مصفى هذا الانسان؟
اما الأديب السوري حنا مينه فقال فيه: يدهشك بما فيه من علم غزير، وثقافة موسوعية، وقدرة على فهم كبار شعرائنا من امرىء القيس الى المتنبي، فهماً عصرياً فيه الحداثة والأصالة معاً، وفيه تلك اللغة العربية الناصعة المشرقة البليغة.
ولد رضوان الشهال في طرابلس سنة 1915 وتلقى دروسه الابتدائيه والمتوسطة في عدد من المعاهد الوطنية والأجنبيه متنقلاً ما بين صيدا وبيروت والشوف واللاذقية وطرابلس،بحكم وظيفة ابيه القاضي جميل الشهال. اما دراسته الثانوية فكانت بدار التربية والتعليم الاسلامية بطرابلس فتخرج منها العام1933، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة الاسكندرية. وعمل بدار الهلال في مجال الرسم وشركة الاعلانات الشرقية بالقاهرة واتيح له أن يكون على اتصال بالحركة الثقافية والادبية والفنية بمصر، ثم عاد الى لبنان وعمل في عدد من المجلات ونفذ رسوماً لها، وابتكر شخصية ( ابو خليل) أبن الشعب اللبناني لمجلة الصياد، ونجحت هذه الشخصيه وصارت على كل لسان.
ومن محاولاته الشعرية القديمة قصيدة تنم عن مفهوم لطبيعة الشعر وجوهره، قال في مطلعها:
الشعر صدرُ جوادٍ ليس ينهزمُ
من الحياة ولا تلوي به لُجُمُ
ابو الملاحم لم تمضِ السيوف بها
ابو المجاهل لم تضرب بها قدمُ
عيناه لؤلؤتان الحبُ ضوؤهما
وهاجسُ المستحيل المعجز النغمُ
والارض اوطانه لا الوهم يحملها
بصدره ومحط الحافر القممُ
ولمترجمنا مؤلفات قصصية ومجموعات شعرية وعدد من الدراسات النقدية ومقالات عديده في الصحف اللبنانية والعربية وعطاءاته المبدعة
سواء بقلمه ام بريشته ستبقى معيناً يغترف منه المثقفون والدارسون ويستمدون من خلاله الزاد مهما تنوعت مسيراتهم الأدبية وطرق تواصلهم الفكرية واساليب تعاطيهم مع الكتاب والقافية واللوحة. في اوخر العام 1987 شعر رضوان ببوادر المرض، وبعد اشهر قليله وافاه الأجل في 15 تشرين الأول 1988، واقيم له حفل تأبين كبير دعت اليه كثير من الهيئات الادبية والثقافيه والفنية في لبنان، ورثاه النقيب الشاعر رشيد درباس بقصيدة جميلة فيها ترميز وتعبير وتدليل، جاء في مطلعها:
رحَلَْتَ.. وظِلُ حياتك وهجٌ ... يضرّج شمسك بعد الافولْ
فلا الأفق وشاحاً من البرتقال... ولا الليل يرخي عليك سدولْ
ولون البنفسج يذوي عياناً... وفي النفس يبقى عصّي الذبولْ
تواضعت نوم النوى في الثرى... ونوافيرُ نخلك تغزو السهولْ
الى أن يقول
نزيلَ الحنان سلامُ الحمام عليك... هديل هوى لا يحولْ
مثلْنا امامك نشتارُ انساً... وبين يديك يطيب المثولْ
فصدق الحنان مدى راحتيك... صفاءُ النفوس..ودفء العقولْ
اوجّهُ شعري اليك.. وعنكَ ..وارقب رأيك فيما أقولْ.
ولئن غاب وجه رضوان عن الحياة، فان ذكراه باقيه، كأجمل وانقى ما تكون الرؤيا. رحمه الله.