فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 03:18 PM
الاديب سليم دي نوفل
عن جريدة البيان
هو من سلالة عربية يمنية الاصل، ظهر نبوغه في العاشرة من عمره، فرثى أمه بأبيات شعر رقيقة مؤثرة، كتب بالعربية والفرنسية كأحد علمائها الكبار، وخطب في المنتديات الاوروبية كواحد من أبرع خطباء المنابر بفصاحته وبلاغته، وألّم باتقان بالانكليزية والروسية والتركية والحبشية.
دافع بكتاباته المتعددة عن العرب والاسلام، وعن روحهم العظيمة وشرح للاوروبيين مشكلات الفقة الاسلامي ومطابقة الدين الاسلامي الحقيقي للمدنية، وقمة كتبه كان النسل والطلاق وقد نال شهرة واسعة، كتبت عن مترجمنا مجلات وصحف العرب الكبرى كالمقتطف والمباحث والهلال والجامعة وبعض الجرائد اليومية والاسبوعية في مصر وبلاد الشام، كما نوه عنه جرجي زيدان في تاريخ آداب اللغة العربية وتراجم مشاهير الشرق.
وذكر الاديب فرح أنطون في مجلته الجامعة تقريظاً من جريدة بطرسبرج الروسية لكتاب سليم نوفل جاء فيه: "ثناء كثير على المؤلف ومما كتبه ان قراء كتابات مسيو نوفل لا يقرأون في كتبه اقوال مستشرق من الدرجة الاولى، وعالم متضلع بالفلسفة واللاهوت فقط، ولكنهم يقرأون أيضاً كتابة رجل يجري في عروقه دم عربي ...."
ولد سليم عبد الله جرجس بن نوفل المعروف بالنحو الطرابلسي سنة 1828 في طرابلس، وكان منذ نعومة اظفاره حاد الذكاء حاضر الذهن قوي الحافظة، والحادثة التالية التي أوردها المؤرخ عبد الله نوفل تدل على ما ذكر: .... وهو انه كان بين كتب أبيه كتاب للصلاة تقرأ فيه العائلة صلاتها قبل النوم، فجاء ذات يوم كاهن العائلة للاعتراف وفتشوا على الكتاب فلم يجدوه، فاستاء والد المترجم لفقد الكتاب، وإذا بالصغير سليم يهون الامر على ابيه بقوله لا تتكدر يا أبتاه لفقد الكتاب وخذ قلماً وانا املي عليك غيباً ما تريد قراءته، وفعلاً فعل ذلك.
ونوفل: من اسماء الذكور عند الجميع، عربي بمعنى العطية تعطيها تطوعاً من غيران تجب عليك، ومنه قيل لصلاة التطوع نافلة، وبها سميّ الرجل نوفلاً، أو هو من العبرية بمعنى المرعب والجبار والقدير، قال العالم الدمشقي محب الدين الخطيب: ووردت الجبابرة في الاصل العبري من التوراة بلفظ نوفل او نيفليم، والعرب تسمي البحر نوفلاً وتسمي بعض اولاد السباع نوفلاً، وممن سميَ به عند العرب نوفل بن عبد مناف بن قصي أخو هاشم بن عبد مناف الجد الثاني للنبي عليه الصلاة والسلام.
وآل نوفل حورانيو الاصل من الغساسنة المتنصرة، والغساسنة قوم من اليمن هجروا بلادهم عند انفجار سدَ مأرب في القرن الثالث واستوطنوا بلاد حوران، ثم قدموا شمال لبنان منذ اربعة قرون تقريباً لدواع مختلفة اهمها إستفحال العداوان بين القيسية واليمنية والخلافات الطائفية، واستقروا في بلدة انفة ثم هبطوا طرابلس.
في سنة 1840 دخل سليم نوفل مدرسة عينطورة للآباء اللعازاريين في كسروان لمدة سنتين واخذ يتردد على الشيخ ناصيف اليازجي فاستفاد من معارفه في اللغة والادب، ثم عاد الى طرابلس وعكف على المطالعة والبحث والدرس، وعُرف عنه شغفه في توسيع علومه، وجلده الشديد على المراجعة والنقد.
في سنة 1847 تأسست اول جمعية ادبية في بيروت ضمت خمسين عضواً، اربعين من بيروت ونحو عشرة اعضاء من دمشق وطرابلس وصيدا وغيرها، وذكر جرجي زيدان ان هناك عضوين من طرابلس أحدهما سليم نوفل، وكان على اتصال بنخبة من العلماء والادباء في بيروت منهم المستشرق الاميركي الهولندي الاصل الدكتور كرنيليوس فان ديك مؤسس كلية الطب في الجامعة الاميركية الذي اطلق على طرابلس مدينة العلم والعلماء، والمعلم بطرس البستاني ابن عمه الاديب نوفل نوفل الذي كان على خلاف معه إثر اعتناق الاخير المذهب البروتستنتي، فألف سليم كتاباً بعنوان نصر الدين الغضنفري، ورد عليه بكتاب: "جويب كليمات الشيخ نصر الدين الغضنفري" عُين سليم نوفل استاذاً للاداب العربية في جامعة بطر سبرج الروسية بناء لتوصية البطريرك الإنطاكي، وجعله القيصر ترجماناً له وأحبه لفطنته وسرعة بديهته وسعة معارفه وبعد نظره، فقربه منه ومنحه لقب شرف فصار يدعى سليم دي نوفل، وفي سنة 1879 منحه لقب مستشار للبلاط وللدولة الروسية ولقب بصاحب السعادة، كما منح عدة أوسمة رفيعة.
من شعره هذه الابيات في رثاء شقيقه اسعد:
يهون الخطب عندي انه رحلا الى النعيم وفي جناته نزلا
وبات في حضن ابراهيم متكئاً والاسعد الشاب عن دار الشقاء سلا
ومنها:
وان بكيت فعن شوق لرؤيته نيران فرقته قلبي بها اشتعلا
من مؤلفاته بالفرنسية وكلها تدور عن الاسلام:
1 - مطابقة الدين الاسلامي الحقيقي للمدنية
2- النسل والطلاق
3- صاحب الشريعة الاسلامية
4- الزواج في الاسلام
5- الملكية في الاسلام وفي العربية:
1- رواية الجرجسين
2- نصر الدين الغضنفري
توفاه الله في عاصمة الروس سنة 1902 عن اربعة وسبعين عاماً مخلفاً وراءه الذكر الطيب والكتب والرسائل النفسية، وقد أبّنته الصحف الروسية والفرنسية والعربية كالمقتطف والهلال والاهرام والمقطم ولسان الحال وغيرها وعددت مآثره ونوهت بجليل اعماله.
عن جريدة البيان
هو من سلالة عربية يمنية الاصل، ظهر نبوغه في العاشرة من عمره، فرثى أمه بأبيات شعر رقيقة مؤثرة، كتب بالعربية والفرنسية كأحد علمائها الكبار، وخطب في المنتديات الاوروبية كواحد من أبرع خطباء المنابر بفصاحته وبلاغته، وألّم باتقان بالانكليزية والروسية والتركية والحبشية.
دافع بكتاباته المتعددة عن العرب والاسلام، وعن روحهم العظيمة وشرح للاوروبيين مشكلات الفقة الاسلامي ومطابقة الدين الاسلامي الحقيقي للمدنية، وقمة كتبه كان النسل والطلاق وقد نال شهرة واسعة، كتبت عن مترجمنا مجلات وصحف العرب الكبرى كالمقتطف والمباحث والهلال والجامعة وبعض الجرائد اليومية والاسبوعية في مصر وبلاد الشام، كما نوه عنه جرجي زيدان في تاريخ آداب اللغة العربية وتراجم مشاهير الشرق.
وذكر الاديب فرح أنطون في مجلته الجامعة تقريظاً من جريدة بطرسبرج الروسية لكتاب سليم نوفل جاء فيه: "ثناء كثير على المؤلف ومما كتبه ان قراء كتابات مسيو نوفل لا يقرأون في كتبه اقوال مستشرق من الدرجة الاولى، وعالم متضلع بالفلسفة واللاهوت فقط، ولكنهم يقرأون أيضاً كتابة رجل يجري في عروقه دم عربي ...."
ولد سليم عبد الله جرجس بن نوفل المعروف بالنحو الطرابلسي سنة 1828 في طرابلس، وكان منذ نعومة اظفاره حاد الذكاء حاضر الذهن قوي الحافظة، والحادثة التالية التي أوردها المؤرخ عبد الله نوفل تدل على ما ذكر: .... وهو انه كان بين كتب أبيه كتاب للصلاة تقرأ فيه العائلة صلاتها قبل النوم، فجاء ذات يوم كاهن العائلة للاعتراف وفتشوا على الكتاب فلم يجدوه، فاستاء والد المترجم لفقد الكتاب، وإذا بالصغير سليم يهون الامر على ابيه بقوله لا تتكدر يا أبتاه لفقد الكتاب وخذ قلماً وانا املي عليك غيباً ما تريد قراءته، وفعلاً فعل ذلك.
ونوفل: من اسماء الذكور عند الجميع، عربي بمعنى العطية تعطيها تطوعاً من غيران تجب عليك، ومنه قيل لصلاة التطوع نافلة، وبها سميّ الرجل نوفلاً، أو هو من العبرية بمعنى المرعب والجبار والقدير، قال العالم الدمشقي محب الدين الخطيب: ووردت الجبابرة في الاصل العبري من التوراة بلفظ نوفل او نيفليم، والعرب تسمي البحر نوفلاً وتسمي بعض اولاد السباع نوفلاً، وممن سميَ به عند العرب نوفل بن عبد مناف بن قصي أخو هاشم بن عبد مناف الجد الثاني للنبي عليه الصلاة والسلام.
وآل نوفل حورانيو الاصل من الغساسنة المتنصرة، والغساسنة قوم من اليمن هجروا بلادهم عند انفجار سدَ مأرب في القرن الثالث واستوطنوا بلاد حوران، ثم قدموا شمال لبنان منذ اربعة قرون تقريباً لدواع مختلفة اهمها إستفحال العداوان بين القيسية واليمنية والخلافات الطائفية، واستقروا في بلدة انفة ثم هبطوا طرابلس.
في سنة 1840 دخل سليم نوفل مدرسة عينطورة للآباء اللعازاريين في كسروان لمدة سنتين واخذ يتردد على الشيخ ناصيف اليازجي فاستفاد من معارفه في اللغة والادب، ثم عاد الى طرابلس وعكف على المطالعة والبحث والدرس، وعُرف عنه شغفه في توسيع علومه، وجلده الشديد على المراجعة والنقد.
في سنة 1847 تأسست اول جمعية ادبية في بيروت ضمت خمسين عضواً، اربعين من بيروت ونحو عشرة اعضاء من دمشق وطرابلس وصيدا وغيرها، وذكر جرجي زيدان ان هناك عضوين من طرابلس أحدهما سليم نوفل، وكان على اتصال بنخبة من العلماء والادباء في بيروت منهم المستشرق الاميركي الهولندي الاصل الدكتور كرنيليوس فان ديك مؤسس كلية الطب في الجامعة الاميركية الذي اطلق على طرابلس مدينة العلم والعلماء، والمعلم بطرس البستاني ابن عمه الاديب نوفل نوفل الذي كان على خلاف معه إثر اعتناق الاخير المذهب البروتستنتي، فألف سليم كتاباً بعنوان نصر الدين الغضنفري، ورد عليه بكتاب: "جويب كليمات الشيخ نصر الدين الغضنفري" عُين سليم نوفل استاذاً للاداب العربية في جامعة بطر سبرج الروسية بناء لتوصية البطريرك الإنطاكي، وجعله القيصر ترجماناً له وأحبه لفطنته وسرعة بديهته وسعة معارفه وبعد نظره، فقربه منه ومنحه لقب شرف فصار يدعى سليم دي نوفل، وفي سنة 1879 منحه لقب مستشار للبلاط وللدولة الروسية ولقب بصاحب السعادة، كما منح عدة أوسمة رفيعة.
من شعره هذه الابيات في رثاء شقيقه اسعد:
يهون الخطب عندي انه رحلا الى النعيم وفي جناته نزلا
وبات في حضن ابراهيم متكئاً والاسعد الشاب عن دار الشقاء سلا
ومنها:
وان بكيت فعن شوق لرؤيته نيران فرقته قلبي بها اشتعلا
من مؤلفاته بالفرنسية وكلها تدور عن الاسلام:
1 - مطابقة الدين الاسلامي الحقيقي للمدنية
2- النسل والطلاق
3- صاحب الشريعة الاسلامية
4- الزواج في الاسلام
5- الملكية في الاسلام وفي العربية:
1- رواية الجرجسين
2- نصر الدين الغضنفري
توفاه الله في عاصمة الروس سنة 1902 عن اربعة وسبعين عاماً مخلفاً وراءه الذكر الطيب والكتب والرسائل النفسية، وقد أبّنته الصحف الروسية والفرنسية والعربية كالمقتطف والهلال والاهرام والمقطم ولسان الحال وغيرها وعددت مآثره ونوهت بجليل اعماله.