فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 03:26 PM
الشاعر جرجس نعوم
عن جريدة البيان
شاعر مجيد، متوقد الذهن، شديد الذكاء، صاحب ذاكرة قوية، أعمى البصر، نافذ البصيرة، تقي ورع، درس الأمور اللاهوتية، وتعلم العربية وآدابها سماعاً فبرع فيهما، ونظم الشعر بقريحة فياضة فحفظ قصائد كبار شعراء العرب، وشغف بتاريخ حياتهم وقصصهم وتنقلاتهم.
ترك مترجمنا آثاراً أدبية جيدة، وكتب رسائل ومقالات كثيرة، من آثاره الادبية، روايات أربع مثلت على مسارح طرابلس ونالت إستحساناً وضمّنتها كثيراً من شعره، وقد اعتبره الدكتور نزيه كبارة في كتابه المسرح في لبنان الشمالي من اعلام الكتابة المسرحية خلال القرن التاسع عشر:
- المروءة والوفاء
- الكونت مونتغومري
- قين وقينة
- السيد
وللشاعر جرجس نعوم ثلاثة دواوين من الشعر في المدح والرثاء والوصف، وفي مقدمة ديوانه، الذي سماه "تحفة الاخوان وهدية الخلان" قال:
ذي نبذ من نظمي الحقير معترفاً بالعجز والتقصير
وحيث اتحفت بها إخواني سميتها هدية الخلان
وانني أطلب من قرائها ان يسبلوا عفواً على خطّائها ونظم قصيدة مطولة يصف فيها طرابلس، أقتطف منها هذه الابيات:
سفرتْ عن الوجه الوسيم الأنور فزها على البدر المنير المقمر
وتفاخرت عجباً بفرط جمالها هيفاء تخطر بالوشاح الاخضر
جليت محاسنها كطلعة زهرة يا ليتها مقرونة بالمشتري
فتلوح بين مطرز ومزركش ومذهب ومنقط بالعنبر
ولقد حوتْ كل الجمال رياضُها وعيون نرجسها كطرف أحور
الى ان يقول:
يا زائر الفيحاء في غسق الدجى تهديك نفحة روضها المتعطر
قولوا لطالب قربها تحظى به ضمن الحدائق والجنان المزهر
وتشم عطراً من ثغور زهورها وتسيغ ماءً بارداً كالكوثر
ومن شعره في الرثاء:
تباً لدار الزوال مصيرها يا راغباً فيها سباك غرورها
اما في الغزل فقال:
لي غادة قد غدا كل الجمال بها لاغرو ان هام قلبي صبوة فيها
لا تنطفي غلتي إلا برؤيتها وعلّتي ليس غير القرب يشفيها
الشعر ليل به ضلت بصائرنا لكن صبح المحيا فهو يبديها
وقوله:
قالوا: تسل عن المحبوب قلت لهم كيف السلو وهو في القلب موجود
فلست ممن تسلى عن أحبته حتى أموت ويرعى مهجتي الدود
وقال في جماعة الضالين:
ان الذين نفوا قول الكتاب لقد ضلوا اعتسافاً وتاهوا في طرائقهم
فإن يك الدين وهماً حسبما زعموا لا شك ذا الوهمُ خير من حقائقهم
ولد جرجس بن يوسف نعوم في اسكلة طرابلس سنة 1844، وفقد بصره وهو في الثالثة من عمره، فنشأ كفيفاً، ولم ييأس بل زاده العمى عزيمة قوية، فانكب على دراسة اللغة العربية سماعاً.
ينتمي مترجمنا الى أسرة قديمة من آل نعوم، ونعوم من اسماء الذكور عند المسيحيين، عربي تصغير نعوم او نعمة، أو هو من النعومة بمعنى الناعم اللين الملمس.
لم يُعمَّر طويلاً فقد وافاه الاجل كهلاً فمات سنة 1895 عن عمر ناهز الواحد والخمسين مأسوفاً على أدبه وخصاله الحميدة.
عن جريدة البيان
شاعر مجيد، متوقد الذهن، شديد الذكاء، صاحب ذاكرة قوية، أعمى البصر، نافذ البصيرة، تقي ورع، درس الأمور اللاهوتية، وتعلم العربية وآدابها سماعاً فبرع فيهما، ونظم الشعر بقريحة فياضة فحفظ قصائد كبار شعراء العرب، وشغف بتاريخ حياتهم وقصصهم وتنقلاتهم.
ترك مترجمنا آثاراً أدبية جيدة، وكتب رسائل ومقالات كثيرة، من آثاره الادبية، روايات أربع مثلت على مسارح طرابلس ونالت إستحساناً وضمّنتها كثيراً من شعره، وقد اعتبره الدكتور نزيه كبارة في كتابه المسرح في لبنان الشمالي من اعلام الكتابة المسرحية خلال القرن التاسع عشر:
- المروءة والوفاء
- الكونت مونتغومري
- قين وقينة
- السيد
وللشاعر جرجس نعوم ثلاثة دواوين من الشعر في المدح والرثاء والوصف، وفي مقدمة ديوانه، الذي سماه "تحفة الاخوان وهدية الخلان" قال:
ذي نبذ من نظمي الحقير معترفاً بالعجز والتقصير
وحيث اتحفت بها إخواني سميتها هدية الخلان
وانني أطلب من قرائها ان يسبلوا عفواً على خطّائها ونظم قصيدة مطولة يصف فيها طرابلس، أقتطف منها هذه الابيات:
سفرتْ عن الوجه الوسيم الأنور فزها على البدر المنير المقمر
وتفاخرت عجباً بفرط جمالها هيفاء تخطر بالوشاح الاخضر
جليت محاسنها كطلعة زهرة يا ليتها مقرونة بالمشتري
فتلوح بين مطرز ومزركش ومذهب ومنقط بالعنبر
ولقد حوتْ كل الجمال رياضُها وعيون نرجسها كطرف أحور
الى ان يقول:
يا زائر الفيحاء في غسق الدجى تهديك نفحة روضها المتعطر
قولوا لطالب قربها تحظى به ضمن الحدائق والجنان المزهر
وتشم عطراً من ثغور زهورها وتسيغ ماءً بارداً كالكوثر
ومن شعره في الرثاء:
تباً لدار الزوال مصيرها يا راغباً فيها سباك غرورها
اما في الغزل فقال:
لي غادة قد غدا كل الجمال بها لاغرو ان هام قلبي صبوة فيها
لا تنطفي غلتي إلا برؤيتها وعلّتي ليس غير القرب يشفيها
الشعر ليل به ضلت بصائرنا لكن صبح المحيا فهو يبديها
وقوله:
قالوا: تسل عن المحبوب قلت لهم كيف السلو وهو في القلب موجود
فلست ممن تسلى عن أحبته حتى أموت ويرعى مهجتي الدود
وقال في جماعة الضالين:
ان الذين نفوا قول الكتاب لقد ضلوا اعتسافاً وتاهوا في طرائقهم
فإن يك الدين وهماً حسبما زعموا لا شك ذا الوهمُ خير من حقائقهم
ولد جرجس بن يوسف نعوم في اسكلة طرابلس سنة 1844، وفقد بصره وهو في الثالثة من عمره، فنشأ كفيفاً، ولم ييأس بل زاده العمى عزيمة قوية، فانكب على دراسة اللغة العربية سماعاً.
ينتمي مترجمنا الى أسرة قديمة من آل نعوم، ونعوم من اسماء الذكور عند المسيحيين، عربي تصغير نعوم او نعمة، أو هو من النعومة بمعنى الناعم اللين الملمس.
لم يُعمَّر طويلاً فقد وافاه الاجل كهلاً فمات سنة 1895 عن عمر ناهز الواحد والخمسين مأسوفاً على أدبه وخصاله الحميدة.