فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 03:35 PM
الدكتور عبد الرحمن مرحبا
عن جريدة البيان
باحث في الفلسفة والعلوم، أستاذ جامعي أثبت حضوره الاكاديمي خلال سنوات التدريس، كما كان له حضور لافت في الحياة العلمية والفكرية، لا سيما فيما أصدره من كتب عديدة، وما نشره من مقالات.
صاحب عمامة بيضاء، تعلّم القرآن الكريم في مطلع حياته، والتزم بالاسلام ديناً وبالعروبة هوية وانتماءً.
معلم موسوعي، أمضى ما ينيف على أربعين سنة، يبحث ويقارن ويناقش ويرفض ويعترض ويدبج الكتب بصمت دون ضجة، لانه رغب في العمل الجدي في حياته، ولم يسع للظهور الاعلامي بل بقي في الظل.
هو من الباحثين النابغين في لبنان، رسم الطريق بتمكن وتوفق. كان يرى ان الصراع في المجتمع العربي المعاصر، سينتج عن فلسفة خاصة ونظام خاص، دونما الحاجة الى إقتباس فلسفة جاهزة او نظام من الخارج، لان من الخير ان يحدث الصراع إقامة الصرح القومي حتى لا يبنى على فكرة غريبة او مصطنعة او مقتبسة، والضمان لاستقرار الصرح القومي بعد قيامه هو الحب العربي الذي إذا هذّب النفوس، أدخل الصفاء والنقاء، وطهّر الحقد والبغضاء، وأزال غائلة التآمر.
يقول في أحد كتبه: ان الفكر الفلسفي كلٌ لا يتجزأ ترتبط حلقاته ارتباطاً وثيقاً وبتطور الماضي الى الحاضر بحيث لا يتيسر فهم المذاهب الحديثة إلا حين تُرد الى أصولها التي نشأت عنها.
ويتابع، ويتسلل بك الامر حتى تبلغ الاصل الاول الذي نبعت منه، والفلسفة كلمة يونانية استخدمها الإغريق للدلالة على هذا الضرب من التفكير، والاصل الاول للفلسفة بمعناها الإصطلاحي ظهر في اليونان في القرن السادس قبل الميلاد وظل ينمو وينمو حتى بلغ ذروته عند سقراط ثم افلاطون وأرسطو، ثم أخذ يتدهور.
تتألف كلمة فلسفة من المقطعين اليونانيين (فيلو) ومعناها محبة او صداقة، وسوفيا ومعناها الحكمة.
ان قراءة كتب الدكتور مرحبا حسب عناوينها، تسترعي الانتباه، ذلك أنها تحيل متتبعها الى مجهود فكري مفيد وشائق، وأهم ما كتب:
- نظرية النسبية لألبرت أينشتاين
- المسألة الفلسفية
- المرجع في تاريخ العلوم عند العرب
- جديد في مقدمة ابن خطاب الفلسفية الاسلامية
- قراءة وتحليلات في الفلسفة العربية الاسلامية
- انتفاضة العقل العربي
- الفلسفة قبل عصر الفلسفة
لقد قامت محاولات مترجمنا على تمكين الفلسفة العربية من التجدد والنهوض، اي على تمكين المثقف العربي بالأساس من ان يكون ممسكاً لناصيته في هذا العصر، وما نريد قوله ان الدكتور مرحبا أنتهى الى دراسات جمّه وتحقيقات لافتة، استهدفت من ذلك مدّ الفلسفة العربية بالمعرفة الشاملة، ولم يدع حقلاً فلسفياً إلا خاضه أو حاول خوضه.
ولد محمد عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الحميد مرحبا في طرابلس سنة 1925، وتعلم في مدارسها، وهو حائز على دكتوراه في الفلسفة والعلوم. إنتقل الى جوار ربه في 20 تموز عام 2006.
الشيخ الدكتور مرحبا، لا تنحصر سيرته في سطور وكلمات، ولكن في المحاولة بعض إشعاع ذلك الرجل، الذي شكّل صورة للإتزان المعرفي للفلسفة حتى سماه البعض بفيلسوف طرابلس، ونفتقده ونفتقد فيه صورة المعلم المتبصر المعاصر، وسيظل في الفلسفة والعلوم ذلك المرجع الذي دأب على الإستزادة من علوم الآخرين. رحمه الله.
عن جريدة البيان
باحث في الفلسفة والعلوم، أستاذ جامعي أثبت حضوره الاكاديمي خلال سنوات التدريس، كما كان له حضور لافت في الحياة العلمية والفكرية، لا سيما فيما أصدره من كتب عديدة، وما نشره من مقالات.
صاحب عمامة بيضاء، تعلّم القرآن الكريم في مطلع حياته، والتزم بالاسلام ديناً وبالعروبة هوية وانتماءً.
معلم موسوعي، أمضى ما ينيف على أربعين سنة، يبحث ويقارن ويناقش ويرفض ويعترض ويدبج الكتب بصمت دون ضجة، لانه رغب في العمل الجدي في حياته، ولم يسع للظهور الاعلامي بل بقي في الظل.
هو من الباحثين النابغين في لبنان، رسم الطريق بتمكن وتوفق. كان يرى ان الصراع في المجتمع العربي المعاصر، سينتج عن فلسفة خاصة ونظام خاص، دونما الحاجة الى إقتباس فلسفة جاهزة او نظام من الخارج، لان من الخير ان يحدث الصراع إقامة الصرح القومي حتى لا يبنى على فكرة غريبة او مصطنعة او مقتبسة، والضمان لاستقرار الصرح القومي بعد قيامه هو الحب العربي الذي إذا هذّب النفوس، أدخل الصفاء والنقاء، وطهّر الحقد والبغضاء، وأزال غائلة التآمر.
يقول في أحد كتبه: ان الفكر الفلسفي كلٌ لا يتجزأ ترتبط حلقاته ارتباطاً وثيقاً وبتطور الماضي الى الحاضر بحيث لا يتيسر فهم المذاهب الحديثة إلا حين تُرد الى أصولها التي نشأت عنها.
ويتابع، ويتسلل بك الامر حتى تبلغ الاصل الاول الذي نبعت منه، والفلسفة كلمة يونانية استخدمها الإغريق للدلالة على هذا الضرب من التفكير، والاصل الاول للفلسفة بمعناها الإصطلاحي ظهر في اليونان في القرن السادس قبل الميلاد وظل ينمو وينمو حتى بلغ ذروته عند سقراط ثم افلاطون وأرسطو، ثم أخذ يتدهور.
تتألف كلمة فلسفة من المقطعين اليونانيين (فيلو) ومعناها محبة او صداقة، وسوفيا ومعناها الحكمة.
ان قراءة كتب الدكتور مرحبا حسب عناوينها، تسترعي الانتباه، ذلك أنها تحيل متتبعها الى مجهود فكري مفيد وشائق، وأهم ما كتب:
- نظرية النسبية لألبرت أينشتاين
- المسألة الفلسفية
- المرجع في تاريخ العلوم عند العرب
- جديد في مقدمة ابن خطاب الفلسفية الاسلامية
- قراءة وتحليلات في الفلسفة العربية الاسلامية
- انتفاضة العقل العربي
- الفلسفة قبل عصر الفلسفة
لقد قامت محاولات مترجمنا على تمكين الفلسفة العربية من التجدد والنهوض، اي على تمكين المثقف العربي بالأساس من ان يكون ممسكاً لناصيته في هذا العصر، وما نريد قوله ان الدكتور مرحبا أنتهى الى دراسات جمّه وتحقيقات لافتة، استهدفت من ذلك مدّ الفلسفة العربية بالمعرفة الشاملة، ولم يدع حقلاً فلسفياً إلا خاضه أو حاول خوضه.
ولد محمد عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الحميد مرحبا في طرابلس سنة 1925، وتعلم في مدارسها، وهو حائز على دكتوراه في الفلسفة والعلوم. إنتقل الى جوار ربه في 20 تموز عام 2006.
الشيخ الدكتور مرحبا، لا تنحصر سيرته في سطور وكلمات، ولكن في المحاولة بعض إشعاع ذلك الرجل، الذي شكّل صورة للإتزان المعرفي للفلسفة حتى سماه البعض بفيلسوف طرابلس، ونفتقده ونفتقد فيه صورة المعلم المتبصر المعاصر، وسيظل في الفلسفة والعلوم ذلك المرجع الذي دأب على الإستزادة من علوم الآخرين. رحمه الله.