تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ رامز الملك



فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 03:36 PM
الشيخ رامز الملك
عن جريدة البيان

عالم بارز في هذا المشرق العربي، مصلح ديني واجتماعي، سعى الى نشر الوعي والهداية، حارب المفاسد الاخلاقية وآفات المجتمع، ودعا الى التكاتف والتعاضد من خلال دعم المؤسسات والجمعيات الاهلية.
نضوج فكري مبكر، كتب وهو في العشرين من عمره رسالة فلسفية استعرض فيها فلسفات الامم ودياناتها المشهورة.
قارئ نهم، دفعه حب الاطلاع الى استطلاع اخبار السلف الصالح، فحفظ القرآن الكريم والاحاديث النبوية والاقوال المأثورة وسيرة الصحابة، حتى غدا مرجعاً يلجأ اليه للتيقن من صحة الاحاديث الشريفة وسلامة اقوال التابعين، ليستخلص منها احوال الحاضرين.
ميزته انه كان يجمع
جمع الفضائل والشمائل في ذاته، ونشر المودة والرحمة بين ابناء بلده، ولمّ شمل المتفارقين.
كان رحمه الله متواضعاً تواضع العلماء، فعاشر كل الناس وشارك مجتمعه الافراح والاتراح، ماداً يد الخير بقلب المؤمن العابد.
ميزته الاخرى انه يملك حافظة نادرة، جمعت من علوم الدين والدنيا، ساعدته في القاء الاحاديث القيمة التي كان يلقيها في الجامع المنصوري الكبير، وفي هذا السياق يذكر الحاج فضل المقدم يرحمه الله ما يلي : "... وحضرنا عليه الكثير من هذه الدروس في تفسير آيات من الكتاب الكريم، واذكر انه كان يفسر ذات يوم هذه الآية الكريمة: وقد خلقنا الانسان من سلالة من طين، واخذ يشرح معنى السلالة ليخلص الى القول ان لا تعارض بين نظرية دارون ان صحت وبين الشريعة الاسلامية وهو بذلك يكون قد سبق سيد قطب".
ترك الشيخ رامز مؤلفات عديدة منها المخطوط ومنها المطبوع في الفقه والحديث والتفسير والميراث والفلك والجبر والهندسة، وحكم الاسلام في زراعة الاعضاء وله فتاوى كثيرة اهمها فتويان كان لهما الاثر البالغ على امتداد العالم العربي والاسلامي اولاهما:
فتواه بجواز بيع الاوقاف الذرية والتي استند اليها المجلس النيابي اللبناني حين اصدر قراراه بجواز البيع. والفتوى الثانية كانت بأن فوائد الايداع لدى المصارف ليست ربا.
ترجم للشيخ رامز المؤرخ الدكتور عمر تدمري فقال: ولد رامز بن محمود بن يوسف بن محمد بن عبد اللطيف البركة الشهير بالملك والذي ينتمي الى جده الاعلى حسن البركة، ولد في حي الرمانة بطرابلس سنة 1903 ودرس في المدرسة العلمية التي كانت تقع في شارع التل، ثم تحولت مخفراً للدرك ثم أزيلت واقيم مكانها بناء يعود ريعه لطلبة القسم الشرعي لدار التربية والتعليم الاسلامية.
درس على الشيخ محي الدين الخطيب العلوم الشرعية والبلاغة العربية كما درس على الشيخ وهيب البارودي والشيخ فخر الدين القاوقجي "مدير المدرسة" ولازم الشيخ عبد الكريم عويضة واخذ عنه اللغة العربية وتولى الخطابة في عدد من المساجد، سافر الى الاردن سنة 1927 للتعليم في ثانوية عمان وعاد بعدها الى طرابلس ونصحه استاذه الشيخ عبد الكريم عويضة بالسفر الى الازهر الشريف وانتسب الى كلية اصول الدين ثم عاد الى طرابلس حاملاً الاجازة العلمية في علوم الدين وفي الشريعة.
عين مديراً للايتام وفي سنة 1955 طلب منه مفتي طرابلس السابق الشيخ كاظم الميقاتي يرحمه الله ان يتحول الى امانة الفتوى، واصبح عضواً في المجلسين العلمي والاداري لاوقاف طرابلس ونائباً لرئيس المجلس الاداري، وبعد وفاة مفتي طرابلس الشيخ نديم الجسر يرحمه الله كلف بمهمة الافتاء سنة 1980، وظلّ في هذا المنصب حتى تم تعيين مفت أصيل في عام 1985.
وفي اواخر حياته سافر الى كندا لزيارة احد ابنائه وفي مثل هذه الايام من سنة 1989 توقف القلب الكبير عن الخفقان وهو في ارض غريبة وتوفي ودفن هناك.
لقد خسر الافتاء بوفاة الشيخ رامز الملك رجلاً من ألمع وأوسع من افتى، وعالم هذا شأنه كان محتاجاً الى الكثير من المراجع، الامر الذي حفزه الى اقتناء مكتبة من اغنى المكتبات في طرابلس وفي لبنان كماً ونوعاً. وقد قام ابناؤه بعد وفاته بإهداء المكتبة الى المركز الثقافي البلدي، مركز رشيد كرامي، لينتفع بها الدارسون والباحثون كصدقة جارية من بعده.

فؤاد طرابلسي
02-10-2009, 09:32 AM
107 : العدد

2009-04-01