المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلطان عبد المجيد المطرجي



فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 03:53 PM
السلطان عبد المجيد المطرجي
عن جريدة البيان

بلى...في حياته الكثير لنقوله بعد مماته...
لقد انعقد الاجماع في محيطه على محبته وتقديره، وهو الذي امضى أعواماً في البلدية خادماً اميناً لمصالح الطرابلسيين، منتقلاً من مهمة الى مهام، ومن دائرة الى مقام، حتى استقر رئيساً لدائرة التفتيش.
كان نحيل القامة، وديع القسمات، على وفرة من التواضع، عينان تشهدان بالرضى والقناعة مع انه لم يلق التكريم المناسب إلا انه لم يكن عاتباً.
كان في احاديثه مترفعاً عن الغيبة والنميمة، متعالياً عن صغائر الامور، صاحب الظل الخفيف والانسان الحصيف، الذي لا يعرف معنى الخصومة والعداوة، وفياً لاصدقائه، صادقاً مع نفسه والناس، وهل يمكن له أن ينخفض الى اغوار بغيضة كما يفعل الكثيرون.
لهذا كله لقبوه بالسلطان وغلب اللقب على الاسم الحقيقي.
لقد شغله حب طرابلس وهو الذي عاش وترعرع في احضانها ولم يغادرها طيلة الثلاث والثمانين سنة التي عاشها إلا الى بيروت كابعد مسافة ولضرورات الحياة، طرابلس التي ذهب اليها بشعره فانفرد بها وانفردت به، وطرب لتاريخها، ونظر الى العالم عبرها كأنها كوكب دري يبرق ويتألق، وكان يردد: قديماً قيل:اذا غنت طرابلس رقص العرب طرباً، واذا غضبت انتصبت الميزان. إلا انه تحول عن هذا في آخر آنية وقال: أين نحن من هذه المقولة التي تبعث الفخر والاعتزاز، ولماذا خبت وبهت دورها وذهب ريحها.
كانت اشعاره تتسلل الينا في شكل قصاصات، يكتبها وتتوزع بين زملائه واصحابه وافراد عائلته، وكانت تتدفق كلاماً موزوناً مقفى، مقروناً بالاحساس والمعنى، ولعله في هذا التزم منهج التقليد الشعري، فأحسن واجاد، وهذا الشعر او هذه الانسام الباعثة للحياة، كانت تسر وتتوهج عندما يُسمعنا بعضاً منها، فكتب نشيد طرابلس الذي اعتمدته البلدية واختاره الفنان وديع الصافي من بين مجموعة من القصائد وقام بتلحينه، واستحضر السلطان في هذه الانشودة التاريخ والارث المجيد، حتى غدا يستلهم حقب الايام الغابرة بفخر وزهو:
أنتِ يا فيحاءُ عندي
للعُلى قلعةُ مجد ِ
لكِ إخلاصي وعهدي
وأنا الأوفى بوعدي
يا طرابلس الحبيبةْ
قد عَرفناك ِ كبيرة
في المهمات ِ الخطيرةْ
لكِ امجادٌ كثيرةْ
جعلت منكِ اميرة
يا طرابلس الحبيبة
الى ان يقول:
أنتِ دار للأديبِ
وملاذٌ للغريبِ
كنت ِ في عزِّ الخُطُوبِ
أملاً عندا الشعوب ِ
يا طرابلس الحبيبة
كان السلطان رحمه الله عروبياً يؤمن بوحدة العرب وتحررهم، رافضاً كل ما يشوب لبنان والعالم العربي من ظلامات وفتن، وان هذه البلاد الغالية لهي مهد الشجاعة والمروءة والبسالة، تقدمت الدنيا كلها في الماضي البعيد، فما بالها اليوم لا تتقدم العالم الحديث، وشغفه حباً ولاؤه للوطن، وشغله حماسة جيش البلاد، فحياه في عيده الاول من آب بقصيدة من عشر ابيات بعنوان: تحية من القلب:
يا أسودَ الجيش ِ حيّوا العَلمَا
جددوا العهد لهُ والقسما
في حِمى جيشٍ قويّ باسِل ٍ
لم يزدنا الفخر إلا شَمَما
الى ان يقول
إن عيد َ الجيش رمز ٌ خالدٌ
كخلود الارز يبقى الأعظما
نحن في لبنان شعبٌ واحدٌ عيسويا ضمّنا او مسلما
نحن في لبنان نبني وطناً قد بلغنا في هواه الانجما
حتى قال:
فلنا بالجيش قلبٌ خافقٌ زادنا حباً وكان الأرحما
اما في عيد الام فاراه في جل ما نظم مقدِّساً اياها، ناثراً الحب والحنان، رابطاً طاعتها بأمر السماء:
عيدك اليوم ربيعٌ زاهرٌ وسلامٌ حافلٌ بالقيمِ
فرحةُ العيد شموسٌ اشرقت وتلالت بالسنا كالانجم
إن حب الامِ ترعاه السما ورضاها مفعمٌ بالكرمِ
عشت في الماضي سعيداً هانئاً كامير ٍ سابح في الحُلم
لم أكنْ احمِلُ هماً ابداً لم أكن اعرفُ معنى الألمِ
آه يا اماه ما اسعدني كم انا في نشوةٍ لو تعلمي
انا في عيدك اقوى املاً ولهيبُ الشوقِ يسري في دمي. توقف قلب السلطان عن النبض ورحل الشاعر الهادئ....
فسلام عليك وغفر الله لك.
نم قرير العين نوم الاصفياء، وليملأ ذكرك العطر ارجاء مدينتك التي احببت حيث كنت منذ ايام بجسدك، وحيث ستبقى في ذاكرة محبيك، ولا حزن على غيابك فحسب، فكلنا ذات يوم الى غياب بل على انسانيتك ولطفك واخلاقك.

الشامي
01-10-2009, 04:58 PM
السلام عليكم

الله يجزيك الخير أخونا فؤاد ... بس عندي طلب ان أمكن أن تذكر تاريخ المقال ليتسنى لنا معرفة الفترة التي كُتب فيها...

أخوكم:rolleyes:

فؤاد طرابلسي
01-10-2009, 09:23 PM
كل ترجمة وضعت في اعلاها نقلا عن جريدة البيان هي ليست من انشائي

و هي ماخوذة من الجريدة المذكورة و وضع تاريخ كل مقالة فيه مشقة علي

لانني نقلت اكثر من عشرة تراجم و يمكنك ان تدرك التاريخ عن طريق الغوغل

فؤاد طرابلسي
02-10-2009, 09:47 AM
80 : العدد

2008-09-03