فؤاد طرابلسي
02-10-2009, 09:39 AM
الاديب نسيم خلاط
عن جريدة البيان
92 : العدد
2008-12-03
ينتمي نسيم خلاط الى أحدى الاسر الأرثوذكسية العريقة في طرابلس، قدم اجداد هذه الاسرة من مدينة خلاط حاضرة بلوخستان منذ حوالي سبعمئة سنة، وسكنوا طرابلس وسمّوا باسم مدينتهم الاولى، ويذكر المؤرخ عبد الله نوفل بأنه عُثر في أحد الاديرة على انجيل مخطوط قديم العهد مُهدى الى شخص من عائلة خلاط منذ اكثر من ستمائة سنة، لقد نبغ من هذه الاسرة رجال اعلام عرفوا في دنيا العلم والادب والتجارة، ومن مشاهيرهم مترجمنا نسيم خلاط.
ولد نسيم نعمة اسحق خلاط في طرابلس سنة 1833، وتلقى علومه الابتدائية في مدارس البلد، وتقرب من راهب ايطالي فاخذ عنه الايطاليه، ولازم احد المراسلين الاميركان فاتقن الانكليزيه، وعكف على المطالعة بشغف ونهم فنال من العربية نصيباً حسناً، وصار صاحب الالسن الثلاثة : العربية والانكليزية والايطالية. ظهرت على نسيم خلاط علائم النجابة والذكاءمنذ طفولته، فتعين في مطلع شبابه مترجماً لقنصل اميركافي طرابلس، ثم سافرالى مصر ليؤسس في الثغر الاسكندري شركة تجارية مع ابن عمه اسعد خلاط، ونجحت هذه الشركة نجاحاً كيبراً وحصلت على سمعة طيبة، ثم عاد الى طرابلس سنة 1872 ليفتح فرعاً تجارياً في بلده.
عيّن عضواً في مجلس طرابلس البلدي، وعندما انشئت شركة الترامواي بين البلد والاسكلة، وشركة(الشوسة) بين طرابلس وحمص وحماة، عين نسيم خلاط عضواً في كل منهما، وكان ايضاً من كبار المساهمين فيهما، ثم انتخب عضواً في مجلس ادارة طرابلس، ونظراً لكفاءته ونشاطه منحته الحكومة العثمانية الرتبة الثانية والوسام العثماني الثالث والمجيدي الرابع.
وعندما تنادى نخبة من ابناء الطائفة الارثوذكسيه في طرابلس سنة 1881 لتأسيس مدرسة وطنية في بكفتين برئاسة الاسقف صفرونيوس النجار رئيس دير سيدة البلمند. كان نسيم خلاط أحد المؤسسين والمساهمين، وهؤلاء هم: وهبة واسعد وحبيب خلاط، اسكندركاتسفليس، جرجس نقاش، حنا وعبد الله صراف وحبيب وقيصر نوفل والمؤرخ الشهير جرجي يني، ونالت هذه المدرسة شهرة واسعة، وكانت تضم اساتذه كبار امثال العلامة جبر ضومط والقانوني انطون شحيبر والعلامه الشيخ ابراهيم الفتال والد المرحوم الحاج رفيق الفتال وغيرهم. وتخرج من هذه المدرسة ادباء وشعراء منهم فرح انطون والشاعر الامير عبد الله حسان الايوبي والشاعر عبد الله اليازجي والاديب نسيم نقولا صيبعه.
ومدرسة بكفتين كانت أرثوذكسية الاسم وطنية المضمون، ضمت في صفوفها الماروني الذي كان يذهب الى قداسه في كنيسة مجاوره، والمسلم الذي يقوم بتأدية الصلاة والصوم في مكان خصصته له الادارة، بإعتبار ان المدرسة داخلية.
نسيم نعمة خلاط كان كاتباً بارعاً وسياسياً محنكاً، ذا ضمير حي، جرئياً في قول الحق، كتب مقالات شيقة في مجلتي المقتطف والمنار، كما كان ينظم الشعر، وترجم قصائد لأعظم شعراء ايطاليا صاحب الكوميديا الالهيه دانتي.
في سنة 1900 سافر الى اوروبا في رحلة سياحية، وأثر ذلك ألف كتاباً يعد من افضل ما صنّف في ادب الرحلات كما جاء في كتاب أدباء طرابلس والشمال للدكتور نزيه كبارة عنوانه " سياحة في غربي اوروبا" ويقع الكتاب في 170 صفحة من القطع العادي وطبع في مصر بمطبعة المقتطف. وحوى الكتاب كثيراً من الملاحظات القيمة والمقارنات بين المدن التي زارها والمدن التي عرفها في المشرق ، لجهة العمارة والعادات والتقاليد والازياء، بحيث كانت سياحة ثقافية بامتياز. ولم احصل على سنة وفاته رحمه الله.
عن جريدة البيان
92 : العدد
2008-12-03
ينتمي نسيم خلاط الى أحدى الاسر الأرثوذكسية العريقة في طرابلس، قدم اجداد هذه الاسرة من مدينة خلاط حاضرة بلوخستان منذ حوالي سبعمئة سنة، وسكنوا طرابلس وسمّوا باسم مدينتهم الاولى، ويذكر المؤرخ عبد الله نوفل بأنه عُثر في أحد الاديرة على انجيل مخطوط قديم العهد مُهدى الى شخص من عائلة خلاط منذ اكثر من ستمائة سنة، لقد نبغ من هذه الاسرة رجال اعلام عرفوا في دنيا العلم والادب والتجارة، ومن مشاهيرهم مترجمنا نسيم خلاط.
ولد نسيم نعمة اسحق خلاط في طرابلس سنة 1833، وتلقى علومه الابتدائية في مدارس البلد، وتقرب من راهب ايطالي فاخذ عنه الايطاليه، ولازم احد المراسلين الاميركان فاتقن الانكليزيه، وعكف على المطالعة بشغف ونهم فنال من العربية نصيباً حسناً، وصار صاحب الالسن الثلاثة : العربية والانكليزية والايطالية. ظهرت على نسيم خلاط علائم النجابة والذكاءمنذ طفولته، فتعين في مطلع شبابه مترجماً لقنصل اميركافي طرابلس، ثم سافرالى مصر ليؤسس في الثغر الاسكندري شركة تجارية مع ابن عمه اسعد خلاط، ونجحت هذه الشركة نجاحاً كيبراً وحصلت على سمعة طيبة، ثم عاد الى طرابلس سنة 1872 ليفتح فرعاً تجارياً في بلده.
عيّن عضواً في مجلس طرابلس البلدي، وعندما انشئت شركة الترامواي بين البلد والاسكلة، وشركة(الشوسة) بين طرابلس وحمص وحماة، عين نسيم خلاط عضواً في كل منهما، وكان ايضاً من كبار المساهمين فيهما، ثم انتخب عضواً في مجلس ادارة طرابلس، ونظراً لكفاءته ونشاطه منحته الحكومة العثمانية الرتبة الثانية والوسام العثماني الثالث والمجيدي الرابع.
وعندما تنادى نخبة من ابناء الطائفة الارثوذكسيه في طرابلس سنة 1881 لتأسيس مدرسة وطنية في بكفتين برئاسة الاسقف صفرونيوس النجار رئيس دير سيدة البلمند. كان نسيم خلاط أحد المؤسسين والمساهمين، وهؤلاء هم: وهبة واسعد وحبيب خلاط، اسكندركاتسفليس، جرجس نقاش، حنا وعبد الله صراف وحبيب وقيصر نوفل والمؤرخ الشهير جرجي يني، ونالت هذه المدرسة شهرة واسعة، وكانت تضم اساتذه كبار امثال العلامة جبر ضومط والقانوني انطون شحيبر والعلامه الشيخ ابراهيم الفتال والد المرحوم الحاج رفيق الفتال وغيرهم. وتخرج من هذه المدرسة ادباء وشعراء منهم فرح انطون والشاعر الامير عبد الله حسان الايوبي والشاعر عبد الله اليازجي والاديب نسيم نقولا صيبعه.
ومدرسة بكفتين كانت أرثوذكسية الاسم وطنية المضمون، ضمت في صفوفها الماروني الذي كان يذهب الى قداسه في كنيسة مجاوره، والمسلم الذي يقوم بتأدية الصلاة والصوم في مكان خصصته له الادارة، بإعتبار ان المدرسة داخلية.
نسيم نعمة خلاط كان كاتباً بارعاً وسياسياً محنكاً، ذا ضمير حي، جرئياً في قول الحق، كتب مقالات شيقة في مجلتي المقتطف والمنار، كما كان ينظم الشعر، وترجم قصائد لأعظم شعراء ايطاليا صاحب الكوميديا الالهيه دانتي.
في سنة 1900 سافر الى اوروبا في رحلة سياحية، وأثر ذلك ألف كتاباً يعد من افضل ما صنّف في ادب الرحلات كما جاء في كتاب أدباء طرابلس والشمال للدكتور نزيه كبارة عنوانه " سياحة في غربي اوروبا" ويقع الكتاب في 170 صفحة من القطع العادي وطبع في مصر بمطبعة المقتطف. وحوى الكتاب كثيراً من الملاحظات القيمة والمقارنات بين المدن التي زارها والمدن التي عرفها في المشرق ، لجهة العمارة والعادات والتقاليد والازياء، بحيث كانت سياحة ثقافية بامتياز. ولم احصل على سنة وفاته رحمه الله.