تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المحامي الصحافي فريد انطون



فؤاد طرابلسي
02-10-2009, 10:18 AM
المحامي الصحافي فريد انطون
عن جريدة البيان


73 : العدد


2008-07-09



درس الفقه والقانون فكان محامياً لامعاً يعالج قضايا الناس تحت ثوب المحاماة الأسود، فتنته صاحبة الجلالة واغوته حتى اصبح اسيرها، فاندفع الى حلبتها بهمة وجهد وصلابة، فما برح يعمل حتى استطاع اصدار جريدة صدى الشمال، فدافع عن البلد، وعمل للذود عن كيان واستقلال لبنان، وكان أول نقيب للصحافة من الشمال، وهو صاحب فكرة تكريم الأبطال من اللبنانيين، وإقامة تمثال في اهدن ليوسف بك كرم. مسيحي ماروني ملتزم، لكن بدون تعصب وتزمت، منفتح على ابناء لبنان من المسلمين، وله معهم مودة ومحبة.
ولد فريد انطون في اهدن سنة 1896، وانطون في اللغة من انطوان فرنسي من أصل يوناني (انطوس) بمعنى زهر، او لاتيني (انطونيوس) بمعنى النفيس الذي لا يثمّن.
واهدن هذا المصيف الجميل والطبيعة الساحرة، اسمها مشتق من جذر "أدن" السامي المشترك الذي منه ادون اي"ادونيس" والسين لاحقة اغريقية، ويفيد هذا الجذر القوة والثبات والسكوت، ويقابله في العربية "هدن" التي تعني ايضاً السكون والاستقرار، والخصب، وفي تفسير آخر سفح الجبل وقاعدته، وهذا ينطبق على مركز اهدن الرابضة عند السفح.
تلقى فريد قبلان انطون دروسه الإبتدائية في مدرسة زغرتا، ثم دخل مدرسة مار يوسف الوطنية وتخرج منها، وتعتبر هذه المدرسة اقدم المدارس المارونية في لبنان، والتي أسسها سنة 1665 المطران جرجس بن شركيس عبيد الاهدني الملقب بـ"بنيامين" وتخرج من هذه المدرسة الزعيم حميد بك فرنجية، ودرس فريد انطون الفقه والقانون على يد الشيخ امين عز الدين قاضي الشرع الحنيف في طرابلس، كما نال الاجازة الجامعية في الحقوق سنة 1920،وانشأ في زغرتا الجمعية الخيرية الاهدنية، كما عين عضواً في بلدية اهدن.
عرفت زغرتا (صنو اهدن) نهضة فكرية في اوائل العشرينات من القرن الماضي، وكان للصحافة دور مهم، فقد صدرت سنة 1913 جريدة اهدن بتوقيع مديرها المسؤول بطرس يمين، ما لبثت أن توقفت، ثم أسس فريد انطون جريدة صدى الشمال سنة 1925 ولم تتوقف عن الاصدار في ظل الازمات السياسية والحروب، وبفضل المطبعة الحديثة التي ارسلتها له والدته من الولايات المتحدة صار يصدر الجريدة مرتين في الاسبوع من زغرتا ثم انتقل الى طرابلس.
يقول الباحث محسن أ.يمين، لقد كانت الفترة الذهبية للصحافة في زغرتا زمن الثلاثينات من القرن الماضي، اذ لعبت جريدة صدى الشمال دوراً بارزاً في متابعة اخبار زغرتا والزغرتاويين المغتربين بفضل الصحافي فريد انطون الذي كان أول نقيب للصحافة من الشمال.
وبمناسبة اليوبيل الفضي لجريدة صدى الشمال ومنح الاستاذ فريد انطون وسام الاستحقاق اللبناني المذهب، اقيم في فندق بالاس اهدن سنة 1933 حفل تكريم، وكتب الاديب توفيق حتي(المعروف بالايطاوي): لو أن أحد أرباب الأقلام، الملهم بلاغة الوصف، الموهوب دقة التعبير، وسلاسة العبارة وسمو الخيال، توفق مثلي الى درس شخصية الاستاذ فريد انطون لكتب في تحليلها سفراً شائقاً عن المبادئ الشريفة السامية والاخلاق الرضية الفواحة بشذا أطيب عواطف الإخلاص النقي، ورسم صورة حية للتضحية المجردة، وأجاد وأبدع في كيف يكون البر بالعهد، والوفاء بالوعد، وقدم للقراء طاقة جميلة نادرة النظير من ازهار الصداقة الزكية التعبير.
ويتابع نجل مترجمنا الاستاذ قبلان انطون النشاط الصحافي. ويكتب في جريدة التمدن الغراء زاوية "صفحة من الماضي" تلقى استحسان نخبة القراء ، توفي الاستاذ فريد قبلان انطون في داره بطرابلس في 17 كانون الثاني سنة 1957، ونقل الى مسقط رأسه بمأتم مهيب حيث دفن هناك، وقد اتشحت زغرتا واهدن بالسواد حزناً على أحد رجالها المخلصين.