فؤاد طرابلسي
02-10-2009, 10:24 AM
الجنرال جبرائيل حداد
عن جريدة البيان
125 : العدد
2009-08-12
لقد شهد لجبرائيل حداد معاصروه بشدة الذكاء وعمق التفكير، كما تحلى برحابة الصدر وعلو الهمة، برع في العلوم الرياضية وتولى مناصب امنية، خدم في الحكومة المصرية لا سيما في سلك الشرطة، واعتمده الملك فيصل بن الحسين ذراعه اليمنى، وارسله سفيراً الى لندن، له مؤلفات ومراسلات أدبية، وصفه المؤرخ عبد الله نوفل برجل السيف والقلم.
ولد جبرائيل بن مخائيل الحداد بطرابلس اواسط سنة 1865 من أب كان يعنى عناية خاصة بتعليم ابنائه، فادخله مدرسة طرابلس الأميركية، وكان من اساتذته الاديب المعروف يعقوب صروف منشئ مجلة المقتطف والاديب السوري جبر ضومط صاحب كتاب " فلسفة اللغة العربية وتطوّرها" وبدت على مترجمنا منذ نعومة أظفاره دلائل النجابة واستقلالية الرأي، ثم التحق بالكلية المعروفة اليوم بالجامعة الاميركية سنة 1879 الى سنة 1883 فتفوق في العلوم الرياضية ولا تزال مساجلاته الرياضية المعقدة محفوظة في مجلة المقتطف مع كل من شفيق منصور وادريس راغب، ثم سافر الى الاسكندريه لملاقاة شقيقه الدكتور اسعد ، لكنه لم يمكث كثيراً، فتركها متوجهاً الى القاهرة حيث انتظم في خدمة الحكومة المصرية وعُين مساعداً لمدير الجندرمه، وتقلب في وظائف عديدة، فتسلم دائرة الضبط والربط في الأمن العام ، ثم اعتزل الوظائف الامنية ومال الى الزراعة فاصلح ما يقارب الالف فدان بناحية كفر عيسى تخص أخويه وجعلها أرضاً تثمر وتنتج.
ولما وقعت الحرب العالمية عهدت اليه الحكومة المصرية وظيفة مراقبة الصحافة العربية والأجنبية في ظل الاحكام العرفية، وحين دخل الانكليز فلسطين وعُين القائد برتون باشا محافظاً للقدس الشريف عرض على مترجمنا العمل معه كمستشار فاجاب طلبه، ثم جاء محافظاً للقدس الجنرال ستورس فعهد اليه بتنظيم الجندرمة، فاظهر كفاءة عالية ونجح في ذلك فرقاه الى رتبة ماجور اي قائد الف في الجيش البريطاني.
ولما تسلم الملك فيصل بن الحسين حكم دمشق استخدم الماجور حداد وطلب منه اعادة تنظيم ادارة الشرطة وانعم عليه برتبة قائد لواء( جنرال) فتلقب باشا.
في اوائل سنة 1920 ارسله الملك فيصل في مهمة الى بريطانيا فقابل هناك كبار رجال السياسة فاعجبوا بحنكته وحسن حواره معهم، وقد جاء في مجلة المقتطف مديح وثناء له من قبل محافظ القدس استورس والقائد البريطاني المارشال اللنبي، وعند حضور الملك فيصل الى القاهرة قال للدكتور يعقوب صروف ان الجنرال حداد صديقه الصادق ويده اليمنى في ادارة شؤون البلاد.
في سنة 1894 تزوج جبرائيل من السيدة ماري خليل الزهار ورزق منها بنتاً وابناً.
وفي سنة 1923 توفي الباشا وترك مراسلات ادبية لطيفة وكتاباً عن احوال السودان شرح فيه طبائع أهله ووسائل عيشهم، وتطرق فيه الى الجماعات والقبائل الموجودة في السودان.
وحداد اسم عربي، وهو من باب التسمية باسم الحرفة، وفي التاريخ هو إله المطر عند الفينيقيين ، تنحدر أسرة حداد من الغساسنة في ازرع بحوران، ثم تفرقوا في البلاد ولجأوا الى لبنان بعد أن بلغهم مافيه من الأمان والراحة في عهد الأمراء المعنيين، ويؤكد ذلك وثيقة ما تزال بأيدي العائلة، وفحواها أن جدهم شرفان بن داود الحداد ارتحل باولاده السبعة من أزرع الى لبنان في منتصف القرن السادس عشر، واستوطن مع بنيه الفرزل شرقي زحله، ثم تفرق الابناء في المدن والقرى اللبنانية وتوجه بعضهم الى أميون ومنهم من سكن طرابلس.
عن جريدة البيان
125 : العدد
2009-08-12
لقد شهد لجبرائيل حداد معاصروه بشدة الذكاء وعمق التفكير، كما تحلى برحابة الصدر وعلو الهمة، برع في العلوم الرياضية وتولى مناصب امنية، خدم في الحكومة المصرية لا سيما في سلك الشرطة، واعتمده الملك فيصل بن الحسين ذراعه اليمنى، وارسله سفيراً الى لندن، له مؤلفات ومراسلات أدبية، وصفه المؤرخ عبد الله نوفل برجل السيف والقلم.
ولد جبرائيل بن مخائيل الحداد بطرابلس اواسط سنة 1865 من أب كان يعنى عناية خاصة بتعليم ابنائه، فادخله مدرسة طرابلس الأميركية، وكان من اساتذته الاديب المعروف يعقوب صروف منشئ مجلة المقتطف والاديب السوري جبر ضومط صاحب كتاب " فلسفة اللغة العربية وتطوّرها" وبدت على مترجمنا منذ نعومة أظفاره دلائل النجابة واستقلالية الرأي، ثم التحق بالكلية المعروفة اليوم بالجامعة الاميركية سنة 1879 الى سنة 1883 فتفوق في العلوم الرياضية ولا تزال مساجلاته الرياضية المعقدة محفوظة في مجلة المقتطف مع كل من شفيق منصور وادريس راغب، ثم سافر الى الاسكندريه لملاقاة شقيقه الدكتور اسعد ، لكنه لم يمكث كثيراً، فتركها متوجهاً الى القاهرة حيث انتظم في خدمة الحكومة المصرية وعُين مساعداً لمدير الجندرمه، وتقلب في وظائف عديدة، فتسلم دائرة الضبط والربط في الأمن العام ، ثم اعتزل الوظائف الامنية ومال الى الزراعة فاصلح ما يقارب الالف فدان بناحية كفر عيسى تخص أخويه وجعلها أرضاً تثمر وتنتج.
ولما وقعت الحرب العالمية عهدت اليه الحكومة المصرية وظيفة مراقبة الصحافة العربية والأجنبية في ظل الاحكام العرفية، وحين دخل الانكليز فلسطين وعُين القائد برتون باشا محافظاً للقدس الشريف عرض على مترجمنا العمل معه كمستشار فاجاب طلبه، ثم جاء محافظاً للقدس الجنرال ستورس فعهد اليه بتنظيم الجندرمة، فاظهر كفاءة عالية ونجح في ذلك فرقاه الى رتبة ماجور اي قائد الف في الجيش البريطاني.
ولما تسلم الملك فيصل بن الحسين حكم دمشق استخدم الماجور حداد وطلب منه اعادة تنظيم ادارة الشرطة وانعم عليه برتبة قائد لواء( جنرال) فتلقب باشا.
في اوائل سنة 1920 ارسله الملك فيصل في مهمة الى بريطانيا فقابل هناك كبار رجال السياسة فاعجبوا بحنكته وحسن حواره معهم، وقد جاء في مجلة المقتطف مديح وثناء له من قبل محافظ القدس استورس والقائد البريطاني المارشال اللنبي، وعند حضور الملك فيصل الى القاهرة قال للدكتور يعقوب صروف ان الجنرال حداد صديقه الصادق ويده اليمنى في ادارة شؤون البلاد.
في سنة 1894 تزوج جبرائيل من السيدة ماري خليل الزهار ورزق منها بنتاً وابناً.
وفي سنة 1923 توفي الباشا وترك مراسلات ادبية لطيفة وكتاباً عن احوال السودان شرح فيه طبائع أهله ووسائل عيشهم، وتطرق فيه الى الجماعات والقبائل الموجودة في السودان.
وحداد اسم عربي، وهو من باب التسمية باسم الحرفة، وفي التاريخ هو إله المطر عند الفينيقيين ، تنحدر أسرة حداد من الغساسنة في ازرع بحوران، ثم تفرقوا في البلاد ولجأوا الى لبنان بعد أن بلغهم مافيه من الأمان والراحة في عهد الأمراء المعنيين، ويؤكد ذلك وثيقة ما تزال بأيدي العائلة، وفحواها أن جدهم شرفان بن داود الحداد ارتحل باولاده السبعة من أزرع الى لبنان في منتصف القرن السادس عشر، واستوطن مع بنيه الفرزل شرقي زحله، ثم تفرق الابناء في المدن والقرى اللبنانية وتوجه بعضهم الى أميون ومنهم من سكن طرابلس.