المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاضي أحمد سلطان



فؤاد طرابلسي
02-10-2009, 12:37 PM
القاضي أحمد سلطان

عن جريدة البيان



واستمر في هذا المنصب أربعة وعشرين عاماً، الى حين صدور التشكيل الجديد للقضاة، بجعل المدة سنتين، فنقل الى اللاذقية إلا أنه استعفى. ترك الشيخ أحمد مؤلفات منها: شرح مسهب لمقامات الحريري، وكتاب في المعاني، ورسالة في شرح المسائل الفقهية، كما كان شاعراً مجيداً، ينظم الشعر المتين، ومن شعره الإرتجالي تقريظ لتكملة "رد المحتار للدر المختار: لعلاء الدين عابدين ابن صاحب الحاشية المشهور:
جُزيتَ علاء الدينِ خيرَ مكمِّلٍ حواشي املاها أبوكَ وأحكما
فجاءتْ بحمدِ اللهِ طبقَ مُرادهِ ولا غَروَ ان فرعٌ عليه تقدما
فلا زلتَ في عزٍ رفيعٍ ومكنةٍ ولا زال في أعلى الجنان منعّماً

ومن شعره هذا البيت المفرد، وفيه تورية:
وقالت: أما ترضى السواك، أجبتها: وحقكِ مالي حاجةٌ بسواك
وقال أيضاً:
تماثل دمعي والشقيق وخدّها تماثُلَ حظّي والظلامِ وشَعْرِها
تعادل همي والرقيبُ وردفها تعادل جسمي والبهاءِ وخصرها
توافق مُطلي والرُديني وقدّها توافُق قلبي والصباح وجيدِها
تناسب خمري والوصالُ وريقُها تناسُب صبري والنجيع وهجرِها
تشابه شرحي والمُدامُ ولحظُها تشابهُ قلبي والجباهِ وقرطِها
تشاكَلَ جسمي والسرابُ ووعدُها تشاكُل عيشي والصخور وقلبها
تقلّد الشيخ أحمد سلطان مناصب عديدة، فكان عضواً في مجلس الادارة ومجلس الحقوق.
وآل سلطان عُرفوا أولاً بالأصيل نسبة الى جدهم الأمير محمد الأصيل الذي ينتهي نسبه الى الامير يونس بن بهادر سليماني الذي حكم طرابلس سنة 1507م في أواخر الحكم المملوكي، وكانت الأسر تقيم في دمشق ويتردد أبناؤها الى جبل لبنان حيث كان لهم فيها أملاك وأنسباء، وفي زمن الامير حسن بن يونس الأصيل، قدموا طرابلس واتخذوها موطناً.
ومن أبناء مترجمنا الاديب عبد اللطيف سلطان الذي كانت له مواقف مشرّفة مع أبناء وطنه خلال الحرب العالمية، وتقلب في مناصب حكومية كرئيس لمجلس طرابلس البلدي، ووكيل للمتصرفية مدة خمسة وأربعين عاماً، وله مؤلفات عديدة وشعر جميل، ومما يذكره المؤرخون المناظرة التي جرت بينه وبين العلاّمة الشيخ عبد المجيد المغربي حول التفضيل بين السيف والقلم.
في الاول من شهر رجب سنة 1308هـ الموافق له سنة 1890م توفي القاضي النزيه أحمد عن عمر ناهز الثمانين، قضاها في التحصيل العلمي والديني والبر والإحسان وخدمة أبناء وطنه. رحمه لله

فؤاد طرابلسي
02-10-2009, 12:38 PM
العدد 47 . 2 تشرين أول 2009