فؤاد طرابلسي
02-10-2009, 12:43 PM
الشيخ مصطفى وهيب البارودي
عن جريدة البيان
من هذه الينابيع الصافية، أخذ شيخنا العلوم الشرعية، بنظرة متقدمة، غير انه ذهب بعلومه ومعارفه الى الأبعد في مساهمات فقهية ولغوية متعددة. ولعل من اهم انجازاته: الفوز الابدي في الهدى المحمدي، والفوائد الجسام باحكام الصيام، تضمن هذا الاخير شرحاً للاحاديث الصحيحة والحسنة المتعلقة بشهر رمضان المبارك، وفيه توضيح لفقه الصوم على مذاهب الائمة الاربعة، وأحكام الزكاة، وزكاة الفطر، وفوائد الصوم، وصلاة العيد، واستخرج احكاماً في الدين، وقال: من وجبت عليه عبادة، وجب عليه معرفة احكامها صحة وفساداً، وعلى كل فقيه فرغ من فرض عينه وتفرغ لفرض الكفاية، ان يخرج الى من يحيط ببلده ليعلمهم احكام الدين والفرائض، ثم الى الأبعد حتى يصل الى أقصى العالم، فان قام بهذا العمل الادنى، سقط عنه الابعد. ودعا الى الاعتكاف في العشر الاخير من رمضان لاعتقاده ببركته، واقتداء بسنّة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان مترجمنا يرحمه الله يعتكف في مسجد "الارطاوية"، ينصرف خلاله الى العبادة من صيام وقيام، وتلاوة القرآن، ولا يخرج الا بعد صلاة العيد، وقد درج على هذه العادة نجله الشيخ نصوح مع لفيف من المشايخ، كما اتبع هذه السنة في عصرنا الحاضر حفيده شيخ قراء طرابلس وامام وخطيب جامع السلام الشيخ بلال البارودي.
ولد الشيخ وهيب في طرابلس سنة 1874م، وينتسب الى اسرة قديمة العهد، جاء جدهم الاعلى من مصر بتكليف من سلطان المماليك بعد انشاء الجامع المنصوري الكبير من بلدة بنها البارود، لادارة شؤون الجامع واداء الاذان والقيام بدفن رجال الموتى من رجال السلطنة، والى وقت قريب كان أذان الجامع الكبير يعرف باذان البارودي، ويتلقب باسم البارودي عدد من الاسر ليسوا من ارومة واحدة، فمنهم قدم من حلب وكانوا تجاراً، وآخرون أتوا من مصر وكانوا شيوخاً وغيرهم.
لقد ترك شيخنا الفاضل عدة مصنفات في السيرة والحديث والتفسير والفقه والآداب معظمها مطبوع وبعضها مخطوط، وله ديوان شعر في مدح الرسول، وعشرات القصائد والرباعيات في المديح والرثاء والحكم من بينها: خذ من الدنيا ما كفى ومن العيش ما صفا كـل هذا سـينقضـي كسـراجٍ اذا انـطفـا وقوله: احـذرْ أخـي بـردَ الخــريـفِ فانـه مستعذبٌ مستلطفٌ خطّافُ يسري الى الاجسادِ في غسقِ الدُجى بلطافه ومن اللطيفِ يُخافُ توفي الشيخ وهيب بطرابلس سنة 1943م ودفن بمدافن عائلته بباب الرمل، وكان لنعيه وقع أليم في نفوس اهله واصحابه وطلابه، واقيم له مأتم حافل، يرحمه الله.
عن جريدة البيان
من هذه الينابيع الصافية، أخذ شيخنا العلوم الشرعية، بنظرة متقدمة، غير انه ذهب بعلومه ومعارفه الى الأبعد في مساهمات فقهية ولغوية متعددة. ولعل من اهم انجازاته: الفوز الابدي في الهدى المحمدي، والفوائد الجسام باحكام الصيام، تضمن هذا الاخير شرحاً للاحاديث الصحيحة والحسنة المتعلقة بشهر رمضان المبارك، وفيه توضيح لفقه الصوم على مذاهب الائمة الاربعة، وأحكام الزكاة، وزكاة الفطر، وفوائد الصوم، وصلاة العيد، واستخرج احكاماً في الدين، وقال: من وجبت عليه عبادة، وجب عليه معرفة احكامها صحة وفساداً، وعلى كل فقيه فرغ من فرض عينه وتفرغ لفرض الكفاية، ان يخرج الى من يحيط ببلده ليعلمهم احكام الدين والفرائض، ثم الى الأبعد حتى يصل الى أقصى العالم، فان قام بهذا العمل الادنى، سقط عنه الابعد. ودعا الى الاعتكاف في العشر الاخير من رمضان لاعتقاده ببركته، واقتداء بسنّة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان مترجمنا يرحمه الله يعتكف في مسجد "الارطاوية"، ينصرف خلاله الى العبادة من صيام وقيام، وتلاوة القرآن، ولا يخرج الا بعد صلاة العيد، وقد درج على هذه العادة نجله الشيخ نصوح مع لفيف من المشايخ، كما اتبع هذه السنة في عصرنا الحاضر حفيده شيخ قراء طرابلس وامام وخطيب جامع السلام الشيخ بلال البارودي.
ولد الشيخ وهيب في طرابلس سنة 1874م، وينتسب الى اسرة قديمة العهد، جاء جدهم الاعلى من مصر بتكليف من سلطان المماليك بعد انشاء الجامع المنصوري الكبير من بلدة بنها البارود، لادارة شؤون الجامع واداء الاذان والقيام بدفن رجال الموتى من رجال السلطنة، والى وقت قريب كان أذان الجامع الكبير يعرف باذان البارودي، ويتلقب باسم البارودي عدد من الاسر ليسوا من ارومة واحدة، فمنهم قدم من حلب وكانوا تجاراً، وآخرون أتوا من مصر وكانوا شيوخاً وغيرهم.
لقد ترك شيخنا الفاضل عدة مصنفات في السيرة والحديث والتفسير والفقه والآداب معظمها مطبوع وبعضها مخطوط، وله ديوان شعر في مدح الرسول، وعشرات القصائد والرباعيات في المديح والرثاء والحكم من بينها: خذ من الدنيا ما كفى ومن العيش ما صفا كـل هذا سـينقضـي كسـراجٍ اذا انـطفـا وقوله: احـذرْ أخـي بـردَ الخــريـفِ فانـه مستعذبٌ مستلطفٌ خطّافُ يسري الى الاجسادِ في غسقِ الدُجى بلطافه ومن اللطيفِ يُخافُ توفي الشيخ وهيب بطرابلس سنة 1943م ودفن بمدافن عائلته بباب الرمل، وكان لنعيه وقع أليم في نفوس اهله واصحابه وطلابه، واقيم له مأتم حافل، يرحمه الله.