المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ ال الميقاتي



فؤاد طرابلسي
19-10-2009, 08:45 PM
قصة العائلة التي عايشت تاريخ «المنصوري» منذ بنائه! هل أنهوا عهد الموقتين...الميقاتيين؟ (http://javascript<b></b>:document.ToSearch.iNewsID.value=11455;GoToSearchF orm();)


http://www.attamaddon.com/Upload/scan0012.gif (http://javascript<b></b>:document.ToSearch.iNewsID.value=11455;GoToSearchF orm();)
(http://javascript<b></b>:document.ToSearch.iNewsID.value=11455;GoToSearchF orm();)
لأول مرة، هذا العام، وربما منذ بناء الجامع المنصوري الكبير، صدرت امساكية بدون توقيع مؤقتي طرابلس، المؤقتان حالياً هما الشيخ ناصر والشيخ صالح الميقاتي اللذان تعود جذورهما الى المؤقت الاول الشيخ محمد الميقاتي.
صحيح ان الحساب اليوم يعطي بالدقة المتناهية وحتى عشر الثانية مواقيت الصلاة، وبالامكان ضبط الساعة الالكترونية كي تعطي الوقت للصلاة والامساك والافطار الخ.. لا بل الحسابات لبدء الاشهر العربية، فولادة القمر يمكن جدولتها من اليوم والى مئات لا بل آلاف السنين (المريخ مثلاً) كما انه يمكن الغاء مدفع الافطار او اثبات العيد.
كل هذا علمي وصحيح، ولكن هل يجوز ثقافياً وحضارياً الغاء المؤقت الذي يحدد الميقات للصلاة ويكتب الامساكيات والذي لهذا السبب يدعى الميقاتي!
يقول الدكتور عمر تدمري في كتابه «تاريخ وآثار طرابلس»: «وقد تولى مهمة التوقيت في الجامع الكبير منذ بنائه شيوخ عرفوا بأبناء الميقاتي وجدهم الاعلى هو الشيخ محمد الميقاتي الذي عهد اليه بمهمة التوقيت لغزارة علمه وفضله وهو دفين مقبرة الجامع واليه ينتسب الشيخ عبدالحي الميقاتي والد الشيخ مصطفى الميقاتي الذي وقف مكتبة عظيمة للجامع سنة 1088 هجرية». ويضيف الدكتور تدمري مؤكداً: «وقد اشتهر من هذه الاسرة الشيخ محمد رشيد الميقاتي وهو ينتسب يقيناً الى دفين المقبرة المؤقت الاول الشيخ محمد الميقاتي الذي كان أحضره من مصر المرحوم السلطان قلاوون (او ابنه الاشرف خليل) حين بنى الجامع الكبير».
ولنعد الى المؤقتين الحاليين الشيخين ناصر وصالح، فهما حفيدا أحفاد الشيخ محمد رشيد الميقاتي وجد والديهما هو الشيخ علي ابن الشيخ محمد رشيد وصاحب الخلوة الميقاتية حيث استقر الاثر الشريف، وكان وراء استقرار الاثر الشريف في خلوته في الجامع، وقد زاره وكتب عنه عام 1882م (300هـ) الشيخ محمد عبدالجواد القاياتي المصري حين زار طرابلس وكتب: «واعظم خلوة به (اي الجامع الكبير) خلوة الشيخ علي أفندي الميقاتي فيها مكتبة عظيمة وساعات دقاقة لمعرفة الاوقات (كتاب نفحة البشام)»، ثم يصف كيف كان يُبَلِّغ المؤذن ميقات الصلاة. والشيخ علي هو كما ذكرنا ابن الشيخ محمد رشيد المعروف بالكبير، وهو أول من دُفن في مقبرة وقف الزيني، والذي كتب ترجمة لحياته، مفتي الديار المصرية الشيخ عبدالقادر الرافعي، وقد تولى افتاء طرابلس حفيده (ابن الشيخ علي) المفتي محمد رشيد الميقاتي.
الاثر الشريف
وبما اننا في شهر رمضان، حيث جرت العادة دائماً ان يتم عرض الاثر الشريف على المؤمنين داخل خلوة الموقتين، فلنذكّر بكيفية وصول الاثر الى الجامع: روى المؤرخ الشيخ كامل البابا قصة وصول الاثر الشريف الى طرابلس، وذلك انه كان أيام السلطان عبدالحميد الى جانب مدرسة الفرير جامع التفاحي، الذي تهدم، فقررت الاوقاف اعادة ترميمه واطلاق اسم جامع الحميدي عليه، وطلبوا من السلطنة العثمانية الاذن بذلك، فتمت الموافقة وأُقترنت بارسال الاثر الشريف لوضعه بالجامع تحبباً بمدينة طرابلس، التي كان العثمانيون يعتبرونها من المدن المخلصة لهم في ذلك الزمن المتقلب عليهم.
وقد وصل الاثر الشريف عن طريق البحر، على ظهر فرقاطة خاصة، تعظيماً له، وباشراف «خالص باشا».
في «الخلوة» الميقاتية
ولما كان الجامع الحميدي بظاهر البلد في ذلك الحين، ولم ينته بعد ترميمه، اقنع صاحب الخلوة الشيخ علي رشيد الميقاتي (مؤقت الجامع الكبير) أهل الحل والربط في البلد بوضع الاثر في الجامع المنصوري في خلوته، حيث كان مسؤولاً عن التوقيت والتدريس، وقد أتى ذكره كعالم فقيه في عدة كتب.
وبعد انزال الاثر الشريف من الفرقاطة ونقله الى الخلوة التي أصبحت «غرفة الاثر الشريف»، جرت الاحتفالات في طرابلس لمدة اسبوع، ويروي المؤرخ البابا: «ابتهجت الناس بالسرور وقامت الافراح العظيمة وكانت الزينات منتشرة هنا وهناك في كل مكان وأخذ الاغنياء يوزعون اللحم واعطاء الصدقات على المحتاجين (...) وأصبحت الصدقات الكثيرة توزع بصورة عامة.. وصارت شرابات الليمون يتناولها الانسان من اي مكان أراد.. وما كنت تسمع أينما توجهت الا تهليلاً وتكبيراً وصلاة وسلاماً على البشير».
وقد كان المؤقتان الحاليان الشيخان صالح وناصر يقومان بخدمة الاثر الشريف، اضافة الى التوقيت. والشيخ صالح هو ابن المفتي الاسبق الشيخ كاظم الميقاتي، اما الشيخ ناصر فهو ابن الشيخ محمد رشدي الميقاتي الذي كان مؤقتاً ولكن ايضاً كان الحارس الامين لخدمة الاثر الشريف، والذي ناله هذا الشرف العظيم اذ وصل الاثر الشريف من اسطنبول داخل وعاء (انبوب) كُتب عليه (بعد تعظيم السلطان عبدالحميد خان له) العبارة التالية: «الموجب عليه خدمتها محمد رشدي ميقاتي»، وهكذا ورث الشيخ ناصر عن أبيه الشيخ محمد رشدي شرف خدمة الاثر اضافة الى التوقيت.
التوقيت خدمة الاثر
وقد روى التدمري انه بالرغم من ضعف بصره في آخر أيامه ظل الشيخ محمد رشدي مواظباً على الحضور الى الجامع، وكان طوال شهر رمضان يقرأ ورد السَّحر، داخل الغرفة حيث الاثر المناط به خدمته، وحيث كان من قبله ابوه وعمه واسلافه يقرأون.
وقد ألف كتاباً اشتهر به هو «الاثر الحميد في مناقب الشيخ محمد رشيد»، كما كتب مولداً اسمه «مولد أزكى المخلوقات»، وقد خلفه في نفس المهمة الشريفة ابنه الشيخ ناصر، ويساعده بالتوقيت ابن عمه الشيخ صالح، ابن المفتي السابق الشيخ كاظم ميقاتي، وكلنا يذكر الامساكيات القديمة والجديدة الرسمية، التي كانت حتى رمضان 2008 تصدرها الاوقاف وعليها توقيع الشيخين صالح وناصر ميقاتي أمد الله عمرهما.
أسباب تكليف الشيخ محمد رشدي الميقاتي
وهنا نتساءل عن أسباب اناطة شرف خدمة الاثر الشريف بالشيخ محمد رشدي، وحفر اسمه من اسطنبول على الوعاء الحافظ، وتوجيه الخدمة اليه، اي ما يعادل فرماناً سلطانياً! خاصة ان محمد رشدي كان شاباً في مقتبل العمر (حوالي العشرين عاماً)، فلماذا فُضّل على كبار المشايخ؟
لا شك، انه كان ورعاً تقياً الى أقصى حد، ولكن بنفس الوقت كان عالماً مشهوداً له بسعة المعرفة بالدين، ولا شك ان عمه الشيخ علي، صاحب الخلوة وصاحب الرأي المسموع بجعلها مستقراً للاثر، لعب دوراً هاماً في تسمية ابن أخيه، جاعلاً الامانة بيد شاب واعد سيتفانى في خدمتها لوقت طويل الى ان يحين أجله.. وصدقت التوقعات وظل يخدم الاثر حوالي 41 عاماً، حين توفي في يوم صادف ذكرى المولد النبوي الشريف في 1350هـ.
تعقيب: أثناء ترميم الجامع المنصوري الكبير ربما اختلطت بعض الآثار القديمة.
لقد وعد المفتي الشيخ مالك الشعار أحفاد الشيخ محمد الميقاتي، المؤقت الاول، باستجلاء الامور وبوضع لوحة تذكارية في مكان دفنه.



الشيخ ناصر الميقاتي: في 2009 غُيِّب اسمه


عثمان هوشر
ما ان تذكر مدينة طرابلس، مدينة العلم والعلماء، حتى تتبادر الى الذهن عائلة طبعت تاريخها القديم والحديث ببصمات لا تنسى، على المستوى الانساني، الديني، او الاجتماعي، انها عائلة «الميقاتي» التي ارتبطت بتاريخ المدينة منذ أيام السلطنة العثمانية. وما زالت جذور هذا الارتباط ماثلة حتى يومنا هذا.
ومن أهم ما اشتهرت به تلك العائلة، اشرافها على ضبط مواقيت الصلوات في المدينة، واضطلاعها بمهمة خدمة وحماية الاثر الشريف في المسجد المنصوري الكبير.
حول هذه المهمات، وتاريخ العائلة، كان لـ «التمدن» لقاء مع الشيخ ناصر الميقاتي، في مقره في مستشفى الرحمة التخصصي حيث يقيم مع زوجته منذ عام 2002.
من هو الشيخ ميقاتي؟
هو ناصر نجل الشيخ محمد رشدي الميقاتي، خادم الاثر الشريف الاول. وُلد في مدينة طرابلس، محلة النوري عام 1925، تلقى علومه في الكلية الاسلامية بدءاً من العام 1932 الى ان أتم دراسته الشرعية والمدنية. ثم تابع دراسته الشرعية لدى المفتي الشيخ عبدالكريم عويضة حتى حصوله على اجازة علمية موقعة من علماء طرابلس آنذاك. بعدها استلم وظائف والده في المسجد المنصوري الكبير: مؤقت أول لطرابلس، الامامة الشافعية، ثم أسندت اليه مهمة خدمة الاثر الشريف في المسجد المنصوري بعد اجتماع المجلسي العلمي برئاسة مفتي طرابلس الشيخ نديم الجسر، وكان ذلك عام 1960 واستمر في هذا الموقع حتى عام 2002 حين تقاعد، وهو يقيم في مستشفى الرحمة التخصصي منذ ذلك الحين.
جذور العائلة الميقاتية
عن جذور أسرته، أصلها وارتباطها بالمدينة، يقول ميقاتي: «سميت العائلة الميقاتية بهذا الاسم نسبة للفرمان الآتي من السلطان العثماني، والقاضي بتسليمها مهمة التوقيت في طرابلس منذ القدم. وقد احتضنت العائلة الاثر النبوي الشريف في غرفة «الخلوة الميقاتية» التي كانت تحتوي مكتبة ضخمة أوقفها الشيخ مصطفى بن عبدالحي الميقاتي، وهما من سلالة الشيخ محمد رشيد الميقاتي الذي أتى من مصر بعد انتهاء بناء الجامع المنصوري بعد تحرير طرابلس من الصليبيين، فاستلم التوقيت والامامة والتدريس في الجامع بموجب فرمان عثماني. والقبر الموجود في المسجد هو قبر الشيخ محمد الميقاتي رحمه الله».
يتابع الميقاتي: «كان والدي رحمه الله رجلاً ورعاً يشهد له بسعة العلم، وظل يخدم الاثر الشريف لمدة واحد واربعين عاماً. وتوفي يوم المولد الشريف من عام 1350 هجرية»

مؤقتو طرابلس
لأن أصل تسميته العائلة مرتبط بمهنتها الاساسية التي أناطتها بها السلطنة العثمانية، كان لا بد من الحديث عن هذه المهنة، وعلاقة الشيخ الميقاتي بها، وأسباب تركه لها، وعن واقعها الراهن: متى بدأ التوقيت للمرة الاولى؟ يجيب الميقاتي: «ان هذه العملية ابتدأت من دخول العائلة للمرة الاولى اراضي طرابلس قادمة من مصر منذ حوالي السبعمئة عام، وتوارثها أبناؤه وأحفاده حتى انتهت الى الشيخ ناصر الذي تركها بسبب كبر سنّه واحالته على التقاعد عام 2002 كما ذكرنا». وقد ترك الميقاتي في هذا المجال مرجعاً لا يزال معتمداً حتى يومنا هذا في تحديد مواقيت الصلوات، من خلال النشرات التي كان يوقعها باسمه والتي جمعتها دائرة الاوقاف الاسلامية ضمن كتاب واحد.
حول هذا الموضوع يقول الميقاتي: «بعد وفاة والدي وعمي الشيخ كاظم، أسندت الي مهمة التوقيت في المدينة، اضافة الى وظيفة خدمة الاثر، وعندما تقاعدت من الوظيفة كنت قد تركت نشرات متفرقة جمعتها دائرة الاوقاف في كتاب واحد وقد قمت بتحويل التوقيت المعتمد من التقويم الزوالي الى التقويم الغروبي، ولا يزال هذا التقويم معتمداً من قبل دائرة الاوقاف الرسمية.
خدمة الاثر الشريف
من المفاخر التي تتباهى بها طرابلس على مدن الشرق العربي، وجود الاثر النبوي الشريف فيها، وهي شعرة من شعرات النبي (ص)، استقدمت الى طرابلس ابان الحكم العثماني للمدينة، ومنذ ذلك الحين، و«الميقاتيون» هم المولجون بالاشراف على هذا الاثر وتنظيم زيارته في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك.
في هذا الصدد يورد الشيخ الميقاتي معلومات قيّمة حول كيفية وصول الاثر الشريف واستلامه من قبل العائلة الميقاتية: «وصل الاثر الشريف الى طرابلس عن طريق البحر، بفرقاطة عثمانية خاصة، وباشراف (خالص باشا). وقد حفر اسم جدنا على الوعاء المحفوظ فيه الاثر الشريف، مع توجيه الوظيفية له بموجب فرمان عثماني خاص. ولما كان الجامع الحميدي لم ينتهِ ترميمه بعد عند وصول الاثر، اقنع الشيخ علي رشيد الميقاتي أهل الحل والعقد في المدينة بوضع الاثر الشريف في المسجد المنصوري.
وهكذا استقر الاثر الشريف في المسجد المنصوري حتى يومنا هذا. وقد قام بخدمة هذا الاثر والدي محمد رشدي الذي قدم خلوته غرفة للاثر. وقد كان والدي يصف نفسه بحق انه خادم الاثر الشريف ومؤقت المسجد المنصوري. وقد ألف كتباً عديدة منها: «الاثر الحميد في مناقب الرشيد» و«مولد أزكى المخلوقات» و«المرائي النبوية». ويشير الميقاتي الى ان مفتاح غرفة الاثر الشريف في عهدة دائرة الاوقاف الاسلامية في طرابلس.
ويشير ميقاتي الى ان محاولات تجري حالياً من قبل الشيخ محمد رشيد ميقاتي - مدير جامعة طرابلس - لاستعادة مفتاح غرفة الاثر الشريف الى «العهدة الميقاتية» وان طلباً قد قُدّم بهذا الخصوص.
الشيخ ميقاتي و«الامساكيات»
كانت الامساكيات الصادرة عن دائرة أوقاف طرابلس تشير الى ان التوقيت المعتمد فيها متوافق لتوقيت «مؤقتي طرابلس الشيخ ناصر والشيخ صالح ميقاتي». حول هذا الموضوع، يؤكد ميقاتي لـ «التمدن» انه رغم خلو الامساكيات الحالية من هذه العبارة، الا انه لا ضير في ذلك طالما ان التوقيت المثبت فيها هو التوقيت اذي عمل عليه الشيخ الميقاتي كما ذكرنا.
رجل العطاء
اضافة الى ما اسهم فيه الشيخ الميقاتي على المستوى الروحي والديني، فإن له اسهامات خيرية واجتماعية عديدة، اذ يتحدث عارفوه انه «هو من بنى مسجد الشيخ فضل الله الزيني في محلة باب الرمل، اضافة الى سعيه بتأمين المياه لسكان المنطقة من خلال استحداث الآبار.
كما أسهم خلال سنوات الحرب الاهلية في تأمين توزيع الحصص الغذائية التي كان يوزعها الشقيقان طه والرئيس (رجل الاعمال آنذاك) نجيب ميقاتي، المقيمان وقتها خارج لبنان».