تبرير منطقي

[أبو تراب]

لو كان هناك مجموعتان من الاطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين لسكة الحديد

أحدهما معطل والآخر لا زال يعمل

وكان هناك طفل واحد يلعب على المسار المعطل

ومجموعة أخرى من الاطفال يلعبون على المسار غير المعطل

.
.

وأنت تقف بجوار محول اتجاه القطار

.
.

ورأيت الاطفال

ورأيت القطار قادم

وليس امامك إلا ثواني

لتقرر في اي مسار يمكنك ان توجه القطار

فإما تترك القطار يسير كما هو مقرر له ويقتل مجموعة الاطفال .. ؟
أو تغير إتجاهه الي المسار الآخر ويقتل طفل واحد .. ؟

.
.

فأيهما تختار؟؟؟

.
.

ماهي النتائج التي سوف تنعكس على هذا القرار ؟؟؟

.
.

دعنا نحلل هذا القرار

معظمنا يرى انه الافضل التضحية بطفل واحد خير من مجموعة اطفال

وهذا على اقل تقدير من الناحية العاطفية

.
.

فهل ياترى هذا القرار صحيح ؟

هل فكرنا ان الطفل الذي كان يلعب على المسار المعطل

قد تعمد اللعب هنا حتى يتجنب مخاطر القطار ؟

ومع ذلك يجب عليه ان يكون الضحية
في مقابل ان الاطفال الآخرون الذين في سنه
وهم مستهترون وغير مبالين و أصروا على اللعب في المسار العامل؟

.
.

هذه الفكرة مسيطرة علينا في كل يوم
في مجتمعتنا وفي العمل
حتى في القرارات السياسة الديموقراطية ايضاً

.
.

يضحى بمصالح الأقلية مقابل الاكثرية
بغض النظر عن قرار الاغلبية


حتى ولو كانت هذه الأغلبية غبيـــة وغير صالحة
والاقلية هي الصحيحة

.
.

وهنا نقول ان القرار الصحيح
ليس من العدل تغيير مسار القطار
وذلك للأسباب التالية

.
.

.1.


الأطفال الذين كان يلعبون في مسار القطار العام يعرفون ذلك
وسوف يهربون بمجرد سماعهم صوت القطار !؟

.
.

.2.

لو انه تم تغيير مسار القطار فان الطفل الذي كان يعمل في المسار المعطل سوف يموت بالتأكيد
لأنه لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت القطار
لانه يعتقد ان القطار لن يمر بهذا المسار كالعادة

.
.

.3.

بالاضافة انه من المحتمل ان المسار الأخير لم يترك هكذا الا لأنه غير آمن
وتغيير مسار القطار الى هذ الاتجاه لن يقتل الطفل فقط
بل سوف يؤدي بحياة الركاب الى مخاطر
فبدلا من انقاذ حياة مجموعة من الاطفال فقد يتحول الأمر قتل مئات من الركاب
بالاضافة الي موت الطفل المحقق !!!؟



.
.

مع علمنا ان حياتنا مليئة بالقرارات الصعبة التي يجب ان نتخذها
لكننا قد لاندرك ان القرار المتسرع عادة مايكون غير صائب

.
.

تذكر

ان الصحيح ليس دائماً شائع
وان الشائع ليس دائما صحيح

.
.

قال تعالى
(وَإِنْ تَتَّبِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)

[أبو حسن]

تذكر

ان الصحيح ليس دائماً شائع
وان الشائع ليس دائما صحيح


بارك الله بكم أخي على هذا الموضوع الجميل...

ترى، ما هو الفيصل في تمييز الصحيح من الشائع ؟

(مع الأخذ بعين الإعتبار أن سؤالي خاص بمن يعيش في بيئة إسلامية...)

[أبو تراب]

وبكم بارك الله
أخي الكريم برأيي أن تمييز الصحيح من الشائع عدة أمور:
- محاولة الحصول على الخبر من مصادر موثقة وصادقة قدر المستطاع ، الأخذ بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
- إستعمال العقل السليم الخالي من التعصب لجهة او طرف معين
- مشورة أهل الحكمة

[أبو تراب]

ما بعرف اذا رح توافقتي الرئي او لأ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[أبو حسن]

وبكم بارك الله
أخي الكريم برأيي أن تمييز الصحيح من الشائع عدة أمور:
- محاولة الحصول على الخبر من مصادر موثقة وصادقة قدر المستطاع ، الأخذ بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
- إستعمال العقل السليم الخالي من التعصب لجهة او طرف معين
- مشورة أهل الحكمة



ما كتبته أخي أبو تراب هو خطوات جيدة بشكل عام، لكن هل ترى أنه من اليسير على من يعيش في عصرنا، لو طبقها، أن يميز فعلا بين الصحيح والشائع ؟

أما العوام (بالمفهوم الشرعي)، وهم عامة المسلمين اليوم، فلا سبيل لهم لتطبيقها لتجذر التعصب فيهم والتقليد لمن يوافق هواهم بفتاواه...

أما من يصنفون نفسهم خارج فئة العوام، فأغلبهم ليس لديهم من العلم الصحيح الخالي من التعصب ما يؤهلهم للتفرقة بين الصحيح والشائع بتجرّد...

ويزيد الأمر سوءا، الفتاوى المتناقضة من مفتين يعدّهم الناس من أهل الصلاح والحكمة... فتزداد الأمور اختلاطا على الناس...

فلا سبيل، برأيي، إلا الإستزادة من طلب العلم بتجرّد مع المحافظة على تصحيح النية ليكون علمك موصلا لك إلى مرضاة الله لا حظ للنفس وشهواتها والدنيا وفتنها فيه...

[أيمن غ القلموني]

أما من يصنفون نفسهم خارج فئة العوام، فأغلبهم ليس لديهم من العلم الصحيح الخالي من التعصب ما يؤهلهم للتفرقة بين الصحيح والشائع بتجرّد...
ويزيد الأمر سوءا، الفتاوى المتناقضة من مفتين يعدّهم الناس من أهل الصلاح والحكمة... فتزداد الأمور اختلاطا على الناس...
فلا سبيل، برأيي، إلا الإستزادة من طلب العلم بتجرّد مع المحافظة على تصحيح النية ليكون علمك موصلا لك إلى مرضاة الله لا حظ للنفس وشهواتها والدنيا وفتنها فيه...




اسمحوا لي أن أتشارك معكم

ما نعيشه في هذه الأيام يمكن وصفه بالغباء الساذج أي أننا إمتطينا الغباء فركبناه ومن كثرة ركوبنا له فقد وصلنا إلى أنه أصبح كسوتنا التي تظّللنا في كل فصول السنة.

إنه ـ الغباء الساذج ـ الثابت في زمن المتحّرك.

فتن في العالم ، تقلّبات تأخذك يمينا ثمّ شمالا ، كل شيء يهتز من حولنا ، بيد أننا ما نزال نتلفح بالغباء الساذج . كل شيء نبرّره لأننا تعودنا على منطق التبرير ولو كان غير منطقي .

ربما هذا ما قصده أخي أبو تراب من خلال قوله :ان الصحيح ليس دائماً شائع
وان الشائع ليس دائما صحيح

أما بشأن سؤال الأخ أبو حسن عن كيفية التفريق بين الصحيح من الشائع فيكون في إعمال العقل أولاً ولو لم يكن لدينا العلم الكافي لنحدّد ، لكن مجرّد إعمال العقل وقراءة عدة مصادر عن الخبر فهو ولا شكّ سيفرد لك مساحة لا بأس بها لكي تفكّر وتقترب من الصحيح .


بعد العقل ، يجب علينا أن ننتقي أناس نرى صدقهم ونثق بهم ، فإن لم نستطع تحديدهم لوحدنا نستعين بأصدقاء لنا ليساعدونا. فإذا ما إنتقينا العالم الربانّي والدعاة الصادقين عندها يكون الحقّ لزاماً علينا رؤيته .

أما ّطلب العلم ، فيجب وضعه على سُلَّم الأولويات كما قال الأخ أبو حسن .


لكن يا أخ أبو حسن ما هي السبل لحّث النّاس وخاصة الشباب لأنّهم الفئة الأكثر وقوعاً في الأخطاء أو بمعنى أدقّ الأكثر عُرضةً للهجمات لأنّهم ميزان تقدّم الأمم وتطورها.

هل يجب علينا تبيان المخاطر من سيادة الجهل في مجتمعٍ ما ؟ أم يجب تفهيم النّاس أنّ العلم يقينا مخاطر الفتن والأهواء ؟

ألا يكفينا أنّ الإسلام حضّ على التعلّم وجعله من أجلّ العبادات : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون .



السلام عليكم وما تآخذوني عالطولة ، في عصب بإيدي فالت فأصبعي ما عمّ يتهدا :)

[أبو حسن]

لكن يا أخ أبو حسن ما هي السبل لحّث النّاس وخاصة الشباب لأنّهم الفئة الأكثر وقوعاً في الأخطاء أو بمعنى أدقّ الأكثر عُرضةً للهجمات لأنّهم ميزان تقدّم الأمم وتطورها.

هل يجب علينا تبيان المخاطر من سيادة الجهل في مجتمعٍ ما ؟ أم يجب تفهيم النّاس أنّ العلم يقينا مخاطر الفتن والأهواء ؟

ألا يكفينا أنّ الإسلام حضّ على التعلّم وجعله من أجلّ العبادات : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون .


شكرا على مداخلتك أخي أيمن

لا أعتقد أن أحدا يخفى عليه فضل العلم وقبح الجهل...

باختصار ، الإجابة على أسئلتك هي: شبابنا يحتاجون من يريهم ثمرة العلم وفضله عمليا ومن يحرص على تعليمهم وإرشادهم بإخلاص وهمة...

[أيمن غ القلموني]

أخي أبا حسن ، أصبت كبد الحقيقة .
بوركتم .

[أبو تراب]

بوركت ابو حسن