تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حمامات طرابلس و دورها السياحي



فؤاد طرابلسي
22-10-2009, 10:16 PM
حمامات طرابلس و دورها السياحي


تعتبر مدينة طرابلس من اكبر المدن اللبنانبة ، من الناحية السكانية والناحية الجغرافية ، فهي بحق عاصمة الشمال اللبناني . أضف. الى ذلك تميزها الهندسي الذي تنفرد به عن باقي المدن والمناطق اللبنانية .
ففي العصور القديمة سكن هذه المنطقة العديد من الوافدين من منطقة المغرب العربي

واقاموا فيها لسنين طويلة، فأثروا في بناءها الهندسي وتوزيع شوارعها وتشييد ابنيتها على الطريقة المغاربية ، فترى ان الابنية في هذه المدينة تأخذ ذات الاشكال الهندسية في المغرب العربي عامة من حيث المآذن والشرفات ومداخل المنازل والشبابيك الخشبية التي تستر النوافذ والشرفات التي لا تتعدى في حجمها عرض الباب المؤدي اليها وايضا يحيط بها ستار من الخشب المتشابك.
من هذه الآثار التي تدل على من اقام فيها كذلك أثر فيها الوجود التركي ومن آثاره وجود الحمامات العامة ، والتي قامت في الاصل لحاجة النظافة والطهارة طبقا للشريعة الاسلامية، بسبب قلة المياه الواصلة الى البيوت لان شعار النظافة من الايمان يطبق من باب الواجب الديني العيني الذي لا يمكن التهاون به.
وبعد مرور هذا التاريخ على المدينة تحولت هذه الحمامات الى تجمعات للسمر وتبادل الاحاديث في ايام العطل او بعد العودة من العمل في وسط الاسبوع واحيانا تقام سهرات طويلة يلتقي فيها الشباب لقسم كبير من الليل.
زيادة على ذلك قسمت اوقات هذه الحمامات بين النساء والرجال بحيث يكون للنساء اوقات خاصة يتواجدن فيها في الحمامات وبخاصة لتجهيز العروس، هذه هي بالاساس من العادات المغاربية،حيث تدخل العروس مع الحاشية المؤلفة من الجيران والاقارب وصديقات العروس بصورة خاصة ويقضين نهارهن حتى وقت متأخر من الليل الى حين تجهز العروس بكل ما يلزم من امور النظافة.
اما في طرابلس اليوم فلم يبق سوى حمام واحد يستقبل النزلاء من باب التودد الى العادات القديمة ونوع من الحفاظ على التقاليد ليس إلاّ . يحافظ هذا الحمام على بناءه الاثري الذي اكسبته الايام لونا جميلا يحكي وحده تاريخ هذا الحمام ، ايضا علو بناءه والثريات القديمة التي تجعل من هذا الحمام متحفا بذاته.
يروي صاحب الحمام ان غالبية الزوار هم من طرابلس وايضا هناك موسم الصيف الذي يزور فيه كثير من السواح الاجانب بقصد التعرف الى الاماكن الاثرية. ويذكر لاحدى الصحف ان اشهر زوار هذا الحمام كانت ملكة جمال لبنان للعام 1970 جورجينا رزق. وعن مراحل الحمام يعرفها صاحبه بقوله:
يمر الزبون عادة بغرفة البخار اولاً حيث تصل الحرارة احياناً الى 80 درجة، فيقضي فيها حوالي عشر دقائق، ولهذه الغرفة فوائد صحية عدة ، فهي تعالج الروماتيزم والعصبي وتخفيف الشحم الزائد في الجسم. ثم ينتقل بعدها الى التكييس فالتلييف ثم التدليك الذي يمارس وفقاً للقواعد العربية القديمة، من اجل تهدئة الاعصاب واراحة عضلات الجسم. ومن يدخل حماماً تركياً عليه ان ينسى ما يدور في العالم الخارجي كي يغوص في جو هادىء وبسيط.
وبعد خروج المستحم من القسم الداخلي يتوجه الى القسم الوسطي وذلك بعد ان يقوم بتبريد جسمه قليلاً، يتوجه الى القسم الخارجي حيث يلف هذا الاخير جسده بفوطة من القطن، ويجلس في الصالون الداخلي ليبرد جسمه قبل ان ينتقل الى البهو الرئيسي. وفي هذا المكان يتربع على اريكة يرتشف فنجان القهوة او الشاي الساخن ودردشة مع الزبائن الآخرين. قبل ان يغادر الحمام، يخلع عنه قطع القماش الست التي يكون قد لفها حول جسده حسب الاصول: قطعتان لليدين وقطعتان للرجلين تأتي فوقهما فوطة حريرية تدفىء المعدة، واخيراً يرتدي ثيابه ويغادر المكان نظيفاً ونشيطاً.اما عن «حمام العريس» يقول: بعض العرسان ما زالوا حتى اليوم يقصدون حمام العبد قبل زفافهم بيوم واحد (بطبل وزمر)، حيث يحتفلون مع مجموعة من رفاقهم ويقوم العريس بحفلة تنظيف لكامل جسده، ويحظى باهتمام خاص من الموظفين في الحمام الذين يحيطونه بجو من اللهو والضحك

لينا
24-10-2009, 12:22 AM
موضوع جميل شكرا جزيلا لك

فؤاد طرابلسي
24-10-2009, 12:25 AM
شكرا لمرورك