فؤاد طرابلسي
27-10-2009, 01:42 PM
آل الجمالي
بقلم باسل الاتاسي
:
أسرة حمصية علمية، شريفة النسب، عريقة الحسب، تسلسل فيها إمامة الجامع النوري الكبير بحمص، وكان على رجالها التدريس فيه، فتخرج على يدهم من العلماء الكم الكبير، وكانت فيهم أيضا فتوى الشافعية في حمص، بعد أن كانت في أسرة أخرى من السادة الأشراف: آل شمس الدين، الذي سيأتي الحديث عنهم لاحقا. مع العلم أن الفتوى في مدينة حمص على غير المذهب الحنفي كانت منصبا مزعزعا غير مستمر، قد يشغر سنينا وعقودا دون أن يشعر الناس بحاجتهم إليه، وكان مفتي المدينة هو المفتي على المذهب الحنفي، مذهب الدولة العثمانية.
والأسرة معروفة بشرف نسبها، مشهورة به، وقد وقعنا على ما يدل على ذلك في الوثائق الشرعية المحكمية في العصر العثماني، منها على سبيل المثال مشاهدة السيد العلامة خضر الجمالي مفتي الشافعية في حمص وإمام الجامع النوري الكبير، على مشجرة السادة الأشراف آل الشيخ زين البرمين وهذه صورته:
http://www9.0zz0.com/2009/10/24/07/770691964.jpg (http://www9.0zz0.com/2009/10/24/07/770691964.jpg)
شهادة "فخر السادة الأشراف" السيد خضر الجمالي على شجرة السادة آل الشيخ زين بحمص عام 1278هـ
وعدهم أيضا من الأشراف الدكتور كمال الحوت الحسيني في كتابه "جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية"، والأستاذ فيصل الشيخاني في "معالم وأعلام من حمص الشام"
ولكني لم أقع لهم على نسب، ويجري على لسان البعض أنهم من آل الحراكي تارة، وتارة يصلونهم بالسادة آل صافي الحماصنة، ولكني لم اتثبت من ذلك. وإذا صح كونهم من السادة الحراكية، فقد يكون السيد جمال الدين الحراكي، وهو نقيب اشراف حمص في القرن العاشر الهجري، هو جدهم، ولكن لا يجوز الجزم بهذا دون توثيقه.
هذا وفي حمص حي مشهور لازال يسمى بحي جمال الدين، لا ندري إذا كان هو جدهم، ذكره العلامة عبدالغني النابلسي لما مر به، وذكر أن جمال الدين هذا كان رجلا معتقدا في حمص وذكر بعضا من كراماته، والله تعالى أعلم.
ولكنهم على كل حال سادة أشراف من آل البيت كما ثبت بالوثائق، كما أنهم من مفاخر الأسر الحمصية.
من مشاهيرهم
العلامة الكبير الشيخ جمال الدين الجمالي الكبير: : العالم الفقيه والصوفي الكبير، مفتي الشافعية بحمص المحمية، وشيخ علمائها. ولد بحمص وأخذ العلم عن علمائها كمفتي حمص العلامة السيد محمد سعيد الأتاسي، والعلامة الصوفي يحيى بن سعيد بلبل وغيرهم. تولى الإمامة والخطابة والتدريس في الجامع النوري الكبير، فأخذ عنه العلم أكثر علماء حمص، وورث هذه المناصب لأبنائه وأحفاده العلماء الأعلام.
العلامة الكبير السيد خضر بن جمال الدين الجمالي: السيد العلامة الفقيه، مفتي الشافعية بحمص، وإمام الجامع النوري الكبير خلفا لوالده، وإمام جامع البازرباشي. ولد بحمص ودرس على والده، وورث مناصبه، وكان إلى ذلك يتاجر بالحبال في سوق الحبالين. درس عليه طلاب العلم أصناف العلوم، فأخذوا عليه كتاب نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، وحاشية الباجوري على مت أبي شجاع، وحاشية الٌناع للخطي الشربيني، وغيرها من الكتب في الفقه الشافعي. وكان رحمه الله من كبار أعيان وعلماء حمص. توفي عام 1291 هـ=1874م.
الشيخ محمد رضا بن خضر الجمالي: مفتي الشافعية بحمص وإمام الجامع الكبير وجامع البازارباشي. انتخب من بين علماء حمص في وفد تكون من 21 عالما حمصيا نزل دمشق في 11 رجب عام 1357 من الهجرة (6 إيلول 1938م) ليشارك في المؤتمر الأول للعلماء، نوه به السيد محمد أديب تقي الدين الحصني نقيب دمشق في كتابه "منتخبات التواريخ" لما ذكر رجال الفضل بحمص فقال: "ومنهم الشيخ رضى الجمالي، كان من مشاهير العلماء، رحل إلى الأستانة كثيرا، وتعرف بأكبر رجالها، وهو والد العالم الفاضل الأديب الشيخ جمال الدين خطيب الجامع نوري" رحمه الله.
الشيخ حافظ بن خضر الجمالي: إمام الجامع الكبير ومدرسه، وإمام جامع البازرباشي، توفي عام 1309هـ=1891م.
الشيخ محمد نجيب بن خضر الجمالي: الشيخ العالم، ولد بحمص عام 1270هـ (1853م)، ونشأ بها ودرس على علمائها، ورسم له بوظيفة أبائه، فدرس في الجامع النوري الكبير بعد أخيه السيد حافظ الجمالي، وأفتى على مذهب الشافعية، ثم انتقل إلى دمشق فرسم له بالخطابة بالجامع الأموي. وظل على حالته السنية حتى توفاه الله عام 1334هـ (1915م).
الشيخ عبدالفتاح بن حافظ الجمالي السيد العالم، ولد بحمص عام 1289 هـ، وبها نشأ، ودرس على علمائها، فعين إمام للجامع النوري الكبير خلفا لعمه السيد نجيب. كان رحمه الله أحد المؤسسين للجمعية الخيرية الإسلامية الشهيرة بحمص وكان ذلك في مساء الخميس 9 ربيع الأول عام 1340 من الهجرة الموافق أوائل كانون الأول عام 1921، يومها اجتمع رهط من أفاضل حمص وعلمائها وأشرافها وأعيانها في مسجد الدالاتي وعقدوا الجلسة التأسيسة الرسمية الأولى للجمعية الخيرية الإسلامية، غرضها خدمة الأهالي المعتازين وتعليم أبناء البلد المحتاجين وكفالة الأيتام من الذكور والإناث والتكفل بتعليمهم من السادسة حتى الخامسة عشر من عمرهم وإنشاء ملجأ للعجزة، يشمل نشاطها محافظة حمص، أما المجتمعون فكانوا السيد حسن أفندي الرفاعي نقيب أشراف حمص، والسيد محمد عاطف أفندي بن مراد بن سعيد الأتاسي، والسيد محمد توفيق أفندي بن مفتي حمص عبداللطيف بن محمد الأتاسي، والسيد شكري أفندي الجندلي الرفاعي، والسيد عبدالفتاح الجمالي، والمرحوم رفيق رسلان، ورفيق بك الحسيني، وصبري بك الدروبي، وعبدالحميد الحسيني، وعبدالقادر مراد، ومحمود الطرشة، ورسول شاهين . توفي رحمه الله عام 1360هـ(1941م).
الشيخ العلامة المجاهد جمال الدين بن رضا الجمالي الصغير: السيد الشريف، العالم المجاهد، سليل اسرة علم شريفة النسب بحمص، ولد بحمص عام 1290هـ (1872م) ونشأ في حجر والده إمام الجامع النوري الكبير، ودرس على علماء حمص، فرسم له بالإمامة في الجامع النوري الكبير، الوظيفة التي كانت على أبائه وأجداده. وكان رحمه الله تعالى من العلماء العاملين، تلهب خطبه حماس الشعب ضد المنتدب الفرنسي وتؤجج المشاعر، فيخرج الحماصنة من المساجد وقد ثارت ثائرتهم على الفرنسيين، حتى أن أحد الذين تأثروا به تأثرا كبيرا هو المرحوم البطل السيد فوزي القاوقجي الذي كان يحضر خطبه الحماسية، وقد هدد مرات بالقتل والنفي من قبل الفرنسيين فلم يبال، وعزل عن ظيفته وحبس، ولكن أفرج عنه الفرنسيون بعد أن أخافهم وهالهم مدى شعبيته الكبيرة في حمص وخارجها، ولقب في حمص بـ"مرشد الثورة". توفي رحمه الله عام 1354هـ (1935م).
الشيخ محمد رضا بن جمال الدين بن رضا الجمالي: الشيخ العالم. ولد بحمص عام 1912م، وتربى على يد والده إمام الجامع النوري الكبير، ثم ما لبث أن ورث عنه إمامة الشافعية والخطابة فيه، فاشتهر بخطبه التي ناوء فيها الاستعمار الفرنسي وعراه. عين مديرا للمكتبة العامة بحمص، كما استلم رئاسة ديوان المياه في المدينة. أسس مدرسة مع أخيه السيد عبدالقادر سميت بالمدرسة الجمالية، وتوفي رحمه الله عام 1985م.
معالي الوزير والمفكر السياسي الدكتور حافظ الجمالي: من الساسة المشاهير الذين أنجبتهم حمص وأحد كبار المفكرين. ولد بحمص عام 1916ودرس بها، وكان اثناء دراسته من النشطين في معارضة الانتداب الفرنسي. ثم انتقل إلى فرنسا فدرس الفلسفة في جامعة السوربون الشهيرة وحصل على الدكتوراة، وعاد إلى بلاده فعين استاذا للفلسفة في جامعة دمشق عام 1947م. وأثناء دراسته المدرسية تأثر الجمالي بالأفكار الوحدوية لأساتذته مشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، فلما عاد إلى بلاده كان من المتعاطفين معهم، ولأجل ذلك حبسه حسني الزعيم مدة بسيطة عام 1949م. وفي عام 1952م انتمى الجمالي لحزب البعث وعمل على تدريس افكاره الوحدوية لطلاب الجامعة، حتى اعتقله الرئيس أديب الشيشكلي عام 1952 بسبب أفكاره التي شكلت عليه خطرا. ولكن بعد الإفراج عنه، تابع الجمالي نشر أفكاره التي كانت تدعو إلى الوحدة، وتخرج من مدرسته الفكرية عدد كبير من الطلاب الذين تولى الكثير منهم فيما بعد مناصبا قيادية في الدولة كالدكتور عبدالرؤوف الكسم ومحمد الأيوبي من رؤساء الوزراة في سورية. استطاع الجمالي بنشاطه أن يدخل المئات من الشباب في حزبه، وكان نشطا في نشر آرائه خلال الخمسينات في مجلة النداء اللبنانية وصحيفة البعث التي كان يرأس تحريرها ميشيل عفلق. ولما قامت الوحدة بين مصر وسورية كان الجمالي من أكبر مناصريها، وصار بعد الانفصال من أكبر المناوئين لقواده. وفي عام 1964 عين الجمالي سفيرا لسورية في السودان وظل فيها حتى عام 1969م، بالرغم من معارضته الواضحة للطاقم الذي استلم الحكم عام 1966م بعد انقلاب صلاح جديد على أمين الحافظ، ولكن حكام سورية الجدد أبقوا عليه في منصبه احتراما لتاريخه وماضيه. في عام 1969م عينه الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس سورية سفيرا لها في إيطاليا، وظل في منصبه حتى عام 1973، عندما استقدم إلى سوريا ليعين وزيرا للتعليم في وزارة تلميذه السابق محمد الأيوبي، ولكن الجمالي استقال بعد تسعة أشهر وعاد إلى منصبه في جامعة دمشق، معتزلا السياسة. كان الجمالي رحمه الله من كبار الساسة الذين حذروا من خطر الولايات المتحدة على العالم العربي ونشط في تجميع الصف العربي ضد االمخططات الستعمارية الأمريكية، كما عرف عنه نشاطه في دعوة الكتل الشرقية كالصين وروسيا للانضمام إلى الصف العربي في صد الهيمنة الغربية التي ترأستها الولايات المتحدة. أمضى الجمالي باقي حياته في التأليف والترجمة، فترجم إلى العربية أكثر من أربعين كتابا من الفرنسية منها "علم لنفس الاجتماعي"، "الوسيط في المنطق"، "أبحاث في علم نفس الطفل والمراهق"، "فيديل كاستور"، "الثورة الفرويدية"، "موجز تاريخ الأديان" لفيليسان شالي، و"مذكرات ادغار فورد"، "النمو النفسي للطفل"، "حكم الأصوات"، و"تحول السلطة"، و"أصالة الثقافات" لريمون أرون، و"دراسة حول النظرية الديمقراطية" لرونيه شار بيير، و"خمسة مليارات إنسان في مركبة" لألبير جاكوار، و"المصادفة والضرورة" لجاك مونو، و"حياة عثمانية في المنفى"، و"علم الإنسان"، و"سوكولوجيا المسرح"، وغيرها. كما أنه ألف عدة كتب هي "عربي يفكر"، "بين التخلف والحضارة"، و"حول المستقبل العربي"، "ما وراء الطبيعة"، "علم النفس ونتائجه التربوية" مع الدكتور سامي الدروبي، "بيت التربية وعلم النفس"، "علم الجمال"، "ألأخلاق". كما أنه ساهم في مقالات عديدة لمجلة المعرفة الشهيرة. وبين عامي 1975-1976، انتخب الجمالي رئيسا لاتحاد الكتاب العرب. وفي عام 2003 خسرت سورية أحد كبار مفكريها وأدبائها بموته.
يقول طالب العلم فؤاد طرابلسي: نزح فرع من هذه الاسرة
الكريمة في مطلع القرن العشرين و استوطنوا طرابلس و
من اعيانهم اليوم المهندس رشيد الجمالي رئيس بلدية
طرابلس.
بقلم باسل الاتاسي
:
أسرة حمصية علمية، شريفة النسب، عريقة الحسب، تسلسل فيها إمامة الجامع النوري الكبير بحمص، وكان على رجالها التدريس فيه، فتخرج على يدهم من العلماء الكم الكبير، وكانت فيهم أيضا فتوى الشافعية في حمص، بعد أن كانت في أسرة أخرى من السادة الأشراف: آل شمس الدين، الذي سيأتي الحديث عنهم لاحقا. مع العلم أن الفتوى في مدينة حمص على غير المذهب الحنفي كانت منصبا مزعزعا غير مستمر، قد يشغر سنينا وعقودا دون أن يشعر الناس بحاجتهم إليه، وكان مفتي المدينة هو المفتي على المذهب الحنفي، مذهب الدولة العثمانية.
والأسرة معروفة بشرف نسبها، مشهورة به، وقد وقعنا على ما يدل على ذلك في الوثائق الشرعية المحكمية في العصر العثماني، منها على سبيل المثال مشاهدة السيد العلامة خضر الجمالي مفتي الشافعية في حمص وإمام الجامع النوري الكبير، على مشجرة السادة الأشراف آل الشيخ زين البرمين وهذه صورته:
http://www9.0zz0.com/2009/10/24/07/770691964.jpg (http://www9.0zz0.com/2009/10/24/07/770691964.jpg)
شهادة "فخر السادة الأشراف" السيد خضر الجمالي على شجرة السادة آل الشيخ زين بحمص عام 1278هـ
وعدهم أيضا من الأشراف الدكتور كمال الحوت الحسيني في كتابه "جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية"، والأستاذ فيصل الشيخاني في "معالم وأعلام من حمص الشام"
ولكني لم أقع لهم على نسب، ويجري على لسان البعض أنهم من آل الحراكي تارة، وتارة يصلونهم بالسادة آل صافي الحماصنة، ولكني لم اتثبت من ذلك. وإذا صح كونهم من السادة الحراكية، فقد يكون السيد جمال الدين الحراكي، وهو نقيب اشراف حمص في القرن العاشر الهجري، هو جدهم، ولكن لا يجوز الجزم بهذا دون توثيقه.
هذا وفي حمص حي مشهور لازال يسمى بحي جمال الدين، لا ندري إذا كان هو جدهم، ذكره العلامة عبدالغني النابلسي لما مر به، وذكر أن جمال الدين هذا كان رجلا معتقدا في حمص وذكر بعضا من كراماته، والله تعالى أعلم.
ولكنهم على كل حال سادة أشراف من آل البيت كما ثبت بالوثائق، كما أنهم من مفاخر الأسر الحمصية.
من مشاهيرهم
العلامة الكبير الشيخ جمال الدين الجمالي الكبير: : العالم الفقيه والصوفي الكبير، مفتي الشافعية بحمص المحمية، وشيخ علمائها. ولد بحمص وأخذ العلم عن علمائها كمفتي حمص العلامة السيد محمد سعيد الأتاسي، والعلامة الصوفي يحيى بن سعيد بلبل وغيرهم. تولى الإمامة والخطابة والتدريس في الجامع النوري الكبير، فأخذ عنه العلم أكثر علماء حمص، وورث هذه المناصب لأبنائه وأحفاده العلماء الأعلام.
العلامة الكبير السيد خضر بن جمال الدين الجمالي: السيد العلامة الفقيه، مفتي الشافعية بحمص، وإمام الجامع النوري الكبير خلفا لوالده، وإمام جامع البازرباشي. ولد بحمص ودرس على والده، وورث مناصبه، وكان إلى ذلك يتاجر بالحبال في سوق الحبالين. درس عليه طلاب العلم أصناف العلوم، فأخذوا عليه كتاب نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، وحاشية الباجوري على مت أبي شجاع، وحاشية الٌناع للخطي الشربيني، وغيرها من الكتب في الفقه الشافعي. وكان رحمه الله من كبار أعيان وعلماء حمص. توفي عام 1291 هـ=1874م.
الشيخ محمد رضا بن خضر الجمالي: مفتي الشافعية بحمص وإمام الجامع الكبير وجامع البازارباشي. انتخب من بين علماء حمص في وفد تكون من 21 عالما حمصيا نزل دمشق في 11 رجب عام 1357 من الهجرة (6 إيلول 1938م) ليشارك في المؤتمر الأول للعلماء، نوه به السيد محمد أديب تقي الدين الحصني نقيب دمشق في كتابه "منتخبات التواريخ" لما ذكر رجال الفضل بحمص فقال: "ومنهم الشيخ رضى الجمالي، كان من مشاهير العلماء، رحل إلى الأستانة كثيرا، وتعرف بأكبر رجالها، وهو والد العالم الفاضل الأديب الشيخ جمال الدين خطيب الجامع نوري" رحمه الله.
الشيخ حافظ بن خضر الجمالي: إمام الجامع الكبير ومدرسه، وإمام جامع البازرباشي، توفي عام 1309هـ=1891م.
الشيخ محمد نجيب بن خضر الجمالي: الشيخ العالم، ولد بحمص عام 1270هـ (1853م)، ونشأ بها ودرس على علمائها، ورسم له بوظيفة أبائه، فدرس في الجامع النوري الكبير بعد أخيه السيد حافظ الجمالي، وأفتى على مذهب الشافعية، ثم انتقل إلى دمشق فرسم له بالخطابة بالجامع الأموي. وظل على حالته السنية حتى توفاه الله عام 1334هـ (1915م).
الشيخ عبدالفتاح بن حافظ الجمالي السيد العالم، ولد بحمص عام 1289 هـ، وبها نشأ، ودرس على علمائها، فعين إمام للجامع النوري الكبير خلفا لعمه السيد نجيب. كان رحمه الله أحد المؤسسين للجمعية الخيرية الإسلامية الشهيرة بحمص وكان ذلك في مساء الخميس 9 ربيع الأول عام 1340 من الهجرة الموافق أوائل كانون الأول عام 1921، يومها اجتمع رهط من أفاضل حمص وعلمائها وأشرافها وأعيانها في مسجد الدالاتي وعقدوا الجلسة التأسيسة الرسمية الأولى للجمعية الخيرية الإسلامية، غرضها خدمة الأهالي المعتازين وتعليم أبناء البلد المحتاجين وكفالة الأيتام من الذكور والإناث والتكفل بتعليمهم من السادسة حتى الخامسة عشر من عمرهم وإنشاء ملجأ للعجزة، يشمل نشاطها محافظة حمص، أما المجتمعون فكانوا السيد حسن أفندي الرفاعي نقيب أشراف حمص، والسيد محمد عاطف أفندي بن مراد بن سعيد الأتاسي، والسيد محمد توفيق أفندي بن مفتي حمص عبداللطيف بن محمد الأتاسي، والسيد شكري أفندي الجندلي الرفاعي، والسيد عبدالفتاح الجمالي، والمرحوم رفيق رسلان، ورفيق بك الحسيني، وصبري بك الدروبي، وعبدالحميد الحسيني، وعبدالقادر مراد، ومحمود الطرشة، ورسول شاهين . توفي رحمه الله عام 1360هـ(1941م).
الشيخ العلامة المجاهد جمال الدين بن رضا الجمالي الصغير: السيد الشريف، العالم المجاهد، سليل اسرة علم شريفة النسب بحمص، ولد بحمص عام 1290هـ (1872م) ونشأ في حجر والده إمام الجامع النوري الكبير، ودرس على علماء حمص، فرسم له بالإمامة في الجامع النوري الكبير، الوظيفة التي كانت على أبائه وأجداده. وكان رحمه الله تعالى من العلماء العاملين، تلهب خطبه حماس الشعب ضد المنتدب الفرنسي وتؤجج المشاعر، فيخرج الحماصنة من المساجد وقد ثارت ثائرتهم على الفرنسيين، حتى أن أحد الذين تأثروا به تأثرا كبيرا هو المرحوم البطل السيد فوزي القاوقجي الذي كان يحضر خطبه الحماسية، وقد هدد مرات بالقتل والنفي من قبل الفرنسيين فلم يبال، وعزل عن ظيفته وحبس، ولكن أفرج عنه الفرنسيون بعد أن أخافهم وهالهم مدى شعبيته الكبيرة في حمص وخارجها، ولقب في حمص بـ"مرشد الثورة". توفي رحمه الله عام 1354هـ (1935م).
الشيخ محمد رضا بن جمال الدين بن رضا الجمالي: الشيخ العالم. ولد بحمص عام 1912م، وتربى على يد والده إمام الجامع النوري الكبير، ثم ما لبث أن ورث عنه إمامة الشافعية والخطابة فيه، فاشتهر بخطبه التي ناوء فيها الاستعمار الفرنسي وعراه. عين مديرا للمكتبة العامة بحمص، كما استلم رئاسة ديوان المياه في المدينة. أسس مدرسة مع أخيه السيد عبدالقادر سميت بالمدرسة الجمالية، وتوفي رحمه الله عام 1985م.
معالي الوزير والمفكر السياسي الدكتور حافظ الجمالي: من الساسة المشاهير الذين أنجبتهم حمص وأحد كبار المفكرين. ولد بحمص عام 1916ودرس بها، وكان اثناء دراسته من النشطين في معارضة الانتداب الفرنسي. ثم انتقل إلى فرنسا فدرس الفلسفة في جامعة السوربون الشهيرة وحصل على الدكتوراة، وعاد إلى بلاده فعين استاذا للفلسفة في جامعة دمشق عام 1947م. وأثناء دراسته المدرسية تأثر الجمالي بالأفكار الوحدوية لأساتذته مشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، فلما عاد إلى بلاده كان من المتعاطفين معهم، ولأجل ذلك حبسه حسني الزعيم مدة بسيطة عام 1949م. وفي عام 1952م انتمى الجمالي لحزب البعث وعمل على تدريس افكاره الوحدوية لطلاب الجامعة، حتى اعتقله الرئيس أديب الشيشكلي عام 1952 بسبب أفكاره التي شكلت عليه خطرا. ولكن بعد الإفراج عنه، تابع الجمالي نشر أفكاره التي كانت تدعو إلى الوحدة، وتخرج من مدرسته الفكرية عدد كبير من الطلاب الذين تولى الكثير منهم فيما بعد مناصبا قيادية في الدولة كالدكتور عبدالرؤوف الكسم ومحمد الأيوبي من رؤساء الوزراة في سورية. استطاع الجمالي بنشاطه أن يدخل المئات من الشباب في حزبه، وكان نشطا في نشر آرائه خلال الخمسينات في مجلة النداء اللبنانية وصحيفة البعث التي كان يرأس تحريرها ميشيل عفلق. ولما قامت الوحدة بين مصر وسورية كان الجمالي من أكبر مناصريها، وصار بعد الانفصال من أكبر المناوئين لقواده. وفي عام 1964 عين الجمالي سفيرا لسورية في السودان وظل فيها حتى عام 1969م، بالرغم من معارضته الواضحة للطاقم الذي استلم الحكم عام 1966م بعد انقلاب صلاح جديد على أمين الحافظ، ولكن حكام سورية الجدد أبقوا عليه في منصبه احتراما لتاريخه وماضيه. في عام 1969م عينه الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس سورية سفيرا لها في إيطاليا، وظل في منصبه حتى عام 1973، عندما استقدم إلى سوريا ليعين وزيرا للتعليم في وزارة تلميذه السابق محمد الأيوبي، ولكن الجمالي استقال بعد تسعة أشهر وعاد إلى منصبه في جامعة دمشق، معتزلا السياسة. كان الجمالي رحمه الله من كبار الساسة الذين حذروا من خطر الولايات المتحدة على العالم العربي ونشط في تجميع الصف العربي ضد االمخططات الستعمارية الأمريكية، كما عرف عنه نشاطه في دعوة الكتل الشرقية كالصين وروسيا للانضمام إلى الصف العربي في صد الهيمنة الغربية التي ترأستها الولايات المتحدة. أمضى الجمالي باقي حياته في التأليف والترجمة، فترجم إلى العربية أكثر من أربعين كتابا من الفرنسية منها "علم لنفس الاجتماعي"، "الوسيط في المنطق"، "أبحاث في علم نفس الطفل والمراهق"، "فيديل كاستور"، "الثورة الفرويدية"، "موجز تاريخ الأديان" لفيليسان شالي، و"مذكرات ادغار فورد"، "النمو النفسي للطفل"، "حكم الأصوات"، و"تحول السلطة"، و"أصالة الثقافات" لريمون أرون، و"دراسة حول النظرية الديمقراطية" لرونيه شار بيير، و"خمسة مليارات إنسان في مركبة" لألبير جاكوار، و"المصادفة والضرورة" لجاك مونو، و"حياة عثمانية في المنفى"، و"علم الإنسان"، و"سوكولوجيا المسرح"، وغيرها. كما أنه ألف عدة كتب هي "عربي يفكر"، "بين التخلف والحضارة"، و"حول المستقبل العربي"، "ما وراء الطبيعة"، "علم النفس ونتائجه التربوية" مع الدكتور سامي الدروبي، "بيت التربية وعلم النفس"، "علم الجمال"، "ألأخلاق". كما أنه ساهم في مقالات عديدة لمجلة المعرفة الشهيرة. وبين عامي 1975-1976، انتخب الجمالي رئيسا لاتحاد الكتاب العرب. وفي عام 2003 خسرت سورية أحد كبار مفكريها وأدبائها بموته.
يقول طالب العلم فؤاد طرابلسي: نزح فرع من هذه الاسرة
الكريمة في مطلع القرن العشرين و استوطنوا طرابلس و
من اعيانهم اليوم المهندس رشيد الجمالي رئيس بلدية
طرابلس.