تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة في كتاب (علماء من حلب في القرن الرابع عشر الهجري)



فؤاد طرابلسي
27-10-2009, 04:03 PM
رحلة في كتاب (علماء من حلب في القرن الرابع عشر الهجري)



المصدر:مجلة الضاد الكاتب : بقلم مختار فوزي النعّال السنة : 79 العدد : 2 الشهر : شباط العام : 2009 الصفحة : 57





أهداني أخي وصديقي الأستاذ محمّد عدنان كاتبي نسخة من كتابه القيّم (علماء من حلب في القرن الرابع عشر الهجري). وهو كتاب من الحجم المتوسّط يشمل تسعاً وعشرين وستّمائة صفحة ضمَّت في سطورها تراجم واضحة لمئة وعشرين عالماً من علماء حلب الأعلام في القرن الرابع عشر الهجري، مع صورة فريدة لكلّ عالم. ولفظ العالم الذي توخّاه الكاتب في كتابه هذا يقف حصراً على عالم الشريعة والدين الإسلامي، إذ بيَّن الكاتب ذلك في مقدّمته حين قال: (كان العلماء منذ فجر الدعوة الإسلامية هم الحاملون لواء الشريعة والمتمسّكون بالسنّة... وقد وضعت لنفسي معياراً لكون الرَجل عالماً بيّنته في كتابي هذا، وهو أن يكون عالماً من علماء الشريعة متميّزاً بعلم من علوم الحديث، أو الفقه، أو التفسير). متبعـاً في تصنيف هؤلاء العلماء وترتيبهم تاريخ وفاة كلّ منهم، الأقـدم وفـاة ثمّ الأقدم، بدءاً من الشيخ الجليل أحمد الكواكبي المتوفّى سنة 1300 هـ الموافق 1880 م، وانتهاءً بالشيخ محمّد حجّار المتوفّى سنة 1428 هـ الموافق 2007م. وبيَّن ذلك بقوله: (رتّبتُ ترجمة هؤلاء الأعلام حسب تاريخ وفاتهم. فإذا اتفق وفاة أكثر من عالم في سنة واحدة قدّمت الأسبق في الوفاة). ثمّ ألحق بهؤلاء العلماء الراحلين ثلاثة علماء كبار ما زالوا على قيد الحياة وهم: الشيخ محمّد درويش خطيب تولّد 1903م والشيخ أحمد قلاش تولّد 1910م والشيخ محمّد أديب حسّون تولّد 1913م ([1] (http://www.addadonline.com/admin/editor/fckeditor.html?InstanceName=article_des&Toolbar=Default#_ftn1)) أطال الله في عمر هؤلاء العلماء وأبقاهم ذخراً للدين الإسلامي وحماة للسنّة النبوية. ثمّ أهدى المؤلّف كتابه هذا إلى جميع أساتذته وشيوخه، وإلى كلّ طالب علم مجدّ، ورفع الإهداء إلى مدينة حلب الشهباء العظيمة التي أنجبت هؤلاء العلماء، والتي شغفته حبّاً فكان إهداؤه هذا مثلاً أعلى في الوفاء إلى حلب وإلى أبنائها الكرام.

مع الكتاب..
قدّم لهذا الكتاب رَجلان فاضلان من علماء حلب، الأوّل: هو الأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين عضو اتحاد الكتّاب العرب وعضو في اللجنة العلمية للغة العربية، والثاني: هو الدكتور عبد السلام أحمد الراغب، المدرّس في كلّيتي الشريعة والآداب بجامعة حلب.
جاء في كلمة الدكتور بكري شيخ أمين قوله: (هذا سفر فريد مبارك يضاف إلى الأسفار المباركة الأُخرى التي تحدّثت عن حلب ورجالها. ولا أظنّ في تاريخ المكتبة العربية والإسلامية ما يضارع المؤلّفات عن حلب سوى ما كتب عن مكّة المكرّمة والمدينة المنورة). وقد لفت نظر الدكتور بكري شيخ أمين وهو يتصفّح الكتاب ظاهرتان كبيرتان: الأُولى هي صورة المترجم له، والثانية هي مصادر المؤلّف وتوثيقه لكلّ ما كتب ودوّن.
وجاء في كلمة الدكتور عبد السلام راغب عن هذا الكتاب قوله: (يجيء هذا الكتاب متوّجاً أعمال المؤلّف العلمية المفيدة والماتعة، المتميّز في موضوعه ومنهجه، وأعلامه ورسالته العلميـة، إذ ضمَّ هذا الكتاب أكثر من مئة وعشرين علماً من علماء حلب المشهورين والمشهود لهم بعطائهم العلـمي. وهذا عمل ضخم بذل فيه المؤلّف جهوداً كبيرة ووقتاً ثميناً استغرق أكثر من عشرين سنة، وهذا يدلّ على شخصية مؤلّفه وإخلاصه في عمله ووفائه لشيوخه).
ومن ثمار هذا الكتاب وأزكاها أنّه يقدّم صورة العالم الحقيقي الذي خرج من خصوصية رغباته واهتماماته وأهدافه إلى خصائص الأمّة في التربية والتوجيه وإعداد جيل صالح يخدم وطنه وأمّته، ويعيد سيرة أجداده في العمل والألفة والأخوّة والسموّ إلى آفاق رسالة الإسلام العالمية وأهدافه الإنسانية. فكثير من شخصيات الكتاب خرجت من إطار الإقليمية إلى آفاق العالمية. وقال المؤلّف في مقدّمته يصف معاناته في استقصاء هذه المعلومات: (عشرون سنة وأنا ألوب لوب الظمآن إلى الماء أنتقل في الأحياء والحارات، والأزقّة والأسواق، وأزور المساجد والمقابر، وأكتب وأسجّل إلى أن تجمّع لديّ معلومات عن أكثر من ثلاثمائة عالم، ثمّ استبعدت الترجمات الناقصة المبتسرة).
ويعترف المؤلّف بتواضع جمّ بتقصيره فيقول: (لا بدَّ من الإشارة إلى أنّني لم أستطع أن أحقّق في كتابي هذا كلَّ ما كنت أطمح إلى تحقيقه، فما زال هناك علماء أعطوا هذه المدينة الكثير الكثير وهم يستحقّون أن يترجم لهم، لذلك لم أثبت فيه إلاّ ترجمة مَن استطعت الحصول على معلومات وافية عنه تبرز علمه وفضله).

كلمة أخيرة
إنّ هذا الكتاب عمل ريادي طيّب ينمُّ على جهد كبير مشكور رغب مؤلّفه رفع الستار عن عظَمة حلب الخالدة بأبنائها الكبار الذين أنجبتهم، وبيّن ما يستحقّونه من تقدير واهتمام لما قدّموه من عطاء خالد سيظلّ إرث الأجداد للأحفاد، لا يفنى على مرِّ العصور، فهم الحريّون بكلّ مكرمة وبها جديرون.

محمّد عدنان بن عمر كاتبي من مواليد مدينة حلب عام 1950م.
… تلقّى تعليمه الأوّلي في مدرسة الخسروية وتخرّج فيها عام 1970م.
… حصل على الإجازة في علوم اللغة العربية وآدابها عام 1975م.
… حصل على دبلوم التأهيل التربوي 1976م.
… فاز كتابه (علماء من حلب...) بجائزة الباسل عن أفضل كتاب شامل أُلِّف عن مدينة حلب بمناسبة تسميتها عاصمة الثقافة الإسلامية عام 1427هـ الموافق 2006م.
… شارك في عدد من المؤتمرات والندوات العلمية والأدبية، ونشر عدداً من الأبحاث في المجلاّت والصحف العربية والمحلّية.
… عضو الجمعية السورية لتاريخ العلوم.
… عمل خطيباً في عدد من مساجد حلب.
… يعمل مدرّساً وأميناً لقاعة العرض والمكتبة الوقفية في الجامع الأموي الكبير.
… يعمل مدرّساً لمادّة اللغة العربية في ثانويات حلب.
… صدرت له المؤلّفات التالية:
تاريخ الإفتاء في حلب. - الشيخ محمّد جميل العقّاد، دراسة في حياته وشعره. - التعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر الهجري. - وأخيراً كتابه: علماء من حلب في القرن الرابع عشر الهجري.
(1) توفّي العلاّمة الشيخ محمّد أديب حسّون مساء الاثنين 2/6/2008 بعد كتابة هذه الكلمة - رحمه الله.