المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة الشيخ يوسف النبهاني



فؤاد طرابلسي
28-10-2009, 04:36 PM
http://www3.0zz0.com/2009/10/28/12/773208894.jpg (http://www3.0zz0.com/2009/10/28/12/773208894.jpg)




حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - قال العلامة عبد الرزاق البيطار :

يوسف بن إسماعيل أبي يوسف بن محمد ناصرالدين النبهاني نسبة لبني نبهان قوم من عرب البادية توطنوا منذ أزمان قرية أجزمبصيغة الأمر الواقعة في الجانب الشمالي من أرض فلسطين من البلاد المقدسة، وهي الآنتابعة لقضاء حيفا من أعمال عكا التابعة لولاية بيروت.

أقول أن هذا الإمام، والشهمالأديب الهمام، قد طلعت فضائل محاسنه طلوع النجوم الزواهر، وسعدت مطالع شمائلهبآدابه المعجبة البواهر

فهو الألمعي المشهود له بقوة الإدراك، واللوذعي المستوي مقامه على ذروة الأفلاك، وله ذكاء أحد من السيف إذا تجرد من قرابه، وفكر إذا أرادالبحر أن يحكيه وقع في اضطرابه، ونثر يزري بالعقد الثمين والدر المنثور، وشعر يدلعلى كمال الإدراك وتمام الشعور، فهو فارس ميدان اليراع والصفاح، وصاحب الرماح الخطية والأقلام الفصاح

فلعمري لقد أصبح في الفضل وحيداً، ولن تجد عنه النباهةمحيصاً ولا محيدا، وناهيك بمحاسن قلدها، ومناقب أثبتها وخلدها، إذا تليت فيالمجامع، اهتزت لها الأعطاف وتشنفت المسامع.

ومن جملة آثاره، الدالة على علوهوفخاره، تآليفه الشريفة، التي من جملتها أفضل الصلوات، على سيد السادات، ووسائل الوصول، إلى شمائل الرسول، والشرف المؤبد لآل محمد، صلى الله عليه وسلم

وقد اطلعت على هذا الكتاب، فوجدته قد ارتدى بالكمال وتمنطق بالصواب، وقد اشتمل آخره على شذرة من ترجمة هذا الهمام

قد ترجم بها نفسه فنقلتها بحروفها تتميماً للمرام.
وهي:
ولدت في قرية أجزم المذكورة آنفاً سنة خمس وستين تقريباً،وقرأت القرآن على سيدي ووالدي الشيخ الصالح الحافظ المتقن لكتاب الله الشيخ إسماعيل النبهاني، وهو الآن في عشر الثمانين كامل الحواس قوي البينة جيد الصحة، مستغرق أكثرأوقاته في طاعة الله تعالى

كان ورده في كل يوم وليلة ثلث القرآن، ثم صار يختم فيكل أسبوع ثلاث ختمات، والحمد لله على ذلك، "قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرمما يجمعون"

ثم أرسلني حفظه الله وجزاه عني أحسن الجزاء إلى مصر لطلب العلم، فدخلت الجامع الأزهر يوم السبت غرة محرم الحرام افتتاح سنة ثلاث وثمانين بعد المائتين والألف، وأقمت فيه إلى رجب سنة تسع وثمانين، وفي هذه المدة أخذت ما قدره الله لي منالعلوم الشرعية ووسائلها، عن أساتذة الشيوخ المحققين، وجهابذة العلماء الراسخين، من لو انفرد كل واحد منهم في إقليم، لكان قائد أهله إلى جنة النعيم، وكفاهم عن كل ماعداه في جميع العلوم، وما يحتاجون إليه من منطوق ومفهوم،

أحدهم، بل أوحدهم، الأستاذالعلامة المحقق، والملاذ الفهامة المدقق، شيخ المشايخ وأستاذ الأساتذة سيدي الشيخإبراهيم السقا الشافعي المتوفى سنة ألف ومائتين وثمان وتسعين عن نحو التسعين سنة،وقد قضى هذا العمر المبارك الطويل في قراءة الدروس، حتى صار أكثر علماء العصرتلاميذه إما بالذات أو بالواسطة

لازمت دروسه رحمه الله تعالى ثلاث سنوات، وقرأت عليه شرحي التحرير والمنهج لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري بحاشيتهما للشرقاوي والبجيرمي، وقد أجازني رحمه الله تعالى بإجازة فائقة وهي هذه بحروفها.

(بسم الله الرحمن الرحيم لك الحمد على مرسل آلائك و مرفوعها، ولك الشكر على مسلسل نعمائك وموضوعها، بحسن الإنشاء وصحيح الخبر، يا من تجيز من استجازك وافر الهبات، وتجير من استجارك واعر العقبات، فيغدو موقوفاً على مطالعة الأثر، ما بين مؤتلف الفضل ومتفقه،ومختلف العدل ومفترقه، جيد الفكر سليم الفطر، يجتنى بمنتج قياسه شريف الفوائد،ويجتبى بمبهج اقتباسه شريف الفرائد. ويحلى نفيس النفوس بعقود العقائد الغرر

فإن صادفه مديد الإمداد، وصادقه مزيد الإنجاد، وصفا مشربه الهني ولا كدر، ووجد دررالجواهر ويا نعم الوجادة، بادر عند ذلك بالاستفادة والإفادة، ولا أشر ولا بطر، فبذلالمعروف وبدل المنكر، إذ ليس عنده إلا صحاح الجوهر، ما اعتنى وما اقتنى، غيرها عندماعثر، لا يزور ولا يدلس، ويطهر ولا يدنس، ولا يعاني الشرر، فيا مَنْ مَنَّ على هذاالمنقطع الغريب

ومَنَََحه مِنْحة المتصل القريب، امنحني السلامة في داره ونجني من سقر،ومنك موصول صلات صلواتك ومقطوعها، وسلسل سلسبيل تسليماتك ومجموعها، على سندناوسيدنا محمد سيد نوع البشر، وعلى آله وأصحابه، وحملة شريعته وأحبابه، ومن اقتفىأثرهم وعلى جهاد نفسه صبر.

أما بعد فلما كان الإسناد مزية عالية، وخصوصية لهذه الأمة غالية، درن الأمم الخالية اعتنى بطلبه الأئمة النبلاء أصحاب النظر، إذ الدعي غير المنسوب، والقصي غير المحسوب، وسليم البصيرة غير أعشى الفكر، ولما كان منهمالإمام الفاضل، والهمام الكامل، والجهبذ الأبر، اللوذعي الأريب، والألمعي الأديب،ولدنا الشيخ يوسف بن الشيخ إسماعيل النبهاني الشافعي أيده الله بالمعارف ونصر

طلب مني إجازة ليتصل بسند ساداتي سنده، ولا ينفصل عن مددهم مدده، وينتظم في سلك قد فاق غيره وبهر، فأجبته وإن لم أكن لذلك أهلاً، رجاء أن يفشو العلم وأنال من الله فضلاً،وأنجو في القيامة مما للكاتمين من الضرر، فقلت: أجزت ولدي المذكور بما تجوز لي روايته، أو تصح عني درايته، من كل حديث وأثر، ومن فروع وأصول، ومنقول ومعقول، وفنوناللطائف والعبر، كما أخذته عن الأفاضل السادة، الأكابر القادة، مسددي العزائم في استخراج الدرر،

منهم أستاذنا العلامة ولي الله المقرب، وملاذنا الفهامة الكبيرثعيلب، بوأه الله أسني مقر،
عن
شيخه الشهاب أحمد الملوي ذي التآليف المفيدة،
وعن
شيخه أحمد الجوهري الخالدي صاحب التصانيف الفريدة،
عن
شيخهما عبد الله بن سالم صاحب الثبت الذي اشتهر،


ومنهم شيخنا محمد بن محمود الجزائري
عن
شيخه علي بن عبد القادربن الأمين،
عن
شيخه أحمد الجوهري المذكور الموصوف بالعرفان والتمكين،
عن
شيخه عبدالله بن سالم الذي ذكره غبر،


ومنهم الشيخ محمد صالح البخاري،
عن
شيخه رفيع الدين القندهاري،
عن
الشريف الإدريسي
عن
عبد الله بن سالم راوي أحاديث الأبر،


ومنهم سيدي محمد الأمير،
عن
والده الشيخ الكبير،
عن
أشياخه الذين حوي ذكرهم ثبته الشهير،

ومنهم غير هؤلاء، رحم الله الجميع ولي وللمجاز ولهم أكرم وغفر، وهؤلاء وغيرهم يروون عن جم غفير، وجمع كثير، كالشيخ الحفني والشيخ علي الصعيدي وغيرهما فمسانيدهم مسانيدي فماأكرمها من نسبة وأبر، وقد سمع مني المجاز كتباً عديدة، معتبرة مفيدة، كالتحريروالمنهج، وفقه الله لمحاسن ما به أمر، آمين، بجاه طه الأمين، في 18 رجب سنة ألف ومائتين وتسع وثمانين هجرية.
الفقير إليه سبحانه إبراهيم السقا الشافعي بالأزهر عفي عنه. )

ومن أشياخي المذكورين

سيدي الشيخ المعمر العلامة السيدمحمد الدمنهوري الشافعي المتوفى سنة ألف ومائتين وست وثمانين عن نحو التسعين سنة،

وسيدي العلامة الشيخ إبراهيم الزرو الخليلي الشافعي المتوفى سنة ألف ومائتين وسبع وثمانين عن نحو السبعين،

وسيدي العلامة الشيخ أحمد الأجهوري الضرير الشافعي المتوفى سنة ألف ومائتين وثلاث وتسعين عن نحو الستين،

وسيدي العلامة الشيخ حسن العدوي المالكي المتوفى سنة ألف ومائتين وثمان وتسعين عن نحو الثمانين،

وسيدي العلامةالشيخ السيد عبد الهادي نجا الأبياري المتوفى سنة ألف وثلاثمائة وخمس وقد أناف على السبعين،

رحمهم الله أجمعين، وجمعني بهم في مستقر رحمته بجاه سيد المرسلين.

ومنهم وحيد مصر وفريد هذا العصر سيدي العلامة الشيخ شمس الدين محمد الأنبابي الشافعي شيخ جامع الأزهر الآن، لازمت دروسه سنتين في شرح الغاية لابن قاسم والخطيب وفي غيرهما،

وسيدي العلامة الشيخ عبد الرحمن الشربيني الشافعي،

وسيدي العلامة الشيخ عبد القادرالرافعي الحنفي الطرابلسي شيخ رواق الشوام،

وسيدي العلامة الشيخ يوسف البرقاوي الحنبلي شيخ رواق الحنابلة حفظهم الله، وأطال أعمارهم وأدام النفع بعلومهم.

وليشيوخ غيرهم، منهم من هو موجود الآن، ومنهم من قد دخل في خبر كان، وكلهم علماءأعلام، جزاهم الله عني خيراً وجمعني بهم في دار الكرامة والسلام.