المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرب وموسوعة "غينيس



akram
28-10-2009, 06:27 PM
أطلت علينا وكالات الإنباء بخبر من بلاد الأرز مفاده أن لبنان قد دخل موسوعة "غينيس" للارقم القياسية بصناعة اكبر صحن حمص وتبولة في العالم وذلك تحديا للعدو الصهيوني وحفاظا على التراث الثقافي للحمص الذي حاولت "إسرائيل" سرقته مع أنه كان الأولى بلبنان أن يدخل موسوعة "غينيس" بطول فترة المشاورات اللازمة لتشكيل الحكومة العتيدة والتي استمرت 150 يوما دون أي انفراج ولكن يبدوا أن اللبنانيين قد سئموا من السياسة ورجالاتها ومناوراتهم مما دفعهم للبحث عن بصيص أمل وفرحة عبر التسابق إلى موسوعة "غينيس" بأكبر صحن حمص واكبر صحن تبولة وأطول طرحة عروس وأطول دبكة وغيرها من الانجازات في ذلك البلد الذي ألقيت فيه اكبر عدد من القنابل العنقودية الصهيونية إبان حرب 2006 .
قصة العرب مع موسوعة "غينيس" مضحكة مبكية فبينما تدخل دول العالم هذه الموسوعة عبر انجازات علمية وحضارية وصناعية وحربية كصنع أقوى صاروخ أو أسرع سيارة أو اكبر طائرة أو اصغر جهاز حاسوب وغير ذلك مما أبدعه العقل البشري يتسابق العرب بدخول الموسوعة عبر صناعة اكبر سدر كنافة أو اكبر سندويشة أو اكبر سدر منسف ليسجل التاريخ للعرب هذه الانجازات العظيمة وليدخلوا التاريخ من الباب العريض فتتبادر إلى ذهني مقولة ذلك الأكاديمي الصهيوني الحاقد " عندما تطلق إسرائيل قمرا صناعيا متطورا إلى الفضاء يخرج العرب بنوع جديد من الحمص " لأجد في هذه العبارة ما يلامس جزءا من واقعنا.
لا شك أن من حق كل شعب أن يسعى لتحقيق بعض الانجازات ويتباهى بها وان يضع له اسما على صفحات " "غينيس" التي أصبحت موضة هذا العصر ، ولكن هذه الانجازات يجب أن تشمل ما يمكّننا من استعادة مجد كان فيه العرب هم أصحاب السبق في العلم والاختراعات والمنجزات الأدبية والثقافية ، لا أن تقتصر انجازاتنا على كل ما يتعلق بعادات المواطن العربي من الأكل والشرب و غيرها في بحث عن هيام مفقود وأمل موعود وتجارب عديدة لإثبات الذات ، بينما أعدائنا يدخلون هذه الموسوعة بالتسابق في أنواع الجرائم التي ينفذونها ضد العرب والمسلمين، في العراق وفلسطين وسائر أنحاء هذا العالم.
فهل لهذه الانجازات العربية أن تفك قيد أقدم أسير في العالم أو أن تفك حصار شعب مسجون في اكبر سجون العالم في غزة أو أن تزيل حاجزا في الضفة التي تحتوي اكبر عدد حواجز في العالم أم أن علينا أن نصنع اكبر فرشة نوم في العالم حتى تكفينا لسباتنا العميق.
وفي الختام وفي خضم الانتخابات التونسية الأخيرة وحصول الرئيس على 89.4 % من الأصوات خطرت لي فكرة رائعة وهي لماذا لا يتقدم مثل هؤلاء الحكام للدخول إلى موسوعة "غينس" بحصولهم على أعلى النسب في الانتخابات الرئاسية والنتيجة مضمونة بدون أي منافسة لنسجل رقما جديدا في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية ..... فهنيئا لنا هذا الانجاز العظيم