فؤاد طرابلسي
30-10-2009, 12:02 PM
ابن عراق الدمشقي و زاويته في بيروت
http://www9.0zz0.com/2009/10/30/08/818246408.jpg (http://www9.0zz0.com/2009/10/30/08/818246408.jpg)
زاوية الامام ابن عراق في وسط بيروت
قال في شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/196-199:وفيها <أي: سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة> شمس الدين أبو علي محمد بن علي بن عبد الرحمن الشهير بابن عراق الدمشقي، نزيل المدينة المنورة، الإمام العلامة العارف بالله تعالى المجمع على ولايته وجلالته القطب الرباني أحد أصحاب سيدي علي بن ميمون.
قال في الشقائق: كان رحمه الله تعالى من أولاد أمراء الجراكسة، وكان من طائفة الجند على زي الأمراء، وكان صاحب مال عظيم وحشمة وافرة، ثم ترك الكل واتصل بخدمة الشيخ العارف بالله تعالى السيد علي بن ميمون المغربي، واشتغل بالرياضة عنده حتى حكي أنه لم يشرب الماء مدة عشرين يوما في الأيام الحارة حتى خر يوما مغشيا عليه من شدة العطش وقرب من الموت، فقالوا للشيخ: إن ابن عراق قرب من الموت من شدة العطش، فقال الشيخ: إلي رحمة الله تعالى، فكرروا عليه القول فلم يأذن في سقيه، وقال: صبوا على راحتيه الماء ففعلوا، فقام على ضعف ودهشة، فلم يمض على ذلك أيام إلا وقد انفتح عليه الطريق ونال ما يتمناه انتهى.
وذكر هو عن نفسه في كتابه المسمى بالسفينة العراقية في لباس خرقة الصوفية أنه ولد في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة، وقرأ القرآن بالتجويد على الشيخ عمر الداراني قرأ عليه ختمات، وعلى الشيخ إبراهيم القدسي قرأ عليه يويمات، ثم اشتغل في الحساب على الشيخ زين الدين عرفة، ثم جود ختمة لابن كثير وأفرد لراوييه على الشيخ عمر الصهيوني، وجود عليه الخط أيضاً، وأخذ عنه علم الرماية، ولزمه فيه ثلاث سنوات كاملات.
وفي أثنائها مات والده في سنة خمس وتسعين وثمانمائة، وتزوج في تلك السنة، ثم توجه إلى بيروت بنية استيفاء اقطاع والده فسمع وهو ببيروت برجل من الأولياء فيها يسمى سيدي محمد الرائق فزاره ودعا له وقال له: لا خيب الله سعيك، ثم رجع إلى دمشق، واشتغل بالفروسية والرمي والصيد ولعب الشطرنج والنرد والنقاف والتنعم بالمأكولات والملبوسات وإنشاء الاقطاع والفدادين.
ولم يزل مع هذه الأمور مواظباً على الصلوات وزيارة الصالحين وحب الفقراءوالمساكين حتى تم له خمسة أعوام ولم ييسر له من يوقظه من هذا المنام حتى كان يوم جمعة صادف فيه الشيخ إبراهيم الناجي في جبانة الباب الصغير وهو راجع من ميعاده فنزل سيدي محمد عن فرسه إجلالاً للشيخ وسلم عليه، فقال الشيخ: من يكون هذا الإنسان، فقيل له: فلان ابن فلان، فأهل به ورحب وترحم على والده، فسأله سيدي محمد أن يدعو له أن ينقذه الله مما هو فيه، فقال له: لو حضرت الميعاد ولازمتنا لحصل الخير، فكان بعد ذلك يحضر مواعيد الشيخ وحصلت له بركته، واستمر في صحبته حتى مات، ولبس منه خرقة التصوف.
وأخذ عنه وعن الشيخ أبي الفضل بن الإمام وعن الشهاب بن مكية النابلسي علم التفسير والحديث والفقه وأخذ الأصول والنحو والمعاني والبيان عن جماعة منهم الشيخ أبو الفتح المزي والشيخ محمد بن نصير والشيخ علي المصري، وكان مع ذلك يصحب الصالحين والفقراء الصادقين مثل الشيخ محمد بن البزة والشيخ محمد يعقوب وأضرابهما إلى أن لاحت له ناصية الفلاح، وجاءه المرشد سيدي علي بن ميمون إلى باب داره عند الصباح، وذلك مستهل سنة أربع وتسعمائة، فكان كماله على يديه.
ودخل مصر سنة خمس فاجتمع بجماعة من الأعلام، من أعلمهم وأفضلهم القاضي زكريا والجلال السيوطي والدمياطي، واجتمع بجماعة من الأولياء منهم الشيخ عبد القادر الدشطوطي وأبو المكارم الهيتي وابن حبيب الصفدي وأضرابهم، وحصلت له بركتهم، ثم عاد في بحر النيل إلى دمياط، واجتمع فيها بعلماء أخيار منهم الشيخ أحمد البيجوري، وحضر دروسه وألف له منسكاً جامعاً، وحصل من العلم في البلدتين المذكورتين ما لم يحصله غيره في مدة طويلة.
ثم رجع إلى الشام، وأقام بها حتى قدم سيدي علي بن ميمون من الروم إلى حماة سنة إحدى عشرة وتسعمائة فبعث إليه كتاباً يدعوه فسار إليه مسرعاً، وأقام عنده بحماة أربعة أشهر وعشرة أيام كل يوم يزداد علماً من الله وهدى، ثم أذن له بالمسير إلى بيروت فسار إليها وقعد لتربية المريدين، وألف في مدة إقامته بها أربعة وعشرين كتاباً في طريق القوم، فلما بلغ شيخه ذلك تطور عليه وكتب إليه أن يلقاه بالكتب إلى دمشق، وقدم على شيخه وهو عند والدته بدمشق في سابع عشرى رجب سنة ثلاث عشرة وتسعمائة، ونزل بالصالحية فسار إليه سيدي محمد وتلقاه بالسلام والإكرام، غير أنه استدعاه في ذلك المجلس وقال له: يا خائن يا كذاب، عمن أخذت هذا القيل والقال، فقال له سيدي محمد: يا سيدي قد أتيناك بالموبقات فافعل فيها ما تشاء فغسلها سيدي علي ولم يبق منها سوى القواعد والتأديب، ثم لزمه سيدى محمد هو ووالدته وأهله وسكن بهم عنده بالصالحية، وقدمه شيخه على بقية جماعته في الإمامة وافتتاح الورد والذكر بالجماعة، وبقي عنده هو وأهله على قدم التجريد حتى انتقل سيدي علي إلى مجدل مغوش ، فسافر معه وبقي عنده حتى توفي.
وفي سنة ثلاث وعشرين عاد إلى ساحل بيروت، وبنى بها داراً لعياله ورباطاً لفقرائه، ثم انتقل إلى غوطة دمشق ونزل بقرية سقبا وانقطع بها عنده جماعة ثم ذهب سيدي محمد بعياله إلى الحج ماشياً سنة أربع وعشرين وقطن بالمدينة، وتردد بين الحرمين مراراً، وحج مرات وقصد بالمدينة للإرشاد والتربية واشتهر بالولاية بل بالقطبية.
وبالجملة فقد كان في عصره مفرداً علماً وإماماً في علمي الحقيقة والشريعة مقدماً، وليثاً على النفس قادراً، وغيثا لبقاع الأرض ماطراً.
قال بعضهم: مكث أربع عشرة سنة ما أكل اللحم، ومن آثاره بدمشق لما كان قاطناً بصالحيتها عمارته للرصفان بدرب الصالحية، وكان يعمل في ذلك هو وأصحابه رضي الله عنهم.
وممن أخذ عنه أولاده الثلاثة سيدي والشيخ عبد النافع والنعمان والشيخ قطب الدين عيسى الأيجي الصفوي وصاحبه الشيخ محمد الأيجي ثم الصالحي والعارف بالله تعالى الشيخ أحمد الداجاني المقدسي والشسخ موسى الكناوي ثم الدمشقي والشيخ محمد البزوري وغيرهم.
قال الشيخ موسى الكناني: ولما حججت سنة ثلاثين وتسعمائةاجتمعت به بالحرم النبوي الشريف، ودعا لي وأعطاني شيئاً من التمر، وكان ذلك آخر العهد به، إلى أن قال: وكان في صفته الظاهرة حسن الصورة أبيض الوجه لحيته إلى شقرة مربوع القامة.
وقال أبو البركات البزوري رضي الله عنه: اجتمعت بمكة المشرفة بالشيخ القطب الغوث العارف بالله تعالى شمس الدين محمد بن عراق، فسألني: ما اسمك؟ قلت: بركات، فقال: بل أنت محمد أبو البركات، ثم صافحني، ولقنني الذكر، ودعا لي وحضني على قراءة قصيدته اللامية الجامعة لأسماء الله الحسنى التي أولها:
بدأت ببسم الله والحمد أولا
على نعم لم تحص فيما تنزلا
قال: في كل ليلة، أحسبه قال بين المغرب والعشاء.
قال النجم الغزي: قلت لشيخنا أبي البركات: هذه القصيدة اللامية هي من نظم سيدي محمد بن عراق، قال: نعم هي من نظمه، وأنا أخذتها عنه، فلازم على قراءتها فإنها نافعة، قلت له: يا سيدي، فنحن نرويها عنكم عن سيدي محمد بن عراق، قال: نعم.
ومن مؤلفات سيدي محمد بن عراق كتاب المنح الغنائية والنفحات المكية، وكتاب هداية الثقلين في فضل الحرمين، وكتاب مواهب الرحمن في كشف عورات الشيطان، ورسالة كتبها إلى من انتسب إلى الطريقة المحمدية في سائر الآفاق خصوصاً بمكة العلية والمدينة المرضية، وكتاب السفينة العراقية، وكتاب سفينة النجاه لمن إلى الله التجاه، ورسالة في صفات أولياء الله تعالى، ومما ينسب تأليفه إليه: حزب الإشراق.
ومن شعره:
وتوفي على المعتمد بمكة المشرفة يوم الثلاثاء رابع عشرى صفر، ودفن من الغد بباب المعلى عن أربع وخمسين سنة تقريباً. اهـــ.
http://www9.0zz0.com/2009/10/30/08/818246408.jpg (http://www9.0zz0.com/2009/10/30/08/818246408.jpg)
زاوية الامام ابن عراق في وسط بيروت
قال في شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/196-199:وفيها <أي: سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة> شمس الدين أبو علي محمد بن علي بن عبد الرحمن الشهير بابن عراق الدمشقي، نزيل المدينة المنورة، الإمام العلامة العارف بالله تعالى المجمع على ولايته وجلالته القطب الرباني أحد أصحاب سيدي علي بن ميمون.
قال في الشقائق: كان رحمه الله تعالى من أولاد أمراء الجراكسة، وكان من طائفة الجند على زي الأمراء، وكان صاحب مال عظيم وحشمة وافرة، ثم ترك الكل واتصل بخدمة الشيخ العارف بالله تعالى السيد علي بن ميمون المغربي، واشتغل بالرياضة عنده حتى حكي أنه لم يشرب الماء مدة عشرين يوما في الأيام الحارة حتى خر يوما مغشيا عليه من شدة العطش وقرب من الموت، فقالوا للشيخ: إن ابن عراق قرب من الموت من شدة العطش، فقال الشيخ: إلي رحمة الله تعالى، فكرروا عليه القول فلم يأذن في سقيه، وقال: صبوا على راحتيه الماء ففعلوا، فقام على ضعف ودهشة، فلم يمض على ذلك أيام إلا وقد انفتح عليه الطريق ونال ما يتمناه انتهى.
وذكر هو عن نفسه في كتابه المسمى بالسفينة العراقية في لباس خرقة الصوفية أنه ولد في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة، وقرأ القرآن بالتجويد على الشيخ عمر الداراني قرأ عليه ختمات، وعلى الشيخ إبراهيم القدسي قرأ عليه يويمات، ثم اشتغل في الحساب على الشيخ زين الدين عرفة، ثم جود ختمة لابن كثير وأفرد لراوييه على الشيخ عمر الصهيوني، وجود عليه الخط أيضاً، وأخذ عنه علم الرماية، ولزمه فيه ثلاث سنوات كاملات.
وفي أثنائها مات والده في سنة خمس وتسعين وثمانمائة، وتزوج في تلك السنة، ثم توجه إلى بيروت بنية استيفاء اقطاع والده فسمع وهو ببيروت برجل من الأولياء فيها يسمى سيدي محمد الرائق فزاره ودعا له وقال له: لا خيب الله سعيك، ثم رجع إلى دمشق، واشتغل بالفروسية والرمي والصيد ولعب الشطرنج والنرد والنقاف والتنعم بالمأكولات والملبوسات وإنشاء الاقطاع والفدادين.
ولم يزل مع هذه الأمور مواظباً على الصلوات وزيارة الصالحين وحب الفقراءوالمساكين حتى تم له خمسة أعوام ولم ييسر له من يوقظه من هذا المنام حتى كان يوم جمعة صادف فيه الشيخ إبراهيم الناجي في جبانة الباب الصغير وهو راجع من ميعاده فنزل سيدي محمد عن فرسه إجلالاً للشيخ وسلم عليه، فقال الشيخ: من يكون هذا الإنسان، فقيل له: فلان ابن فلان، فأهل به ورحب وترحم على والده، فسأله سيدي محمد أن يدعو له أن ينقذه الله مما هو فيه، فقال له: لو حضرت الميعاد ولازمتنا لحصل الخير، فكان بعد ذلك يحضر مواعيد الشيخ وحصلت له بركته، واستمر في صحبته حتى مات، ولبس منه خرقة التصوف.
وأخذ عنه وعن الشيخ أبي الفضل بن الإمام وعن الشهاب بن مكية النابلسي علم التفسير والحديث والفقه وأخذ الأصول والنحو والمعاني والبيان عن جماعة منهم الشيخ أبو الفتح المزي والشيخ محمد بن نصير والشيخ علي المصري، وكان مع ذلك يصحب الصالحين والفقراء الصادقين مثل الشيخ محمد بن البزة والشيخ محمد يعقوب وأضرابهما إلى أن لاحت له ناصية الفلاح، وجاءه المرشد سيدي علي بن ميمون إلى باب داره عند الصباح، وذلك مستهل سنة أربع وتسعمائة، فكان كماله على يديه.
ودخل مصر سنة خمس فاجتمع بجماعة من الأعلام، من أعلمهم وأفضلهم القاضي زكريا والجلال السيوطي والدمياطي، واجتمع بجماعة من الأولياء منهم الشيخ عبد القادر الدشطوطي وأبو المكارم الهيتي وابن حبيب الصفدي وأضرابهم، وحصلت له بركتهم، ثم عاد في بحر النيل إلى دمياط، واجتمع فيها بعلماء أخيار منهم الشيخ أحمد البيجوري، وحضر دروسه وألف له منسكاً جامعاً، وحصل من العلم في البلدتين المذكورتين ما لم يحصله غيره في مدة طويلة.
ثم رجع إلى الشام، وأقام بها حتى قدم سيدي علي بن ميمون من الروم إلى حماة سنة إحدى عشرة وتسعمائة فبعث إليه كتاباً يدعوه فسار إليه مسرعاً، وأقام عنده بحماة أربعة أشهر وعشرة أيام كل يوم يزداد علماً من الله وهدى، ثم أذن له بالمسير إلى بيروت فسار إليها وقعد لتربية المريدين، وألف في مدة إقامته بها أربعة وعشرين كتاباً في طريق القوم، فلما بلغ شيخه ذلك تطور عليه وكتب إليه أن يلقاه بالكتب إلى دمشق، وقدم على شيخه وهو عند والدته بدمشق في سابع عشرى رجب سنة ثلاث عشرة وتسعمائة، ونزل بالصالحية فسار إليه سيدي محمد وتلقاه بالسلام والإكرام، غير أنه استدعاه في ذلك المجلس وقال له: يا خائن يا كذاب، عمن أخذت هذا القيل والقال، فقال له سيدي محمد: يا سيدي قد أتيناك بالموبقات فافعل فيها ما تشاء فغسلها سيدي علي ولم يبق منها سوى القواعد والتأديب، ثم لزمه سيدى محمد هو ووالدته وأهله وسكن بهم عنده بالصالحية، وقدمه شيخه على بقية جماعته في الإمامة وافتتاح الورد والذكر بالجماعة، وبقي عنده هو وأهله على قدم التجريد حتى انتقل سيدي علي إلى مجدل مغوش ، فسافر معه وبقي عنده حتى توفي.
وفي سنة ثلاث وعشرين عاد إلى ساحل بيروت، وبنى بها داراً لعياله ورباطاً لفقرائه، ثم انتقل إلى غوطة دمشق ونزل بقرية سقبا وانقطع بها عنده جماعة ثم ذهب سيدي محمد بعياله إلى الحج ماشياً سنة أربع وعشرين وقطن بالمدينة، وتردد بين الحرمين مراراً، وحج مرات وقصد بالمدينة للإرشاد والتربية واشتهر بالولاية بل بالقطبية.
وبالجملة فقد كان في عصره مفرداً علماً وإماماً في علمي الحقيقة والشريعة مقدماً، وليثاً على النفس قادراً، وغيثا لبقاع الأرض ماطراً.
قال بعضهم: مكث أربع عشرة سنة ما أكل اللحم، ومن آثاره بدمشق لما كان قاطناً بصالحيتها عمارته للرصفان بدرب الصالحية، وكان يعمل في ذلك هو وأصحابه رضي الله عنهم.
وممن أخذ عنه أولاده الثلاثة سيدي والشيخ عبد النافع والنعمان والشيخ قطب الدين عيسى الأيجي الصفوي وصاحبه الشيخ محمد الأيجي ثم الصالحي والعارف بالله تعالى الشيخ أحمد الداجاني المقدسي والشسخ موسى الكناوي ثم الدمشقي والشيخ محمد البزوري وغيرهم.
قال الشيخ موسى الكناني: ولما حججت سنة ثلاثين وتسعمائةاجتمعت به بالحرم النبوي الشريف، ودعا لي وأعطاني شيئاً من التمر، وكان ذلك آخر العهد به، إلى أن قال: وكان في صفته الظاهرة حسن الصورة أبيض الوجه لحيته إلى شقرة مربوع القامة.
وقال أبو البركات البزوري رضي الله عنه: اجتمعت بمكة المشرفة بالشيخ القطب الغوث العارف بالله تعالى شمس الدين محمد بن عراق، فسألني: ما اسمك؟ قلت: بركات، فقال: بل أنت محمد أبو البركات، ثم صافحني، ولقنني الذكر، ودعا لي وحضني على قراءة قصيدته اللامية الجامعة لأسماء الله الحسنى التي أولها:
بدأت ببسم الله والحمد أولا
على نعم لم تحص فيما تنزلا
قال: في كل ليلة، أحسبه قال بين المغرب والعشاء.
قال النجم الغزي: قلت لشيخنا أبي البركات: هذه القصيدة اللامية هي من نظم سيدي محمد بن عراق، قال: نعم هي من نظمه، وأنا أخذتها عنه، فلازم على قراءتها فإنها نافعة، قلت له: يا سيدي، فنحن نرويها عنكم عن سيدي محمد بن عراق، قال: نعم.
ومن مؤلفات سيدي محمد بن عراق كتاب المنح الغنائية والنفحات المكية، وكتاب هداية الثقلين في فضل الحرمين، وكتاب مواهب الرحمن في كشف عورات الشيطان، ورسالة كتبها إلى من انتسب إلى الطريقة المحمدية في سائر الآفاق خصوصاً بمكة العلية والمدينة المرضية، وكتاب السفينة العراقية، وكتاب سفينة النجاه لمن إلى الله التجاه، ورسالة في صفات أولياء الله تعالى، ومما ينسب تأليفه إليه: حزب الإشراق.
ومن شعره:
وتوفي على المعتمد بمكة المشرفة يوم الثلاثاء رابع عشرى صفر، ودفن من الغد بباب المعلى عن أربع وخمسين سنة تقريباً. اهـــ.