تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ال الحسيني ( القدس ـ فلسطين )



فؤاد طرابلسي
02-11-2009, 12:28 PM
الحسيني ( القدس ـ فلسطين )
السيد الشهيد عبد القادر (1910ـ1948هـ ) بن موسى الكاظم بن سليم بن حسين ابن حسن المفتي بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد القادر بن كريم الدين بن علاء الدين ابن محمد بن علاء الدين بن تاج الدين بن علي بن احمد بن داوود بن عبد الحافظ بن محمد بن بدر بن محمد بن يوسف بن بدران بن يعقوب بن مطر بن سالم بن محمد بن محمد بن زيد بن حسين بن عوض بن زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين علي عليه السّلام. وللسيد الشهيد عبد القادر المذكور من الاولاد: السيد موسى و السيد فيصل و السيد غازي.

النسب بهذا السياق يحتاج لتدقيق و لنا عودة اليه ان شاء الله

فؤاد طرابلسي
03-11-2009, 12:43 AM
آل الحسيني

الدكتور عادل مناع

تربع آل الحسيني على رأس عائلات النخبة المقدسية من علماء وأعيان منذ نهاية القرن الثامن عشر على الأقل فقد نجحت العائلة في السيطرة خلال تلك الفترة وما بعدها على ثلاث وظائف علمية مهمة تقلدها أفنديات القدس هي إفتاء الحنيفة ونقابة الأشراف ومشيخة الحرم القدسي وبالإضافة إلى ذلك فإن أبناء العائلة تقلدوا وظائف مهمة أخرى في التدريس وتولي أوقاف عامة مثل وقف النبي موسى وتنظيم الموسم والزيارة لهذا المقام سنويا وجاء بروز هذه العائلة بعيد ثورة نقيب الأشراف في القدس(1703-1705)التي أطاحت آل الوفائي الحسيني ثم عززت مكانة آل الحسيني الجدد (فرع عبد اللطيف من آل غضية)

منذ أواسط القرن الثامن عشر وصلت العائلة إلى أوج نفوذها أيام تقلد عبد الله بن عبد اللطيف نقابة الأشراف في أواخر ذلك القرن وتولى أخوه حسن إفتاء الحنيفة حتى وفاته سنة 1224هـ/1809م، وقد شغلت مسألة تاريخ هذه العائلة المؤرخين والباحثين في الأجيال الأخيرة ومازال النقاش في شأن أصولها مفتوحاً لم يحسم حتى الآن لذا وقبل الحديث عن مكانة آل الحسيني في أوائل القرن التاسع عشر يجب عرض الموجود من الروايات باختصار عن تاريخ هذه العائلة وأصولها اختلف الباحثون والمؤرخون في تقديراتهم بشأن حسب ونسب الحسيني منذ فترة الانتداب وذلك على خلفية الصراع السياسي بين الحاج أمين الحسيني ومؤيديه من المجلسين وبين المعارضة التي ترأسها آل النشاشيبي وساهم الحاج أمين في نشر رواية أن العائلة تنتمي إلى الأشراف وأن أبناءها استوطنوا القدس وضواحيها منذ القرن الثالث عشر الميلادي وأدوا دوراً مهماً في تاريخ بيت المقدس منذ عهد المماليك أما أركان المعارضة لتعيين الحاج أمين الحسيني مفتياً لفلسطين ثم لقيادته السياسية نشروا رواية فحواها أن انتساب آل الحسيني إلى الأشراف مزور غير صحيح وأن مصطفى جد الحاج أمين نجح في الوصول إلى وظيفة الإفتاء عن طريق الغش والاحتيال وقد وجدت رواية المعارضة آذاناً صاغية بين بعض الباحثين الصهيونيين المعادين للحركة الوطنية لفلسطينية فقاموا بنشرها وتكرارها في دعايتهم ضد الحاج أمين وذلك من أجل تلطيخ سمعة العائلة والمس بالحركة الوطنية الفلسطينية فقد قام بعض الباحثين "الإسرائيليين" في العقود الأخيرة بنشر أبحاث تشكك في رواية آل النشاشيبي عن منافسيهم بل تميل إلى قبول رواية آل الحسيني عن نسبهم وحسبهم ودورهم التاريخي في القدس على الأقل منذ القرن الثامن عشر هذه الأبحاث على أهميتها وابتعادها عن الدعاية البحثية وإزالتها بعض الغموض عن تاريخ آل الحسيني لم تكشف تماماً حقيقة أصول هذه العائلة ودورها قبل أواسط القرن الثامن عشر في دراسات سابقة كنت تناولت بتوسيع موضوع ثورة نقيبي الأشراف في القدس التي قادها محمد بن مصطفى الوفائي الحسيني والتي انتهت بإعدامه واختيار محب الدين بن عبد الصمد الشهير نسبه بابن غضة خلفاً له بعد إخماد نيران تلك الحركة وتقلد محب الدين نقابة أشراف القدس عقدين من الزمان بلا منازع تقريباً فجمع خلال المدة ثروة كبيرة وتملك الكثير من العقارات في المدينة

نقله قبل وفاته إلى أولاده وزوجته آمنة خاتون وقد ظلت النقابة في العقود التالية تنتقل بالوراثة بين أولاد محب الدين وأحفاده حتى وصلت إلى فرع آخر من أسرة آل غضية فرع عبد اللطيف ابن عم محب الدين في الأول من محرم 1158هـ/ 3شباط 1745م، وتجدد تعيين عبد اللطيف هذا للنقابة لثلاثة عقود حتى وفاته في أوائل ذي القعدة 1188هـ/كانون الثاني1775م، ثم انتقلت النقابة بعد ذلك إلى أولاده وأحفاده كما نجح أحد أولاده حسن بن عبد اللطيف في تقلد إفتاء الحنيفة وتناولت في كتابي تاريخ فلسطين في أواخر العهد العثماني أصول آل الحسيني الجدد التي تعود إلى آل غضية الذين كان منهم محب الدين نقيب الأشراف المذكور أعلاه وعبد اللطيف بن عبد القادر آل غضية وقد سقطت الكنية عنهم فصاروا يعرفون بآل الحسيني منذ القرن التاسع عشر ثم تبين لي من قراءة سجلات المحكمة الشرعية في القدس أن شجرة العائلة التي أعادت أصولها إلى آل الوفائي الحسيني البديري ليست دقيقة على أقل تقدير وأن شبك شجرة فرع عبد اللطيف آل غضية مع آل الوفائي في شخصية عبد القادر هو أحد أسباب البلبلة بالنسبة إلى أصول هذه العائلة وصحة انتسابها إلى الأشراف ومن المفيد هنا أن أضيف مصدراً مهما قرأته مؤخراً يشير بوضوح إلى صحة استنتاجاتي عن نسب آل الحسيني الجدد بني غضية سابقاً المختلف عن آل الوفائي الحسيني فعلماء القرن الثاني عشر الهجري مثل حسن بن عبد اللطيف صاحب تراجم هاتين العائلتين المختلفتين أما مرتضى الزبيدي فإنه ترجم في معجم شيوخه لعلماء بارزين من العائلتين وأوضح الغموض بشأن نسب العائلتين المقدسيتين المختلف حوله

هذه التراجم في معجم شيوخ بشان مرتضى الزبيدي لا تترك شكاً في انتساب العائلتين إلى الأشراف على الرغم من الاختلاف والتمييز بينهما لذا من المفيد إبراز المعلومات الواردة عن علماء العائلتين الذين تعرف عليهم الزبيدي بل زارهم ونزل ضيفاً في بيوتهم في القدس يذكر الزبيدي نسب عبد اللطيف بن عبد الله الذي ورث نقابة الأشراف من أولاد عمه فرع محب الدين آل غضية سنة 1158هـ 1745م ، كما ذكرنا أعلاه ويشير إلى أنه سمي باسم جده عبد اللطيف بن عبد القادر بن عبد الرحمن بن موسى بن عبد القادر بن موسى بن علي بن شمس الدين محمد غضية الأسودي المقداداي المقدسي ووصف المؤلف عبد اللطيف والد مفتي القدس صاحب تراجم أهل القدس بأنه نقيب السادة ببلده سبط آل الحسن وأحد الكرماء المشهورين وكان مرتضى الزبيدي سمع بأخباره حين ورد المدينة المنورة سنة 1163هـ/1750م، فتشوق لقائه وبعد أن وصل إلى بلاد مصر نزل إلى المنصورة ثم إلى دمياط ومنها ركب البحر إلى يافا ولما وصل إلى دار النقيب في القدس أكرمه هذا الأخير هو وأولاده واعتنوا به عناية فائقة وتابع المؤلف في وصفه هذا النقيب على أشراف القدس بأنه كان صدراً محتشماً وقوراً يزوره القاصي والداني وليس للغريب ملجأ إلا منزله يقيم فيه كيف يشاء محترماً كأنه منزله وكان أمير الحج إذا جاء في الدورة لجمع الضرائب من اللواء وسكانه لا ينزل إلا في بيته عدة أيام وإذا سافر يقدم له الهدايا الفاخرة ما يليق به وقد مكث مرتضى الزبيدي في بيت نقيب أشراف القدس هذا تسعة عشر يوماً ولما ارتحل رافقته جماعة من رجاله راكبي الخيول حتى أوصلونا إلى الرملة وأمرني بالنزول في بيت قريبهم تاج الدين الهدى فأويت إلى منزلهم معزوزاً منعماً وعندما وصل الزبيدي إلى مصر لم تنقطع العلاقات بينهما بالمراسلات والهدايا والتفقدات التي بعث بها نقيب أشراف القدس إلى هذا العالم الجليل ويختم المؤلف ترجمته لعبد اللطيف هذا بأنه توفي في ثالث ذي القعدة من شهور 1188هـ عن تسعين تقريباً وكان حسن بن عبد اللطيف صاحب تراجم أهل القدس قد ترجم لوالده أيضاً وذكر كذلك أن السيد مرتضى الزبيدي محدث الزمان وفهامة العصر والأوان قد ترجم له لكن حسن في ترجمة والده وجد والده عبد اللطيف بن عبد القادر شيخ الحرم القدسي الشريف ونقيب الأشراف برحابها الطاهر المتوفى سنة 1107هـ/1695-1696م، لم يأت بالمرة إلى ذكر نسب العائلة الذي أورده الزبيدي غضية الأسودي المقدادي كما أن خليل المرادي مفتي دمشق وصاحب سلك الدرر لك يذكر تلك المعلومة المهمة عن نسب عبد اللطيف بن عبد القادر في ترجمته له لكن ترجمة حسن بن عبد اللطيف لوالده لا تخلو من بعض الإشارات إلى هذا النسب الذي ذكره مرتضى الزبيدي صراحة ففي قصيدة للشيخ محمد التافلاتي الذي تولى إفتاء الحنفية في القدس كما ذكرنا سابقاً إشارة واحدة إلى ذلك في أحد أبيات قصيدته


من آل مقداد نجل الفاخرني به تهلل العصر حقا رغم منحرف
فانتساب حسن بن عبد اللطيف ووالده وأجداده إلى بني غضية أوغضية الأسود

نسبهم المقدادي لا إلى آل الوفائي الحسيني صار واضحاً وضوح الشمس تؤكده سجلات المحاكم الشرعية وكتب تراجم أهل ذلك العصر بالتمييز الواضح بين من عاش من العائلتين في تلك الفترة أما معجم شيوخ مرتضى الزبيدي فيؤكد تلك المصادر ويوضح بما لا يترك مجالاً للشك وجود علماء بارزين وأعيان مهمين في عصره من آل غضية فرع عبد اللطيف من جهة ومن آل الوفائي الحسيني من جهة أخرى الذين كان أهمهم علي بن موسى بن مصطفى بن أبي الوفاء ابن أخ محمد بن مصطفى النقيب الوفائي الحسيني قائد ثورة نقيب الأشراف في القدس وترجم مرتضى الزبيدي لعبد الله بن عبد اللطيف الذي ورث والده في نقابة أشراف القدس ومشيخة حرمها وأكد في هذه الترجمة ما جاء في ترجمة عبد اللطيف المذكور أعلاه عن انتساب العائلة إلى ابن غضية الأسودي المقدادي وأضاف الزبيدي في كلامه أنه التقى عبد الله بن عبد اللطيف في القدس سنة 1167هـ/1753-1754م، حين نزل ضيفاً عند والده وعبد الله هو أكبر أولاد عبد اللطيف يليه حسن الذي صار مفتياً للقدس وصنف كتاب تراجم أهل القدس فلما توفي عبد اللطيف ورثه ابنه البكر عبد الله في نقابة الأشراف ونعم الرجل هو ديانة ومودة ومفاوضات كل عام لا تنقطع عنا جزاه الله تعالى خيراً وجاء في حاشية الزبيدي على هذه الترجمة لعبد الله بن عبد اللطيف أنه سار على خطى والده في الكرم واستقبال الضيوف والزوار لكن بعض أعيان القدس آذاه أذية بليغة حتى تسببوا بنفيه من بلده مع ولده الكبير السيد عبد اللطيف وكتبوا في حقه وحق ولده معروضاً للدولة بينما هو وولده بريئان منه وبعد مدة نجح عبد الله هذا في التغلب على المشكلة وصدر الأمر العالي بإرجاعه إلى بلده مع ولده وبتقليده نقابة الأشراف وبقي عبد الله بن عبد اللطيف نقيباً على أشراف القدس إلى أن توفي سنة 1208هـ/1793-1794م، ودفن بباب الرحمة في جوار شداد الصحابي رضي الله عنه

كان مرتضى الزبيدي قبل وصوله إلى القدس أول مرة في سنة 1167هـ/1753-1754م، نزل البلاد المصرية والتقى هناك الشيخ علي بن موسى بن مصطفى بن شمس الدين الوفائي الحنفي القدسي الأزهري المعروف بابن النقيب لأن جدوده توالوا النقابة وقد ولد علي بن موسى هذا في بيت المقدس سنة 1125هـ/1713م، أي بعد ثورة عمه نقيب الأشراف ونشأ فيها ثم رحل إلى الشام وعاد إلى القدس حيث اجتمع بالشيخ عبد الغني النابلسي وبالسيد مصطفى البكري فأخذ عنه الطريقة وشجعه على زيارة مصر فوردها ودرس على مشايخها ثم اشتهر أمر علي بن موسى في الأزهر وصار من علماء مصر البارزين إذ تمهر بالفتوى ودرس بالمشهد الحسيني علوم التفسير والفقه و الحديث فلما اجتمع مرتضى الزبيدي به لازمته في دروسه وعرفني بالمشايخ والصلحاء وسمعت عليه البخاري والجامع الصغير والملتقي والأشباه وغيرها من الكتب وأضاف مرتضى الزبيدي في ترجمته لهذا العالم المقدسي الأزهري إن لعلي بن موسى إسطبل فيه خيل مع معرفته للفروسية والرمي بنى منزلاً واسعاً بالحسينية ثم كثر الدين عليه فهاجر إلى الآستانة وأقبل عليه الناس وكان ذا رد عنيف على أرباب الأموال والأمراء وملوك الزمان وينسبهم إلى الجور والعدوان ثم أخرج من البلد أي العاصمة العثمانية مغادراً إلى مصر وتوفي بها سنة 1186هـ/1772-1773م.

يذكر الجبرتي في ترجمته لعلي بن موسى الوفائي الحسيني أنه أيضاً في عداد من ماتوا في سنة 1186هـ/1772-1773م، وينقل أو يكرر كثيراً مما قاله عنه مرتضى الزبيدي لكنه يضيف معلومات مهمة عنه حين يذكر أساتذته ومنهم عم أمه الشيخ حسين العلمي نزيل مدينة اللد وأبو بكر بن أحمد العلمي مفتي القدس والشيخ عبد المعطي الخليلي ويذكر صاحب العجائب والآثار أيضاً كرم علي بن موسى بن النقيب وانتقاله من منزله إلى دار جديدة واسعة بناها في الحسينية في طرف البلد بناء على أن الأطراف مساكن الأشراف كما يذكر الجبرتي حادثة سفره إلى إسطنبول وخروجه منها بعد إن وشى به الحاسدون وصدر الأمر بخروجه من البلدة فعاد إلى منزله في مصر سنة 1183هـ/1770-1771م، ويضيف حادثة أخرى أنه حين التقى محمد بك أبو الذهب وسأله هذا عن رأيه في أهل إسطنبول التي زارها مؤخراً أجاب علي بن موسى قائلاً لم يبق بإسلامبول ولا بمصر خير ولا يكرمون إلا أشرار الخلق وأما أهل العلم والأشراف فإنهم يموتون جوعاً وفهم أبو الذهب تعريضه هذا الأمراء والحكام وأمر له بـ 100ألف نصف فضة من الضربجانة فقضى منها بعض ديونه وأنفق باقيها على الفقراء وقد توفي علي بن موسى يوم الأحد الموافق فيه 6شعبان1186هـ/2تشرين الثاني 1772م.

أشار حسن بن عبد اللطيف في ترجمته لنفسه إلى بعض أساتذته وشيوخه الذين أخذ عنهم وقرأ عليهم ومنهم السيد علي القدسي ابن المرحوم النقيب الساكن مصر المحروسة لما شرف القدس لصلة الرحم أي أن علاقة مصاهرة كانت قائمة بين آل عبد اللطيف بني غضية وبين أولاد النقيب الوفائي الحسيني الذين خسروا نقابة أشراف القدس بعد الثورة (1703-1705) وقد أدى حسن بن عبد اللطيف بعد وفاة أخيه عبد الله دوراً في المحافظة على إبقاء النقابة في أبناء العائلة حتى انتقلت إلى عمر بن عبد السلام كما مر معنا سابقاً أما إفتاء الحنيفة فإنه انتقل بعد وفاة حسن بن عبد اللطيف إلى ابن أخيه طاهر بن عبد الصمد وظلت الوظيفة في بيتهم حتى وصلت إلى الحاج أمين الحسيني في عهد الانتداب البريطاني وبينما كان طاهر أفندي عالماً مفتياً ومدرساً حافظ على علاقات العائلة بعلماء القاهرة ودمشق وإسطنبول فإن عمر النقيب ورث الزعامة السياسية والمكانة الاجتماعية التي كانت لأجداده وحافظ أيضاً على تقاليد الضيافة وفتح منزله للضيوف والزوار والأمراء والحكام من شتى أنحاء العالم

قام عمر أفندي النقيب من أجل تعزيز زعامته بمصاهرة عدد من عائلات علماء القدس وأعيانها فقد تزوج أولا بابنة الشيخ نجم الدين الجماعي رئيس خطباء المسجد الأقصى والمفتى الحنفي في القدس سابقاً وبعد ذلك بمدة قصيرة تزوج رقية ابنة موسى أفندي الخالدي باشكاتب المحكمة الشرعية ولم يكتف عمر أفندي بمصاهرة عائلات القدس بل قام بتوثيق صلة الرحم بآل طوقان في نابلس فموسى بك طوقان متسلم لواء نابلس تزوج طرفندة بنت عمر النقيب بينما تزوج عبد السلام نجله البكر بإحدى بنات موسى بك طوقان على طريقة البدل المعروفة وكان محمد باشا أبو المرق متزوجاً بإحدى نساء آل الحسيني في القدس أيضاً من خلال استثمار الأموال في التجارة وشراء العقارات في غزة ويافا وغيرهما من المناطق الساحلية هكذا جمع عمر أفندي النقيب بين صلاحياته في تعيين نقباء أشراف في مدن نواحي القضاء وبين المكانة الاجتماعية السياسية التي وطدها بالمصاهرة أحيانا وبتوسيع النشاطات الاقتصادية التجارية والاستثمارية داخل القدس وخارجها

استمر عمر أفندي النقيب على طريق آبائه وأجداده في القدس في إكرام الضيوف والزوار وبذل الأموال ففاق نفوذه أيضاً حدود وظيفته الرسمية كنقيب لأشراف القدس والمدافع عن حقوقهم وامتيازاتهم وعلى غرار أسلافه في القرن الثامن عشر برز عمر أفندي كأحد أعيان منطقة بلاد الشام عامة بالإضافة إلى أداء دور مهم في شؤون الإدارة والحكم كافة في القدس وأكنافها فكلما استعصت إحدى المهمات على متسلم اللواء كان ولاة الشام وعكا يتوجهون إلى عمر أفندي الحسيني طالبين مساعدته في قضائها أو تسهيلها على الأقل وكانت شبكة علاقات هذا النقيب متشعبة مثل أسلافه تصل إلى العواصم المهمة وعلى رأسها إسطنبول ودمشق والقاهرة وعكا من جهة وإلى مشايخ القرى والنواحي المجاورة من جهة أخرى فعائلة أبو غوش مثلا التي برزت كأقوى عائلات مشايخ جبل القدس كانت من حلفائه أما في ناحية الخليل فإن عائلاتها القوية مثل بدر التميمي وآل العمرو في قرية دورا انضوت تحت رايته الأمر الذي يشير إلى نفوذه في شتى نواحي اللواء

اشتهر منزل عمر أفندي النقيب بكونه محط أنظار الزائرين والواردين إلى بيت المقدس وما حولها من الأماكن المقدسة على غرار جده الأعلى عبد اللطيف بن عبد الله الذي زاره مرتضى الزبيدي وغيره من العلماء والأمراء ولما كان المجال لا يتسع هنا لذكر كل ما حوته المصادر والمراجع عن ذلك نكتفي بإيراد بعض نماذج لزوار بارزين حلوا ضيوفاً على عمر أفندي ففي سنة1229هـ/1814م، زار القدس الشيخ حسن العطار أحد علماء مصر المشهورين الذي صار شيخ الأزهر فيما بعد وخلال إقامة هذا العالم الأزهري بالمدينة نزل ضيفاً على عمر أفندي النقيب وقال "إن بيته هو الوحيد المفتوح لاستقبال الضيوف والزائرين" ولما طالت إقامة العطار بالقدس أرسل صديقه المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي كتاباً إلى المفتي طاهر أفندي الحسيني يطلب فيه استعجال عودة الضيف إلى موطنه في القاهرة وقد ذكر العطار في تفسير إقامته التي امتدت أشهراً طويلة ببيت المقدس أنه ظل ينتظر موسم النبي موسى ليشارك فيه وكان نقيب أشراف القدس حينها مسؤولاً عن تنظم الموسم السنوي والزيارة للمقام بما في ذلك إطعام الوافدين للمشاركة فيه كافة وعلى غرار غيره من ضيوف هذا النقيب فإن الشيخ حسن العطار لم يقتصد بعد عودته إلى مصر في كيل المديح والثناء لعمر أفندي على حسن ضيافته وكرمه وأخلاقه العالية

أما الرحالة ريتشاردسون فكان أحد الأوروبيين القليلين الذين زاروا القدس في أوائل القرن التاسع عشر وترك لنا وصفاً دقيقاً ومفصلاً عن زيارته منزل عمر أفندي ولقاءاته مع آل بيته وضيوفه فقد أرسل النقيب دعوة إلى ريتشاردسون لزيارته مع أحد أبناء آل أبو غوش في المدينة فلباها هذا الرحالة الذي كان طبيباً وبعد الزيارة الأولى والتعارف بين الطرفين طلب عمر أفندي من ضيفه أن يفحص عينيه ويعالجهما إذ كان النقيب حينذاك يعاني التهاباً في عينيه فقدم ريتشاردسون العلاج الملائم وقد وصف هذا الرحالة مضيفه عمر أفندي وابن عمه المفتي طاهر أفندي بأنهما عالمان توسم فيهما الذكاء وسعة الاطلاع على أحوال الدنيا ففي السهرات التي أمضاها برفقتهما امتد الحديث لساعات تمت فيها مناقشة شؤون محلية وأخرى عامة تتعلق بأحوال الدين والدولة العثمانية وقد لاحظ ريتشاردسون أن المتسلم كان بين ضيوف السهرة في كثير من الأحيان إلى جانب عدد من علماء المدينة وأعيانها وقد أمضى المتسامرون سهراتهم في بيت النقيب بين تناول الطعام واحتساء الشراب والقهوة وسماع الموسيقى والغناء بالإضافة إلى تبادل الحديث والمعلومات وذكر رتيشاردسون الذي تكررت زيارته لمنزل عمر أفندي أن هذا البيت كان يضم أحياناً ما لا يقل عن ثمانين شخصاً من ضيوف الدار ومعارفها وأهلها

أثار ريتشارد سون في سجل رحلته إلى القدس موضوع نساء المنزل وهو شأن ندر أن تعرض له الرحالة مسلمين كانوا أو أوروبيين فمسألة إطعام عشرات الزوار والضيوف يومياً كما لاحظ ريتشارد سون كانت مهمة صعبة أثقلت بصورة خاصة على نساء المنزل وعلى الرغم من وجود الخدم والأتباع من ذكور وإناث مدنيين وفلاحين الذين ساعدوا في تخفيف عبء العمل عن أهل الدار فإن النساء شكون إلى الطبيب الإرهاق والتعب وذكر ريتشاردسون أن حصة غير صغيرة من مدة زيارته للقدس والتي امتدت ثلاثة أسابيع أمضاها في بيت النقيب وديوانه حتى إنه لم يجد الوقت لزيارة متسلم اللواء عبد الكريم وأقوال هذا الرحالة مثل شهادة حسن العطار وغيرها من الرسائل والوثائق لا تترك مجالاً للشك في أن عمر أفندي النقيب كان أقوى وأهم شخصية في القدس حينذاك أما منزله المشرع دائما لاستقبال الضيوف والزوار فكان تعبيراً عن مكانته العالية ونفوذه الواسع في مجتمع قائم على أسس الوجاهة والعلاقات الشخصية والعائلية




المصدر: كتاب لواء القدس في أواسط العهد العثماني
النخبة المقدسية علماء المدينة وأعيانها

فؤاد طرابلسي
03-11-2009, 01:13 AM
عمود نسب السادة آل غضية الحسيني


منقول عن وثيقة قديمة



بقلم المرحوم باذن الله سليم شلبي





عمود نسب السادة آل غضية الحسيني كما هو ورد في الوثيقة السيد أحمد بن السيد علي بن السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد الحسين بن السيد عبد الله بن السيد أحمد بن عبد العليم بن جواد بن السيد حسن بن السيد الحسين بن السيد ربيع بن السيد غالب بن السيد أحمد بن السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد السيد حسين بن السيد علي أبو القاسم الشهير بالشعراني بن السيد عبد الله الشهير بالاطروش بن السيد الحسين البنفسج بن السيد اسماعيل الأرقط بن السيد محمد الأرقط بن السيد عبد الله الباهر بن السيد زين العابدين علي بن السيد الحسين الشهيد بن السيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنهم أجمعين



لقد عرفت عائلة الحسيني المقدسية المعاصره بهذا الأسم في منتصف القرن الثاني عشر للهجره فقط حيث كان أسم هذه العائلة قبل ذلك التاريخ يعرف { بآل غضية } كما هو ورد في الوثائق الشرعية والبراءات السلطانية وهذا القب نسب للجد الأكبر للهذه العائلة الأمام غضية بن أحمد الحسيني اما عن السادة آل المفتي ومنهم الحاج محمد امين الحسيني وآل النقيب وآل يو نس وآل جود كل هؤلاء ينتمون الى هذا النسب المبارك سنأتي على ذكرهم بالتفصيل إن شاء الله واما حول النسب الرفاعي فهذا اجتهد أحد أفراد هذه الأسره وهو السيد عبد القادر جوده آل غضية ظنآ منه أن السيد أحمد المذكور في عمود نسبهم الكريم هو السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره العزيز والسبب بهذا يعود لامتلاكه مقطعآ واحدآ من مشجرة هذا النسب وهو المقطع الذي يبد بالسيد أحمد وأعقابه اما المقطع الآخر لهذا النسب فكان محفوظآ لدى فرع آخر من هذه الأسره
أما عن الخط المستحدث في هذه المشجره فهو ما خططته يدي بحيث أن هناك بعض من الاسقاط و الاخطاء في عامود النسب فعلى سبيل المثال سبق أسم علي أبو القاسم إسم عبد الله الأطروش وبدلآ من الأرقط الأرقم وهناك المزيد من الأخطاء الشكليه الني تداركتها وقمت بتصويبها
واما السادة الذين ينتمون الى السيد زيد الشهيد فهم السادة آل الحسيني الوفائي الذين كانت معهم نقابة السادة الأشراف وغيرها من الوظائف التي انتقلت منذ منتصف القرن الثاني عشر الى السادة آل غضية الحسيني وسنأتي على ذكر كل هذا بالتفصيل إن شاء الله
أ
سليم الشلبي

فؤاد طرابلسي
03-11-2009, 01:18 AM
فروع ال غضية بقلم سليم شلبي


السادة بيت النقيب ذرية السيد حسن أفندي الحسيني النقيب والمفتي ببيت المقدس

السادة بيت المفتي ذرية السيد طاهر بن عبد الصمد الحسيني مفتي بيت المقدس

بيت يونس ذرية الشيخ يونس الحسيني شيخ الحرم القدسي

بيت جوده ذرية الشيخ جود الله الحسيني أيمين مفتاح كنيسة القيامة

بيت مخلص ذرية الشيخ أسحاق الحسيني شيخ الحرم القدسي

بيت نور الدين ذرية الشيخ نور الدين آل غضية الحسيني

فؤاد طرابلسي
03-11-2009, 01:27 AM
ذكر الاخ الدكتور باسل الاتاسي ان السادة ال الحسيني بالقدس

الشريف من سلالة عبدالله الباهر ابن الامام زين العابدين ابن

الامام الحسين رضي الله عنه

و الحقيقة انه فاجاني بهذا الامر لانه خلاف المعروف بيننا و

المستقر في نفوسنا وخاصة ان الامام ابا الهدى الصيادي

قال في كتابه الروض البسام (و من الفاطميين ال الحسيني

بغزة بغزة هاشم فهم و الحسيني الذين هم في القدس بيت واحد

و يرجع الى السيد بدر ساكن وادي النسور يالديار المقدسة)

و قد اطلعت على عمود اسرة ال الحسيني بالقدس الشريف

فكان كما ذكر الامام الصيادي رحمه الله و اليك سلسلة نسب

السيد امين الحسيني الشهير

هو السيد محمد امين ابن السيد طاهر ابن السيد مصطفى

ابن السيد محمد طاهر ابن السيد عبدالصمد ابن السيد

عبداللطيف المفتي ابن السيد عبدالله ابن السيد عبداللطيف

ابن السيد عبدالقادر ابن السيد كريم الدين ابن السيد علاء الدين

ابن السيد محمد ابن السيد علاء الدين ابن السيد تاج الدين

ابو الوفا نزيل القدس الشريف ابن السيد علي ابن السيد احمد

الكبريت الاحمر ابن السيد داود ابن السيد عبدالحافظ ابن السيد

محمد بدر الدين المدفون في وادي النسور بالقدسابن السيد

يوسف ابن السيد بدران الكبير

و قد اختلف في نسب السيد بدران فمنهم من ينسبه الى زيد

الشهيد و من العلماء من ينسبه الى زيد النار ابن الامام موسى

الكاظم و هو الصحيح عندنا و لعلنا نفرد مقالا حول هذه النقطة

بالتحديد

و قد اطلعت مؤخرا على مشجر نسب للسادة ال الحسيني

بالقدس الشريف و هو معروض بالمنتدى الكويتي و فيه

مشاركات لاخينا الدكتور باسل فلعله استند الى هذا المشجر

علما انني قرات جميع فقراته فلم اجد ما اشار اليه جنابه

و لعله يعطينا تفسيرا واضحا لما ذهب اليه للافادة العلمية

مع كل ودي و احترامي

اخوكم فؤاد

فؤاد طرابلسي
03-11-2009, 01:28 AM
أخي الأستاذ فؤاد أفندي الكريم،

لو أن جنابكم صبرتم على الفقير لوجدتموه مجيبا على تساؤلكم. أنا يا أخي لا أتكلم من الهوى. فسلامة صدرك من المفاجآت.

الجواب على شقين: أولا: كون أسرة الحسيني آل الحاج أمين المفتي الأكبر مختلفة عن آل الحسيني الوفائية الداودية التي انتسبت لبدر ساكن وادي النسور، أعني أن الشق الأول سيكون في توضيح قضية وجود أسرتين مختلفتين حملتا الكنية ذاتها في القدس الشريف: "الحسيني"، إحداهما من نسل بدر ساكن وادي النسور، والأخرى هي اسرة الحاج أمين الحسيني.

أما الشق الثاني فيكون في تبيان انتساب آل الحسيني أسرة الحاج أمين إلى عبدالله الباهر بحسب ما وجدته من شجرة أرسلها لي بعض الأحبة.

الشق الأول:

مثلك، كنت أظن أن السادة آل الحسيني آل الحاج أمين المفتي الأكبر هم من سلالة بدر ساكن وادي النسور، ولكن تبين فيما بعد من دراستي لتاريخ الأسرة أن هذا خلط وقع فيه الكثير، بما فيه بعض أفراد هذه الأسرة أنفسهم. والحقيقة أن آل الحسيني آل الحاج أمين اسمهم آل غضية كما هو واضح في الوثائق المحكمية لمدينة القدس وسأرمز لهم في هذا البحث باسم آل "غضية الحسيني" من الآن فصاعدا، وهم غير أسرة الحسيني التي كانت قد سبقتهم في تولي النقابة بالقدس الشريف، فالأٍسرة الأخيرة هي صاحبة النسب الوفائي إلى السيد بدر ساكن وادي النسور، وسأرمز لها هنا في الحديث بآل "الوفائي الحسيني". فما سبب هذه الهفوة؟

أولا: أن كلا الأسرتين في وقت من الأوقات لقبتا بالحسيني. أما الأسرة الوفائية فكان لقبها الحسيني قد غلب عليها قديما، أما آل غضية، فغلب عليهم اللقب في الوثائق في القرن التاسع عشر الميلادي، وكانوا قبلها يقال لهم آل غضية.

ثانيا: أن الأسرتين انتسبتا إلى رجلين عاشا في وقت متقارب وحملا الاسم ذاته: السيد عبدالقادر. أما آل الوفائي الحسيني فجدهم هو السيد عبدالقادر بن كريم الدين إلى آخر النسب الذي يصله إلى بدر ساكن وادي النسور.

أما آل غضية الحسيني -أسرة الحاج أمين- فنسبهم في الحقيقة هو إلى السيد عبدالقادر بن موسى الشهير بغضية.

ولكن كيف نعرف أن الرجلين مختلفان؟ من الوثائق المحكمية وتاريخ الوفاة. أما الأول، أعني جد الوفائية السيد النقيب عبدالقادر بن كريم الدين فقد توفي في 8 ربيع الأول عام 1038 كما نص عليه مستند مخلفاته المسطور في سجل محكمة القدس الشرعية في أواخر جمادى الأولى في السنة ذاتها، وكان السيد عبدالقادر هذا قد تنازل عن ممتلكاته لأولاده وزوجته.

أما الثاني، أعني جد آل غضية الحسيني، فقد توفي بحسب الوثائق الشرعية عام 1060 هجري، وقد سمت المستندات والده "موسى" الشهير بغضية. ووفاته في ذلك العام تتناسب أكثر مع وفاة ابنه السيد عبداللطيف نقيب القدس -أحد أجداد آل الحسيني الحاليين- والتي كانت سنة 1107 كما نعرف من كتب التراجم. ولو كان السيد عبداللطيف النقيب هو من أولاد السيد عبدالقادر بن كريم الدين لكان بين وفاة الأب ووفاة الابن حوالي 70 سنة، وهذا-ولو كان جائز الحصول- فإنه يكون من الغريب.

والمتتبع لتراجم السادة آل غضية الحسيني والتي ألفها النقيب العلامة حسن بن عبداللطيف (ابن عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالقادر) في كتابه "تراجم أهل القدس" يجد أنه بالرغم من أنه لم يذكر نسبه بعد جده عبدالقادر، إلا أن السيد حسن فصل في تفرعات اسرته ومن تولى فيهم النقابة حتى جيله، فذكر فرعين رئيسيين (مع أن هناك فروعا أخرى) هما آل عبداللطيف بن عبدالقادر، وآل أخيه عبدالصمد بن عبدالقادر، وذكر اوجه القرابة بين الفرعين وعين موقعه في شجرة الأسرة، ثم ما لبث أن ذكر بعض أفراد الأسرة الوفائية الحسينية، وخاصة النقيب محمد ابن النقيب مصطفى وأخاه السيد موسى بن مصطفى، وذكر من أولاد السيد موسى السيد بدر والسيد علي اللذين هاجرا إلى مصر وعاشا فيها. ويبدو من التراجم واضحا أنه لم يذكر أي وجه قرابة بين أولاد النقيب مصطفى، وبين أسرته، بل يبدو من تلك النبذ أن الأسرتين مختلفتان في المنبت، ولكن كليهما تولتا مناصب النقابة ومشيخة الحرم.

ونحن نعرف أن اسرة السيد علي بن موسى بن مصطفى هم الأسرة الحسينية الأخرى التي تنتسب لبدر ساكن وادي النسور، لأن الجبرتي ترجم للسيد علي هذا وساق نسبه كاملا فمر فيه ببدر ساكن وادي النسور، فعرفنا من هذا أن السيد علي ابن النقيب هذا هو من الأسرة الوفائية التي ذكرها السيد حسن بن عبداللطيف في كتابه وفرقها عن أسرته.

الشق الثاني:

آل غضية الحسيني أسرة الحاج أمين اختلفوا في نسبها، فبعضهم نسبهم للوفائية للأسباب السابقة، بل ولو قرأت كتب المؤرخين المعاصرين الذين ترجموا للحاج أمين تجدهم ينقلون على لسانه قوله عن اسرته أنها تنتمي لبدر ساكن وادي النسور. ولكن المؤرخين المعاصرين نقلوا أمورا أخرى على لسان المفتي لم تصح، كما أنهم أخطؤوا مرارا لما جعلوا في تراجمهم للسيد ياسر عرفات أسرته من بطون الأسرة الحسينية المقدسية أسرة الحاج أمين، لمجرد أن أسرته كان يقال لها آل "عرفات الحسيني"، وزاد من وهمهم هذا وجود أسرة رابعة في غزة اسمها آل الحسيني، وهم من أبناء عم وفائية القدس!. فأنت ترى في فلسطين اسر كثيرة اسمها "الحسيني"، في القدس وغزة وغيرها.

ثم وقعنا على نسب لآل غضية الحسيني جعلهم من الرفاعية! وهو هكذا:

غضية بن عمار بن قطب الدين البسطامي بن يوشع بن جمال الدين بن بركات بن محمد قطب الدين بن أحمد سيف الدين بن علي أبي الفضائل المعروف بالبسطامي بن أحمد الكبير بن أبي بكر شرف الدين بن السيدالقطب أحمد الرفاعي!

ثم علمت فيما بعد من بعض أفراد أسرة آل غضية أن هذا النسب ركبه بعض المعاصرين من تجار النسب واعتنقه للأسف بعض أفراد الأسرة من غير تحقيق.

ثم أرسل لي بعض الأحبة أجزاء من شجرتهم فوجدت فيها نسبا إلى السيد عبدالله الباهر بن علي زين العابدين، ولكن الشجرة للأسف ناقصة عندي. وهذه الشجرة نفسها وقع فيها شيء من الخلط حيث أنهم جعلوا فيها عبدالقادر ابنا لكريم الدين للأسباب السابقة ولكن يبدو أنهم لم يرفعوا نسبه إلى السيد بدر ساكن وادي النسور. وعلى الشجرة تواقيع كبار العلماء ومنهم سيدي الجد محمد طاهر أفندي الأتاسي الحسيني الذي كان قاضي قدس الشريف، وكذلك العلامة السيد عبدالله الرافعي الفاروقي قاضي القدس.

وهذه بعض صورها:http://www.umich.edu/%7Ebazilla/Docs-Hand%20writings/ghadiyah-1.jpg


http://www.umich.edu/%7Ebazilla/Docs-Hand%20writings/ghadiyah-2.jpg

فإن صح أنها أجزاء من شجرتهم فهذه أرومتهم، مع اعتقادي الآن أنهم مختلفون في منبتهم عن الأسرة الوفائية الحسينية سلالة بدر ساكن وادي النسور.

أما ما قلته عن ذكر السيد أبي الهدى لهم في الروض البسام، فأنت أولا لا تدري أي الأسر الحسينية الكثيرة التي تشاركت في الكنية والموطن واختلفت في الأعمدة كان قد عناها الصيادي في مقالته، فلعله قصد الحسينية الوفائية المقادسة الذين هم بالفعل من اقارب الحسينية الذين في غزة. وثانيا فإن السيد أبي الهدى ليس منزها عن الخطأ فقد وقع في الوهم في كتابه مرات، منها مثلا لما ذكر أن آل السعدي شيبية النسب جاهلا أن هذا نسب أخوالهم، مع العلم أن وثائقهم في الشام منذ القرن العاشر تنسبهم للأشراف، ومنها انه جعل الحراكية من فروع الرفاعية متجاهلا أنسابهم التي تصلهم بزيد الشهيد، ومنها النسب الذي ساقه لآل الكواكبي مخالفا ما عرفه أشراف حلب من عمود الكواكبية، وهفوات أخرى