المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي الحموي البصيري



فؤاد طرابلسي
04-11-2009, 11:51 PM
علي البصير

عمر تدمري

هو رأس أسرة البصير التي توارثت الخطابة في جامع المنصوري الكبير على المذهب الحنفي. أصله من حماه، وصفه النابلسي بأنه الشيخ الإمام المحقق الهمام الحسيب النسيب السيد علي أفندي البصير المفتي للديار الطرابلسية وقد أدركناه بالسن ولم نجتمع به وله نظم الدرر والغرر في فقه الحنفية للمنلا خسرو، بألفي بيت من بحر الرجز وله تصانيف أخرى رحمه الله تعالى.
وقال المحبي: كان آية باهرة في الحفظ والإتقان ولد بحماه وقرأ بها ثم رحل إلى طرابلس وعمره أربعون سنة وتوطنها وولي الإفتاء بها حتى توفي سنة 1090هـ / 1679ر. ودفن بجبانة الغرباء ظاهر طرابلس.

روى البصير حكاية جرت له وهي أنه شعَر بضيق صدرٍ وكرب عظيم ليلة جمعة، وكانت أول جمعة في شهر رمضان سنة 1062هـ. فحدثته نفسه أن يمدح الخليفة أبا بكر الصديق رضي الله عنه عل صدره ينشرح ببركته، فشرع في نظم الأبيات وهو يضع رأسه على الوسادة، ثم غلبه النوم فرأى في نومه موكبًا عظيمًا وبه رجل مهاب عليه ثياب خضر، فأقبل عليه واحد وقال له "هذا الصديق" فنهض إليه فرحب به الصديق وطلب منه أن يقرأ له القصيدة لمنحه الجائزة، فأجاب بأنه لم يتمّها، فقال: "نحن نتمها لك" وقرأها في نحو أربعين بيتا فقال: "اجعلها وردًا بعد العشاء ولك جميع ما سألت فيها". وانتبه من نومه وإذا به يحفظ ما نظمه وما تلقاه في نومه فسماها مدح الصديق لحضرة الصديق ومطلعها:


فرضوانك اللهم يا عالم السر ~ مع العزِ والإكرامِ أرواحه تسري
إلى حضرة الصديق والصادق الذي ~ لقد فاز قبلا بالاجابة للأمرِ
ومن جاء في التنزيل إثباتُ صحبة ~ له كيف لا وهو الإمام أبو بكرِ

وقد كتب البصير هذه الحكاية والأبيات بخطه وكان عند ابنه هبة الله فأطلع النابلسي عليها فأثبتها في رحلته وأولها: يقول العبد الفقير إلى ربه القوي الغني علي بن عثمان الضرير الحنفي الحموي.

ومن خطبة كتابه في فقه الحنفية المسمى "بحور العين":


قول علي الحنفي المسكين ~ من بعد بسم الله ذي التمكين
حمدًا لمن فقهنا في الدين ~ فقهـًا بإجمال مع التبيين
ثم صلاة مع سلام تليت ~ على النبي المصطفى الأمين
ثم على الآل وصحبه ومن ~ يتبعهم بشرعه المبين
وبعد إني قد نظمت بعض ما ~ وجدت في مذهبنا المتين
من المسائل التي تعسر عن ~ كل فقيه جامع رزين
نظمت كلا بعدها جوابها ~ بحروفها لحلها بلين
لقطتها عن غرر الأحكام ~ والصدر وشرح الكنز للمسكين
والبحر والكافي وقاضي خان ~ واللسان للحكام والعيني
وشرح منظومة رهبان وبز ~ ازي وأشباه الهمام الزيني
ومن فتاوى للمؤيدي وقد ~ وسمتها إسمًا بحور العين

وأرخ لإتمام النظم بهذين البيتين:


مسائل في الفقه كالبدور ~ أو عقد در في نحور الحور
وإنها فوائد أرختها ~ لحور عين فقهنا جنتها


ووهبه العلامة محمد الكواكبي كتابًا فكتب على ظهره أبياتـًا مطلعها:


مـِنْ مَن مَنْ مَنّ به ~ من فضل لطفه الخفي
على أقل خلقه ~ علي البصير الحنفي
بهبة تمت من الـ ~ مولى الأجل المقتفي
أثر لآباء مضوا ~ بالعلم والفضل الوفي

فلما رآها الكوكبي كتب تحتها قوله:


أبديعة تختال في ~ حلل الجمال اليوسفي
تنسي المشوق صبابة ~ ذكرى حبيب مسعف
إن مر حلو حديثها ~ بقديم رسم قد عفي
دبت له روح الحيا ~ ة دبيب صرف القرقف
أم ذاك نظم العالم الـ ~ مولى العلي الأشرف
أحيا ربوع أولي العلو ~ م بعذب نظم متحف
يا فاضلا طلب العلى ~ قد حزته فاستوقف
إن رمتُ حصر خلالكم ~ ما ذاك وسع الأحرف