حامل المسك
06-11-2009, 08:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بعث محمداً بالهدى و دين الحق على حين فترة من الرسل , فهدى به إلى أقوم المناهج و أوضح السبل , فشرع الشرائع و بيّن الأحكام و لم يقبضه إليه حتى تم شرعه و كمل , فمن أراد الله سعادته اكتفى بهديه عن سائر الشرائع و النحل , و من قضى عليه بالشقاء صدف عن ذلك و عدل .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها يوم العرض من كل كرب و وجل , و أشهد أن محمداً عبده و رسوله أفضل الخلق و خاتم الرسل , صلى الله عليه و على آله و أصحابه الذين حازوا قصب سبق الفضائل بالعلم و العمل .
و بعد
فالذي أوصيكم به و نفسي تقوى الله و لزوم العبادة , التي هي غاية الذل في غاية المحبة للمعبود الذي لا يستحق العبادة إلا هو و لا يعين على عبادة غيره فعبادته أعلى الغايات و إعانته أجلّ الوسائل و هو معنى قوله : <إياك نعبد و إياك نستعين .>
قال ابن القيم رحمه الله : و قد اشتملت هذه الكلمة على نوعي التوحيد , توحيد الربوبية , و توحيد الألوهية , و تضمنت التعبد باسم الرب و اسم الله فهو يعبد بالألوهية و يستعان بربوبيته , و يهدي إلى الصراط المستقيم برحمته . انتهى .
و حقيقة العبودية الإقبال على الله و الإعراض عن كل ما سواه و إيثار مراده على كل ما تطلبه النفوس و تهواه كما قال تعالى : < و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى > .
و قال : < و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون > .
و قال : < و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله > .
و في الحديث " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " و هذا الصراط المستقيم كما ذكره عن نبيه و رسوله عيسى عليه السلام في مقام الدعوة إلى الإسلام : < فاتقوا الله و اطيعون إن الله ربي و ربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم > .
فلشدة فاقة العبد و ضرورته إلى أن يهديه الله صراطه المستقيم فرض الله عليه أن يسأله هذه الهداية في أفضل أحواله مراراً متعددة في اليوم و الليلة و ليس العبد في شيء أشد فاقة و حاجة منه إليهما فإنه يحتاج إليها في كل نفس و طرفة عين و في جميع ما يأتيه و يذره من أمور قد أتاها على غير الهداية فهو محتاج إلى التوبة منها .
و أمور هدي إلى أصلحها دون تفصيلها أو هدي إليها من وجه دون وجه و هو محتاج إلى إتمام الهداية فيها , و أمور هو محتاج إلى ما يحصل له من الهداية فيها في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي .
و أمور قد هدي إلى اعتقاد الحق و العمل الصواب فيها فهو محتاج إلى الثبات عليها , إلى غير ذلك من أنواع الهداية .
و بيّن سبحانه أن أهل هذه الهداية هم المختصون بنعمه دون المغضوب عليهم , و هم الذين عرفوا الحق و لم يتّيعوه. و دون الضالين و هم الذين عبدوا الله بغير علم , و الطائفتان اشتركتا في القول على الله في خلقه و أمره و صفاته بغير علم , فسبيل المنعم عليهم مغاير لسبل أهل الباطل كلها علماً و عملاً .
هذا و الله أسأل أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين و لا مضلين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الحمد لله الذي بعث محمداً بالهدى و دين الحق على حين فترة من الرسل , فهدى به إلى أقوم المناهج و أوضح السبل , فشرع الشرائع و بيّن الأحكام و لم يقبضه إليه حتى تم شرعه و كمل , فمن أراد الله سعادته اكتفى بهديه عن سائر الشرائع و النحل , و من قضى عليه بالشقاء صدف عن ذلك و عدل .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها يوم العرض من كل كرب و وجل , و أشهد أن محمداً عبده و رسوله أفضل الخلق و خاتم الرسل , صلى الله عليه و على آله و أصحابه الذين حازوا قصب سبق الفضائل بالعلم و العمل .
و بعد
فالذي أوصيكم به و نفسي تقوى الله و لزوم العبادة , التي هي غاية الذل في غاية المحبة للمعبود الذي لا يستحق العبادة إلا هو و لا يعين على عبادة غيره فعبادته أعلى الغايات و إعانته أجلّ الوسائل و هو معنى قوله : <إياك نعبد و إياك نستعين .>
قال ابن القيم رحمه الله : و قد اشتملت هذه الكلمة على نوعي التوحيد , توحيد الربوبية , و توحيد الألوهية , و تضمنت التعبد باسم الرب و اسم الله فهو يعبد بالألوهية و يستعان بربوبيته , و يهدي إلى الصراط المستقيم برحمته . انتهى .
و حقيقة العبودية الإقبال على الله و الإعراض عن كل ما سواه و إيثار مراده على كل ما تطلبه النفوس و تهواه كما قال تعالى : < و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى > .
و قال : < و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون > .
و قال : < و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله > .
و في الحديث " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " و هذا الصراط المستقيم كما ذكره عن نبيه و رسوله عيسى عليه السلام في مقام الدعوة إلى الإسلام : < فاتقوا الله و اطيعون إن الله ربي و ربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم > .
فلشدة فاقة العبد و ضرورته إلى أن يهديه الله صراطه المستقيم فرض الله عليه أن يسأله هذه الهداية في أفضل أحواله مراراً متعددة في اليوم و الليلة و ليس العبد في شيء أشد فاقة و حاجة منه إليهما فإنه يحتاج إليها في كل نفس و طرفة عين و في جميع ما يأتيه و يذره من أمور قد أتاها على غير الهداية فهو محتاج إلى التوبة منها .
و أمور هدي إلى أصلحها دون تفصيلها أو هدي إليها من وجه دون وجه و هو محتاج إلى إتمام الهداية فيها , و أمور هو محتاج إلى ما يحصل له من الهداية فيها في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي .
و أمور قد هدي إلى اعتقاد الحق و العمل الصواب فيها فهو محتاج إلى الثبات عليها , إلى غير ذلك من أنواع الهداية .
و بيّن سبحانه أن أهل هذه الهداية هم المختصون بنعمه دون المغضوب عليهم , و هم الذين عرفوا الحق و لم يتّيعوه. و دون الضالين و هم الذين عبدوا الله بغير علم , و الطائفتان اشتركتا في القول على الله في خلقه و أمره و صفاته بغير علم , فسبيل المنعم عليهم مغاير لسبل أهل الباطل كلها علماً و عملاً .
هذا و الله أسأل أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين و لا مضلين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .