المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة الشيخ عبد الرحمن الحوت نقيب اشراف بيروت



فؤاد طرابلسي
07-11-2009, 12:25 PM
نقيب السادة الاشراف لولاية بيروت الشيخ عبد الرحمن الحوت الحسيني

اعداد كمال يوسف الحوت

ترجمته

هو الشيخ أبو زيد عبد الرحمن ابن الشيخ محمد ابن الشيخ درويش الحوت البيروتي .
ولد في مدينة بيروت سنة 1263هـ = 1846ر. بدأ منذ صغره بتلقي العلوم الشرعية فحفظ القرءان الكريم استظهارًا وترتيلا وإحكامًا قبل البلوغ على الشيخ محمد الحلواني مفتي بيروت، وأخذ عن والده علم التوحيد والتفسير والحديث والفقه الشافعي وأجازه، كما أخذ عن الشيخ عبد الله خالد علم الحديث واللغة والفرائض فأجازه بها، وجدَّ في العلوم وحفظها حتى صار يشار إليه بالبنان ويقصد في الفتاوى الشرعية ولا سيما المعضلات منها.
وإلى جانب زهده وواضعه وحسن خلقه كان – رحمه الله – يلقي الدروس الدينية في مساجد بيروت وزواياها، بالإضافة إلى قيامه بالإمامة في المسجد العمري الكبير والخطابة فيه وفي غيره من المساجد.
ولا تخفى مساهمته في بناء وترميم العديد من الوقفيات الإسلامية والمدارس والمكتبات وغيرها من المؤسسات الإسلامية، فبنى جامع الحرج ومدرسة بالقرب منه، وبنى مدرسة أخرى ملاصقة لجامع قريطم، وساهم بإنشاء مكتب لطلبة العلوم الشرعية داخل الجامع العمري الكبير ووقف لها العديد من الكتب الشرعية، كما كانت له اليد الطولى في إضافة زيادات وتوسعات على كثير من الوقفيات كجامع زقاق البلاط والقنطاري والزيدانية وقريطم والبسطة التحتا، ووقف أراضي عديدة ليقام عليها مدارس تعلم أبناء المسلمين العلوم الدينية وغيرها، وكان من جملة مساعيه أنه بنى سورًا حول مقبرة الباشورة حفاظًا عليها من الطامعين المستغلين وخوفًا من اغتصاب جزء من أرضها من قِبل بعض أصحاب المصالح الدنيوية.
تقلب – رحمه الله – في عدة مناصب أعانته على خدمة الإسلام والمسلمين. ومن هذه المناصب: رئاسة مجلس أوقاف ولاية بيروت، رئاسة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية قبل أن يتنازل عنها للمفتي الشيخ مصطفى نجا، رئاسة الجمعية العلمية الإسلامية التي أنشئت لنشر العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما عُيّن نقيبًا للسادة الأشراف بعد توجيه مرسوم من قبل المشيخة الإسلامية في استنبول ينص على تعيينه في هذا المنصب.
تخرَّجَ له العديد من أعيان بيروت وعلمائها أبرزهم المفتي الشيخ محمد توفيق خالد والشيخ توفيق الهبري والمفتي الشيخ محمد علايا والشيخ ابراهيم المجذوب معاون المفتي الشيخ مصطفى نجا وغيرهم.
توفي – رحمه الله - في بيروت سنة 1336هـ = 1916ر وكان ذلك فاجعة ألمت بأهل هذه المدينة فبكاه الكبير والصغير، وشيع في موكب ضخم إلى جبانة الباشورة حيث ووري الثرى هناك وقبره مشهور فيها يزار إلى اليوم. وقد رثاه العديد من الشعراء والأدباء لما رأوا فيه من الصفات والشيم التي جعلته مقدمًا على الكثيرين ءانذاك.
ترك مؤلفات أشهرها كتاب «إرشاد العوام إلى سبيل السلام» وكتاب «مراقي السعادات في الحث على أداء الصلوات في أول الأوقات».