المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ المعرة و اثارها



فؤاد طرابلسي
12-11-2009, 12:31 AM
مدينة المعرة ( معرة النعمان ) تقع جنوبي ادلب في سوريا وتبعد عن مدينة حلب /84/كم. وعن مدينة حماه /60/كم وتعلو عن سطح البحر بـ/496/ م. ومما أعطى مدينة المعرة الأهمية واستقطابها لسكن الإنسان القديم هو ما تتمتع به من مناخ لطيف وموقع استراتيجي ، سيما مجاورتها ل أيبلا ووقوعها أيضاً بين مملكتين هامتين هما أفاميا في الجنوب الغربي وشاليسيس قنسرين إلى الشمال منها . فضلاً عن السهول الخصبة والطبيعة الجيولوجية التي امتازت بها أيضاً .

كل هذه العوامل جعلت من مدينة المعرة مهوى أفئدة الإنسان القديم الذي استقر بها وأفرز بصمات لا تمحى وقد توضعت نواة مدينة المعرة فوق تلال ثلاثة هي ( بنصرة ومنصور باشا والفجل ) واستمرت فيها الحياة حتى العصر الكلاسيكي حيث شرعت أسباب المدينة بالإرتقاء وساد الأمن والطمأنينة فانحدر سكان تلك التلال إلى السهل المتوسط وأنشئوا مدينتهم الجديدة (المعرة) لتصبح فيما بعد مهد الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري وغيره فبلغت شهرتها الأمصار وازدهرت حضارتها فذكرها الرحالة والبحاثة والمؤرخون .

قدمها ونشأتها
من المدن السورية المغرقة بالقدم, شهدت حروب دامية من غزاة الفراعنة والآشوريين واليونانيين والبيزنطيين والفرس والرومان, ويذكر المؤرخ ابن الشحنة في كتابه (الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب) أن عدة أعمدة قديمة قد تم اكتشافها فيها, ومن المحتمل أن تكون المعرة قد قامت في موقع ( عرّا ) القديمة الواقعة على طريق كالسيس (قنسرين)(– حماة ؛ وذلك لتكون محطة للقوافل العابرة من حماة إلى حلب ومن منطقة الغاب والبحر إلى بادية الشام وبالعكس 0


تسميتها
كانت تسمية مدينة المعرة مثاراً للجدل واختلف الباحثون فأن المعرة كوكب في السماء دون المجرة والمعرة قتال الجيش دون إذن الأمير او لفظ المعرة باللغة الجنابة او المصيبة او الشده وهناك فريق من المؤرخين يؤكد بأن المعرة لفظة سريانية أي (مغرتا) وتعني المغارة او الكهف لكثرة المغاور والكهوف فيها .

وسميت في العهد الروماني (أرّا) أي عرة القديمة وفي العهد البيزنطي سميت (مارّ) ودعيت في العصر العباسي (العواصم) حيث ذكرها أبو العلاء في شعره بقوله : متى سآلت بغداد عني وأهلها فإني عن أهل العواصم سآل |( العوصم = معرة النعمان )

وسميت معرة حمص لتابعيتها مركز الجند في مدينة حمص، أما نسبة النعمان فهناك أكثر من رواية لعل من أرجحها هو نسبة إلى النعمان بن بشير الأنصاري الصحابي وكان والياً على حمص حين توفي ولده عندما كان يعبر مدينة المعرة فأقام حزناً عليه لعدة أيام فنسبت له .


التاريخ
تعتبرالمعرة كجاراتها من المدن السورية التي عرفت العهود القديمة ومع تعاقب الأزمنة توسعت وامتدت وأضحت من أبرز محطات القوافل العابرة من جنوب الشام إلى شماليها ومن بحرها إلى باديتها وأن الأثار التي تتوزع حناياها خير شاهد على قدمها وشأنها وخطرها فقد شهدت عهود الآشورين والفراعنه واليونانين والفرس والرومان والبيزنطيين .

وفي عام ( 1248 هـ- 1832م ) استولى عليها إبراهيم باشا المصري ابن محمد علي وأمر بتجنيد الصغار والكبار وتسخير الناس في الأعمال الشاقة ثم ما لبثت أن تعرضت من بعد للإعتداء والنهب من قبل جنده في عام (1256هـ - 1840م ) إلى أن عادت إلى العثمانيين في هذه السنة نفسها لترزح تحت نير العذاب والعسف والخسف والخراب 000 حتى عام (1337هـ - 1918م) حيث انضوت تحت لواء الحكومة العربية ونعمت كشقيقاتها بالحرية ولكن ذلك العهد لم يطل فدخلتها أرتال الجيش الفرنسي في عام (1338هـ- 1920م) لتقع كغيرها تحت نير الإنتداب الفرنسي وتخضع لنظمه ومظالمه 0ولقد شارك أبناء المعرة في مختلف الإنتفاضات و الثورات ضد المحتل الغاصب وعلى مدى ستة وعشرين عاما" حتى أطل صباح الجلاء في السابع عشر من نيسان (أبريل) من عام 1946م واحتفلت مع أخواتها بعيد الجلاء والنصر وسارت معها لتسطير صفحة جديدة ناصعة من صفحات الاستقلال الوطني والتقدم نحو السيادة والحرية والمجد 0


سورها وأبوابها
ذكرت كتب التاريخ أن للمعرة سورا" ضخما" واسعا" وكبيرا" 00 وقد تهدم على يد عبد الله بن طاهر في سنة (207هـ -821م) وأن صالح بن مرداس حاصر المعرة ورماها بالمناجيق من فوق السور وخرج أبو العلاء المعري لمقابلته من أحد أبوابه وكذلك وقف دونه الصليبيون حين مهاجمتها ثم احتالوا وصنعوا برجا" يوازيه ودخلوا المدينة وذكروا أن له أبوابا" سبعة هي : باب (حلب – حمص – شيس – حناك – نصرة – الجنان – الكبير 00) ولكن الأيام كما يقول المؤرخ الأديب محمد سليم الجندي لم تدع من هذا السور وأبوابه عينا" ولا أثرا" لنتعرف من ثناياها إلى حاله وسماته 0


أهم المباني الأثرية
في المعرة العديد ن المباني الأثرية التي صمدت في وجه عاديات الزمن وظلت شامخة تتحدى ثوران الطبيعة أهمها خان مراد باشا (متحف المعرة) ، قلعة المعرة ، خان أسعد باشا العظم ، المدرسة النورية ومساجد هامة كالجامع الكبير بمنارته السامقة ومسجد نبي الله يوشع وغيره


خان مراد باشا ( متحف المعرة )
تتقاطع خطوط التاريخ لتنتج لنا بناءً رائعاً يعتبر درة معمارية في تاج الحضارة العربية ويتميز هذا المبنى بالشموخ والعمق التاريخي لمدينة المعرة التي تساير التاريخ منذ نشوئه . بنى هذه المنشأة مراد جلبي أمين الخزائن السلطانية وذلك بُعيد دخول العثمانيين إلى سورية وذلك عام /974هـ1595م/ وكانت الغاية من المبنى هو محطة استراحة وفندق وتكية إطعام للمسافرين وأبناء السبيل وغيرهم كما ورد في النص الوقفي الذي يعلو قنطرة المدخل الرئيسي للخان والنص هو : (قد بنى هذه الواحة لوجه الله تعالى حامي الدفاتر الديوان السلطانية مراد جلبي فغني منع فقير أو دوابة شتى فعليه لعنة الله والملائكة والناس بطرق شتى سنة / 974 هـ / ) والمبنى بمجموعه محكم الصنع ومتقن للغاية حتى ليحسبه الرائي من حجر واحدة وكأن بانيه قد فرغ من بنائه لتوّه ولكي يسلم هذا المشروع العمراني الخيري ويقوم للغاية المنشأ لأجلها . فقد أوقف الباني عليه المباني العديدة والإنشاءات المائية كأوقاف واسعة له ودارّة عليه تفي بنفقاته وتفيض ألا وهي ثماينة عشر زورا(بستاناً) واثنتين وعشرون طاحونة مائية بحوض العاصي وخمس وثلاثون ناعورة للسقاية ، ومزرعة الفرزل (الحراكي) شرقي المعرة وخاناً كبيراً هو خان السبل على طريق حماه – حلب.

موقع المبنى

يقع خان مراد باشا في شطر المدينة الشرقي بوسط شارع أبي العلاء ويجاوره من الجنوب خان أسعد باشا العظم حيث يفصل بينهما حديقة بسيطة يتقدمها تمثال نصفي لأبي العلاء ومن جهاته الأخرى عدة دوائر رسمية .

وصف المبنى

يتألف البناء من أربعة أجنحة مصلبة القف تعلو سطوحها أبراج المصطليات وتتقدمها الأروقة الرشيقة بأقواسها المدببة وقناطرها المرتفعة وسقوفها المعقودة . ويبلغ طول الواجهة الرئيسية للخان /70م/ وبعمق /80م/ ويرتفع نحو سبعة أمتار وقد شيّد من حجارة كلسية كبيرة الحجم منحوتة ويبلغ عرض الجناح خمسة عر متراً ويفصل بين كل جناحين معبر يؤدي إلى مرافق خدمية يضم أربع غرف متقابلة ماعدا المعبر الشمالي الذي يؤدي إلى دورة المياه . وتتحلق الأروقة حول باحة سماوية مكشوفة واسعة الأرجاء يتوسطها بناء التكية ويحوي بداخلها فسيقة ماء ويقوم بناؤها على أعمدة أسطوانية وأقواس مدببة وسقفها يضم قبة مستطيلة ويتقدم التكية من الجنوب بناء المسجد وله قبة نصف كروية أما المرافق الخدمية التابعة لبناء الخان فهي سوق تجارية واقتصادية مؤلفة من ستة مخازن متقابلة وحمام التكية بطرازها المعروف (البراني والوسطاني والجواني) وغرفة القمين وهذه المرافق تلاصق بناء الخان من الجهة الغربية وشمالي الحمام يوجد الفرن ومستودعات للغلال وغرفة مدار لتوزيع الماء بواسطة حلاقيم فخارية متصلة من البئر إلى خزان أرضي بجانب المسجد من الغرب . ويتربع مبنى الخان مع ملحقاته على مساحة من الأرض قدرها سبعة دونمات .


متحف المعرة
بقي خان باشا مستمراً للغاية المنشأ من أجلها حتى أوائل القرن العشرين حيث بعثرت أوقاف هذا الخان وضعفت وارداته فضم إلى أوقاف الجامع الكبير في المعرة بناء على وصية الواقف ، المحفوظة في متحف المعرة والتي يعود تاريخها إلى عام /1321هـ/ وبدأ بتأجيره كأقسام لغايات مختلفة الأمر الذي أضر بالمبنى وأضعف عناصره الإنشائية نتيجة الإهمال الذي لحقة من المستأجرين فسارعت وزارة الثقافة (المديرية العامة للآثار والمتاحف ) باستصدار المرسوم الجمهوري رقم /144/ لعام 1982/ الذي يقضي بترميم هذه الآبدة ومن ثم تحويلها إلى متحف محلي .وفعلاً بدأت ورشات الترميم عملها في مطلع عام /1983/ ودشن كمتحف في نيسان عام /1987/ وكاد أن يكون مختصاً لعرض اللوحات الفسيفسائية المكتشفة في منطقة المعرة وما حولها لولا عرض بعض القطع الأثرية ضمن خزائن زجاجية


ضريح أبي العلاء المعري
المركز الثقافي في معرة النعمان يعتبر بناء المركز الثقافي العربي بالمعرة من الأبنية الأثرية الهامة والجليلة في مدينة المعرة؛ لما يمتاز به هذا المبنى من طراز معماري فريد غني بزخارفه البديعة .وقد بني في الأربعينيات من القرن الماضي على مساحة قدرها /500/ متر مربع 0 البناء في وسط شارع أبي العلاء, ويطل على الشارع الرئيسي بواجهة معمارية مؤلفة من مدخل بقنطرة مرتفعة ترتكز على عموديين من الحجر, ومن ثم يؤدي المدخل إلى باحة مكشوفة يرى فيها ضريح الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري ضمن قبر متواضع خلا من الزخرفة والصنعة ولطالما كان شاعرنا متواضعاً وبسيطاً، علماً بأن هذا القبر هو ذاته القبر القديم الذي رقد تحته شاعرنا أبي العلاء المعري 0 وقد توضّع هذا القبر ضمن إيوان يتجه إلى الشمال وبجانبه مدخلان يؤديان إلى قاعة المكتبة العلائية والتي ضمت خزائن خشبية عرض فيها مجموعة ضخمة من الكتب العلمية والأدبية والتاريخية وغيرها ، هذا فضلاً عن مجموعة أخرى من الكتب حوت آثار شاعرنا أبي العلاء وما كتب عنه الأدباء والشعراء. كما يجاور هذه القاعة من الجنوب حديقة متواضعة فيها قبران قديمان يعتقد بأنهما من أقرباء أبي العلاء عليهما كتابة كوفية غير واضحة المعالم ، وقد تم تصميم هذا البناء على طراز الأبنية العربية وجعل فيها باحة سماوية وإيوان ومصلى وغيره0 وبني هذا البناء من حجارة كلسية منحوتة متوسطة وكبيرة الحجم, أما السقوف فكانت مستوية 0كما يجاور ضريح أبي العلاء شجرتان شامختان من السرو شموخ هذا البلد الأشم بقيادة الرفيق بشار الأسد قائد مسيرة الحزب والشعب وقد جعل البناء مسجداً فوق ضريح أبي العلاء المعري, ولكن لم يستخدم لهذا الغرض, وفي عام 1958 أثناء الوحدة بين سورية ومصر اقترح الدكتور طه حسين وزير المعارف في تلك الفترة تحويل المسجد إلى مركز ثقافي, وقد أحدث في عام 1960 مركز ثقافي في نفس المكان . ولقد زار الأديب الدكتور طه حسين المركز الثقافي العربي في المعرة عدة مرات ،حتى يقال بأنه أشرف على وضع حجر الأساس لهذا الصرح الثقافي الهام, وكذلك كان على رأس الأدباءو الشعراء في المهرجان الألفي لأبي العلاء المعري بمناسبة ذكرى مرور ألف عام هجري على وفاته 0 هذا المهرجان الثقافي والأدبي الهام والذي أقيمت فعالياته في مدينة المعرة ومدينة حلب الشهباء ودمشق واللاذقية حضره كوكبة من الأدباء والشعراء العرب, منهم الشاعر بدوي الجبل والشاعر محمد مهدي الجواهري الذي كانت انطلاقته الشعرية الأولى في هذا المهرجان من خلال قصيدة المعري والتي مطلعها :

قف بالمعرّة وأمسح خدّها التّربا واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا



الزراعة
يشهد الموقع الزراعي في منطقة المعرة في هذا الوقت تطورا ملحوظا وسريعا في كافة الاتجاهات حيث زادت المساحات المزروعة بالمحاصيل والخضار الشتوية و الصيفية المروي منها والبعل حيث بلغت المساحة المستثمرة 136034 هكتار تشتهر المنطقة بزراعة الحبوب بكافة أنواعها حيث تم زراعة 3000 هكتار قمح و 22000 هكتار شعير و16000 هكتار عدس و986 هكتار حمص و 14700 هكتار كمون و 1190 هكتار حبة البركة و 800 هكتار كزبرة.كما تم زراعة 702 هكتار شوندر سكري بعرواته الثلاث خرفي شتوي ربيعي و 650 هكتار بطاطا ربيعية و 500 هكتار خضار شتوية و200 هكتار خضار صيفية و 1565 هكتار قطن

أبو الفداء أحمد بن طراد
25-06-2010, 03:49 AM
أحسنتم أيها الجليل وأفضل ما طالعت في تاريخها هو كتاب الأستاذ سليم الجندي تلميذ العلاَّمة محمد بدر الحسني الذي قال فيه الشيخ علي الطنطاوي ( 1/ 381) في كتابه " رجال من التاريخ ": " رجل عاش ثمانين سنة بالعلم وللعلم، ما جرى فيها بغير العلم لسانه إلا أن تكون كلمة لابد منها، يوجز فيها العبارة، ويستعين على إفهامها بالإشارة، ثم يعود إلى درسه وكتابه، ما ترك الدرس قط ولا يوم وفاته، وما تركه إلا ساعة احتضاره، الرجل الذي لبث ثمانين سنة، ما مس جنبه الأرض وما اضطجع إلا في مرض الموت ما مرض قبل ذلك قط وما نام كما ينام الناس، بال كان يجلس في الليل ليقرأ فإذا غلبه النعاس اتكأ برأسه على وسائد أعدت له فأغفي ساعتين أو ثلاثاً من الليل متقطعات ومن النهار ساعة، الرجل الذي كان يراقب الله، والناس عنه غافلون، ويقرأ العلم ويسبح والناس نائمون، تخلف عن قافلة العلماء العاملين الأولين إبراهيم وسعيد و السفيانين ليجيء وحده في آخر الزمان، وما تنكب عن السنن ولا حاد عن الطريق، كما تتخلف الزُّهرة عن النجوم لتكون نجمة الصبح هادية المدلجين ومرشدة الضالين، وكما تتخلف الزَّهرة الأخيرة في الروض لتكون هدية الملوك وتحفة الأبهاء".

ودونكم يا درة منتدى القلمون، ويا شامة الشام، ويا نسابة لبنان رابطه:

- العنوان: تاريخ معرة النعمان
- المؤلف: محمد سليم الجندي
- المحقق: عمر رضا كحالة
- الناشر: وزارة الثقافة السورية
- الطبعة: الثانية - 1994م
- عدد الأجزاء: 3 في مجلدين (فصل ج2، 3 للحفاظ على تتابع الأرقام)
- صفحة الكتاب: http://www.archive.org/details/Maarrh_Noaman (http://www.archive.org/details/Maarrh_Noaman)
- روابط مباشرة:
الواجهة (http://ia341242.us.archive.org/1/items/Maarrh_Noaman/Maarrh_Noaman_00.pdf) - الجزء الأول (http://ia341242.us.archive.org/1/items/Maarrh_Noaman/Maarrh_Noaman_01.pdf) - الجزء الثاني (http://ia341242.us.archive.org/1/items/Maarrh_Noaman/Maarrh_Noaman_02.pdf) - الجزء الثالث (http://ia341242.us.archive.org/1/items/Maarrh_Noaman/Maarrh_Noaman_03.pdf)


وهو بتحقيق العلاَّمة عمر رضا بن عبد الغني كحالة الدمشقي ـ رحمه الله ـ وقد رأى الأستاذ سليم الجندي، حفيد العلاَّمة الشاعر أمين الجندي، ورأى محمد كرد علي العلاَّمة صاحب اسم المفعول من اقتبس كما قال أحمد الشنقيطي في رسالته لعلاَّمة الشام جمال الدين القاسمي.
رجل عاش ثمانين سنة بالعلم وللعلم، ما جرى فيها بغير العلم لسانه إلا أن تكون كلمة لابد منها، يوجز فيها العبارة، ويستعين على إفهامها بالإشارة، ثم يعود إلى درسه وكتابه، ما ترك الدرس قط ولا يوم وفاته، وما تركه إلا ساعة احتضاره، الرجل الذي لبث ثمانين سنة، ما مس جنبه الأرض وما اضطجع إلا في مرض الموت ما مرض قبل ذلك قط وما نام كما ينام الناس، بال كان يجلس في الليل ليقرأ فإذا غلبه النعاس اتكأ برأسه على وسائد أعدت له فأغفي ساعتين أو ثلاثاً من الليل متقطعات ومن النهار ساعة، الرجل الذي كان يراقب الله، والناس عنه غافلون، ويقرأ العلم ويسبح والناس نائمون، تخلف عن قافلة العلماء العاملين الأولين إبراهيم وسعيد و السفيانين ليجيء وحده في آخر الزمان، وما تنكب عن السنن ولا حاد عن الطريق، كما تتخلف الزُّهرة عن النجوم لتكون نجمة الصبح هادية المدلجين ومرشدة الضالين، وكما تتخلف الزَّهرة الأخيرة في الروض لتكون هدية الملوك وتحفة الأبهاء.

فؤاد طرابلسي
25-06-2010, 06:43 AM
اشكرك شكرا جزيلا على هذه الاضافات النافعة

لينا
25-06-2010, 10:49 PM
شكرا للموضوع القيم يا استاذ فؤاد
وكذلك فيها ضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

لينا
25-06-2010, 11:02 PM
على بعد كيلومترات قليلة منها
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1982/1191146727.jpg
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1982/1191146900.jpg