المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهال: سلفيّتنا تعلِّم أن الحاكم معذور مهما تساهل في تطبيق الشريعة



وسيم أحمد الفلو
05-07-2007, 12:47 PM
http://www.attamaddon.com/_NewsSearch.php?iNewsID=5565&cAction=Details
خضر السبعين
تعتبر ابي سمراء في طرابلس معقل الاسلاميين من اتباع الدعوة السلفية، وهي تضم الكثير من المعاهد والجمعيات والاوقاف والمراكز التي في غالبها تتبع المنهج السلفي، ومنها: جمعية دعوة الايمان والعدل والاحسان ـ طرابلس، جمعية تجمع سنابل الخير التربوية ـ عكار، جمعية الاخوة للانماء والتربية ـ طرابلس، جمعية التوعية للانماء والتربية ـ طرابلس، معهد الدعوة والارشاد ـ طرابلس، معهد طرابلس للعلوم الشرعية، مركز الابرار لتحفيظ القرآن ـ طرابلس، وقف الابرار الخيري ـ طرابلس، وقف التراث الاسلامي ـ طرابلس، وقف الخير الاسلامي ـ الضنية، وقف البلاغ الاسلامي ـ المنية، معهد الهداية والاحسان، معهد الامام البخاري، معهد الامين ودار الحديث.
وقد جاءت حادثة مجمع الشهال في ابي سمراء لتسلط الاضواء على هذه المنطقة خاصة ان بعض السياسيين والوسائل الاعلامية يربط بين بعض الظواهر والاحداث والدعوة السلفية كون الجماعات الاسلامية التي تتبع العنف تدعي الانتماء الى الدعوة المذكورة، فهل للسلفية علاقة بالاحداث الامنية وبالمجموعات المسلحة التي تظهر هنا وهناك، وهل للمعاهد والجمعيات السلفية دور في تعبئة المجموعات المذكورة؟
أسئلة كثيرة يجيب عنها الدكتور حسن الشهال رئيس جمعية دعوة الايمان والعدل والاحسان والمشرف العام على معهد الدعوة والارشاد في حوار أجرته معه "التمدن".

اتباع المنهج الاكثر تسامحاً
يقول د. الشهال: "ان معهد الدعوة والارشاد هو أول معهد اسلامي شرعي يتبع المنهج السلفي في لبنان (20 عاماً)، والمنهج الذي يدرسه مأخوذ من الجامعات السعودية وتحديداً يدرس في الفقه مذهب الامام أحمد بن حنبل الذي ربما يكون أكثر المذاهب الفقهية ليناً وتسامحاً في المسألة السياسية، اي العلاقة بين الراعي والرعية، بمعنى انه يعذر الحاكم كثيراً مهما تساهل في تطبيق الشريعة ولا يدعو للمعارضة خاصة اذا كانت مسلحة الا في حالات شديدة قصوى وبشروط".
أضاف: "من جملة ما ندرسه الدعوة الى الله بالحسنى وبالموعظة الحسنة، لاننا نعتقد ان العنف يولد العنف وهذه قاعدة عامة، وفي لبنان خاصة نؤمن ان البيئة اللبنانية لا يصلح فيها اسلوباً للعمل نظراً لتعدد الطوائف وكثرتها الا الحوار القائم على الحجة والبيان لان في لبنان لا يستطيع فرد او طائفة ان يلغي غيره، ومن أجل التعايش والاستقرار اقتنع الكل ان لبنان لا يصلح فيه الا الحوار الذي يحض القرآن عليه".

تفجير النفس ثقافة "ظواهرية"
وأكد الشهال: "ان المعاهد الموجودة ليس فيها من يدعو الى العنف، فهي مدارس تقوم على أساس العلم الذي لا يمكن ان يجتمع مع "السيف" (العنف). اما "ثقافة الموت" التي نسمع عنها اليوم (تفجير النفس) هي ثقافة نشأت في مصر (أيمن الظواهري) ثم انتقلت الى أفغانستان ومنها الى الخليج، وهي ليست لبنانية، بل هي تخالف نصاً صريحاً في كتاب الله "ولا تقتلوا أنفسكم انه كان بكم رحيما". ان الشهادة ان يُقتل المسلم بيد عدوه لا بيده هو، انه مفهوم انقلابي على مفهومنا الفقهي والعلمي، فمن يقول ان من يفجر نفسه يضمن الجنة، فكيف اذا قتل غيره مثل الجيش اللبناني الذي لا يُصنف عدواً، بل هو حليف للمقاومة ومدافع عنها".

لا مبرر لاقتناء السلاح
وحول انتشار السلاح ودواعي التسلح قال: "حين احتلت المعارضة وسط بيروت وتحديداً ما يسمى "حزب الله" اضافة الى العديد من المعطيات شعر أهل السنة في لبنان بالخطر مما دفع ببعض الشباب الى اجتهاد فردي لا علاقة للمعاهد فيه والى شراء قطعة سلاح للدفاع عن نفسه وهذا حدث في بيروت والبقاع، ولكنني لا أبرر ان يقتني اي فرد سلاحاً او يشكل مجموعة، فهذا الامر كان يستدعي قراراً على مستوى الطائفة السنية (القيادات السياسية والدينية) وليس على مستوى الافراد".
وأكد "ان للجهاد أصولا واسلوبا وزمانا ومكانا صالحا، فمثلاً جماعة "فتح الاسلام" أخطأت في كل ذلك لان تحرير فلسطين لا يكون من مخيم نهر البارد، وهم يحملون فكراً ليس فلسطينياً او لبنانياً بل جاء من أفغانستان استفادت منه أميركا بداية (الحرب ضد الشيوعية) ثم وقعت الواقعة بين الاميركان والمجاهدين الافغان (جماعة بن لادن) الذين لم يقدموا شيئاً لفلسطين".
وأعرب د. الشهال عن خشيته من "ان يصبح لبنان عراقاً آخر، حيث الفتنة الشيعية ـ السنية التي تغذيها الولايات المتحدة، لكن ما زلنا نراهن على الوعي السني والشيعي في لبنان بأن لا يصل الى حد الصدام، كما نراهن على الجيش اللبناني درع الوطن واداة استقراره وأمنه وجمعه وعدم تقسيمه".
ودعا الى "تفاهم اسلامي على الالتزام التام بالسلم الاهلي ومقتضياته، والمحافظة على الامن وعدم الدخول الى اي فتنة تؤدي الى الاخلال بالامن او اي أمر يتناقض مع مشروع الدولة". كما دعا باسم المؤسسات السلفية "المسؤولين السياسيين والامنيين في لبنان الى معالجة جذور الازمة الحالية وعدم الاكتفاء بالمعالجة الامنية، والى عدم الاستجابة للاصوات التي تدعو للظلم والتجني لان ذلك يزيد في الازمة واستفحالها".
وأكد "اننا مع الامن، وكل اعتداء على الجيش اللبناني مرفوض ولا معنى له، لكن الامن يجب ان يقترن بالعدل".