فؤاد طرابلسي
12-11-2009, 02:55 PM
الدكتور راسم ذوق
عن جريدة البيان
أفاض معاصرو الدكتور راسم ذوق في وصف شخصيته، فصوروه رجل علم ومعرفة، رجل جدٍّ فيه شيء من الدعابة المحببة، في قلبه رقة، وفي نفسه عفّة، لديه نوازع الخير ظاهرة، ومعه كلام العقلاء بل يزيد عن الكثير من العقلاء أحياناً.
هو الطبيب الحكيم الذي لم تقتصر علومه في مسائل الطب وحده، بل تقدمه الى ضروب الحكمة الأخرى، لان الطبيب الناجح في الزمن الماضي وحتى في زماننا يُدعى حكيماً، إذ ان تعاطي الفلسفة لديه كان من اول شروط مهارته في الطب. وكان معظم الناس، بدل أن يقولوا إن فلاناً ذهب إلى عيادة الطبيب، يقولون إنه ذهب الى الحكيم، لذلك كان الدكتور راسم بدراساته لعلوم الطب في الجامعة الاميركية، وقراءاته الفلسفية في علم الاجتماع لأبن خلدون حكيماً.
واستفاض الثقاة في ذكر مآثره الطبية والانسانية، حتى صار مضرب المثل في حسن تشخيصه وتطبيبه ومعاملته بين أهل طرابلس والشمال، وأنا واحد منهم عندما كنت بين يديه وقد تجاوزت سن العاشرة، وبقي في ذاكرتي حتى اليوم.
ولد راسم الذوق في طرابلس سنة 1912، من أب هو الشيخ بشير الذي كان مع شقيقه حسني يتعاطيان الاعمال التجارية الواسعة بمحلهما المعروف بخان الصابون في مطلع القرن العشرين، الى جانب مكاتب ومحلات تابعة لعدد من عائلات طرابلس المعروفة كآل المنلا وعدره وأديب. تعلم القراءة والكتابة في كتاتيب المدينة، وتابع دروسه في مدرسة طرابلس الإنجيلية (الاميركان) حتى أنهى الثانوية سنة 1931 فألتحق بالجامعة الاميركية في بيروت وحصل على بكالوريوس في علوم الطب ثم دكتور في الطب والجراحة، ثم تخصص في أمراض الاطفال سنة 1940، وكان أول طبيب أطفال في طرابلس يفتتح عيادة له.
تقلّد الدكتور راسم ذوق مناصب عديدة، وتولى مهمات تدل على ثقة المسؤولين به وبالتالي تشير الى كفاءة وريادة ومعرفة:
1- رئيس الدائرة الصحية في بلدية طرابلس
2- رئيس مشروع إنعاش القرى في الجامعة الاميركية
3- مندوب لبنان لدراسة طبابة الأطفال في إنكلترا من قبل رعاية الطفولة العالمية (يونيسف)
4- مندوب لبنان في تمارين الدفاع السلبي الطبية في قبرص
5- مندوب لبنان لدراسة الصحة العامة في أميركا
6- مندوب لبنان لدراسة رعاية الطفولة والأمومة في مركز الطب العالمي في باريس
7- طبيب متبرع في الصليب الأحمر ودار اليتيمة بطرابلس
8- خبير محلف في الطب لدى محاكم لبنان الشمالي
9- عضو المجلس الصحي الأعلى في لبنان
10- أحد أمناء منحة الدكتور سعيد حمادة في الجامعة الاميركية
11- رئيس فرع خريجي الجامعة الاميركية في لبنان الشمالي
12- عضو مؤسس للمستشفى الاهلي التي كانت قائمة في طريق الميناء بشراكة الدكتور سميح علم الدين والدكتور ألفرد عطية
13- حامل وسام الإستحقاق اللبناني المذهب وعدة أوسمة أخرى
كان لمترجمنا بديهة شاهدة، وبصيرة ثاقبة، وتركيز دقيق لحالة المجتمع الطرابلسي، فحين إستلم رئاسة الدائرة الصحية سنة 1943، كان يتولى رئاسة المجلس البلدي المحافظ كميل الشدياق، فأصدر نشرات إرشادية ونصائح طبية منها كتاب بعنوان: مرشد الوالدين للعناية بأطفالهم، نوهت عنه جريدة صوت الفيحاء بتاريخ 28 آذار 1985.
كان في هذا الكتاب يجيب على الأسئلة دون طبيب وفيه تعريف وافٍ ودقيق بنوعيات أمراض الاطفال للوصول الى أفضل الطرق لمكافحة الاوبئة، وتمكن الى حدّ ما من تحقيق مبدأ الأمن الوقائي ومبدأ الدفاع عن النفس.
وكان يتأسى بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، الذي تبرأ من قساة القلوب وغلاظ الأكباد، الذين لا يعطفون على الصغير، كما جاء في الحديث الشريف: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". ومما يروى عنه، أنه في يوم وفاته في 18/8/1988 وكان يعاني من ضعف في عضلة القلب عندما زاره طفل مريض في حالة خطرة فأصّر على معاينته وتطبيبه على طاولة المائدة في بيته.
من عرف الدكتور راسم ذوق أحبه لإنسانيته، رحمه الله.
عن جريدة البيان
أفاض معاصرو الدكتور راسم ذوق في وصف شخصيته، فصوروه رجل علم ومعرفة، رجل جدٍّ فيه شيء من الدعابة المحببة، في قلبه رقة، وفي نفسه عفّة، لديه نوازع الخير ظاهرة، ومعه كلام العقلاء بل يزيد عن الكثير من العقلاء أحياناً.
هو الطبيب الحكيم الذي لم تقتصر علومه في مسائل الطب وحده، بل تقدمه الى ضروب الحكمة الأخرى، لان الطبيب الناجح في الزمن الماضي وحتى في زماننا يُدعى حكيماً، إذ ان تعاطي الفلسفة لديه كان من اول شروط مهارته في الطب. وكان معظم الناس، بدل أن يقولوا إن فلاناً ذهب إلى عيادة الطبيب، يقولون إنه ذهب الى الحكيم، لذلك كان الدكتور راسم بدراساته لعلوم الطب في الجامعة الاميركية، وقراءاته الفلسفية في علم الاجتماع لأبن خلدون حكيماً.
واستفاض الثقاة في ذكر مآثره الطبية والانسانية، حتى صار مضرب المثل في حسن تشخيصه وتطبيبه ومعاملته بين أهل طرابلس والشمال، وأنا واحد منهم عندما كنت بين يديه وقد تجاوزت سن العاشرة، وبقي في ذاكرتي حتى اليوم.
ولد راسم الذوق في طرابلس سنة 1912، من أب هو الشيخ بشير الذي كان مع شقيقه حسني يتعاطيان الاعمال التجارية الواسعة بمحلهما المعروف بخان الصابون في مطلع القرن العشرين، الى جانب مكاتب ومحلات تابعة لعدد من عائلات طرابلس المعروفة كآل المنلا وعدره وأديب. تعلم القراءة والكتابة في كتاتيب المدينة، وتابع دروسه في مدرسة طرابلس الإنجيلية (الاميركان) حتى أنهى الثانوية سنة 1931 فألتحق بالجامعة الاميركية في بيروت وحصل على بكالوريوس في علوم الطب ثم دكتور في الطب والجراحة، ثم تخصص في أمراض الاطفال سنة 1940، وكان أول طبيب أطفال في طرابلس يفتتح عيادة له.
تقلّد الدكتور راسم ذوق مناصب عديدة، وتولى مهمات تدل على ثقة المسؤولين به وبالتالي تشير الى كفاءة وريادة ومعرفة:
1- رئيس الدائرة الصحية في بلدية طرابلس
2- رئيس مشروع إنعاش القرى في الجامعة الاميركية
3- مندوب لبنان لدراسة طبابة الأطفال في إنكلترا من قبل رعاية الطفولة العالمية (يونيسف)
4- مندوب لبنان في تمارين الدفاع السلبي الطبية في قبرص
5- مندوب لبنان لدراسة الصحة العامة في أميركا
6- مندوب لبنان لدراسة رعاية الطفولة والأمومة في مركز الطب العالمي في باريس
7- طبيب متبرع في الصليب الأحمر ودار اليتيمة بطرابلس
8- خبير محلف في الطب لدى محاكم لبنان الشمالي
9- عضو المجلس الصحي الأعلى في لبنان
10- أحد أمناء منحة الدكتور سعيد حمادة في الجامعة الاميركية
11- رئيس فرع خريجي الجامعة الاميركية في لبنان الشمالي
12- عضو مؤسس للمستشفى الاهلي التي كانت قائمة في طريق الميناء بشراكة الدكتور سميح علم الدين والدكتور ألفرد عطية
13- حامل وسام الإستحقاق اللبناني المذهب وعدة أوسمة أخرى
كان لمترجمنا بديهة شاهدة، وبصيرة ثاقبة، وتركيز دقيق لحالة المجتمع الطرابلسي، فحين إستلم رئاسة الدائرة الصحية سنة 1943، كان يتولى رئاسة المجلس البلدي المحافظ كميل الشدياق، فأصدر نشرات إرشادية ونصائح طبية منها كتاب بعنوان: مرشد الوالدين للعناية بأطفالهم، نوهت عنه جريدة صوت الفيحاء بتاريخ 28 آذار 1985.
كان في هذا الكتاب يجيب على الأسئلة دون طبيب وفيه تعريف وافٍ ودقيق بنوعيات أمراض الاطفال للوصول الى أفضل الطرق لمكافحة الاوبئة، وتمكن الى حدّ ما من تحقيق مبدأ الأمن الوقائي ومبدأ الدفاع عن النفس.
وكان يتأسى بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، الذي تبرأ من قساة القلوب وغلاظ الأكباد، الذين لا يعطفون على الصغير، كما جاء في الحديث الشريف: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". ومما يروى عنه، أنه في يوم وفاته في 18/8/1988 وكان يعاني من ضعف في عضلة القلب عندما زاره طفل مريض في حالة خطرة فأصّر على معاينته وتطبيبه على طاولة المائدة في بيته.
من عرف الدكتور راسم ذوق أحبه لإنسانيته، رحمه الله.