المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسيرة الغزاوية الوحيدة تنتظر صفقة "شاليط"



روعة
18-11-2009, 10:25 AM
الأسيرة الغزاوية الوحيدة تنتظر صفقة "شاليط"
علا عطا الله


http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1258433994877&ssbinary=true

عائلة وفاء تحتضن صورتها

غزة-

على حائط حجري في مقر الصليب الأحمر الدولي بغزة تسند والدة الأسيرة "وفاء البس" ظهرها المثقل بسنوات الغياب المر, وفيما ينشغل أهالي وذوو الأسرى من حولها بالهتاف الحار لأحبة غيبتهم سجون الموت تضم هي صورة ابنتها إلى صدرها بقوة تاركة العنان لحزنها بذرف دموع الانتظار الطويل.
"إسلام أون لاين.نت" قاطعت تأملها الحزين وسألتها عن وفاء.. فراحت سلمى البس والدة الأسيرة الغزاوية الوحيدة الباقية في سجون الاحتلال تحتضن الصورة أكثر فأكثر، وبصوت يرتجف ترد: "كم أتمنى لو أستيقظ من نومي ذات صباح وأجد وفاء بقربي وبين أحضاني.. أشعر بغصة كبيرة لأن صفقة شريط شاليت تجاوزتها".


وبعد الإفراج في أكتوبر الماضي عن أسيرتين من غزة ضمن ما تعرف بـ"صفقة الحرائر" -والتي شملت الإفراج عن 20 أسيرة في إطار اتفاق أبرمته حركة "حماس" وإسرائيل بوساطة مصرية وألمانية مقابل تسلم الاحتلال شريط فيديو لمدة دقيقتين يظهر فيه الجندي الأسير جلعاد شاليت سليما- بقيت وفاء الأسيرة الوحيدة من أسيرات القطاع داخل السجون الإسرائيلية.

وفاء (25 عاما) تم اعتقالها في 20 يونيو 2005 على معبر بيت حانون "إيرز" الفاصل بين إسرائيل وغزة بتهمة حيازتها حزاما ناسفا ومحاولتها تنفيذ عملية استشهادية في جنود الاحتلال, وبعد أسابيع من احتجازها تم الحكم عليها بـ"12 عاما" بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلحة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

وبصوت لا يخلو من الأمل تعلق الأم أمنياتها من جديد على "صفقة شاليت"، وتحاول أن تتشبث ولو بخبر صغير يطمئنها بقرب إتمام الصفقة.. ولا تجد أم الأسيرة التي لم تر ابنتها منذ أربع سنوات سلوى سوى تعليق صورها في كل غرفة من غرف المنزل وبدفء يحتل كلماتها تستدرك الأم: "أحاول ألا تفارقني.. أينما أذهب أنظر إلى صورتها وأبتسم لها.. لقد كانت تملأ الدار مرحا.. أفتقد حنانها وعطفها.. وبرها بوالديها وإخوانها.. الجميع في البيت يحن لابتساماتها وحضورها".


عزل انفرادي

وتعترف والدة وفاء أنها بكت طويلا يوم خروج الـ"20 أسيرة" من سجون الاحتلال: "لا أخفي فرحتي بحريتهن، ولكن بقاءها في السجن آلمني جدا.. خاصة أن وضعها الصحي يتردى يوما بعد يوم نتيجة تكرار عزلها عن باقي الأسيرات في غرفة انفرادية ضيقة".

وبدمع انهمر من عينيها تستدرك: "أنا مثلها أعيش في عزلة وألم وحرمان.. وأموت في اليوم ألف مرة لغيابها عني".

ومؤخرا تلقت الأسرة المكتوية بنيران الفراق رسالة من ابنتهم تؤكد فيها أن ظروفها الاعتقالية غاية في السوء، وأن المكان المعتقلة فيه لا يصلح للعيش الآدمي.

وبين الفينة والأخرى ولأيام قد تمتد لأسابيع تحتجز إدارة السجن وفاء في عزل انفرادي، وتتعرض كما بقية الأسيرات للتعذيب الجسدي والنفسي والعقاب المتواصل.

"سمير البس" (50 عاما) والد وفاء لا ينفك عن مناشدة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ ابنته من براثن العذاب اليومي.

وفي حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" قال والد الأسيرة: "إن معاناة وفاء تتضاعف يوميا.. محرومة من رؤية الشمس.. ويزداد وجعها لأن أهالي غزة ممنوعون من زيارة ذويهم؛ مما يشعرها بغربة كبيرة.. لا أهل ولا أقارب ولا أخبار تبرد حرارة شوقها".

وبعد أن أسرت المقاومة الفلسطينية الجندي "جلعاد شاليت" في يونيو 2006 قامت سلطات الاحتلال بإصدار قرار يقضي بمنع أهالي أسرى غزة من زيارة ذويهم.

ولا يقطع والد وفاء الأمل في رؤيتها قريبا، وبنبرات قوية يمضي قائلا: "صفقة الـ20 كانت أول الغيث، ولا زال أملي في بالله ثم بالفصائل الآسرة كبيرا.. وفاء هي الأسيرة الوحيدة من غزة وحكمها عال.. وبإذن الله سنراها بيننا قريبا".


33 أسيرة

ويتذكر الأب بحنان ابنته وهي تعكف على عمل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وكيف كانت تطرب أسماعه بما خطت أناملها من أشعار وطنية دافئة.

وفي تقرير وصل "إسلام أون لاين.نت" قالت وزارة شئون الأسرى والمحررين بحكومة غزة إن 33 أسيرة فلسطينية لا يزلن في سجون الاحتلال، وهو العدد المتبقي بعد تحرر 20 أسيرة ضمن صفقة الحرائر في الأول من أكتوبر الماضي.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن العدد الفعلي للأسيرات داخل سجون الاحتلال هو (33) أسيرة تم توثيق اعتقالهن في سجون الاحتلال، "21" منهن في سجن الشارون، و"11" في سجن الدامون، وأسيرة واحدة في عزل "نفيه ترتسا" بسجن الرملة.. ومنهن (25) أسيرة من الضفة الغربية المحتلة، و(4) أسيرات من القدس، و(3) أسيرات من الأراضي المحتلة عام 48، وأسيرة واحدة وهي "وفاء البس" من قطاع غزة.

وحسب الوضع القانوني للأسيرات فهناك "20" أسيرة محكومة بأحكام مختلفة، خمس منهن محكومات بالسجن المؤبد مرة أو عدة مرات، أعلاهن حكما الأسيرة "أحلام التميمي" من رام الله وتقضي حكما بالسجن المؤبد 16 مرة، وهناك "10" أسيرات موقوفات ينتظرن محاكمة، بينما "3" أسيرات يخضعن للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة.

وأكدت الوزارة أن "3" أسيرات معتقلات مع أزواجهن، وهناك 6 أسيرات أمهات، فيما تعاني "12" أسيرة من بين الأسيرات من أمراض مختلفة.

وتطرق بيان الوزارة إلى الأوضاع السيئة التي تحياها الأسيرات بفعل ممارسات الاحتلال القمعية ضدهن، حيث تعاني الأسيرات من سوء التهوية والرطوبة العالية، وتشكو الأسيرات من حالات الإهمال الطبي وسوء المتابعة وغياب الطواقم الطبية المختصة بالأمراض النسائية، مما يعرض العديد من الأسيرات لمخاطر صحية جسيمة، كما تعاني الأسيرات من عمليات تفتيش مفاجئ وليلي ومتكرر، ويتم إخضاعهن للتفتيش الجسدي المهين، بحسب البيان.