حامل المسك
27-12-2009, 07:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الإبتلاء و الإمتحان طهرة و تمحيصاً لأهل الإيمان و رجزاً و نقمة على أهل الظلم و الطغيان و أزال عن قلوب أوليائه حجاب العجب و رؤية القدرة و أعقبهم الصبر و الإيقان فيُري عباده عزته و يبدي لهم لطفه لتظهر آثار الحكمة لمن له بصيرة و عرفان أما بعد
فإن من عرف الله بأسمائه و صفاته و عزته و قدرته و كمال مجده و ملكه و عرف نفسه بالنقص و العيب و العجز و الضعف و الفقر و الذل : و أوجب له الرضا و التسليم , فمقدورات الرب سبحانه و بحمده : أنه حكيم عليم ما شاء كان و ما لم يشأ لا يكون و أن جميع من في السماوات و من في الأرض تحت قهره و في قبضته و تصرفه فإذا أيقن العبد بذلك انزاحت عنه العلل و علم أن لنفسه دسائس و كمائل فيعود عليها باللوم و التوبيخ و التبكيت .
و ليعلم : أن العليم الحكيم إنما ابتلاه ليعلم صبره و إيقانه فيزداد رغبة لربه و انطراحاً بين يديه و انكساراً و دخولاً على ربه من باب الإفتقار الصرف فعند ذلك يعود عليه ربه بعائدة برّه و لطفه و كرمه و يمده بمدد يرى أثره في حياته و عقباه في آخرته و الإبتلاء و الإمتحان يتميز به صادق الإيمان من كاذبه .
و قد ابتلى الله أولياءه و أصفياءه و خاصة رسله . قال الله تعالى لعبده و رسوله فيما أوحاه إليه : < و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينة على رسوله و على المؤمنين > . و كذلك ما جرى عليه صلوات الله و سلامه عليه يوم أحد حين كسرت رباعيته و شجّ رأسه و ما ذلك لهوانه و هوان أصحابه عليه و لكن لزيادة ثوابهم و رفعة درجاتهم . < و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين > . و المؤمن الموفق إذا ناله شيء من الإبتلاء أوجب له عدم اتهام ربه بقضائه و قدره و صبر و احتسب و انتقل من الحال التي يكرهها الله إلى الحال التي يحبها و أما من ضعف صبره و يقينه و قل احتسابه فالمصائب لا تزيده إلا ريباً و شكا و إساءة ظن و اتهاماً لمولاه فيرجع بأخسر الصفقتين و ينقلب بأعماله و أحواله صفر اليدين .
هذا و الله أسأل أن يجعلنا من أهل البصيرة و العرفان الصابرين على البلاء و الإمتحان و أن لا يجعلنا من أهل الشقاء و الخذلان إنه جواد كريم منّان.
الحمد لله الذي جعل الإبتلاء و الإمتحان طهرة و تمحيصاً لأهل الإيمان و رجزاً و نقمة على أهل الظلم و الطغيان و أزال عن قلوب أوليائه حجاب العجب و رؤية القدرة و أعقبهم الصبر و الإيقان فيُري عباده عزته و يبدي لهم لطفه لتظهر آثار الحكمة لمن له بصيرة و عرفان أما بعد
فإن من عرف الله بأسمائه و صفاته و عزته و قدرته و كمال مجده و ملكه و عرف نفسه بالنقص و العيب و العجز و الضعف و الفقر و الذل : و أوجب له الرضا و التسليم , فمقدورات الرب سبحانه و بحمده : أنه حكيم عليم ما شاء كان و ما لم يشأ لا يكون و أن جميع من في السماوات و من في الأرض تحت قهره و في قبضته و تصرفه فإذا أيقن العبد بذلك انزاحت عنه العلل و علم أن لنفسه دسائس و كمائل فيعود عليها باللوم و التوبيخ و التبكيت .
و ليعلم : أن العليم الحكيم إنما ابتلاه ليعلم صبره و إيقانه فيزداد رغبة لربه و انطراحاً بين يديه و انكساراً و دخولاً على ربه من باب الإفتقار الصرف فعند ذلك يعود عليه ربه بعائدة برّه و لطفه و كرمه و يمده بمدد يرى أثره في حياته و عقباه في آخرته و الإبتلاء و الإمتحان يتميز به صادق الإيمان من كاذبه .
و قد ابتلى الله أولياءه و أصفياءه و خاصة رسله . قال الله تعالى لعبده و رسوله فيما أوحاه إليه : < و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينة على رسوله و على المؤمنين > . و كذلك ما جرى عليه صلوات الله و سلامه عليه يوم أحد حين كسرت رباعيته و شجّ رأسه و ما ذلك لهوانه و هوان أصحابه عليه و لكن لزيادة ثوابهم و رفعة درجاتهم . < و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين > . و المؤمن الموفق إذا ناله شيء من الإبتلاء أوجب له عدم اتهام ربه بقضائه و قدره و صبر و احتسب و انتقل من الحال التي يكرهها الله إلى الحال التي يحبها و أما من ضعف صبره و يقينه و قل احتسابه فالمصائب لا تزيده إلا ريباً و شكا و إساءة ظن و اتهاماً لمولاه فيرجع بأخسر الصفقتين و ينقلب بأعماله و أحواله صفر اليدين .
هذا و الله أسأل أن يجعلنا من أهل البصيرة و العرفان الصابرين على البلاء و الإمتحان و أن لا يجعلنا من أهل الشقاء و الخذلان إنه جواد كريم منّان.