نعيم
28-12-2009, 06:23 PM
أحكــام الزكــاة
[صندوق زكـاة القلمون والكورة والبترون] (http://zakat.qalamoun.com/)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
هذه رسالة مختصرة تتضمن بيانا بأحكام الزكاة وشروطها ونصابها ومصادرها ومصارفها، وذلك لتنبيه المسلمين إلى أهمية هذه الفريضة الربانية ودعوتهم إلى تطبيق هذا الركن العظيم من أركان الإسلام تطهيراً لأموالهم ونفوسهم وتعميماً للخير.
والزكاة ثالثة دعائم الإسلام وهي فريضة ربانية وفضيلة اجتماعية ترتقي بالإنسان إلى أسمى درجات التربية الروحية والخلقية وتنمي في النفوس أسمى معاني التآلف والألفة.
قال الله تعالى ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [سورة البقرة الآية رقم 110]
وقال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ) [سورة المؤمنون الآية 1-4]
وقال تعالى ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [سورة آل عمران الآية رقم 180]
الزكاة
تعريفها: الزكاة في اللغة الطهارة والنماء والبركة، ويقال زكا بمعنى طهر وبمعنى زاد ونما وبمعنى صار مباركاً قال الله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [سورة التوبة الآية رقم 103]
وهي في الشرع حصة مقدرة من المال فرضها الله تعالى على المكلفين من الأغنياء بشروط يأتي بيانها.
حكمها: الزكاة ركن من أركان الإسلام وفرض من فرائضه ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الله تعالى ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [سورة النور الآية رقم 56]
وقد ذكرت في القرآن الكريم في 32 موضعاً مما يدل على أهميتها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصوم رمضان” [حديث متفق عليه]. وقد أجمعت الأمة على فرضية الزكاة وصارت فرضيتها معلومة من الدين بالضرورة.
فوائدها وآثارها: للزكاة حِكم كثيرة واضحة في المال والفرد المزكي والمجتمع الإسلامي، أما في المال فإنها تطهره وتزيده بركة، وأما في الفرد فإن الله يبارك له ويغفر ذنبه ويرفع درجاته ويكثر حسناته ويشفيه من أمراض البخل والشح والطمع والأنانية، وأما بالنسبة للمجتمع الإسلامي فإن الزكاة تعالج جانباً خطيراً منه خصوصاً إذا عرفنا مصارفها أدركنا أن الله تعالى سدّ بالزكاة جوانب عديدة في المجتمع الإسلامي.
قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) [سورة فاطر الآيات رقم 29-30]، والله يضاعف الأجر والثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته لقوله تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) [سورة البقرة الآية رقم 261]
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك هذه الفريضة فقال “ما منع قومٌ الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين” أي القحط والفقر وسوء الحال.
أحكام الزكاة
الزكاة عبادة مالية وفريضة واجبة، وتعتبر أساساً للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، وتجب الزكاة على المسلم البالغ العاقل المالك للنصاب وقد حال الحول على ماله، أما فاقد الأهلية أو ناقصها فتجب الزكاة في ماله ويخرجها عنه من يقوم مقامه بالولاية على المال.
شروط وجوب الزكاة:
أن يكون الشخص مالكاً للمال ملكاً تاماً
أن يحول الحول أي تمضي سنة قمرية كاملة على ملكية المال، وذلك فيما عدا زكاة الزروع والثمار وزكاة المعادن وما يستخرج من البحر
أن يكون المال غير مخصص للاستعمال الشخصي
ألا يكون بذمة المالك دين يستغرق المال أو ينقصه من النصاب
أن يبلغ المال النصاب الشرعي
نصاب الزكاة: النصاب هو المقدار الذي جعله الشارع علامة لوجوب الزكاة في المال ويختلف النصاب باختلاف المال المزكى:
- تجب الزكاة في الذهب إذا بلغ وزنه خمسة وثمانين غراماً من الذهب الخالص 21، وهو ما يعادل أحد عشرة ليرة ذهبية تقريباً، مع مراعاة تبدل أسعار الذهب بين حين وآخر.
- وتجب الزكاة في أوراق النقد (العملة المتداولة) وفي الأموال المدخرة والودائع النقدية لدى المصارف والأسهم والحصص في الشركات والسندات والصكوك وسائر الأوراق التي تقوم مقام النقود.
- يكون مقدار الزكاة الشرعية المفروضة على الأموال السابقة هو ربع العشر، أي اثنان ونصف بالمائة، ويشترط لوجوب الزكاة في الأموال المشار إليها أن يبلغ النصاب المحدد بالنسبة للذهب وأن يحول عليه الحول.
- وتجب الزكاة في عروض التجارة وعلى التاجر أن يقوم بجرد تجارته وتقويم بضائعه ويضم إليها ما لديه من نقود ومدخرات وديون مرجوة التحصيل ويطرح من ذلك كله ما عليه من ديون ونفقات ضرورية ويزكي عما بقي بشرط توافر النصاب المنصوص عليه سابقاً.
- يؤخذ الخمس من المعادن وغيرها مما استخرج من باطن الأرض سواء أكان ينطبع بالنار أم لا ينطبع، مائعاً أو غير مائع.
- تجب الزكاة في الزروع والثمار متى بلغت النصاب الشرعي ويقدر بخمسة أوسق (أي ستمائة وخمسون كيلو غراماً)، ويجب فيها العشر (عشرة بالمائة) من المحصول إن لم تسق بآلة، وإلا ففيها نصف العشر (خمسة بالمائة) وفي حساب الزكاة يخصم من المحصول قبل أدائها ما صرف على الحصاد والدرس ولقط الثمار.
- إن ما تولد عن الأموال من نتائج وربح فَحَولُهُ حَولُ أصله.
- متى وجبت الزكاة على المكلف، فلا تسقط بوفاته ولا بمضي المدة مهما طالت، وتبقى ديناً في تركته يجب على الورثة إخراجها قبل تقسيمها.
- إن ما يفرض من الضرائب لمصلحة الدولة لا يسقط وجوب أداء الزكاة المفروضة.
- الأموال النامية التي لم يرد نص ولا رأي فقهي بإيجاب الزكاة فيها حكمها كالآتي:
لا تجب الزكاة في أعيان العمائر الاستغلالية والمصانع والسيارات وما شابهها بل تجب الزكاة في صافي غلتها عند توافر النصاب وحولان الحول.
مقدار النسبة الواجب إخراجها هو ربع العشر (أي اثنان ونصف بالائة) من صافي الغلة في نهاية الحول.
في الشركات التي يساهم فيها عدد من الأفراد لا ينظر في تطبيق هذه الأحكام إلى مجموع أرباح الشركات بل إلى ما يخص كل شريك على حدة.
ما لا تجب الزكاة فيه: لا تجب الزكاة في دور السكنى وثياب البدن وأثاث المنزل وما يكون للاستعمال الشخصي كالسيارات وما يتجمل به من الأواني إذا لم يكن من ذهب أو فضة، وكذلك لا تجب الزكاة في الجواهر والحلي إذا لم تكن للتجارة ولا في آلات الصناعة ولا كتب العلم إذا لم تكن للتجارة.
مصارف الزكاة: قال الله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [سورة التوبة الآية رقم 60]
تصرف الزكاة على الأصناف الثمانية التي ذكرها الله وهي :
الفقراء والمساكين، العاملون عليها، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمون، في سبيل الله، ابن السبيل.
- الفقراء والمساكين: وهم الأيتام والأرامل والمطلقات والعجزة والمرضى الفقراء وسواهم ممن ليس لهم عائل ملزم شرعاً بإعالتهم وذوو الدخول الضعيفة وأسر المفقودين والعاطلون عن العمل.
- العاملون على الزكاة: وهم كل من يقوم بعمل من الأعمال المتصلة بجمع الزكاة وتوزيعها.
- المؤلفة قلوبهم: وهم المهتدون للإسلام المحتاجون للمؤازرة في ظروفهم الجديدة.
- في الرقاب: ويقتصر الصرف في هذا المجال على فداء الأسرى المسلمين.
- الغارمون: وهم المدينون لمصلحة خاصة أو لمصلحة المجتمع وعجزوا عن السداد على أن يكون الدين ناشئاً عن أمر مشروع.
- سبيل الله: وهو الجهاد والدعوة، وكل ما له صلة بمصلحة المجتمع الإسلامي.
- ابن السبيل: وهو المسافر الذي نفذت نفقته.
صدقات التطوع
صدقات التطوع هي ما يتصدق به المرء في سبيل الله تطوعا وزيادة على الزكاة المفروضة، وقد قال الله تعالى ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) [سورة الحديد الآية 11]
وقال الله تعالى (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [سورة الحديد الآية 10]
وتصرف صدقات التطوع إلى الأصناف الثمانية المذكورين أيضا، وإلى الأفراد المنكوبين ماليا وصحيا، وإلى وجوه الخير العامة والتي تشمل إنشاء المؤسسات التي تعود على المجتمع بالخير العام وهي : المساجد، المدارس، المعاهد والجامعات، المستشفيات، المشاريع الإنتاجية بأنواعها، دور الرعاية الاجتماعية (لكل من الأيتام والمعاقين والعجزة والمسنين)، دور التأهيل المهني والمشاريع العلمية النافعة.
الزكاة ورمضان
يعتقد كثير من الناس أن إخراج الزكاة أمر محصور في شهر رمضان المبارك والحقيقة أن هذا الربط مرده إلى ما لذلك الشهر من فضل ولاستحباب الجود والعطاء فيه ولاعتياد الكثير إخراج الزكاة عند قدومه، وليس لهذا الاختيار مستند شرعي ملزم، ولقد تقرر شرعا حولان الحول (انقضاء عام) الذي يبدأ بمجرد اكتمال النصاب وهو أمر يحصل لأفراد الناس بصورة مختلفة من حيث التوقيت، من هنا ينبغي لمن اكتمل لديه نصاب من أنصبة الزكاة أن يلحظ ابتداء الحول ويزكي المال عند انقضائه.
خاتمة: إن صندوق الزكاة ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقته كان هدفه الأول النهوض بفريضة الزكاة وإحيائها وتوعية المجتمع الإسلامي بحقيقة هذه الفريضة وأهميتها على صعيد الفرد والمجتمع وآثارها الحسنة التي تعود بالخير على المسلمين.
ولعل الهدف من إحياء هذه الفريضة هو تحقيق التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد، وإفساح المجال أمام الذين أعطاهم الله من فضله ووسع عليهم من رزقه لكي يساهموا في بناء مجتمعهم ويؤازروا إخوانهم المحتاجين ويحققوا مبدأ التراحم الذي أوصانا به ديننا الحنيف.
وصندوق الزكاة يستقبل أموال الزكاة والصدقات ويوجهها حسب مصارفها الشرعية ويبذل قصارى جهده لإيصالها إلى مستحقيها بعد دراسة أوضاعهم والتأكد من حقيقة الاستحقاق والحاجة، كما أنه يستقبل أموال الزكاة والصدقات المشروطة لجهات معينة من أفراد أو مؤسسات حسب رغبة المزكي.
ماذا يقدم صندوق الزكاة ؟
مساعدات شهرية : مبلغ مالي كل شهر للعائلة.
مساعدات طارئة : للغارمين، المتضررين، ودعم للأكثر فقرا.
مساعدات طبية : أدوية، أجهزة، معاينات، عمليات جراحية.
كفالة الأسر : دعم شهري لأسر متعففة.
كفالة الأيتام : تأمين كفالة مالية شهرية لليتيم.
مشروع الأضاحي : تنفيذ الرغبة بذبح الأضاحي.
زكاة وصدقات مشروطة : تنفيذ رغبة المزكي في جهة معينة.
مساعدات مدرسية : تقديم حصص قرطاسية وبعض اللوازم.
مساعدات غذائية وكسائية : توزيع حصص تموينية.
خدمة المساجد : تأمين بعض حاجيات ومستلزمات المساجد.
دعم العمل القرآني : تقديم دعم لمؤسسات التحفيظ والتلاوة.
[صندوق زكاة القلمون والكورة والبترون] (http://zakat.qalamoun.com)
[صندوق زكـاة القلمون والكورة والبترون] (http://zakat.qalamoun.com/)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
هذه رسالة مختصرة تتضمن بيانا بأحكام الزكاة وشروطها ونصابها ومصادرها ومصارفها، وذلك لتنبيه المسلمين إلى أهمية هذه الفريضة الربانية ودعوتهم إلى تطبيق هذا الركن العظيم من أركان الإسلام تطهيراً لأموالهم ونفوسهم وتعميماً للخير.
والزكاة ثالثة دعائم الإسلام وهي فريضة ربانية وفضيلة اجتماعية ترتقي بالإنسان إلى أسمى درجات التربية الروحية والخلقية وتنمي في النفوس أسمى معاني التآلف والألفة.
قال الله تعالى ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [سورة البقرة الآية رقم 110]
وقال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ) [سورة المؤمنون الآية 1-4]
وقال تعالى ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [سورة آل عمران الآية رقم 180]
الزكاة
تعريفها: الزكاة في اللغة الطهارة والنماء والبركة، ويقال زكا بمعنى طهر وبمعنى زاد ونما وبمعنى صار مباركاً قال الله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [سورة التوبة الآية رقم 103]
وهي في الشرع حصة مقدرة من المال فرضها الله تعالى على المكلفين من الأغنياء بشروط يأتي بيانها.
حكمها: الزكاة ركن من أركان الإسلام وفرض من فرائضه ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الله تعالى ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [سورة النور الآية رقم 56]
وقد ذكرت في القرآن الكريم في 32 موضعاً مما يدل على أهميتها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصوم رمضان” [حديث متفق عليه]. وقد أجمعت الأمة على فرضية الزكاة وصارت فرضيتها معلومة من الدين بالضرورة.
فوائدها وآثارها: للزكاة حِكم كثيرة واضحة في المال والفرد المزكي والمجتمع الإسلامي، أما في المال فإنها تطهره وتزيده بركة، وأما في الفرد فإن الله يبارك له ويغفر ذنبه ويرفع درجاته ويكثر حسناته ويشفيه من أمراض البخل والشح والطمع والأنانية، وأما بالنسبة للمجتمع الإسلامي فإن الزكاة تعالج جانباً خطيراً منه خصوصاً إذا عرفنا مصارفها أدركنا أن الله تعالى سدّ بالزكاة جوانب عديدة في المجتمع الإسلامي.
قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) [سورة فاطر الآيات رقم 29-30]، والله يضاعف الأجر والثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته لقوله تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) [سورة البقرة الآية رقم 261]
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك هذه الفريضة فقال “ما منع قومٌ الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين” أي القحط والفقر وسوء الحال.
أحكام الزكاة
الزكاة عبادة مالية وفريضة واجبة، وتعتبر أساساً للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، وتجب الزكاة على المسلم البالغ العاقل المالك للنصاب وقد حال الحول على ماله، أما فاقد الأهلية أو ناقصها فتجب الزكاة في ماله ويخرجها عنه من يقوم مقامه بالولاية على المال.
شروط وجوب الزكاة:
أن يكون الشخص مالكاً للمال ملكاً تاماً
أن يحول الحول أي تمضي سنة قمرية كاملة على ملكية المال، وذلك فيما عدا زكاة الزروع والثمار وزكاة المعادن وما يستخرج من البحر
أن يكون المال غير مخصص للاستعمال الشخصي
ألا يكون بذمة المالك دين يستغرق المال أو ينقصه من النصاب
أن يبلغ المال النصاب الشرعي
نصاب الزكاة: النصاب هو المقدار الذي جعله الشارع علامة لوجوب الزكاة في المال ويختلف النصاب باختلاف المال المزكى:
- تجب الزكاة في الذهب إذا بلغ وزنه خمسة وثمانين غراماً من الذهب الخالص 21، وهو ما يعادل أحد عشرة ليرة ذهبية تقريباً، مع مراعاة تبدل أسعار الذهب بين حين وآخر.
- وتجب الزكاة في أوراق النقد (العملة المتداولة) وفي الأموال المدخرة والودائع النقدية لدى المصارف والأسهم والحصص في الشركات والسندات والصكوك وسائر الأوراق التي تقوم مقام النقود.
- يكون مقدار الزكاة الشرعية المفروضة على الأموال السابقة هو ربع العشر، أي اثنان ونصف بالمائة، ويشترط لوجوب الزكاة في الأموال المشار إليها أن يبلغ النصاب المحدد بالنسبة للذهب وأن يحول عليه الحول.
- وتجب الزكاة في عروض التجارة وعلى التاجر أن يقوم بجرد تجارته وتقويم بضائعه ويضم إليها ما لديه من نقود ومدخرات وديون مرجوة التحصيل ويطرح من ذلك كله ما عليه من ديون ونفقات ضرورية ويزكي عما بقي بشرط توافر النصاب المنصوص عليه سابقاً.
- يؤخذ الخمس من المعادن وغيرها مما استخرج من باطن الأرض سواء أكان ينطبع بالنار أم لا ينطبع، مائعاً أو غير مائع.
- تجب الزكاة في الزروع والثمار متى بلغت النصاب الشرعي ويقدر بخمسة أوسق (أي ستمائة وخمسون كيلو غراماً)، ويجب فيها العشر (عشرة بالمائة) من المحصول إن لم تسق بآلة، وإلا ففيها نصف العشر (خمسة بالمائة) وفي حساب الزكاة يخصم من المحصول قبل أدائها ما صرف على الحصاد والدرس ولقط الثمار.
- إن ما تولد عن الأموال من نتائج وربح فَحَولُهُ حَولُ أصله.
- متى وجبت الزكاة على المكلف، فلا تسقط بوفاته ولا بمضي المدة مهما طالت، وتبقى ديناً في تركته يجب على الورثة إخراجها قبل تقسيمها.
- إن ما يفرض من الضرائب لمصلحة الدولة لا يسقط وجوب أداء الزكاة المفروضة.
- الأموال النامية التي لم يرد نص ولا رأي فقهي بإيجاب الزكاة فيها حكمها كالآتي:
لا تجب الزكاة في أعيان العمائر الاستغلالية والمصانع والسيارات وما شابهها بل تجب الزكاة في صافي غلتها عند توافر النصاب وحولان الحول.
مقدار النسبة الواجب إخراجها هو ربع العشر (أي اثنان ونصف بالائة) من صافي الغلة في نهاية الحول.
في الشركات التي يساهم فيها عدد من الأفراد لا ينظر في تطبيق هذه الأحكام إلى مجموع أرباح الشركات بل إلى ما يخص كل شريك على حدة.
ما لا تجب الزكاة فيه: لا تجب الزكاة في دور السكنى وثياب البدن وأثاث المنزل وما يكون للاستعمال الشخصي كالسيارات وما يتجمل به من الأواني إذا لم يكن من ذهب أو فضة، وكذلك لا تجب الزكاة في الجواهر والحلي إذا لم تكن للتجارة ولا في آلات الصناعة ولا كتب العلم إذا لم تكن للتجارة.
مصارف الزكاة: قال الله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [سورة التوبة الآية رقم 60]
تصرف الزكاة على الأصناف الثمانية التي ذكرها الله وهي :
الفقراء والمساكين، العاملون عليها، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمون، في سبيل الله، ابن السبيل.
- الفقراء والمساكين: وهم الأيتام والأرامل والمطلقات والعجزة والمرضى الفقراء وسواهم ممن ليس لهم عائل ملزم شرعاً بإعالتهم وذوو الدخول الضعيفة وأسر المفقودين والعاطلون عن العمل.
- العاملون على الزكاة: وهم كل من يقوم بعمل من الأعمال المتصلة بجمع الزكاة وتوزيعها.
- المؤلفة قلوبهم: وهم المهتدون للإسلام المحتاجون للمؤازرة في ظروفهم الجديدة.
- في الرقاب: ويقتصر الصرف في هذا المجال على فداء الأسرى المسلمين.
- الغارمون: وهم المدينون لمصلحة خاصة أو لمصلحة المجتمع وعجزوا عن السداد على أن يكون الدين ناشئاً عن أمر مشروع.
- سبيل الله: وهو الجهاد والدعوة، وكل ما له صلة بمصلحة المجتمع الإسلامي.
- ابن السبيل: وهو المسافر الذي نفذت نفقته.
صدقات التطوع
صدقات التطوع هي ما يتصدق به المرء في سبيل الله تطوعا وزيادة على الزكاة المفروضة، وقد قال الله تعالى ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) [سورة الحديد الآية 11]
وقال الله تعالى (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [سورة الحديد الآية 10]
وتصرف صدقات التطوع إلى الأصناف الثمانية المذكورين أيضا، وإلى الأفراد المنكوبين ماليا وصحيا، وإلى وجوه الخير العامة والتي تشمل إنشاء المؤسسات التي تعود على المجتمع بالخير العام وهي : المساجد، المدارس، المعاهد والجامعات، المستشفيات، المشاريع الإنتاجية بأنواعها، دور الرعاية الاجتماعية (لكل من الأيتام والمعاقين والعجزة والمسنين)، دور التأهيل المهني والمشاريع العلمية النافعة.
الزكاة ورمضان
يعتقد كثير من الناس أن إخراج الزكاة أمر محصور في شهر رمضان المبارك والحقيقة أن هذا الربط مرده إلى ما لذلك الشهر من فضل ولاستحباب الجود والعطاء فيه ولاعتياد الكثير إخراج الزكاة عند قدومه، وليس لهذا الاختيار مستند شرعي ملزم، ولقد تقرر شرعا حولان الحول (انقضاء عام) الذي يبدأ بمجرد اكتمال النصاب وهو أمر يحصل لأفراد الناس بصورة مختلفة من حيث التوقيت، من هنا ينبغي لمن اكتمل لديه نصاب من أنصبة الزكاة أن يلحظ ابتداء الحول ويزكي المال عند انقضائه.
خاتمة: إن صندوق الزكاة ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقته كان هدفه الأول النهوض بفريضة الزكاة وإحيائها وتوعية المجتمع الإسلامي بحقيقة هذه الفريضة وأهميتها على صعيد الفرد والمجتمع وآثارها الحسنة التي تعود بالخير على المسلمين.
ولعل الهدف من إحياء هذه الفريضة هو تحقيق التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد، وإفساح المجال أمام الذين أعطاهم الله من فضله ووسع عليهم من رزقه لكي يساهموا في بناء مجتمعهم ويؤازروا إخوانهم المحتاجين ويحققوا مبدأ التراحم الذي أوصانا به ديننا الحنيف.
وصندوق الزكاة يستقبل أموال الزكاة والصدقات ويوجهها حسب مصارفها الشرعية ويبذل قصارى جهده لإيصالها إلى مستحقيها بعد دراسة أوضاعهم والتأكد من حقيقة الاستحقاق والحاجة، كما أنه يستقبل أموال الزكاة والصدقات المشروطة لجهات معينة من أفراد أو مؤسسات حسب رغبة المزكي.
ماذا يقدم صندوق الزكاة ؟
مساعدات شهرية : مبلغ مالي كل شهر للعائلة.
مساعدات طارئة : للغارمين، المتضررين، ودعم للأكثر فقرا.
مساعدات طبية : أدوية، أجهزة، معاينات، عمليات جراحية.
كفالة الأسر : دعم شهري لأسر متعففة.
كفالة الأيتام : تأمين كفالة مالية شهرية لليتيم.
مشروع الأضاحي : تنفيذ الرغبة بذبح الأضاحي.
زكاة وصدقات مشروطة : تنفيذ رغبة المزكي في جهة معينة.
مساعدات مدرسية : تقديم حصص قرطاسية وبعض اللوازم.
مساعدات غذائية وكسائية : توزيع حصص تموينية.
خدمة المساجد : تأمين بعض حاجيات ومستلزمات المساجد.
دعم العمل القرآني : تقديم دعم لمؤسسات التحفيظ والتلاوة.
[صندوق زكاة القلمون والكورة والبترون] (http://zakat.qalamoun.com)