تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زيارة للقائد محمود الزهار....



محمد الكوسا
20-01-2010, 02:20 AM
(http://www.ajnad-news.com/ar/DataFiles/Contents/Files/picture/Untitle1d-1.jpg)
http://www.ajnad-news.com/ar/DataFiles%5CCache%5CTempImgs%5C2010%5C1%5Cpicture_ Untitle1d-1_300_0.jpg (http://www.ajnad-news.com/ar/DataFiles/Contents/Files/picture/Untitle1d-1.jpg)
شبابيك من النايلون ( بيت الدكتور محمود الزهار )





د.عصام عبداللطيف الفليج:



أجمل لقطة شاهدناها عند دخولنا قطاع غزة اسم وعلم دولة «الكويت» على سيارة «مستشفى الكويت التخصصي» التي أقلتنا، وهذه
السيارة تجوب جميع محافظات قطاع غزة الخمس كل يوم، وبالتالي فهي تبين دور دولة الكويت بشكل غير مباشر في خدمة وإغاثة ومساعدة الشعب الغزاوي المنكوب.

كانت البداية في «مستشفى الكويت التخصصي» الذي يقع على حدود منطقة «رفح» ويستقبل أي داخل لقطاع غزة مزينا بعلم واسم «الكويت»، وهو مخصص للنساء والأطفال الذين ملؤوا العيادات، ويقدم خدماته بأسعار رمزية جدا وأحيانا مجانية وفق مستوى الأسرة المعيشي. ويشارك فيه عدد من الأطباء والممرضين والفنيين والصيادلة بشكل تطوعي دون مقابل لساعات محددة يوميا كونهم يعملون في مستشفى آخر، فضلا عن المعينين منهم. ويشرف على هذا المستشفى مؤسسة الرحمة الإنسانية (الفلسطينية) بدعم مالي من لجنة الرحمة الخيرية (الكويتية).

توجهنا بعدها إلى وزير الخارجية د.محمود الزهار الذي استقبلنا في منزله الذي كانت أرضيته سيراميك خاليا من السجاد، وكنبات م
حدودة والباقي كراسي بلاستيك بيضاء، وشبابيك بلا زجاج في هذا البرد القارس ويغطيها النايلون الذي نستخدمه للسفرة! نعم.. فقد
تعرض هذا البيت للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة وتهدمت أجزاء عديدة منه، وشارك في إصلاحه مجموعة من الأقارب والأصدقاء، وأرانا أماكن القصف الجوي على الحائط الخارجي الذي مازالت آثاره باقية.

د.الزهار له شهيدان.. ابنه خالد وزوج ابنته، وتعرض هو لعدة إصابات وجروح، أما زوجته فقد كسر ظهرها وحوضها ورجلها، وعولجت لفترة طويلة وجسدها الآن مليء بالأسياخ بعد عدة عمليات جراحية. وعلى الرغم من ذلك فالمعنويات عالية والاحتساب عند الله عز وجل
هو الأمل.

استذكر د.الزهار الدور الكويتي التاريخي في دعم فلسطين قضية وشعبا، واستقبال سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد له فور تقلده وزارة الخارجية في عام 2006م، وتفاعله بكل إيجابية وترحاب لهذه الزيارة والتي على إثرها أمر سموه بإطلاق المساعدات الكويتية للحكومة الجديدة. كما أشاد بالموقف الكويتي الرائع تجاه غزة في القصف الإسرائيلي الأول في 2008م، وفي القصف الثاني في 2009م
(الرصاص المسكوب) والتصريحات التاريخية لسمو الأمير ورئيس مجلس الأمة ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، واعتماد مساعدة
غزة في المؤتمر الاقتصادي.

أصر د.الزهار على تناول العشاء عنده، وطلب من ابنه تجهيزه، ثم بدأ الحوار لأكثر من ساعتين.. حوار مفتوح بلا حدود، ذكر فيه ما
تشيب له الرؤوس وتجمد له الأبدان، ولمسنا فيه عمق هذا الشخص علما وفكرا وفهما وأدبا وخلقا، فعلى الرغم مما تعرض له فترة حكم «فتح» من اعتقالات وتعذيب، فقد كان عقلانيا في التعامل من أجل القضية الفلسطينية، وسمحا في تجاوزه عمن أساء له عند توليه وزارة الخارجية.. وهكذا يكون الرجال.

كان جل همه كيف يعيش مليون ونصف إنسان وسط حصار قاتل، يتعرض يوميا للقصف العشوائي من الكيان الصهيوني المسخ، ويمنع
من أبسط معاني الحياة. ومن الأمور المؤلمة أن الميزانيات التي خصصتها الدول العربية مشكورة لدعم الشعب الفلسطيني تسلمتها السلطة
في الضفة (فتح) دون الحكومة الحقيقية المنتخبة في غزة.. فقط لأنها «حماس»! وللأسف فإن سلطة الضفة تدفع رواتب الموظفين في غزة من منتسبيها فقط حتى لو لم يداوموا، وكذلك العسكريون السابقون الذين لم ينخرطوا مع شرطة غزة فإن رواتبهم مستمرة وهم في بيوتهم! وبالتالي فإن تلك الميزانيات الضخمة انحصرت في أعداد محدودة وبرفاهية عالية، في حين أن باقي الشعب محروم.