محمد عزيز سرور
19-02-2010, 04:15 PM
الأسلوب الأمثل في تنشئة الأطفال<o></o>
<o>
</o>
إن كثيرا ً من الأمهات يقعن في حيرة شديدة إزاء التعامل مع أطفالهن , وإن كثيرات منهن يصلن إلى مرحلة اليأس من النجاح في مهماتهن التربوية .. ولذا فإن تساؤلات كثيرة تدور في أذهانهن حول الأسلوب الأمثل الذي يمكن لهن إتباعه في تنشئة أطفالهن , ولعلنا نحاول رسم بعض الخطوط العريضة في هذا الشأن من خلال المفردات التالية : <o></o>
<o>
</o>
أولا ً : <o></o>
<o>
</o>
من المهم للمربية الفاضلة أن تعرف أن التربية مهمة لا تخلو من المشاق , فمهما تكن الم مثقفة وواعية وحريصة .. ومهما تكن طبيعة طفلها ممتازة وطيعة .. ومهما تكن الظروف التي تربي فيها مثالية .. فإن شيئا ً من الصعوبات والمنغصات سيظل ينتظرها في الطريق , فنحن إذ نربي نتعامل مع كائن يتمتع بالعنصر الروحي والإرادة الحرة , ويكاد يكون كل طفل مخطوطة فريدة يحتاج التعامل معها إلى فقه خاص , ومع أن أي إنسان , ولا سيما الأطفال , يظل قابلا ً لأن يتغير , إلا أن عنصر المرونة في أي واحد ممن نربيهم ليس مكتملا ً , ومن ثم فإن المربي يظل فيما يشبه حالة النزال مع من يربي , وأعتقد أن أكبر مشكلة يواجهها المربون , هي العثور على نقطة توازن في التعامل مع من يقومون بتربيته وتوجيهه , توازن ٍ بين اللين والشدة , وبين المتابعة وغض الطرف , والثواب والعقاب .. وتُعبر إحدى الأمهات الفاضلات عن بعض ما تلاقيه الأم في التربية , من خلال تجربتها الشخصية قائلة :<o></o>
<o>
</o>
إني حاولت تطبيق المبادئ التربوية , فبدأت أشجع ولدي , واذكر أن لديه قدرات ومهارات جيدة .. وبعد مدة بدأ يتحدث معي عن نفسه , ويُعير أخاه الأكبر منه بسنتين , بأنه غبي ولا يمكن أن يكون له مستقبل .. وإلى جانب هذا كنت ُ أمدحه , بأنه سريع ٌ في تلبية ما يُطلب منه , وبعد مدة صار يتلكأ إذا طلبت منه شيئا ً , ويقول : ليفعل ذلك فلان – يقصد أخاه – فأنا عملت ُ ما فيه الكفاية . !! وتقول المربية الفاضلة : وهكذا كان علي أن أراجع حساباتي , وأسير في الطريق المعاكس , فكففت ُ عن الثناء على ذكائه ونشاطه , وجعلت ُأركز على التواضع وإنكار الذات والتقليل من شأن الذكاء في النجاح والتركيز على الاستمرار في بذل الجهد والعمل الشاق , وفي الوقت نفسه قللت ُ من طلب الخدمات منه , لأشعره بأن حياة البيت يمكن أن تستمر بدون خدماته . <o></o>
<o>
</o>
وبناء على كل هذا , فليس هناك نصائح تربوية تصلح لكل مرب ومربية , ولكن هناك خطوط ومؤشرات ومفاهيم عامة يمكن أن نستخدمها في ممارساتنا التربوية , لكن لا بد معها من الاجتهاد ومراعاة خصوصية من نقوم على تربيته <o></o>
<o>
</o>
ثانيا ً : <o></o>
<o>
</o>
إن لغة الحال أهم من لغة المقال و وسيكون لكلام الأبوين تأثيره ُ الإيجابي في نفسية الطفل وسلوكه , إذا شعر أنه يعيش في أسرة محترمة , حقق فيها الأبوان نجاحا ًمقدرا ً من خلال جهد دؤوب مشترك , ومن أهم ما يجعل الطفل يلمس ذلك الأمور التالية :
<!---->1-احترام كل واحد من الأبوين للآخر.<o></o><!--[endif]-->
<!---->2-ممارسة كل منهما لمسؤولياته الأسرية .<o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]3-معاملة الطفل بتقدير واحترام .<o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]4-حسن استخدام موارد الأسرة ودخلها المادي . <o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]5-توافر معنى الحياة العائلية , من خلال الاستمتاع باجتماع الأسرة , وانتظار عودة الغائب من أفرادها بشوق ولهفة .<o></o><!--[endif]-->
<o></o>
أما السر التي تختل فيها هذه المعاني , فإنها لا تساعد أبناءها على أن ينشئوا النشأة الصحيحة .
<o>
</o>
[I]ثالثا ً : <o></o>
<o>
</o>
عالم الأطفال عالم غريب عن عالمنا , فكيف للأم دخول ذلك العالم ؟ . تدل التجربة على أن أقصر طريق لذلك العالم , هو طريق الرحمة والبر والعطف , فمن خلال الهدية والخدمة والملاطفة والبسمة والنظرة , تطفح نفوسهم بالبشر والرضى والسرور والأمن , وآنذاك يمكن زرع بعض القيم والمفاهيم والأفكار , التي ترغب في تركها في ذلك العالم قبل مغادرته . بعض المربين والمربيات يفعل العكس من هذا , حين يقدم النصيحة بعد وجبة دسمة من اللوم والتقريع , ولذلك فنتائج تربيتهم دائما ً مخيبة للآمال ..<o></o>
<o>
</o>
المصدر : سلسلة البناء والترشيد .. هكذا تكون الأمهات .. الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار <o></o>
<o></o>
تتبع .. النقاط التالية وهي سبعة .. <o></o>
<o>
</o>
[I]رابعا ً :<o></o>
<o>
</o>
على الأم أن تتعامل مع طفلها بصدق وأمانة وواقعية , وذلك إذا ما أرادت له أن يكون في المستقبل صادقا ً وأمينا ً وواقعيا ً, إذا رفض الطفل تناول دواء مر , فلا تقولي له : والله يا بني إنه مر , وأنا لما كنت ُ صغيرة مثلك كنت ً أتضايق منه , ولكن لا بد من أخذه حتى يذهب عنك المرض بإذن الله , ويمكن أن تكون أفضل مني وأمضى عزيمة .. الكذب داء خطير للغاية , وكثيرا ً ما يصاب به الطفل , نتيجة الصرامة الزائدة من قبل الأهل , فيعمد إليه الصغير<o></o>
حتى ينجو من العقوبة إذا وقع في خطأ من الأخطاء , ثم أن الطفل بجد متعة كبيرة في كثير من التصورات والخيالات , فهو مثلا ً يشعر بالسعادة إذا تخيل في ذهنه مجموعة من الأصدقاء في مثل سنه , يتحكم فيهم ويأمرهم وينهاهم , ولا بد من الانتباه لتلك الأخيلة , ورد الطفل إلى الواقع شيئا ً فشيئا ً, حتى لا تتحول إلى نقاط بداية لتعود الكذب .. الكذب داء الإصابة به سهلة , والشفاء منه عسير , وإذا سمع الطفل أفراد أسرته يكذبون , فإنه سرعان ما يسري فيه هذا الداء , ومن جهة أخرى , فإن الطفل كثيرا ً ما يطرح على أمه أسئلة لا تعرف أجوبتها , أو تجد في الجواب عليها نوعا ً من الحرج , وفي هذه الحالة , فلا بد من التزام الصدق والحكمة , إذ يمكن للام أن تتبع القاعدة الذهبية : ( لا أدري ) وفي الإجابة على الأسئلة المحرجة , تتبع الحكمة فتقول له مثلا ً ( معرفة ث هذا الأمر ليست مهمة لك الآن , وعندما تكبر ستعرفه بسهولة , وعليك أن تتعلم كذا وكذا . ) .
<o>
</o>
خامسا ً : <o></o>
<o>
</o>
يحب الطفل والديه وأسرته , لنهم يتقبلونه على ما هو عليه , ولأنهم يقدمون له ما يقدمونه من الحي والرعاية والمعونة , من غير شروط ودون مقابل , ومن المهم لكل أسرة تود المحافظة على تماسكها , أن تُبقي على هذه المعاني حية وفاعلة في علاقتها الداخلية . وسيكون من المهم الانتباه على للألفاظ<o></o>
التي توجهها الأم في تقويم طفلها وإرشاده .. فإذا أخطأ الطفل , فإنه يحب توجيه النقد لعمله وليس لذاته .. فإذا رسب في المدرسة فلا تقولي له : ( لا خير فيك ولا مستقبل ينتظرك ) ولكن ذمي له الرسوب , ونبهيه إلى أسبابه , وحُضيه على النجاح , وابحثي معه كيف سيتعامل مع عام دراسي قادم . ؟<o></o>
إننا جميعا ً كبارا ً وصغارا ً نتقبل نقد عمل ما نقوم به , ولكننا جميعا ًنرفض أن نُصنف دائما ً بوحي الدونية الثابتة , والعجز والتأخر المستمر , وعلى الأم أن تتجنب الكلمات القادحة العابرة , فالطفل يلتقطها ويُعمل فيها خياله , وتسبب له أرقا ً وخوفا ً, والأم غافلة لا تظن أنها فعلت ما يسوء .. وعلى سبيل المثال : فإن إحدى الأمهات قالت يوما ً : إن ابنتي فلانة تشبه الصبيان , وعندما وُلدت كنا نظنها ذكرا ً , ولهذا سميناها باسم مشتق من أبيها , سميناها سعدية , لأن اسم أبيها سعد . ! هذا يورث الطفلة الخوف من أن تكون غير مرغوب فيها , وأن تكون ناقصة الأنوثة . ؟<o></o>
<o>
</o>
سادسا ً : <o></o>
<o>
</o>
سيظل الوعظ غير المباشر أكثر نفعا ً, فالتمليح يُحافظ على كبرياء الطفل , ويحفظ له كرامته ويُرقي مداركه , والطفل على كل حال أكثر ً استجابة له من الأسلوب العنيف والتقريع الذي يُفقده ثقته بنفسه ويربك وعيه . وشيء جميل أن لا تفاتح الأم طفلها في كل ملاحظاتها , وهذا أدب رفيع , حاولي دائما ً أن تقللي من الأوامر والنواهي , أن تقللي من تكليفاتك للطفل, قدر الإمكان ,,, أن تعتمدي في أوامرك ونواهيك أسلوب لشرح والتفسير والتعليل , حتى ترتكز تصرفات الطفل على الاقتناع والتفهم , وليس على الامتثال الأعمى . حاذري التهديد والتخويف , من أجل الردع والكف عن عمل بعض الأمور , فبعض الأمهات إذا أرادت منع طفلها من الخروج من البيت , خوفته بالعفاريت والأشباح , أو قالت له إذا خرجت دهستك سيارة <o></o>
, أو خطفك أحد المجرمين . ! إن هذا الأسلوب يؤسس لدى الطفل نفسية الخوف والحذر الشديد , مما يجعل منه جبانا ً بدون مسوغ , وكم هو جميل أن نعتمد في تربية أطفالنا أسلوب القصص , ببعض سير الرجال العظماء و والنساء العظيمات من أبناء وبنات هذه الأمة . حاولي أن تنمي لديه حسن المفارنة بين الأشياء , والمقارنة بين صور الخير والشر , وكما قالوا ( وبضدها تتميز الأشياء ) .. إذا كذب الطفل حاولي ألا تقصري على نهيه عن الكذب ولكن عرفيه محاسن الصدق .. وإذا تحدثت له عن محاسن النجاح , فحدثيه أيضا ً عن قبائح الإخفاق , وتجنبي الإسراف في كل ذلك<o></o>
<o>
</o>
سابعا ً : <o></o>
<o>
</o>
علينا جميعا ً أن لا نظهر أمام الطفل بمظهر المعصوم الذي لا يُخطئ , ومظهر الكامل الذي لا عيب فيه , فهذا مخالف للواقع , وهو مثالية لا أساس لها , والصواب إن أخطأنا .. أن نعترف بالخطأ . وإذا أجمع أولادنا على ملاحظة , فعلينا أن نستمع لهم بأذن صاغية وأن نستفيد منهم ونتجنب الوقوع فيما يرونه مأخذا ً أو أمرا ً غير لائق أو غير صحيح . لا يعني هذا أن نُسقط كل الحواجز , وأن لا نتحرز من أي شيء , فشيء جميل أن يرى الأولاد في أبويهم الكثير من الأمور التي يمكن أن يتخذوها قدوة فيهما , ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك مصطنعا ً ومتكلفا ً ..<o></o>
<o>
</o>
ثامنا ً : <o></o>
<o>
</o>
العدل بين الأبناء واجب شرعي , وهو احد متطلبات النجاح في التربية .. لأنه قد تتفاوت مشاعرنا نحو أولادنا , وقد يكون هذا خارجا ً عن إرادتنا وفوق طاقتنا , ولكن لا يصح إظهار تلك المشاعر وإعلانها . على الأم أن تبتعد عن إجراء المقارنات بين أبنائها وبينهم وبين الآخرين , كأن تقول : اُنظر
إلى فلان .. كيف يكون الأول على مجموعته , وأنت ترسب . ! اُنظر .. كيف يكسب فلان كذا وكذا , وأنت لا تكسب شيئا ً . !! إن هذه المقارنات غير العادلة تُشوه نظر الولد إلى نفسه , وتحطم ثقته بها , , وقلما نحصل منها على شيء إيجابي . <o></o>
<o>
</o>
تاسعا ً <o></o>:
على الأم أن تعرف كيف توزع اهتماماتها بين أطفالها , فقد تهتم بالمولود الجديد , ويشعر المولود الأكبر منه سنا ً أنه خسر أمه بسبب أخيه الصغير , فيحقد عليه ويؤذيه , وقد تتنبه لديه أحاسيس الشعور بالظلم ويعاني منها طويلا ً . ومن المعروف أن الطفل الأكبر يستأثر بالكثير الكثير من عناية أهله , كما أن آخر الأطفال يُعد عادة ً ابن الأسرة المدلل . أما الأطفال المتوسطون , فإن الاهتمام بهم يكون أقل , ولذا لا بد للأم والأسرة كلها أن تلحظ مثل هذا المعنى , وطالما اشتعلت نار العداوة بين الأخوة بسبب تصرف الأبوين , وقد قص الله عز وجل علينا قصة إخوة يوسف لنأخذ منها العبرة والدرس .<o></o>
<o>
</o>
عاشرا ً : <o></o>
<o>
</o>
كثيرا ً ما ترى الأم نفسها محتاجة إلى استخدام نوع من العقاب في تربية طفلها .. والعقاب أشكال : أدناها نظرة من طرف العين وأقصاها الضرب , على الأم أن تدرك إن العقاب شيء إن احتاجت إليه , فلا ينبغي أن تجعله شيئا ً أساسيا ً في تربية أبنائها , وإذا كان لا بد منه , فينبغي للأم أن تتقيد بالقيود التي ذكرها علماء التربية الإسلامية .. ومن تلك القيود : <o></o>
<!---->[I]1-أن الطفل لا يضرب قبل سن العاشرة . <o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]2-ولا يجوز ضربه على الوجه أو الرأس .<!--[endif]-->
<!---->[I]3-على الأم أن لا تضرب الطفل وهي في شدة غضبها , وإنما بعد أن تهدأ , فالضرب ليس للانتقام وإنما للتربية , وممارسته أثناء فورة الانفعال تجعله مبرحا ً .. على طريقة بعض القدماء حين كانوا يأتون إلى شيخ الكتاب بالطفل ويقولون : ( لك اللحم ولنا العظم ) . ! أي أضربه ما لم تكسر له عظما ً .. وهذا خطأ فادح , فقد جعل معظم الأطفال يكرهون شيئا ً اسمه الكُتاب .<o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]4-لا يصح ضرب الطفل أمام الناس , فيتحول الضرب من وسيلة تأديب إلى وسيلة تشهير وفضح للطفل أمام الجيران والزملاء والأصدقاء .<o></o><!--[endif]-->
<o></o>
المصدر : سلسلة البناء والترشيد .. هكذا تكون الأمهات .. الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار <o></o>
النقل .. بتصرف .. <o></o>
<o>
</o>
إن كثيرا ً من الأمهات يقعن في حيرة شديدة إزاء التعامل مع أطفالهن , وإن كثيرات منهن يصلن إلى مرحلة اليأس من النجاح في مهماتهن التربوية .. ولذا فإن تساؤلات كثيرة تدور في أذهانهن حول الأسلوب الأمثل الذي يمكن لهن إتباعه في تنشئة أطفالهن , ولعلنا نحاول رسم بعض الخطوط العريضة في هذا الشأن من خلال المفردات التالية : <o></o>
<o>
</o>
أولا ً : <o></o>
<o>
</o>
من المهم للمربية الفاضلة أن تعرف أن التربية مهمة لا تخلو من المشاق , فمهما تكن الم مثقفة وواعية وحريصة .. ومهما تكن طبيعة طفلها ممتازة وطيعة .. ومهما تكن الظروف التي تربي فيها مثالية .. فإن شيئا ً من الصعوبات والمنغصات سيظل ينتظرها في الطريق , فنحن إذ نربي نتعامل مع كائن يتمتع بالعنصر الروحي والإرادة الحرة , ويكاد يكون كل طفل مخطوطة فريدة يحتاج التعامل معها إلى فقه خاص , ومع أن أي إنسان , ولا سيما الأطفال , يظل قابلا ً لأن يتغير , إلا أن عنصر المرونة في أي واحد ممن نربيهم ليس مكتملا ً , ومن ثم فإن المربي يظل فيما يشبه حالة النزال مع من يربي , وأعتقد أن أكبر مشكلة يواجهها المربون , هي العثور على نقطة توازن في التعامل مع من يقومون بتربيته وتوجيهه , توازن ٍ بين اللين والشدة , وبين المتابعة وغض الطرف , والثواب والعقاب .. وتُعبر إحدى الأمهات الفاضلات عن بعض ما تلاقيه الأم في التربية , من خلال تجربتها الشخصية قائلة :<o></o>
<o>
</o>
إني حاولت تطبيق المبادئ التربوية , فبدأت أشجع ولدي , واذكر أن لديه قدرات ومهارات جيدة .. وبعد مدة بدأ يتحدث معي عن نفسه , ويُعير أخاه الأكبر منه بسنتين , بأنه غبي ولا يمكن أن يكون له مستقبل .. وإلى جانب هذا كنت ُ أمدحه , بأنه سريع ٌ في تلبية ما يُطلب منه , وبعد مدة صار يتلكأ إذا طلبت منه شيئا ً , ويقول : ليفعل ذلك فلان – يقصد أخاه – فأنا عملت ُ ما فيه الكفاية . !! وتقول المربية الفاضلة : وهكذا كان علي أن أراجع حساباتي , وأسير في الطريق المعاكس , فكففت ُ عن الثناء على ذكائه ونشاطه , وجعلت ُأركز على التواضع وإنكار الذات والتقليل من شأن الذكاء في النجاح والتركيز على الاستمرار في بذل الجهد والعمل الشاق , وفي الوقت نفسه قللت ُ من طلب الخدمات منه , لأشعره بأن حياة البيت يمكن أن تستمر بدون خدماته . <o></o>
<o>
</o>
وبناء على كل هذا , فليس هناك نصائح تربوية تصلح لكل مرب ومربية , ولكن هناك خطوط ومؤشرات ومفاهيم عامة يمكن أن نستخدمها في ممارساتنا التربوية , لكن لا بد معها من الاجتهاد ومراعاة خصوصية من نقوم على تربيته <o></o>
<o>
</o>
ثانيا ً : <o></o>
<o>
</o>
إن لغة الحال أهم من لغة المقال و وسيكون لكلام الأبوين تأثيره ُ الإيجابي في نفسية الطفل وسلوكه , إذا شعر أنه يعيش في أسرة محترمة , حقق فيها الأبوان نجاحا ًمقدرا ً من خلال جهد دؤوب مشترك , ومن أهم ما يجعل الطفل يلمس ذلك الأمور التالية :
<!---->1-احترام كل واحد من الأبوين للآخر.<o></o><!--[endif]-->
<!---->2-ممارسة كل منهما لمسؤولياته الأسرية .<o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]3-معاملة الطفل بتقدير واحترام .<o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]4-حسن استخدام موارد الأسرة ودخلها المادي . <o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]5-توافر معنى الحياة العائلية , من خلال الاستمتاع باجتماع الأسرة , وانتظار عودة الغائب من أفرادها بشوق ولهفة .<o></o><!--[endif]-->
<o></o>
أما السر التي تختل فيها هذه المعاني , فإنها لا تساعد أبناءها على أن ينشئوا النشأة الصحيحة .
<o>
</o>
[I]ثالثا ً : <o></o>
<o>
</o>
عالم الأطفال عالم غريب عن عالمنا , فكيف للأم دخول ذلك العالم ؟ . تدل التجربة على أن أقصر طريق لذلك العالم , هو طريق الرحمة والبر والعطف , فمن خلال الهدية والخدمة والملاطفة والبسمة والنظرة , تطفح نفوسهم بالبشر والرضى والسرور والأمن , وآنذاك يمكن زرع بعض القيم والمفاهيم والأفكار , التي ترغب في تركها في ذلك العالم قبل مغادرته . بعض المربين والمربيات يفعل العكس من هذا , حين يقدم النصيحة بعد وجبة دسمة من اللوم والتقريع , ولذلك فنتائج تربيتهم دائما ً مخيبة للآمال ..<o></o>
<o>
</o>
المصدر : سلسلة البناء والترشيد .. هكذا تكون الأمهات .. الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار <o></o>
<o></o>
تتبع .. النقاط التالية وهي سبعة .. <o></o>
<o>
</o>
[I]رابعا ً :<o></o>
<o>
</o>
على الأم أن تتعامل مع طفلها بصدق وأمانة وواقعية , وذلك إذا ما أرادت له أن يكون في المستقبل صادقا ً وأمينا ً وواقعيا ً, إذا رفض الطفل تناول دواء مر , فلا تقولي له : والله يا بني إنه مر , وأنا لما كنت ُ صغيرة مثلك كنت ً أتضايق منه , ولكن لا بد من أخذه حتى يذهب عنك المرض بإذن الله , ويمكن أن تكون أفضل مني وأمضى عزيمة .. الكذب داء خطير للغاية , وكثيرا ً ما يصاب به الطفل , نتيجة الصرامة الزائدة من قبل الأهل , فيعمد إليه الصغير<o></o>
حتى ينجو من العقوبة إذا وقع في خطأ من الأخطاء , ثم أن الطفل بجد متعة كبيرة في كثير من التصورات والخيالات , فهو مثلا ً يشعر بالسعادة إذا تخيل في ذهنه مجموعة من الأصدقاء في مثل سنه , يتحكم فيهم ويأمرهم وينهاهم , ولا بد من الانتباه لتلك الأخيلة , ورد الطفل إلى الواقع شيئا ً فشيئا ً, حتى لا تتحول إلى نقاط بداية لتعود الكذب .. الكذب داء الإصابة به سهلة , والشفاء منه عسير , وإذا سمع الطفل أفراد أسرته يكذبون , فإنه سرعان ما يسري فيه هذا الداء , ومن جهة أخرى , فإن الطفل كثيرا ً ما يطرح على أمه أسئلة لا تعرف أجوبتها , أو تجد في الجواب عليها نوعا ً من الحرج , وفي هذه الحالة , فلا بد من التزام الصدق والحكمة , إذ يمكن للام أن تتبع القاعدة الذهبية : ( لا أدري ) وفي الإجابة على الأسئلة المحرجة , تتبع الحكمة فتقول له مثلا ً ( معرفة ث هذا الأمر ليست مهمة لك الآن , وعندما تكبر ستعرفه بسهولة , وعليك أن تتعلم كذا وكذا . ) .
<o>
</o>
خامسا ً : <o></o>
<o>
</o>
يحب الطفل والديه وأسرته , لنهم يتقبلونه على ما هو عليه , ولأنهم يقدمون له ما يقدمونه من الحي والرعاية والمعونة , من غير شروط ودون مقابل , ومن المهم لكل أسرة تود المحافظة على تماسكها , أن تُبقي على هذه المعاني حية وفاعلة في علاقتها الداخلية . وسيكون من المهم الانتباه على للألفاظ<o></o>
التي توجهها الأم في تقويم طفلها وإرشاده .. فإذا أخطأ الطفل , فإنه يحب توجيه النقد لعمله وليس لذاته .. فإذا رسب في المدرسة فلا تقولي له : ( لا خير فيك ولا مستقبل ينتظرك ) ولكن ذمي له الرسوب , ونبهيه إلى أسبابه , وحُضيه على النجاح , وابحثي معه كيف سيتعامل مع عام دراسي قادم . ؟<o></o>
إننا جميعا ً كبارا ً وصغارا ً نتقبل نقد عمل ما نقوم به , ولكننا جميعا ًنرفض أن نُصنف دائما ً بوحي الدونية الثابتة , والعجز والتأخر المستمر , وعلى الأم أن تتجنب الكلمات القادحة العابرة , فالطفل يلتقطها ويُعمل فيها خياله , وتسبب له أرقا ً وخوفا ً, والأم غافلة لا تظن أنها فعلت ما يسوء .. وعلى سبيل المثال : فإن إحدى الأمهات قالت يوما ً : إن ابنتي فلانة تشبه الصبيان , وعندما وُلدت كنا نظنها ذكرا ً , ولهذا سميناها باسم مشتق من أبيها , سميناها سعدية , لأن اسم أبيها سعد . ! هذا يورث الطفلة الخوف من أن تكون غير مرغوب فيها , وأن تكون ناقصة الأنوثة . ؟<o></o>
<o>
</o>
سادسا ً : <o></o>
<o>
</o>
سيظل الوعظ غير المباشر أكثر نفعا ً, فالتمليح يُحافظ على كبرياء الطفل , ويحفظ له كرامته ويُرقي مداركه , والطفل على كل حال أكثر ً استجابة له من الأسلوب العنيف والتقريع الذي يُفقده ثقته بنفسه ويربك وعيه . وشيء جميل أن لا تفاتح الأم طفلها في كل ملاحظاتها , وهذا أدب رفيع , حاولي دائما ً أن تقللي من الأوامر والنواهي , أن تقللي من تكليفاتك للطفل, قدر الإمكان ,,, أن تعتمدي في أوامرك ونواهيك أسلوب لشرح والتفسير والتعليل , حتى ترتكز تصرفات الطفل على الاقتناع والتفهم , وليس على الامتثال الأعمى . حاذري التهديد والتخويف , من أجل الردع والكف عن عمل بعض الأمور , فبعض الأمهات إذا أرادت منع طفلها من الخروج من البيت , خوفته بالعفاريت والأشباح , أو قالت له إذا خرجت دهستك سيارة <o></o>
, أو خطفك أحد المجرمين . ! إن هذا الأسلوب يؤسس لدى الطفل نفسية الخوف والحذر الشديد , مما يجعل منه جبانا ً بدون مسوغ , وكم هو جميل أن نعتمد في تربية أطفالنا أسلوب القصص , ببعض سير الرجال العظماء و والنساء العظيمات من أبناء وبنات هذه الأمة . حاولي أن تنمي لديه حسن المفارنة بين الأشياء , والمقارنة بين صور الخير والشر , وكما قالوا ( وبضدها تتميز الأشياء ) .. إذا كذب الطفل حاولي ألا تقصري على نهيه عن الكذب ولكن عرفيه محاسن الصدق .. وإذا تحدثت له عن محاسن النجاح , فحدثيه أيضا ً عن قبائح الإخفاق , وتجنبي الإسراف في كل ذلك<o></o>
<o>
</o>
سابعا ً : <o></o>
<o>
</o>
علينا جميعا ً أن لا نظهر أمام الطفل بمظهر المعصوم الذي لا يُخطئ , ومظهر الكامل الذي لا عيب فيه , فهذا مخالف للواقع , وهو مثالية لا أساس لها , والصواب إن أخطأنا .. أن نعترف بالخطأ . وإذا أجمع أولادنا على ملاحظة , فعلينا أن نستمع لهم بأذن صاغية وأن نستفيد منهم ونتجنب الوقوع فيما يرونه مأخذا ً أو أمرا ً غير لائق أو غير صحيح . لا يعني هذا أن نُسقط كل الحواجز , وأن لا نتحرز من أي شيء , فشيء جميل أن يرى الأولاد في أبويهم الكثير من الأمور التي يمكن أن يتخذوها قدوة فيهما , ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك مصطنعا ً ومتكلفا ً ..<o></o>
<o>
</o>
ثامنا ً : <o></o>
<o>
</o>
العدل بين الأبناء واجب شرعي , وهو احد متطلبات النجاح في التربية .. لأنه قد تتفاوت مشاعرنا نحو أولادنا , وقد يكون هذا خارجا ً عن إرادتنا وفوق طاقتنا , ولكن لا يصح إظهار تلك المشاعر وإعلانها . على الأم أن تبتعد عن إجراء المقارنات بين أبنائها وبينهم وبين الآخرين , كأن تقول : اُنظر
إلى فلان .. كيف يكون الأول على مجموعته , وأنت ترسب . ! اُنظر .. كيف يكسب فلان كذا وكذا , وأنت لا تكسب شيئا ً . !! إن هذه المقارنات غير العادلة تُشوه نظر الولد إلى نفسه , وتحطم ثقته بها , , وقلما نحصل منها على شيء إيجابي . <o></o>
<o>
</o>
تاسعا ً <o></o>:
على الأم أن تعرف كيف توزع اهتماماتها بين أطفالها , فقد تهتم بالمولود الجديد , ويشعر المولود الأكبر منه سنا ً أنه خسر أمه بسبب أخيه الصغير , فيحقد عليه ويؤذيه , وقد تتنبه لديه أحاسيس الشعور بالظلم ويعاني منها طويلا ً . ومن المعروف أن الطفل الأكبر يستأثر بالكثير الكثير من عناية أهله , كما أن آخر الأطفال يُعد عادة ً ابن الأسرة المدلل . أما الأطفال المتوسطون , فإن الاهتمام بهم يكون أقل , ولذا لا بد للأم والأسرة كلها أن تلحظ مثل هذا المعنى , وطالما اشتعلت نار العداوة بين الأخوة بسبب تصرف الأبوين , وقد قص الله عز وجل علينا قصة إخوة يوسف لنأخذ منها العبرة والدرس .<o></o>
<o>
</o>
عاشرا ً : <o></o>
<o>
</o>
كثيرا ً ما ترى الأم نفسها محتاجة إلى استخدام نوع من العقاب في تربية طفلها .. والعقاب أشكال : أدناها نظرة من طرف العين وأقصاها الضرب , على الأم أن تدرك إن العقاب شيء إن احتاجت إليه , فلا ينبغي أن تجعله شيئا ً أساسيا ً في تربية أبنائها , وإذا كان لا بد منه , فينبغي للأم أن تتقيد بالقيود التي ذكرها علماء التربية الإسلامية .. ومن تلك القيود : <o></o>
<!---->[I]1-أن الطفل لا يضرب قبل سن العاشرة . <o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]2-ولا يجوز ضربه على الوجه أو الرأس .<!--[endif]-->
<!---->[I]3-على الأم أن لا تضرب الطفل وهي في شدة غضبها , وإنما بعد أن تهدأ , فالضرب ليس للانتقام وإنما للتربية , وممارسته أثناء فورة الانفعال تجعله مبرحا ً .. على طريقة بعض القدماء حين كانوا يأتون إلى شيخ الكتاب بالطفل ويقولون : ( لك اللحم ولنا العظم ) . ! أي أضربه ما لم تكسر له عظما ً .. وهذا خطأ فادح , فقد جعل معظم الأطفال يكرهون شيئا ً اسمه الكُتاب .<o></o><!--[endif]-->
<!---->[I]4-لا يصح ضرب الطفل أمام الناس , فيتحول الضرب من وسيلة تأديب إلى وسيلة تشهير وفضح للطفل أمام الجيران والزملاء والأصدقاء .<o></o><!--[endif]-->
<o></o>
المصدر : سلسلة البناء والترشيد .. هكذا تكون الأمهات .. الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار <o></o>
النقل .. بتصرف .. <o></o>