نور
25-02-2010, 02:24 PM
علا عطا الله
في أول صباحات العام الماضي كانت غزة تذرف دموعها الساخنة.. وفي دفتر المذكرات كتبت المدينة الجريحة :" قاسيةٌ أيـامكِ ولياليـكِ يا (2009)، وبـعد أن انقشع غبار العدوان الأسود كاشفاً عن أكثر من 1400 زهرة سحقتّها آلة الحرب ببشـاعة؛ استيقظت غزة لتصافح ساعةً بقيت عقاربها تدور.. وبأيادٍ تُتقن فن البقاء رتبت أوراق الحكاية من جديد وغمزّت لربيعٍ أخضر.. وبكل التحدي أعلّنت بالإحصائيات والأرقام عن أن "العام الماضي سجل أعلى نسبة زواج في القطاع منذ إنشاء المحاكم الشرعية.."
رغم كل التوقعات
وفي بيانٍ -وصل "إسلام أون لاين" نسخـةً منه- أعلن المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بغزة عن أن عقـود الزواج التي سُجلت العام الماضي بلغت (18571 عقداً)، فيما أكد المجلس على أن نسبة الطلاق هي الأقل في المنطقة العربية بعدد (2593 حالة طلاق).
وفي حديث لـ"إسلام أون لاين" قال الدكتور حسن الجوجو رئيس مجلس القضاء الشرعي بغزة وصف معدلات الزواج في العام المنصرم بـ"الغير مسبوقة"، وأضاف: "إنها نسبة فاقت كل التوقعات.. كنا نقول أن عام 2008 هو الأعلى وسيبقى كذلك (بلغت عقود الزواج آنذاك 16856 عقداً).. غير أننا فوجئنا بأرقام العام الماضي تفوقه".
علامات الدهشة هذه لم يكن منبعها ما تُقدمه الأعوام من أرقام وإنما لخصوصية العام الماضي بحسب تأكيد د.الجوجو الذي مضى قائلاً: "كنا نتوقع أن تقل النسب لما حملّته 2009 من آلام لأهالي غزة بعد أن شنت إسرائيل حرباً قاسية ومؤلمة راح ضحيتها 1420 شهيدا، وشردت آلاف الأسر لتصبح الخيام مقرها الدائم بكل ما تفتقد إليه من مقومات الحياة."
سلاح لا ينفذ
وفي قراءة لسر هذه الأرقام قال أستاذ علم النفس درداح الشاعر بجامعة الأقصى بغزة لـ"إسلام أون لاين" إن هذه الزيادة التي تأتي في ظل ازدياد معدلات الفقر والبطالة بسبب الحصار الخانق والذي تفرضه إسرائيل على غزة للعام الرابع على التوالي، تعتبر كرامة من الله لهذه المدينة، ورسالة منها للعالم تُخبرهم فيها أنها رغم كل الدمار والخراب ستقيم أفراحها وتسير نحو الأمام.
وأكد الشاعر أن الفلسطينيين يقاومون الاحتلال بالزواج والإنجاب وأضاف: "إسرائيل في حربها استهدفت وبشكل متعمد النساء والأطفال فهي تخشى ما تصفه بـ"الغول الديمغرافي الفلسطيني"، ومن هنا يأتي إصرار غزة على الحياة وإنجاب المزيد بعد الحرب.. هي بهذا الفرح تحارب عدوها وتقول: لو قتلتم منا ألف سنأتي بآلاف."
ورأى أستاذ علم النفس أن تنظيم المؤسسات الخيرية لأفراحٍ جماعية لآلاف الشباب ساهم في هذه الزيادة واستدرك: "لقد قدّمت الجمعيات للراغبين في الزواج هدايا ومساعدات مالية ليقينها هي الأخرى أن هذا الفرح أبلغ رد على صواريخ وقذائف الموت."
وكان خبراء ديمغرافيون قـد أشاروا مؤخراً إلى أن عدد الفلسطينيين في مجمل الأراضي المحتلة سيفوق عدد اليهود في غضون عامين من الآن.
إرادة الصمود
وبعد الحرب دأبت التنظيمات والفصائل الفلسطينية والعديد من المؤسسات والجمعيات الأهلية على إعداد وتنظيم حفلات الأعراس الجماعية لفئات خاصة كأرامل الشهداء وجرحى الحرب وذوي الاحتياجات الخاصة بعد أسابيعٍ من وضع الحرب لأوزارها؛ لتزين فصول المدينة بألوان السعادة وترسم تفاصيل فرحها حتى من قبل الخيام ومن على ركام ما دمرّه الاحتلال.
"أم أحمـد" حجازي إحدى الأمهات اللواتي أمسكّن بشمع الفرح قالت لـ"إسلام أون لاين": "احتفلنا بزفاف ابني (26 عاماً) بعد أن ودّعنا في الحرب ثلاثة من الشهداء، واليوم نحن نستعد لاستقبال مولود جديد وكلنا أمل أن نعانق المزيد والمزيد."
ويعتـرف الشاب خالد عبد العال (27 عاماً) أن حفل زفافه العام الماضي كان فرصة لعائلته لكي تتنسم ولو قليلاً من عبق الفرح بعد حربٍ غرست الحزن في خاصرة عائلته، وبصوت الأمل أضاف: "نحن نمتلك إرادة الصمود والبقاء.. ونقول للعالم بأسره أننا جديرون بالحياة."
وتأكيداً لهذه الأرقام أكدّ أصحاب العديد من قاعات الاحتفالات أن الحجز للأعراس بغزة ازداد بشكل كبير في الشهور الماضية، وقد اضطر عشرات الخاطبين أمام ندرة الحجز لإقامة حفلات زفافهم داخل بيوتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
صحفية بمكتب الجيل- فلسطين.
في أول صباحات العام الماضي كانت غزة تذرف دموعها الساخنة.. وفي دفتر المذكرات كتبت المدينة الجريحة :" قاسيةٌ أيـامكِ ولياليـكِ يا (2009)، وبـعد أن انقشع غبار العدوان الأسود كاشفاً عن أكثر من 1400 زهرة سحقتّها آلة الحرب ببشـاعة؛ استيقظت غزة لتصافح ساعةً بقيت عقاربها تدور.. وبأيادٍ تُتقن فن البقاء رتبت أوراق الحكاية من جديد وغمزّت لربيعٍ أخضر.. وبكل التحدي أعلّنت بالإحصائيات والأرقام عن أن "العام الماضي سجل أعلى نسبة زواج في القطاع منذ إنشاء المحاكم الشرعية.."
رغم كل التوقعات
وفي بيانٍ -وصل "إسلام أون لاين" نسخـةً منه- أعلن المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بغزة عن أن عقـود الزواج التي سُجلت العام الماضي بلغت (18571 عقداً)، فيما أكد المجلس على أن نسبة الطلاق هي الأقل في المنطقة العربية بعدد (2593 حالة طلاق).
وفي حديث لـ"إسلام أون لاين" قال الدكتور حسن الجوجو رئيس مجلس القضاء الشرعي بغزة وصف معدلات الزواج في العام المنصرم بـ"الغير مسبوقة"، وأضاف: "إنها نسبة فاقت كل التوقعات.. كنا نقول أن عام 2008 هو الأعلى وسيبقى كذلك (بلغت عقود الزواج آنذاك 16856 عقداً).. غير أننا فوجئنا بأرقام العام الماضي تفوقه".
علامات الدهشة هذه لم يكن منبعها ما تُقدمه الأعوام من أرقام وإنما لخصوصية العام الماضي بحسب تأكيد د.الجوجو الذي مضى قائلاً: "كنا نتوقع أن تقل النسب لما حملّته 2009 من آلام لأهالي غزة بعد أن شنت إسرائيل حرباً قاسية ومؤلمة راح ضحيتها 1420 شهيدا، وشردت آلاف الأسر لتصبح الخيام مقرها الدائم بكل ما تفتقد إليه من مقومات الحياة."
سلاح لا ينفذ
وفي قراءة لسر هذه الأرقام قال أستاذ علم النفس درداح الشاعر بجامعة الأقصى بغزة لـ"إسلام أون لاين" إن هذه الزيادة التي تأتي في ظل ازدياد معدلات الفقر والبطالة بسبب الحصار الخانق والذي تفرضه إسرائيل على غزة للعام الرابع على التوالي، تعتبر كرامة من الله لهذه المدينة، ورسالة منها للعالم تُخبرهم فيها أنها رغم كل الدمار والخراب ستقيم أفراحها وتسير نحو الأمام.
وأكد الشاعر أن الفلسطينيين يقاومون الاحتلال بالزواج والإنجاب وأضاف: "إسرائيل في حربها استهدفت وبشكل متعمد النساء والأطفال فهي تخشى ما تصفه بـ"الغول الديمغرافي الفلسطيني"، ومن هنا يأتي إصرار غزة على الحياة وإنجاب المزيد بعد الحرب.. هي بهذا الفرح تحارب عدوها وتقول: لو قتلتم منا ألف سنأتي بآلاف."
ورأى أستاذ علم النفس أن تنظيم المؤسسات الخيرية لأفراحٍ جماعية لآلاف الشباب ساهم في هذه الزيادة واستدرك: "لقد قدّمت الجمعيات للراغبين في الزواج هدايا ومساعدات مالية ليقينها هي الأخرى أن هذا الفرح أبلغ رد على صواريخ وقذائف الموت."
وكان خبراء ديمغرافيون قـد أشاروا مؤخراً إلى أن عدد الفلسطينيين في مجمل الأراضي المحتلة سيفوق عدد اليهود في غضون عامين من الآن.
إرادة الصمود
وبعد الحرب دأبت التنظيمات والفصائل الفلسطينية والعديد من المؤسسات والجمعيات الأهلية على إعداد وتنظيم حفلات الأعراس الجماعية لفئات خاصة كأرامل الشهداء وجرحى الحرب وذوي الاحتياجات الخاصة بعد أسابيعٍ من وضع الحرب لأوزارها؛ لتزين فصول المدينة بألوان السعادة وترسم تفاصيل فرحها حتى من قبل الخيام ومن على ركام ما دمرّه الاحتلال.
"أم أحمـد" حجازي إحدى الأمهات اللواتي أمسكّن بشمع الفرح قالت لـ"إسلام أون لاين": "احتفلنا بزفاف ابني (26 عاماً) بعد أن ودّعنا في الحرب ثلاثة من الشهداء، واليوم نحن نستعد لاستقبال مولود جديد وكلنا أمل أن نعانق المزيد والمزيد."
ويعتـرف الشاب خالد عبد العال (27 عاماً) أن حفل زفافه العام الماضي كان فرصة لعائلته لكي تتنسم ولو قليلاً من عبق الفرح بعد حربٍ غرست الحزن في خاصرة عائلته، وبصوت الأمل أضاف: "نحن نمتلك إرادة الصمود والبقاء.. ونقول للعالم بأسره أننا جديرون بالحياة."
وتأكيداً لهذه الأرقام أكدّ أصحاب العديد من قاعات الاحتفالات أن الحجز للأعراس بغزة ازداد بشكل كبير في الشهور الماضية، وقد اضطر عشرات الخاطبين أمام ندرة الحجز لإقامة حفلات زفافهم داخل بيوتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
صحفية بمكتب الجيل- فلسطين.