رسول الله ...

[زمردة]

ترى ما عساه يقول المرء في ذكرى مولدك يا رسول الله...<o></o>
وأي الكلمات بل أي الحروف تراه ينتقي ليصوغ لحضرتك سطور الحب و الشكر و العرفان...<o></o>
ولكن...<o></o>
عذرا رسول الله ...فأنا اليوم لن أتعب نفسي في محاولات مديحك ولا في محاولات تسطير تضحياتك, لعلمي يقينا بأن كلماتي مهما حبكت ستبقى قاصرة عن رد شي ء من حقك و فضلك....<o></o>
رسول الله ....<o></o>
أترانا في ذكرى مولدك نفرح و نبتهج لأنها ذكرى ولادة النور و الخلاص....<o></o>
لأنها ذكرى إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد....<o></o>
لأنها ذكرى صون الأعراض و ستر العورات....<o></o>
لأنها ذكرى هدم الأصنام – كل الأصنام – حجرية كانت أو بشرية....<o></o>
لأنها ذكرى تحرير البشر- كل البشر – من مختلف القيود...<o></o>
لأنها ذكرى رحمة البشرية و هدايتها إلى خير السبل و أسلم الطرق....
لأنها ذكرى بناء المجتمع القوي المتماسك المتكافل...<o></o>
لأنها ذكرى دحر الجاهليات و الخرافات ....<o></o>
رسول الله ....أترانا نفرح لذلك كله ...<o></o>
أم ترانا في هذه الذكرى نذرف دموع الحزن و الأسى على ما آلت إليه أحوالنا من تشتت و ضياع...
على أمة تركت عرش الريادة و القيادة و رضيت لنفسها الذل و الهوان....<o></o>
على أطفال ينشؤون على الرقص و الغناء....<o></o>
على شباب هجروا بيوت الله و عمروا الشوارع.....<o></o>
على نساء حذفن من قواميسهن كل مفردات الحياء....<o></o>
على رجال تخلوا عن مهمة التربية و التوجيه لتتولاها الفضائيات و مواقع الفساد و شوارع المجون....<o></o>
على شيوخ غصت بهم المقاهي و افتقدتهم المساجد....<o></o>
أم نذرف الدموع لأننا نسينا أو تناسينا أنك قدوتنا,فاتخذنا من دونك القدوات....<o></o>
رسول الله ...<o></o>
لكأني ألمح طيفك تجيب سؤالي و ترشد حيرتي....
لكأني أراك ترشدنا إلى كتاب الله لنعود إليه تلاوة و فهما و تطبيقا....<o></o>
لكأني أراك ترشدنا إلى سنتك لنستنير بها في السود الحوالك....<o></o>
لكأني أسمعك تقول لنا أن الاحتفال الحق بذكرى مولدك إنما يكون بولادتك فينا من جديد...<o></o>
أن تولد فينا بسنتك و هديك....<o></o>
أن تولد فينا بأخلاقك و رحمتك....<o></o>
أن تولد في شبابنا فتضج بهم المساجد, و يتعهدون المصاحف....<o></o>
أن تولد في شاباتنا فيزينهن الحجاب و الجلباب, و يتحلين بالستر و الحياء....<o></o>
أن تولد في رجالنا,فيسترخصون في سبيل نصرة شريعتك الأموال و الأرواح....<o></o>
أن تولد في نسائنا, فيخرجن أجيال النصر و العزة....
أن تولد في شيوخنا, فينيرون بعلمهم و حكمتهم طريق أمتهم....<o></o>
أن تولد فينا عزتك, فنهجر كل تافه عظمناه, و كل حقير تأسينا به....<o></o>
أن تولد فينا بثباتك, فلا نرتضي أن نبيع ذممنا و ضمائرنا بالدرهم و الدينار و الدولار....<o></o>
رسول الله ....<o></o>
لكأني أراك تسلمنا مشعل الدعوة...
لنتابع الطريق....<o></o>
و لنكمل المسيرة....<o></o>
مسيرة الحرية و النور... <o></o>
<input id="gwProxy" type="hidden"><!--Session data--><input onclick="jsCall();" id="jsProxy" type="hidden"><input id="gwProxy" type="hidden"><!--Session data--><input onclick="jsCall();" id="jsProxy" type="hidden"><input id="gwProxy" type="hidden"><!--Session data--><input onclick="jsCall();" id="jsProxy" type="hidden">

[أبو عبد الرحمن القلموني]

بارك الله بك يا أختنا على هذه الكلمات الصادقة.
ويعجبني قول للشاعر المنشد أبو الجود في احدى اناشيده:

فيا روعة الذكرى***إذا لم يتخذها السامع
أنشودة أو عادةً*** بل للحبيب مبايع.

ما أجمل ان تكون ذكرى الرسول حاضرةً في كل حركاتنا و سلوكياتنا اليومية لنعيش حياةً ربّانية طيبة بإذن الله.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.