فؤاد طرابلسي
16-03-2010, 01:28 PM
تكية البكتاشية - كهف السودان
http://www.egyptianheritage.gov.eg/images/mon/تكيةالبكتاشية/04.jpg
يقع كهف السودان بسفح جبل المقطم فى منطقة يوجد بها العديد من الأثار حيث يحده من الناحية الشمالية الغربية الممر المؤدي إلى قلعة محمد علي باشا بالمقطم ( 1225هـ / 1810م ) أثر رقم 556 ، ويحده من الناحية الجنوبية الغربية قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل (579هـ/1183م) أثر رقم 556 كما يطل على هذا الكهف جامع الجيوشي وقلعة محمد على باشا ومشهد اللؤلؤة وقبة يعقوب شاه المهمندار كما أنه يطل على طريق صلاح سالم،وقد عرف كهف السودان بعدة أسماء أيضا هي تكية البكتاشية وضريح عبد الله المغاوري وزاوية المغاوري وخانقاه وتكية المغاوري.
http://www.egyptianheritage.gov.eg/images/mon/تكيةالبكتاشية/05.jpg
وقد ذكر المؤرخ المقريزي فى كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" أن الذي أنشأ هذا الكهف المعروف بكهف السودان جماعة من السودان قاموا بحفر ونحت كهف فى جبل المقطم نسب إليهم وعرف باسمهم وذلك فى عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله (411 – 427 هـ /1021- 1036م )، ولقد كانت هذه الطائفة من السودان تتصف بالصلاح وتتسم بسمات التقوى والبركة وكان عددهم اثني عشر فردا أدركوا فى حياتهم زمن المعز لدين الله الفاطمي ،كما ذكرت بعض المصادر أن هذا الكهف كان عبارة عن محجر قديم أحيط به العديد من الأساطير، وقد سكن هذا الكهف العديد من العلماء الذين خالطوا هؤلاء السودانيين وكان منهم الشيخ "أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الفقاعي" الذي ينسب إليه محراب كان قد أنشأه فى مصلي كان موجودا بكهف السودان عرف بمحراب "ابن الفقاعي"وقد توفي أبو الحسن الفقاعي بمسجد أنشأه "كافور الإخشيدي" بالقرافة.
http://www.egyptianheritage.gov.eg/images/mon/تكيةالبكتاشية/07.jpg
كما ذكر المقريزي أيضا أن أخر من انقطع للعبادة بهذا الكهف كان "عبد الله بن الحسن بن قرقوب" سنة 428هـ/1056م فى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وكان قد بني فى الكهف بمكان محراب ابن الفقاعي مسجدا عرف بمسجد القرقربي ، وفى سنة 421هـ بني الشيخ "عبد الله بن يحي البزاز الأندلسي" المعروف بابن الأحدب مسجدا بكهف السودان وزاد فيه مواضع نحتها فى الجبل وبني بأعلاها مساكن وعمل له درجا نحتت فى الحجر حيث لم يكن هذا الدرج موجودا قبل ذلك وكان عبارة عن سطح يتسلقه الصاعد إلى الكهف بعد مشقة كبيرة،ولقد كان يوجد بالكهف مقابر هؤلاء السودانيين ومقابر أخري اندثر معظمها بمرور الزمن،ومن أشهر من أقاموا بهذا الكهف الشيخ "قايغوسز" المشهور باسم "سيدي عبد الله المغاوري" فى عهد الملك الصالح "الحاجي" والذي حضر إلى مصر سنة 800 هـ / 1397م وتدفق عليه المريدون وأقام بالقاهرة خمس سنوات ثم سافر إلى الحجاز وزار المدينة المنورة ثم سافر إلى العراق وزار النجف وكربلاء ثم عاد إلى مصر مرة أخري حيث توفي سيدي عبد الله المغاوري سنة 848هـ/1444م ودفن بالضريح المعروف باسمه بكهف السودان حيث يعد ضريحه هذا تحفة معمارية.
http://www.egyptianheritage.gov.eg/images/mon/تكيةالبكتاشية/11.jpg
وقد اتخذت طائفة المولوية أو الجلاليون نسبة إلى جلال الدين الرومي هذا الكهف زاوية لهم فترة من الزمن فى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي ثم انتقلوا منه إلى المدرسة السعيدية – مدرسة سنقر السعدي بالسيوفية أثر رقم 263 – فى عهد الدولة العثمانية، ولقد كان من شيوخ هذه التكية الشريف "نعمة الله الحسيني "شيخ زاوية كرمان الجلالية الذي قدم إلى مصر سنة 820هـ ولما مات الشيخ الحسيني قام بتجديد كهف السودان أو التكية الشريف نور الدين أحمد الأيجي الذي قام بوضع لوحة من الحجر تحتوي على النص التأسيسي فوق مدخل المغارة الأصلي للكهف والموجودة إلى الآن باسم شيخه الشريف الحسيني ويرجع تاريخ هذه اللوحة إلى سنة 905 هـ ،ثم آلت التكية أو كهف السودان بعد ذلك إلى طائفة أو دراويش البكتاشية وهي طريقة أناضولية دراويشها من الأتراك عملت الدولة العثمانية منذ قيامها على حمايتها وتنسب هذه الطريقة إلى "حاجي بكتاش" ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي وكانوا يساعدون الدولة العثمانية فى فتوحاتها وبرغم إدعاء البكتاشية أنهم من السنة إلا أنهم من الشيعة المتطرفة وقد انتشرت هذه الطريقة بمصر وتغلغلت بصورة واسعة خاصة فى الطبقات المتوسطة وكانوا يسكنون أول الأمر فى تكية القصر العيني التي أنشأها سنة 806هـ الناصر فرج بن برقوق ثم سكن بها الشيخ عبد الله المغاوري بدراويشه بعد ذلك وظلوا بها إلي أن انتقلوا إلى كهف السودان بدلا من المولوية وذلك فى عهد الخديوي إسماعيل باشا، حيث قام البكتاشية بطرد البدو من التكية ونظفوها وأعادوا لضريح المغاوري رونقه وفرشوه بالطنافس وعلقوا الثريات،وخلال الفترة من عام 1321إلى عام 1345هـ قام كلا من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين والأمير لطفي – أحد شيوخ التكية – بتجديد ضريح المغاوري كما يتضح من النص التأسيسي بضريح عبد الله المغاوري.
http://www.egyptianheritage.gov.eg/images/mon/تكيةالبكتاشية/04.jpg
يقع كهف السودان بسفح جبل المقطم فى منطقة يوجد بها العديد من الأثار حيث يحده من الناحية الشمالية الغربية الممر المؤدي إلى قلعة محمد علي باشا بالمقطم ( 1225هـ / 1810م ) أثر رقم 556 ، ويحده من الناحية الجنوبية الغربية قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل (579هـ/1183م) أثر رقم 556 كما يطل على هذا الكهف جامع الجيوشي وقلعة محمد على باشا ومشهد اللؤلؤة وقبة يعقوب شاه المهمندار كما أنه يطل على طريق صلاح سالم،وقد عرف كهف السودان بعدة أسماء أيضا هي تكية البكتاشية وضريح عبد الله المغاوري وزاوية المغاوري وخانقاه وتكية المغاوري.
http://www.egyptianheritage.gov.eg/images/mon/تكيةالبكتاشية/05.jpg
وقد ذكر المؤرخ المقريزي فى كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" أن الذي أنشأ هذا الكهف المعروف بكهف السودان جماعة من السودان قاموا بحفر ونحت كهف فى جبل المقطم نسب إليهم وعرف باسمهم وذلك فى عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله (411 – 427 هـ /1021- 1036م )، ولقد كانت هذه الطائفة من السودان تتصف بالصلاح وتتسم بسمات التقوى والبركة وكان عددهم اثني عشر فردا أدركوا فى حياتهم زمن المعز لدين الله الفاطمي ،كما ذكرت بعض المصادر أن هذا الكهف كان عبارة عن محجر قديم أحيط به العديد من الأساطير، وقد سكن هذا الكهف العديد من العلماء الذين خالطوا هؤلاء السودانيين وكان منهم الشيخ "أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الفقاعي" الذي ينسب إليه محراب كان قد أنشأه فى مصلي كان موجودا بكهف السودان عرف بمحراب "ابن الفقاعي"وقد توفي أبو الحسن الفقاعي بمسجد أنشأه "كافور الإخشيدي" بالقرافة.
http://www.egyptianheritage.gov.eg/images/mon/تكيةالبكتاشية/07.jpg
كما ذكر المقريزي أيضا أن أخر من انقطع للعبادة بهذا الكهف كان "عبد الله بن الحسن بن قرقوب" سنة 428هـ/1056م فى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وكان قد بني فى الكهف بمكان محراب ابن الفقاعي مسجدا عرف بمسجد القرقربي ، وفى سنة 421هـ بني الشيخ "عبد الله بن يحي البزاز الأندلسي" المعروف بابن الأحدب مسجدا بكهف السودان وزاد فيه مواضع نحتها فى الجبل وبني بأعلاها مساكن وعمل له درجا نحتت فى الحجر حيث لم يكن هذا الدرج موجودا قبل ذلك وكان عبارة عن سطح يتسلقه الصاعد إلى الكهف بعد مشقة كبيرة،ولقد كان يوجد بالكهف مقابر هؤلاء السودانيين ومقابر أخري اندثر معظمها بمرور الزمن،ومن أشهر من أقاموا بهذا الكهف الشيخ "قايغوسز" المشهور باسم "سيدي عبد الله المغاوري" فى عهد الملك الصالح "الحاجي" والذي حضر إلى مصر سنة 800 هـ / 1397م وتدفق عليه المريدون وأقام بالقاهرة خمس سنوات ثم سافر إلى الحجاز وزار المدينة المنورة ثم سافر إلى العراق وزار النجف وكربلاء ثم عاد إلى مصر مرة أخري حيث توفي سيدي عبد الله المغاوري سنة 848هـ/1444م ودفن بالضريح المعروف باسمه بكهف السودان حيث يعد ضريحه هذا تحفة معمارية.
http://www.egyptianheritage.gov.eg/images/mon/تكيةالبكتاشية/11.jpg
وقد اتخذت طائفة المولوية أو الجلاليون نسبة إلى جلال الدين الرومي هذا الكهف زاوية لهم فترة من الزمن فى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي ثم انتقلوا منه إلى المدرسة السعيدية – مدرسة سنقر السعدي بالسيوفية أثر رقم 263 – فى عهد الدولة العثمانية، ولقد كان من شيوخ هذه التكية الشريف "نعمة الله الحسيني "شيخ زاوية كرمان الجلالية الذي قدم إلى مصر سنة 820هـ ولما مات الشيخ الحسيني قام بتجديد كهف السودان أو التكية الشريف نور الدين أحمد الأيجي الذي قام بوضع لوحة من الحجر تحتوي على النص التأسيسي فوق مدخل المغارة الأصلي للكهف والموجودة إلى الآن باسم شيخه الشريف الحسيني ويرجع تاريخ هذه اللوحة إلى سنة 905 هـ ،ثم آلت التكية أو كهف السودان بعد ذلك إلى طائفة أو دراويش البكتاشية وهي طريقة أناضولية دراويشها من الأتراك عملت الدولة العثمانية منذ قيامها على حمايتها وتنسب هذه الطريقة إلى "حاجي بكتاش" ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي وكانوا يساعدون الدولة العثمانية فى فتوحاتها وبرغم إدعاء البكتاشية أنهم من السنة إلا أنهم من الشيعة المتطرفة وقد انتشرت هذه الطريقة بمصر وتغلغلت بصورة واسعة خاصة فى الطبقات المتوسطة وكانوا يسكنون أول الأمر فى تكية القصر العيني التي أنشأها سنة 806هـ الناصر فرج بن برقوق ثم سكن بها الشيخ عبد الله المغاوري بدراويشه بعد ذلك وظلوا بها إلي أن انتقلوا إلى كهف السودان بدلا من المولوية وذلك فى عهد الخديوي إسماعيل باشا، حيث قام البكتاشية بطرد البدو من التكية ونظفوها وأعادوا لضريح المغاوري رونقه وفرشوه بالطنافس وعلقوا الثريات،وخلال الفترة من عام 1321إلى عام 1345هـ قام كلا من الأمير كمال الدين حسين نجل السلطان حسين والأمير لطفي – أحد شيوخ التكية – بتجديد ضريح المغاوري كما يتضح من النص التأسيسي بضريح عبد الله المغاوري.