الزاهر
16-07-2007, 11:55 PM
العبقرية والذكاء.....بالمفهوم القلموني!!!
السلام عليكم ورحمة الله
بداية الموضوع طويل قليلا......لكن أرجو ممن يهتم....أن يحاول قدر المستطاع إجابتي على الأسئلة الواردة!!!
وأهلا وسهلا بالتعليقات والتصحيحات والملاحظات (مع الرجاء بمحاولة الإجابة أولا)........
أحببت أن أطرح هذا الموضوع بسبب ما يحدث عندنا في القلمون من تمييز بين الاختصاصات والحكم على الأشخاص ومقدار ذكائهم من خلال ما يدرسون وفيم يختصون. فترى الطالب الذي يدرس الرياضيات يعتبر "عبقريا" و "فائق الذكاء" في حين من يدرس الفلسفة أو اللغة العربية يعتبر "مانو ذكي" أو "ما بيطلع منو" .......فلماذا هذا التقسيم الزائف؟!
ثم، هل الذكاء هبة منحها الله لأشخاص معينين أم أنها مثل غيرها من المواهب التي يكتسبها الإنسان مع الزمن ويطورها لتصل إلى مراحل متدرجة، كل بحسب جهده الذي يبذله في تنميتها؟
ثم لماذا يعتبر الذكاء عام؟؟.....وليس متخصص. بمعنى أن شخصا ما يمكنه أن يمتلك "ذكاء مكاني" أي يمكنه أن يحفظ مكان ركن سيارته ولو كانت بين مليون سيارة مثلا.....أو أن يكون قادرا على تذكر الطريق بعد المرور بها لمرة واحدة......
أو أن يمتلك الشخص "ذكاء زماني" أي بمعنى أن يكون قادرا على تذكر زمان الأحداث وترتيبها بكل التفاصيل.
أو أن يمتلك الشخص "ذكاء تقديري" أي أن يكون قادرا على الحكم على الأشياء من أوزان ومقادير وأحجام من دون اللجوء لأي آلة أو أداة.
أو أن يكون الشخص "ذكيا حفظيا" كما أن يكون قادرا على حفظ كميات كبيرة من الأشياء والنصوص واللوائح من دون أن يدونها.
أو أن يكون الشخص "ذكيا صوتيا" أي أن يكون قادرا على تمييز الأصوات وفصلها في دماغه ولو كانت متشابكة ومشوشة.
وهناك الكثير من أنواع الذكاء.......
لكن من الناحية الأخرى.....ترى الذكي بأمر ......ذكيا بشكل عام، فيقال هذا "الذكي"...... لكن هو مثلا قادر على حفظ لوائح مثلا.....ولا يملك من الذكاء المكاني أي قدر.
أما في بلدتنا، فهناك تمييز للأشخاص ولمقدرتهم ولمؤهلاتهم وقدر ذكائهم حسب اختصاصهم.
فالذي يدرس الاجتماعيات مثلا يقال عنه "غبي" "مخو ما بيفرز" "مانو شاطر" لكن هو (ما شاء الله) بارع جدا فيم يدرس.....بل "عبقري" في اختصاصه....ثم لماذا هذا التمييز؟ وهل فرع العلوم يعتبر أصعب من فرع اللغة مثلا؟ وما هو المعيار للصعوبة؟
وكمثال صغير.....ولن أبتعد كثيرا.....سأتكلم عن نفسي.....
مثلا أنا أمتلك بعضا من الذكاء المكاني وخاصة فيما يختص بالـ Espace فيمكنني التخيل والتعامل مع الأشكال أفضل من رفاقي.......لكن من جهة أخرى، مقدرتي على تذكر ترتيب الأحداث مثلا، ليست متطورة.....
وهنا ممكن أن أصنف نفسي "ذكيا" من ناحية الـEspace والتعامل مع الأشكال......لكن أنا "غبي" من ناحية ترتيب الأحداث!!!
ثم يقال الرياضيات والكيمياء (العلوم بشكل عام) أصعب من الأدبيات والاجتماعيات.......هذا السائد في بلدتنا!!!!
لكن من ناحيتي ......أجد أن أصعب مادة دراسية درستها في حياتي كانت القواعد العربية......ودائما ما كانت علامتي في المتوسط على مسابقات اللغة العربية 15/20 بسبب سؤال الإعراب (5 علامات دوما)
بل أجد أن كل من يبرع بالقواعد، "عبقريا".....لأنها بالنسبة لي، علم صعب!!.
وكما أن الفيزياء مثلا، علم هين.......بالنسبة للبعض......فهي المستحيل بالنسبة للبعض الآخر.
بالرغم من ذلك، تجد أن السائد في بلدتنا هو أن العلوم "الفرع الصعب" والاجتماعيات "الفرع الهين"......من أين جاء هذا التقسيم؟؟؟ وما هي أسبابه؟؟
لم أجد جوابا على كل الأسئلة التي سألتها!!! للأسف!.....فما هي الإجابات لكي يكون الحل أكثر ملائمة للواقع الذي نعيشه؟؟؟؟.......منشان نحط أيدنا على الجرح يعني!!!!
وقد تكلمنا عن الظاهرة كثيرا......فما الحل؟؟
الحل!!!....بشكل مبدئي!
الحل برأيي أن تجرى محاضرات تثقيفية لكي تنقل للناس فكرة أن الذكاء والعبقرية أمر نسبي.....وليست صفة عامة.....وأنها كالعضلات....كلما مرنتها وأخضعتها للاختبار تطورت وتقدمت وأصبحت قادرة على القيام بأمور أصعب وأكثر تطورا.
الحل أن يقوم كل من هو مسئول عن تربية طفل.....أو مجموعة أطفال، أن يقوم بتعليمهم أن الذكاء أمر نسبي......فالمعلم في المدرسة ينقل هذه النظرة لطلابه....ويفهمهم أن الذكي ليس بذكي بشكل عام....بل عنده مواطن قوة ومواطن ضعف. وكذلك المربي في المسجد.....والشيخ في خطبه.....والمربي بشكل عام.
الحل أن تعامل الأم أطفالها كل حسب موهبته وذكائه.....وأن لا تقول له "كن مثل أخيك!!!" لأنها تطلب المستحيل.....فكيف له أن يحفظ متى رن الجرس......قبل أن يرتطم القلم بالأرض أم بعد أن ارتطم.....بجزء من الثانية!!! فعليها أن تعلم أولادها أن كل منا له موهبة ويبرع بأمر من الأمور.....أي لكل منا دور محدد في هذه الحياة.
الحل أن يكلف من يمتلك الموهبة المناسبة بالعمل المناسب.....لا أن يكلف الرسام بترتيب الملفات والمستندات.....وأن يكلف الخطاط بإلقاء الخطابات......وأن يكلف خريج كلية الشريعة بالتنظير على المهندس المعماري!!!!.....هنا نكون وظفنا الذكاء المناسب في المكان المناسب.....لكي يبرع فيما تدرب وتعود على القيام به.....ولكي يتطور ويتقدم فيعطي نتائج أفضل كلما عمل في مجاله.
ونختم بأن ندعو كل من يمكنه تغيير الوضع أن يبادر ويباشر بوضع المنهج المناسب للقيام بذلك.....فالأستاذ يخصص حصة لشرح الأمر لطلابه....والشيخ يجمع الأحاديث والقصص والمأثورات التي ورد فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كلف الشخص المناسب بالعمل المناسب له والذي يبرع به......والأم تكلف الابن المناسب بالعمل المناسب له.....فلينظر كل منا بما هو ذكي، وليطور هذا الذكاء والموهبة بالطريقة التي تناسبه ولينقل هذا الفكر لكل من حوله، حتى يتغير المفهوم المغلوط---للأسف السائد---في بلدتنا عن الذكاء.
والسلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله
بداية الموضوع طويل قليلا......لكن أرجو ممن يهتم....أن يحاول قدر المستطاع إجابتي على الأسئلة الواردة!!!
وأهلا وسهلا بالتعليقات والتصحيحات والملاحظات (مع الرجاء بمحاولة الإجابة أولا)........
أحببت أن أطرح هذا الموضوع بسبب ما يحدث عندنا في القلمون من تمييز بين الاختصاصات والحكم على الأشخاص ومقدار ذكائهم من خلال ما يدرسون وفيم يختصون. فترى الطالب الذي يدرس الرياضيات يعتبر "عبقريا" و "فائق الذكاء" في حين من يدرس الفلسفة أو اللغة العربية يعتبر "مانو ذكي" أو "ما بيطلع منو" .......فلماذا هذا التقسيم الزائف؟!
ثم، هل الذكاء هبة منحها الله لأشخاص معينين أم أنها مثل غيرها من المواهب التي يكتسبها الإنسان مع الزمن ويطورها لتصل إلى مراحل متدرجة، كل بحسب جهده الذي يبذله في تنميتها؟
ثم لماذا يعتبر الذكاء عام؟؟.....وليس متخصص. بمعنى أن شخصا ما يمكنه أن يمتلك "ذكاء مكاني" أي يمكنه أن يحفظ مكان ركن سيارته ولو كانت بين مليون سيارة مثلا.....أو أن يكون قادرا على تذكر الطريق بعد المرور بها لمرة واحدة......
أو أن يمتلك الشخص "ذكاء زماني" أي بمعنى أن يكون قادرا على تذكر زمان الأحداث وترتيبها بكل التفاصيل.
أو أن يمتلك الشخص "ذكاء تقديري" أي أن يكون قادرا على الحكم على الأشياء من أوزان ومقادير وأحجام من دون اللجوء لأي آلة أو أداة.
أو أن يكون الشخص "ذكيا حفظيا" كما أن يكون قادرا على حفظ كميات كبيرة من الأشياء والنصوص واللوائح من دون أن يدونها.
أو أن يكون الشخص "ذكيا صوتيا" أي أن يكون قادرا على تمييز الأصوات وفصلها في دماغه ولو كانت متشابكة ومشوشة.
وهناك الكثير من أنواع الذكاء.......
لكن من الناحية الأخرى.....ترى الذكي بأمر ......ذكيا بشكل عام، فيقال هذا "الذكي"...... لكن هو مثلا قادر على حفظ لوائح مثلا.....ولا يملك من الذكاء المكاني أي قدر.
أما في بلدتنا، فهناك تمييز للأشخاص ولمقدرتهم ولمؤهلاتهم وقدر ذكائهم حسب اختصاصهم.
فالذي يدرس الاجتماعيات مثلا يقال عنه "غبي" "مخو ما بيفرز" "مانو شاطر" لكن هو (ما شاء الله) بارع جدا فيم يدرس.....بل "عبقري" في اختصاصه....ثم لماذا هذا التمييز؟ وهل فرع العلوم يعتبر أصعب من فرع اللغة مثلا؟ وما هو المعيار للصعوبة؟
وكمثال صغير.....ولن أبتعد كثيرا.....سأتكلم عن نفسي.....
مثلا أنا أمتلك بعضا من الذكاء المكاني وخاصة فيما يختص بالـ Espace فيمكنني التخيل والتعامل مع الأشكال أفضل من رفاقي.......لكن من جهة أخرى، مقدرتي على تذكر ترتيب الأحداث مثلا، ليست متطورة.....
وهنا ممكن أن أصنف نفسي "ذكيا" من ناحية الـEspace والتعامل مع الأشكال......لكن أنا "غبي" من ناحية ترتيب الأحداث!!!
ثم يقال الرياضيات والكيمياء (العلوم بشكل عام) أصعب من الأدبيات والاجتماعيات.......هذا السائد في بلدتنا!!!!
لكن من ناحيتي ......أجد أن أصعب مادة دراسية درستها في حياتي كانت القواعد العربية......ودائما ما كانت علامتي في المتوسط على مسابقات اللغة العربية 15/20 بسبب سؤال الإعراب (5 علامات دوما)
بل أجد أن كل من يبرع بالقواعد، "عبقريا".....لأنها بالنسبة لي، علم صعب!!.
وكما أن الفيزياء مثلا، علم هين.......بالنسبة للبعض......فهي المستحيل بالنسبة للبعض الآخر.
بالرغم من ذلك، تجد أن السائد في بلدتنا هو أن العلوم "الفرع الصعب" والاجتماعيات "الفرع الهين"......من أين جاء هذا التقسيم؟؟؟ وما هي أسبابه؟؟
لم أجد جوابا على كل الأسئلة التي سألتها!!! للأسف!.....فما هي الإجابات لكي يكون الحل أكثر ملائمة للواقع الذي نعيشه؟؟؟؟.......منشان نحط أيدنا على الجرح يعني!!!!
وقد تكلمنا عن الظاهرة كثيرا......فما الحل؟؟
الحل!!!....بشكل مبدئي!
الحل برأيي أن تجرى محاضرات تثقيفية لكي تنقل للناس فكرة أن الذكاء والعبقرية أمر نسبي.....وليست صفة عامة.....وأنها كالعضلات....كلما مرنتها وأخضعتها للاختبار تطورت وتقدمت وأصبحت قادرة على القيام بأمور أصعب وأكثر تطورا.
الحل أن يقوم كل من هو مسئول عن تربية طفل.....أو مجموعة أطفال، أن يقوم بتعليمهم أن الذكاء أمر نسبي......فالمعلم في المدرسة ينقل هذه النظرة لطلابه....ويفهمهم أن الذكي ليس بذكي بشكل عام....بل عنده مواطن قوة ومواطن ضعف. وكذلك المربي في المسجد.....والشيخ في خطبه.....والمربي بشكل عام.
الحل أن تعامل الأم أطفالها كل حسب موهبته وذكائه.....وأن لا تقول له "كن مثل أخيك!!!" لأنها تطلب المستحيل.....فكيف له أن يحفظ متى رن الجرس......قبل أن يرتطم القلم بالأرض أم بعد أن ارتطم.....بجزء من الثانية!!! فعليها أن تعلم أولادها أن كل منا له موهبة ويبرع بأمر من الأمور.....أي لكل منا دور محدد في هذه الحياة.
الحل أن يكلف من يمتلك الموهبة المناسبة بالعمل المناسب.....لا أن يكلف الرسام بترتيب الملفات والمستندات.....وأن يكلف الخطاط بإلقاء الخطابات......وأن يكلف خريج كلية الشريعة بالتنظير على المهندس المعماري!!!!.....هنا نكون وظفنا الذكاء المناسب في المكان المناسب.....لكي يبرع فيما تدرب وتعود على القيام به.....ولكي يتطور ويتقدم فيعطي نتائج أفضل كلما عمل في مجاله.
ونختم بأن ندعو كل من يمكنه تغيير الوضع أن يبادر ويباشر بوضع المنهج المناسب للقيام بذلك.....فالأستاذ يخصص حصة لشرح الأمر لطلابه....والشيخ يجمع الأحاديث والقصص والمأثورات التي ورد فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كلف الشخص المناسب بالعمل المناسب له والذي يبرع به......والأم تكلف الابن المناسب بالعمل المناسب له.....فلينظر كل منا بما هو ذكي، وليطور هذا الذكاء والموهبة بالطريقة التي تناسبه ولينقل هذا الفكر لكل من حوله، حتى يتغير المفهوم المغلوط---للأسف السائد---في بلدتنا عن الذكاء.
والسلام عليكم