تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طلب مهم: أريد ترجمة الشيخ جودة المارديني ـ رحمه الله ـ



أبو الفداء أحمد بن طراد
14-04-2010, 01:47 AM
من يأتينا بترجمة الشيخ جودة المارديني ـ رحمه الله ـ.
وإليكم بعض ما أعرفه عنه:
* من تلاميذ العلاَّمة جمال الدين القاسمي.
* رافق الشيخ حامد التقي، وصحبه في درس علاَّمة الشام.

أبو الفداء أحمد بن طراد
16-04-2010, 02:27 AM
هل من مجيب؟؟

فؤاد طرابلسي
17-04-2010, 07:38 PM
الاخ الكريم الاستاذ احمد لا اعلم شيئا عن الشيخ جودة المارديني

أبو الفداء أحمد بن طراد
18-04-2010, 03:26 AM
لقد كنت آمل أن أجد الترجمة لديك ولكن لا ضير ـ إن شاء الله ـ فشكراً لك أيها الجليل، ثانياً إليك هذه المقالة التي ذكر فيها اسم الشيخ جودة، وهي مقالة للشيخ حامد التقي كتبها في مجلة التمدن الإسلامي:
قال الشيخ محمد بن ناصر العجمي:

* وهذا مقال صغير للشيخ حامد التقي عن شيخه جمال الدين يتضح لك منه مدى الصلة بينهما.

" سألني سائل: من هو جمال الدين القاسمي؟ (1) فإني رأيت شارعاً ومدرسةً مسميين بهذا الاسم، وقد أُخبرت عنك أنك من تلاميذه، وأنك لازمته مدة طويلة.

فأجبت السائل قائلاً له: سأُخبرك عن حقيقة هذا الرجل الذي كان قدوة حسنة لكل من يريد أن يكون عالماً عاملاً، إنه ولد سنة ( 1283هـ)، وتُوفي سنة (1332هـ)، عاش من العمر تسعاً وأربعين سنة، نافت تآليفه على مائة، طُبِعَ منها ما ينوف على عشرين كتاباً، أمضى عمره بين الدروس والتدريس والتأليف، ونشر المقالات القيمة في المجلات، والجرائد، كان يُقرِيء في كل يوم عدة دروس خاصة وعامة بعد الصلوات مجاناً، وقد قسَّم أوقاته ما بين الدرس والتعليم والتصنيف و العبادة، فلا يمكن أن يصرف وقتاً من أوقات حياته في غير عمل نافع له ولأمته، كان بعيداً عن الهزل، يغلب عليه الجد، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان مهاب الطلعة، حسن الهندام، إذا رآه حاسدوه، ومناوئوه لا يسعهم إلا تعظيمه واحترامه.

ما رأيت طول عمري ـ وقد تجاوزت السبعين ـ من يُماثله تحقيقاً وعلماً وأخلاقاً حسنة، وصدعاً بالحق بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان حسن الأداء والصوت عند تلاوته للقرآن الكريم في الصلوات والتهجد.

وكان لا يطلب من ناشر كتبه جزاءً ولا شكوراً، وكان يقول: إنما أريد نفع الأمة وإخراجها من الجهل إلى العلم، ومن الهمجية إلى المدنية الصحيحة، وقد ناله ما نال الأئمة من حُسَّادٍ ومناوئين للفضيلة، وممن يبغون هذه الحياة عوجاً، وممن يعترضون على كل شيء، ولا يأتون بشيء، وما جالسه أحد إلاَّ عشقه مجالسه، ولا سأله سائل إلاَّ وجد عنده التحقيق وفصل الخطاب.

كان يُعْرِضُ عن الجاهل والمعاند ويدفعه بالتي هي أحسن، كان يقول لي دائماً: عليك أن تسير سير الأئمة الأربعة وغيرهم ممن سبقهم أو جاء بعدهم، فقد علَّمونا حرِّيِّة الرَّأْي بقولهم: إذا رأيتم قولنا يخالف قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاضربوا بقولنا الحائط، وقد قال أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ ما جاء عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبلناه، وما جاءنا عن الصحابة تخيرناه، وما جاء عن غيرهم فهم رجالٌ ونحن رجال، لم يدّعِ أحدٌ منهم العصمة لنفسه، فقد روى الإمام مالك ـ رضي الله عنه ـ سئل عن عدة مسائل، فأجاب عن البعض ولم يجب عن البعض، فقال السائل: إذا سئلنا وقيل لنا: لماذا لم يجب مالك عما سئل عنه؟ فقال مالك: قولوا له: سئل عما لا يعلم، فقال: لا أعلم.

وقد طُبِعَ للمرحوم عدة مؤلفات، منها :" إصلاح المساجد من البدع والعوائد"، وقد قلت له: لماذا لم تؤلف في البدع بدون التقييد بالمساجد؟ فقال لي: إن أكثر البدع موجودة في المساجد، فينبغي العناية بالكثير قبل القليل.

وقد زاره أحد الأفاضل مستصحباً مقالة منشورة في جريدة المؤيد فيها شكوك بالأُلوهية، وطلب الجواب عنها، وقال: سألت فلاناً وطلبت منه الجواب عن هذه الشكوك، فقال: سأجيب عنها بالدرس العام، فقلت له: شكوك نشرت في جريدة، فينبغي الإجابة عنها نشراً، فلم يقبل مني ما طلبته، ولذلك أتيتك طالباً الإجابة عنها كتابةً، فأخذ من تلك الشكوك وأجاب عنها مفصلاً في كتاب سمَّاه " دلائل التوحيد "، ذكر فيه عدة أدلة عقلية في إثبات الألوهية وفوائد مهمة، وقد طُبِعَ له أيضاً بدمشق رسالة مهمة في بيان الطلاق الشرعي الواقع سماها:" الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس"، قال لي: إني سميتها الاستئناس لأجل أن يقرأها المتعصب والجامد، وإن كانت براهينها عندي قطعية، واستهلَّ تلك الرسالة بمقدمة خيالية جذابة ليتمم قراءتها المتعصب الجامد.

وله من المؤلفات التي لم تطبع (2) " تفسير القرآن الكريم" في تسع مجلدات، وهو خير تفسير فيما علمت، التزم فيه بيان مطابقة الدين للعلم الصحيح، وبين فيه أن القرآن تكفل بمصالح البشر لمن تدبره حق التدبر، إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة.

وكان داعية عظيماً للعلم والحرية ونبذ التقليد الأعمى، وإرجاع مجد الإسلام ورفع شأنه، لذلك كان يتردد عليه ليلاً ونهاراً رجالُ الأمة ومثقَّفوها كالأمير شكيب أرسلان، وزكي الخطيب، وعبد الرَّحمن الشهبندر، وسليم الجزائري، وعبد الوهاب الإنكليزي، وشكري العسلي، وأضرابهم، وكانوا معجبين به لا يفارقونه.

وقد بلغني عن لسان الشيخ رشيد رضا صاحب مجلة

" المنار " أنه قال أيام دولة الأتراك:" لا يمكن أن تصلح الدولة العثمانية إلاَّ بأن يؤلف لها كتاب ديني عصري يقدم إلى مجلس الأمة، ثم بعد التصديق عليه، وينشر للعمل، ولا يستطيع أحد أن يؤلفه إلا جمال الدين القاسمي.

وقد أخرج لنا تلاميذه، هم أركان العلم، والعمل بدمشق وغيرها، منهم الأساتذة: محمد جميل الشطي، محمد بهجة البيطار ، عز الدين علم الدين التنوخي، توفيق البزرة، جودة المارديني، أحمد قشلان، ومحمود العطار، وشاعر بيروت وأديبها حسين الجارودي، وغيرهم.

أذكر أنه وسد إلي منذ خمسين عاماً مدرس بمحافظة نائية عن دمشق، كان أهلها في ذاك العصر في منتهى الهمجية، فلما وصلت إليها، ووجدت من همجية أهلها وبعدهم عن المدنية الصحيحة والدين، عزمت على دروس المرحوم شيخنا المذكور جمال الدين القاسمي، وفوائده وثقافته، فكتبت له عما عزمت عليه من الاستقالة، وبينت له ما شاهدته مما وصفت، فأجابني: إني ما علَّمتك وما غذَّيتك بما غذيتك به إلاَّ لترينا آثار ما زرعناه فيك، وتحقيق ما أملناه بك.

رحمه الله وأرانا في هذه الأمة أمثاله ممن يُقتدى بهم في العلم والعمل.

____________________________

(1) مجلة التمدن الإسلامي (19/ 764، 766)

(2) وقد طبع ـ بعد ـ بحمد الله مراراً.


((وليد القرون الأولى، إمام الشام في عصره جمال الدين القاسمي سيرته الذاتية بقلمه، لمحمد بن ناصر العجمي، ص 270ـ 274، ط. دار البشائر 1430)).