المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام الشافعي رضي الله عنه



أحمد عامر الظنط
04-05-2010, 11:21 PM
ترجمته

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، فهو عربي قرشي هاشمي مطلبي، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جده عبد مناف.

ولد الشافعي بغزة سنة مائة وخمسين هجرية، وهي نفس السنة التي مات فيها الإمام أبو حنيفة.

وروى ياقوت الحموي في معجمه عن الشافعي أنه قال «ولدت باليمن فخافت أمي علي الضيعة، فحملتني إلى مكة وأنا ابن عشر سنين أو شبيه ذلك» وذهب البعض في التوفيق بين الروايتين إلى القول بأنه ولد بغزة، ونشأ بعسقلان وهي بلدة تبعد نحو ثلاثة فراسخ من غزة كانت تسكنها قبائل اليمن.

نشأ الشافعي في أسرة فقيرة، ومات أبوه وهو صغير فانتقلت به أمه إلى مكة لتحافظ على شرف نسبه.

وأمه تدعى فاطمة بنت عبد الله الأزدية نسبة إلى قبيلة الأزد. شب الشافعي فقيرًا ضيق العيش، حتى اضطر وهو يطلب العلم إلى الكتابة على قطع الخزف، وقطع الجلود وسعف النخل وعظام الحيوانات لضيق ذات يده وعدم قدرته على شراء الورق.

حفظ الشافعي القرءان الكريم وهو صغير، وأخذ يحفظ الأحاديث النبوية ويكتبها، ورحل إلى البادية وعاشر قبيلة «هذيل» عشر سنين ليأخذ عنها قواعد اللغة العربية وكلماتها، فحفظ الشافعي أشعار هذيل وأخبارها، وكانت هذيل من القبائل العربية الفصيحة. تعلم الشافعي الرمي إلى جوار العلم، حتى إنه كان يرمي عشرة سهام فلا يخطئ في سهم منها وقال في ذلك: «كانت همتي في شيئين: الرمي والعلم، فصرت في الرمي بحيث أصيب من عشرة عشرة» وسكت، فقال له بعض من سمعه أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي.

الشافعي في مكة

كان الشافعي في أول أمره منصرفًا إلى الشعر والأدب وأيام العرب، ثم قيض الله له من الأسباب ما صرفه إلى الفقه والعلم. وتقول الروايات إنه التقى وهو في طريقه إلى طلب النحو والأدب بمسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة فسأل الشافعي: من أين أنت؟ فقال: من أهل مكة قال: أين منزلك؟ قال: بشعب الخيف، قال: من أي قبيلة أنت فأجاب الشافعي: من عبد مناف قال مسلم: بخ بخ لقد شرفك الله في الدنيا والآخرة، ألا جعلت فهمك هذا في الفقه فكان أحسن لك.

وقد نبغ الشافعي في الفقه على حداثة سنه، وأذن له الزنجي في الإفتاء، ولكن همة الشافعي لم تقنع بما وصل إليه، إذ بلغته أخبار إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه وكان ذلك في الوقت الذي ارتفع فيه اسم مالك في الآفاق وبلغ شأنًا عظيمًا من العلم والحديث.

الشافعي في المدينة المنورة

سمت همة الشافعي للهجرة إلى المدينة في طلب العلم، وأعد لذلك عدته بأن استعار كتاب «موطأ مالك» من رجل في مكة وقرأه وحفظه، ثم سافر إلى المدينة فلما سأله الإمام مالك عن اسمه قال: محمد، فقال له مالك: «يا محمد اتق الله واجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن، إن الله قد ألقى على قلبك نورًا فلا تطفئه بالمعصية». ثم قال له «إذا ما جاء الغد تجيء ويجيء من يقرأ لك». وأخذ الشافعي يقرأ ومالك يستزيده في القراءة، وظل معه يروي عنه ويتفقه عليه ويدارسه المسائل التي يفتي فيها الإمام الجليل إلى أن مات الإمام مالك سنة مائة وتسع وسبعين هجرية وقد بلغ الشافعي الشباب.

كان الشافعي حريصًا على ملازمة الإمام مالك، ولكنه كان يتحين الوقت بعد الآخر فيقوم برحلات إلى مكة يزور أمه ويستفيد بنصائحها، وكان فيها نبل وحسن فهم، وكان الإمام الشافعي يحب السفر ويرى فيه فوائد جليلة.

وكان يقول:

سأضرب في طول البلاد وعرضها أنال مرادي أو أموت غريبًا
فإن تلفت نفسي فلله درها وإن سلمت كان الرجوع قريبا

وقال الشافعي في فوائد السفر:

سافر تجد عوضًا عمن تفارقه وانصب فإن لذيد العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصب

على أن شرف نسب الشافعي لم يقعده عن العمل والسعي في طلب الرزق ليأكل من كد يمينه، ثم ولاّه أحد حكام اليمن عملاً في نجران ظهر فيه ذكاؤه وترفعه عن الظلم فرفض التملق والرشوة التي كانت تقدم لمن سبقه من الحكام.

الشافعي في العراق

كان الشافعي وقت قدومه بغداد في الرابعة والثلاثين من عمره وأقام بها حولين. ثم تفرغ لدراسة العلم والفقه على محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة، فاجتمع له بذلك فقه الحجاز الذي يغلب عليه النقل، وفقه العراق الذي يغلب عليه العقل، وهكذا صار الشافعي إمامًا من أئمة الفقه في المعقول والمنقول.

يقول ابن حجر عن الشافعي: «اجتمع له علم أهل الرأي وعلم أهل الحديث».



مشايخه:

ومن مشايخه في العراق وكيع بن الجرّاح الكوفي، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي، وإسمـٰعيل بن عطية البصري، وعبد الوهاب بن عبد الحميد البصري. ومن شيوخه في المدينة: مالك بن أنس الأصبحي، وإبراهيم بن سعد الأنصاري وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وإبراهيم بن يحيى الأسامي، ومحمد بن سعيد بن أبي فديك وعبد الله بن نافع الصائغ.

ومن شيوخه في اليمن: مطرف بن مازن وهشام بن يوسف قاضي صنعاء وعمر ابن أبي مسلمة صاحب الأوزاعي ويحيى بن حسان صاحب الليث بن سعد. الشافعي وأحمد بن حنبل

ولما عاد إلى مكة يلقي دروسه في الحرم المكي، والتقى به أكابر العلماء في موسم الحج، واستمعوا إليه، ثم التقى بأحمد بن حنبل العالم الجليل، فلما سُئل عن الشافعي قال: «لقد منّ الله به علينا، ولقد جالسناه الأيام والليالي فما رأينا منه إلا كل خير رحمة الله عليه» وكان ابن حنبل يكثر التردد على مجلس الشافعي يجل مقامه ويحتفل به، ويقال إن الشافعي ركب يومًا على حماره فمشى ابن حنبل إلى جانبه وهو يذاكره، ولما علم يحيى بن معين بذلك عاتب أحمد بن حنبل على فعله هذا فقال له الإمام أحمد: «لو كنت في الجانب الآخر من الحمار لكان خيرًا لك».

وفي عام مائة وخمس وتسعين هجرية قدم الشافعي بغداد ومعه أصول الفقه وقواعده، فأقبل عليه العلماء والمحدثون وأهل الرأي، فأخذ يفيض عليهم من علمه، وكان له بالعراق تلاميذ وأتباع، وعرف مذهبه واشتهر بمذهبه القديم.

وكان رحمه الله أول من صنّف في أبواب كثيرة من الفقه معروفة ومع ذلك قال: «وددت لو أخذ عني هذا العلم من غير أن يُنسب إلي منه شىء» وقال: «ما ناظرت أحدًا إلا وددت أن يظهر الله الحق على يديه».

كان الشافعي رحمه الله جهوري الصوت جدًا، وفي غاية الكرم والشجاعة، وجودة الرمي وصحة الفراسة وحسن الخلق، كان قوله في اللغة حجة كقول امرئ القيس ولبيد ونحوهما كما نقله ابن الصلاح في طبقاته، في فصل المحمدين عن ابن هشام صاحب السيرة بسند صحيح، ولهذا عبّر ابن الحاجب في «تعريفه» بقوله: «وهي لغة الشافعي كما يقولون لغة تميم، وربيعة»، وكان رحمه الله أعجوبة في العلم بأنساب العرب وأيامها، وأحوالها.

وسأله هرون الرشيد يومًا موعظة، فوعظه بموعظة مؤثرة لطاوس اليماني، فبكى الرشيد وأمر للشافعي بمال كثير وهدايا ففرقها عند الباب.

قال الرازي في كتاب مناقب الشافعي: «واعلم أن الشافعي رضي الله عنه قد صنف كتاب الرسالة وهو في بغداد، ولما رجع إلى مصر، أعاد تصنيفه، وفي كل واحد منهما علم كثير».

وفي سنة مائة وثمان وتسعين هجرية تولى الخلافة المأمون العباسي، وفي عهده لم يطب للشافعي المقام ببغداد نظرًا لغلبة الفرس واستيلائهم على شئون الحكم، والشافعي عربي قرشي معتز بالشريعة، بينما كان المأمون يشجع الفلسفة التي انتشرت في عهده، ولقد عرض على الشافعي تولي القضاء فأباه.

وعندما أراد الشافعي السفر إلى مصر قال:

لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر ومن دونها قطع المهامة والقفر
فوالله ما أدري أللفوز والغنى أساق إليها أم أساق إلى القبر

وأقام الشافعي بمصر أربع سنين ونيفا، نشرت فيها كتبه وسار ذكره ونال الفوز بسبب إقبال الناس عليه وحبهم له وانتشار مذهبه بينهم.

قال الربيع بن سليمان تلميذ الشافعي كان الشافعي يجلس في حلقته إذا صلى الفجر فيجيئه أهل القرءان، فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه، فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر، فإذا ارتفع الضحى تفرقوا وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار.

كان الشافعي رضي الله عنه يتحرى الدقة فيما يرويه الرواة منسوبًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان يشترط فيمن يروي الحديث أن يكون صادقًا ورعًا، يفهم ما يرويه، حافظًا له وأن يكون قد سمع الحديث مباشرة ممن يروي عنه.

واعتبر الشافعي الإجماع إجماع أمة محمد في زمن من الأزمان على حكم من الأحكام حجة، وذلك بعد أن وضع له قيودًا وشروطًا تبعد عنه الفوضى، وكان يكره الغلوّ في الدين، ويرى أنه لا يجوز لإنسان أن يقول بالشريعة برأيه، إلا إذا كان أساس هذا الرأي القياس، وهو إلحاق أمر غير منصوص على حكمه بأمر منصوص على حكمه لاشتراكهما في علة الحكم على أن يكون المتكلم أهلا للاجتهاد والقياس.

ويقول الرازي في فقه الشافعي «اعلم أن نسبة الشافعي إلى علم الأصول كنسبة ارسطو إلى علم المنطق وكنسبة الخليل بن أحمد إلى علم العروض».

مرضه ووفاته

تعرض الشافعي في حياته لأمراض كثيرة منها (البواسير) الذي كان سببًا لنزف الدم منه في كثير من الأحيان، وعرضه هذا المرض ذات مرة لنزيف شديد قضى عليه رحمه الله.

توفي الشافعي بمصر ليلة الخميس بعد المغرب في ءاخر ليلة من رجب سنة أربع ومائتين وعمره أربعة وخمسون عامًا، وكانت وفاته عند عبد الله بن الحكم وإليه أوصى، ودفن في يوم الجمعة التالي ليوم وفاته، ودفنه بنو عبد الحكم في مقابرهم بالقرافة الصغرى وبنوا على قبره قبة جددها صلاح الدين وبنى بجوارها المدرسة الصلاحية عام خمسمائة وخمسة وسبعين هجرية ـ ألف ومائة وتسعة وسبعين رومية، وكانت معقلا لنشر مذهب الشافعي.

قبة الشافعي

هي قبة عظيمة تفنن المهندسون في زخرفتها، وتوالى عليها التجديد والإصلاح من الملوك والحاكمين، ومكتوب على مصراعيها:

الشافعي إمام الناس كلهم في العلم والحلم والعلياء والباس
له الإمامة في الدنيا مسلمة كما الخلافة في أولاد عباس
أصحابه خير أصحاب ومذهبه خير المذاهب عند الله والناس

وفوق القبة مركب صغير مثبت في هلال القبة منذ إنشائها، وقد عاينها الإمام البوصيري صاحب «البردة» المتوفى عام ستمائة وخمسة وتسعين هجرية ـ ألف ومائتين وخمسة وتسعين رومية وأنشد يقول:

بقبة قبر الشافعي سفينة رست في بناء محكم فوق جلمود

وقد غاض طوفان العلوم بقبره استوى الفلك من ذاك الضريح على الجود

وصف القبة

يقول المسعودي: «إن مقبرة الإمام الشافعي قد تميزت بوضع عمود حجري عند الرأس وءاخر عند قدميه وقد نقش على عمود الرأس النص التالي: « هذه مقبرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي المؤمن بالله».

في عام خمسمائة واثنين وسبعين هجرية أمر صلاح الدين الأيوبي ببناء مدرسة بجوار ضريح الإمام الشافعي، وتمّ بناؤها في رمضان عام خمسمائة وخمسة وسبعين هجرية قد بقي من هذه المدرسة لوحة كتب عليها خمسة سطور: «بنيت هذه المدرسة باستدعاء الشيخ نجم الدين الخبوشاني لتدريس فقه الشافعية وأصول الأشعرية للرد على الحشوية وغيرهم من المبتدعة.

كما أمر صلاح الدين بعمل تابوت خشبي ءاية في الزخرفة مؤرخ عليه سنة خمسمائة وأربعة وسبعين هجرية واسم الصانع هو عبيد أبو المعالي.

ويقول المقريزي: إن الملك الكامل دفن ابنه بجوار قبر الإمام الشافعي، وبنى قبة كبيرة على القبر، ووصل إليها المياه من بركة الحبش بواسطة قناطر، ولذلك أقبل الناس على بناء مقابر موتاهم، وانتهى بناء قبة الشافعي في جمادى الآخرة عام ستمائة وثمانية هجرية وبلغت تكاليفها خمسين ألف دينار.

ويذكر ابن إياس أن السلطان قايتباي أمر بإجراء إصلاحات بضريح الإمام الشافعي عام ثمانمائة وخمسة وثمانين تحت إشراف شمس الدين بن الزمن رئيس أعماله للشئون المعمارية ولكنه لم يشر إلى الإصلاحات التي قام بها، غير أن السخاوي في ترجمته لابن الزمن ذكر هذه الأعمال التي أشرف عليها فقال: «وعمّر قبة الإمام الشافعي وجدد رخامها وزخرفتها» ويقول الجبرتي: «إن علي بك الكبير أزال القصدير المغطى بخشب القبة الذي عمله السلطان الكامل لأن الخشب تحته كان قد تآكل ووضع بدله خشبًا ءاخر ثم غطى الخشب بصفائح جديدة من القصدير وثبّتها في الخشب بواسطة مسامير كبيرة وأصلح الزخارف الداخلية بطلاءات متعددة الألوان أهمها اللون الذهبي اللازوردي».

ويضيف الجبرتي: أن عبد الرحمـٰن كتخدا (بلّط) ردهة غرفة قبة الإمام الشافعي بالرخام الملون الذي يدخل إليها بواسطة مَمر طويل وعريض ومقفل ببابين كبيرين وذلك سنة ألف ومائة وتسعين هجرية. ويوجد بالضريح أربعة مقابر، الأولى مقبرة الإمام الشافعي عليها التابوت الخشبي الذي أمر بعمله صلاح الدين، والثاني لأم السلطان الكامل، والثالث للسلطان الكامل والرابع للسيد محمد بن عبد الحكم.

ويعتبر ضريح الإمام الشافعي من أكبر أضرحة مصر على الإطلاق، والقبة التي تعلوه كانت طوال العصور وما تزال موضع تقدير.

أبو أحمد الشامي
05-05-2010, 01:24 AM
استكمالاً للموضوع: حبذا لو تعرفنا بأهم الكرامات التي حدثت عند هذا القبر وفائدة شد الرحال إليه والثمرات المتحصلة من ذلك

أبو حسن
21-05-2010, 07:33 PM
هذا مختصر لترجمة الإمام الشافعي رحمه الله من كتاب "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي، وقد جعلته على خمسة أبواب هي:


- صفته
- علمه وفقهه وأخلاقه وبصره بالمناظرة
- ثناء الأئمة عليه
- تمسكه بالكتاب والسنة وذمه لأهل البدع والأهواء
- ذمه لعلم الكلام وللمتكلمين


وتجنبت الأقوال التي نص الإمام الذهبي على ردها لما في سندها من مقال... والله ولي التوفيق...

أبو حسن
21-05-2010, 07:34 PM
صفته:

قال المزني: ما رأيت أحسن وجها من الشافعي رحمه الله وكان ربما قبض على لحيته فلا يفضل عن قبضته.

قال الربيع المؤذن: سمعت الشافعي يقول: كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي: أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر، قال: وكنت أصيب من العشرة تسعة

محمد بن بشر العكري وغيره: حدثنا الربيع بن سليمان قال: كان الشافعي قد جزأ الليل، فثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام.
قلت (أي الذهبي) : أفعاله الثلاثة عبادة بالنية.

قال زكريا الساجي: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثني حسين الكرابيسي: بت مع الشافعي ليلة، فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر، فمئة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوذ، وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعا.

قال الربيع بن سليمان من طريقين عنه، بل أكثر: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة.
ورواها ابن أبي حاتم عنه، فزاد: كل ذلك في صلاة.

أبو عوانة الاسفراييني: حدثنا الربيع، سمعت الشافعي يقول: ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة، فأدخلت يدي فتقيأتها.

رواها ابن أبي حاتم عن الربيع، وزاد: لأن الشبع يثقل البدن، ويقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف عن العبادة.

الزبير بن عبد الواحد: أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم بن مطر، سمعت الربيع: قال لي الشافعي: عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد.

قال الزبير: وحدثني إبراهيم بن الحسن الصوفي، سمعت حرملة، سمعت الشافعي يقول: ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبا.

وقال عمرو بن سواد: كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام، فقال لي الشافعي: أفلست من دهري ثلاث إفلاسات، فكنت أبيع قليلي وكثيري حتى حلي بنتي وزوجتي، ولم أرهن قط.

عن الشافعي، قال: خرج هرثمة، فأقرأني سلام أمير المؤمنين هارون، وقال: قد أمر لك بخمسة آلاف دينار.
قال: فحمل إليه المال، فدعا بحجام، فأخذ شعره، فأعطاه خمسين دينارا، ثم أخذ رقاعا، فصر صررا، وفرقها في القرشيين الذين هم بالحضرة ومن بمكة، حتى ما رجع إلى بيته إلا بأقل من مئة دينار.

العكري: سمعت الربيع يقول: كنت أنا والمزني والبويطي عند الشافعي، فنظر إلينا، فقال لي: أنت تموت في الحديث، وقال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان، قطعه وجدله، وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد.
قال: فدخلت على البويطي أيام المحنة، فرأيته مقيدا مغلولا.

وجاءه رجل مرة، فسأله - يعني الشافعي - عن مسألة، فقال: أنت نساج ؟ قال: عندي أجراء.

أحمد بن سلمة النيسابوري: قال أبو بكر محمد بن إدريس وراق الحميدي: سمعت الحميدي يقول: قال الشافعي: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها.

وعن الربيع قال: مر أخي، فرآه الشافعي، فقال: هذا أخوك ؟
ولم يكن رآه.
قلت: نعم.

قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: ما رأيت أحدا أقل صبا للماء في تمام التطهر من الشافعي.

أبو حسن
22-05-2010, 10:46 AM
علمه وفقهه وأخلاقه وبصره بالمناظرة:


قال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قرأت القرآن على إسماعيل بن قسطنطين، وقال: قرأت على شبل، وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وقرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس.

قال الشافعي: وكان إسماعيل يقول: القران اسم ليس بمهموز، ولم يؤخذ من: "قرأت" ولو أخذ من "قرأت" كان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقران مثل التوراة والإنجيل.

قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة
قلت (أي الذهبي) : هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام، وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون.

بلغنا عن الكديمي، حدثنا الأصمعي، قال: سمعت الشافعي يقول: العالم يسأل عما يعلم وعما لا يعلم، فيثبت ما يعلم، ويتعلم ما لا يعلم، والجاهل يغضب من التعلم، ويأنف من التعليم.

أبو حاتم: حدثنا محمد بن يحيى بن حسان، سمعت الشافعي يقول: العلم علمان: علم الدين وهو الفقه، وعلم الدنيا وهو الطب، وما سواه من الشعر وغيره فعناء وعبث.

وعنه: ضياع العالم أن يكون بلا إخوان، وضياع الجاهل قلة عقله، وأضيع منهما من واخى من لا عقل له.

المزني، سمعت الشافعي قال: أيما أهل بيت لم يخرج نساؤهم إلى رجال غيرهم، ورجالهم إلى نساء غيرهم إلا وكان في أولادهم حُمق.

كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن، ويجمع قبول الأخبار، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ، فوضع له كتاب "الرسالة".

قال محمد بن مسلم بن وارة: سألت أحمد بن حنبل: ما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين، أهي أحب إليك، أو التي بمصر ؟ قال: عليك بالكتب التي عملها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها، ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك.

قال صالح بن محمد جزرة: سمعت الربيع، سمعت الشافعي يقول: لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه.

قال حرملة: كان الشافعي يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب، ويقول: ضيعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى.

قال أبو نعيم بن عدي الحافظ: سمعت الربيع مرارا يقول: لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته، لعجبت، ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة، لم نقدر على قراءة كتبه لفصاحته، وغرائب ألفاظه، غير أنه كان في تأليفه يوضح للعوام.

قال مصعب بن عبد الله: ما رأيت أحدا أعلم بأيام الناس من الشافعي.

ونقل الإمام ابن سريج عن بعض النسابين قال: كان الشافعي من أعلم الناس بالأنساب، لقد اجتمعوا معه ليلة، فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح، وقال: أنساب الرجال يعرفها كل أحد.

وعن الشافعي قال: ما أردت بها - يعني: العربية والأخبار - إلا للاستعانة على الفقه.

عن الشافعي: ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن، قيل: ولم ؟ قال: لأن العاقل لا يعدو من إحدى خلتين، إما يغتم لآخرته أو لدنياه، والشحم مع الغم لا ينعقد.

الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا على الغلبة إلا على الحق عندي.
والزعفراني عنه: ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة.

قال ابن عبد الحكم: ما رأيت الشافعي يناظر أحدا إلا رحمته ولو رأيت الشافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك، وهو الذي علم الناس الحجج.

وروي عن هارون بن سعيد الأيلي قال: لو أن الشافعي ناظر على أن هذا العمود الحجر خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة.

أبو حسن
22-05-2010, 10:53 PM
ثناء الأئمة عليه:

قال أحمد بن محمد بن بنت الشافعي: سمعت أبي وعمي يقولان: كان سفيان بن عيينة إذا جاءه شيء من التفسير والفتيا، التفت إلى الشافعي، فيقول: سلوا هذا.

وقال تميم بن عبد الله: سمعت سويد بن سعيد يقول: كنت عند سفيان، فجاء الشافعي، فسلم، وجلس، فروى ابن عيينة حديثا رقيقا، فغشي على الشافعي، فقيل: يا أبا محمد، مات محمد بن إدريس، فقال ابن عيينة: إن كان مات، فقد مات أفضل أهل زمانه.

وقال أبو ثور: قال لي عبدالرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها.

قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي.

قال أبو داود: ما رأيت أبا عبد الله يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي.

قال قتيبة بن سعيد: الشافعي إمام.

قال أحمد بن حنبل من طرق عنه: إن الله يقيض للناس في رأس كل مئة من يعلمهم السنن، وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب، قال: فنظرنا، فإذا في رأس المئة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المئتين الشافعي.

وقال إسحاق بن راهويه: ما تكلم أحد بالرأي - وذكر جماعة من أئمة الاجتهاد - إلا والشافعي أكثر أتباعا منه، وأقل خطأ منه، الشافعي إمام.

وعن أبي زرعة الرازي، قال: ما عند الشافعي حديث فيه غلط.

وقال أبو داود السجستاني: ما أعلم للشافعي حديثا خطأ.

قلت (أي الذهبي) : هذا من أدل شيء على أنه ثقة حجة حافظ. وناهيك بقول مثل هذين.

فعن عبدالملك بن هشام اللغوي، قال: طالت مجالستنا للشافعي، فما سمعت منه لحنة قط.

وقال الأصمعي: أخذت شعر هذيل عن الشافعي.

وقلت لأحمد: ما ترى لي من الكتب أن أنظر فيه، رأي مالك، أو الثوري، أو الأوزاعي ؟ فقال لي قولا أجلهم أن أذكره، وقال: عليك بالشافعي، فإنه أكثرهم صوابا وأتبعهم للآثار.


قال أحمد بن سلمة النيسابوري، تزوج إسحاق بن راهويه بامرأة رجل كان عنده كتب الشافعي، مات، لم يتزوج بها إلا للكتب...

أبو حسن
23-05-2010, 08:47 PM
تمسكه بالكتاب والسنة وذمه لأهل البدع والأهواء:

ابن خزيمة، وجماعة قالوا: حدثنا يونس بن عبدالأعلى: قال الشافعي: لا يقال: لم للأصل، ولا كيف.

ابن أبي حاتم: سمعت يونس يقول: قال الشافعي: الأصل قرآن أو سنة، فإن لم يكن فقياس عليهما، وإذا صح الحديث فهو سنة، والإجماع أكبر من الحديث المنفرد، والحديث على ظاهره، وإذا احتمل الحديث معاني فما أشبه ظاهره...

قال الميموني: سمعت أحمد يقول: سألت الشافعي عن القياس، فقال: عند الضرورات.

ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع، سمعت الشافعي يقول: قراءة الحديث خير من صلاة التطوع، وقال: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.

ابن أبي حاتم: حدثنا يونس، قلت للشافعي: صاحبنا الليث يقول: لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء ما قبلته.
قال (أي الشافعي) : قصر، لو رأيته يمشي في الهواء لما قبلته.

قال الربيع: سمعت الشافعي قال لبعض أصحاب الحديث: أنتم الصيادلة، ونحن الأطباء.

المزني: سمعت الشافعي يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه، لم ينفعه علمه.

الساجي: حدثنا إبراهيم بن زياد الابلي، سمعت البويطي يقول: سألت الشافعي: أصلي خلف الرافضي ؟ قال: لا تصل خلف الرافضي، ولا القدري، ولا المرجئ.
قلت: صفهم لنا.
قال: من قال: الإيمان قول، فهو مرجئ، ومن قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامين، فهو رافضي، ومن جعل المشيئة إلى نفسه، فهو قدري.

الربيع: سمعت الشافعي يقول: الايمان قول وعمل، يزيد وينقص.
وسمعته يقول: تجاوز الله عما في القلوب، وكتب على الناس الأفعال والأقاويل.

وقال حرملة: قال الشافعي: كل ما قلته فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح، فهو أولى، ولا تقلدوني.

الربيع: سمعت الشافعي يقول: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بها، ودعوا ما قلته.

وسمعته يقول - وقد قال له رجل: تأخذ بهذا الحديث يا أبا عبد الله ؟ فقال: متى رويت عن رسول الله حديثا صحيحا ولم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب.

وقال الحميدي: روى الشافعي يوما حديثا، فقلت: أتأخذ به ؟ فقال: رأيتني خرجت من كنيسة، أو علي زنار، حتى إذا سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا أقول به ؟ !

قال الربيع: وسمعته يقول: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلم أقل به.

وقال أبو ثور: سمعته يقول: كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني.

ويروى أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي، وإذا صح الحديث، فاضربوا بقولي الحائط.

عن الشافعي قال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث، فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرا، هم حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل.

حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي - وكان من الاسلام بمكان - قال: رأيت الشافعي بمكة يفتي الناس، ورأيت أحمد وإسحاق حاضرين
فقال الشافعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وهل ترك لنا عقيل من دار "
فقال إسحاق: حدثنا يزيد، عن الحسن، وأخبرنا أبو نعيم وعبدة، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم أنهما لم يكونا يريانه، وعطاء وطاووس لم يكونا يريانه.
فقال الشافعي: من هذا ؟
قيل: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه
فقال الشافعي: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم، ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك، فكنت آمر بعرك أذنيه، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت تقول: عطاء، وطاووس، ومنصور عن إبراهيم والحسن، وهل لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة ؟ !

أبو حسن
24-05-2010, 10:15 PM
ذمه لعلم الكلام وللمتكلمين:

الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي عثمان، سمعت الحسن ابن صاحب الشاشي، سمعت الربيع، سمعت الشافعي وسئل عن القرآن ؟ فقال: أف أف، القرآن كلام الله، من قال: مخلوق، فقد كفر.
قال الذهبي: هذا إسناد صحيح.

أبو داود وأبو حاتم، عن أبي ثور، سمعت الشافعي يقول: ما ارتدى أحد بالكلام، فأفلح.

حدثنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم قال: كان الشافعي بعد أن ناظر حفصا الفرد يكره الكلام، وكان يقول: والله لأن يفتي العالم، فيقال: أخطأ العالم خير له من أن يتكلم فيقال: زنديق، وما شيء أبغض إلي من الكلام وأهله.
قلت (أي الذهبي) : هذا دال على أن مذهب أبي عبد الله أن الخطأ في الاصول ليس كالخطأ في الاجتهاد في الفروع.

... سمعت عبد الله بن صالح صاحب الليث يقول: كنا عند الشافعي في مجلسه، فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكتبناه، وذهبنا به إلى إبراهيم بن علية، وكان من غلمان أبي بكر الأصم ، وكان في مجلسه عند باب الصوفي، فلما قرأنا عليه جعل يحتج بإبطاله، فكتبنا ما قال، وذهبنا به إلى الشافعي، فنقضه، وتكلم بإبطاله، ثم كتبناه، وجئنا به إلى ابن علية، فنقضه، ثم جئنا به إلى الشافعي، فقال: إن ابن علية ضال، قد جلس بباب الضوال يضل الناس.
قلت (أي الذهبي) : كان إبراهيم من كبار الجهمية، وأبوه إسماعيل شيخ المحدثين إمام.

قال المزني: سألت الشافعي عن مسألة من الكلام، فقال: سلني عن شيء، إذا أخطأت فيه، قلت: أخطأت، ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت فيه، قلت: كفرت

وقال صالح جزرة: سمعت الربيع يقول: قال الشافعي: يا ربيع، اقبل مني ثلاثة: لا تخوضن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم غدا، ولا تشتغل بالكلام، فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل.

وقال أبو عبد الرحمن الأشعري صاحب الشافعي: قال الشافعي: مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط، وتشريدهم في البلاد.
قلت (أي الذهبي) : لعل هذا متواتر عن الإمام.

قلموني
10-06-2010, 09:23 PM
1200 سنة مرت على وفاة الإمام الشافعي ولم يزل في الأمة من يملأ شباك المعلومات كلاما..

واحد
18-06-2010, 01:32 AM
بارك الله بكم جميعاً على إثراء هذا الموضوع.
أردت أن أعلق على نقل الأخ أبي حسن قوله "ويروى أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي، وإذا صح الحديث، فاضربوا بقولي الحائط." ولكنني فضلت أن أفرده في موضوع مستقل لتجنب تعكير مسار الموضوع.

والله الموفق،