أبو الفداء أحمد بن طراد
08-05-2010, 09:53 PM
شكيب أرسلان
http://www.9ower.com/uploads/images/9ower_com-beaa6434bc.jpg
http://www.eltaher.org/images/docs_photos/lebanon/photos/1927%20-%20Emir%20Shakib%20in%20Istanbul.jpg
http://www.eltaher.org/images/docs_photos/lebanon/photos/1927%20-%20Emir%20Shakib%20and%20the%20Governor%20of%20New %20York.jpg
( 1286 - 1366 هـ = 1869 - 1946 م)
** سيرة الشاعر:
* هو: شكيب بن حمود بن حسن يونس بن فخر الدين بن حيدر بن سليمان بن فخر الدين بن يحي بن مذحج بن محمد بن جمال الدين أحمد بن بهاء الدين خليل بن صلاح الدين مفرج بن سيف الدين يحي بن نور الدين صالح بن سيف الدين مفرج بن زين الدين صالح أبو الجيش بن قوام الدين علي عرف الدولة بن ناهض الدين أبي العشائر بن عضد الدولة علي بن شجاع الدولة عمر بن أبي المحامد عيسى بن عماد الدين موسى ابن أبي الفضل مطوع بن عز الدولة تميم ابن المنذر بن النعمان بن عامر بن هالي بن مسعود بن أرسلان بن مالك بن بركات بن المنذر ( التنوخي ) بن مسعود ( قحطان ) بن المنذر بن النعمان أبي قابوس بن المنذر بن المنذر اللخمي بن ماء السماء
* ولد في بلدة الشويفات (جبل لبنان) وتوفي في بيروت.
* عرف بلقب: أمير البيان، وحامل الصناعتين (الشعر والنثر).
* عاش في لبنان، وزار معظم الأقطار العربية وفي مقدمتها مصر، وأكثر بلدان أوربا، وروسيا، وعاش في سويسرا عدة أعوام (1918 - 1920) بعد أن خسرت الدولة العثمانية الحرب.
* تلقى دروسه الأولى على أيدي معلمين في الشويفات وعين عنوب، ودخل مدرسة الأمريكان في العمروسية، ثم درس بمدرسة الحكمة في بيروت (1879 - 1886).
* وتلقى اللغة العربية وتمكن منها على يد عبدالله البستاني، فنظم الشعر وبرع فيه، ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت (1886) وحضر دروس مجلة الأحكام العدلية على الإمام محمد عبده، وأتقن اللغات: التركية والفرنسية والألمانية.
كانت له خبرة ودراية بالشؤون السياسية والاجتماعية. وقد تولى (1887) مديرية الشويفات خلفًا لأبيه، وفي (1902) عين قائمقامًا للشوف، واستقال من المتصرفية عام 1910.
* انتخب نائبًا عن حوران في البرلمان العثماني (المبعوثان) وذلك عام 1913 - وبقى في الآستانة إلى انتهاء الحرب، وإن قام إبانها بمهمات رسمية إلى لبنان، وفلسطين، وألمانيا.
أسس مدرسة الفنون في المدينة المنورة (1913) بإيعاز من الحكومة العثمانية، وساهم في تأسيس النادي الشرقي في برلين (1920) وانتخب رئيسًا له، كما انتخب عضو شرف في المجمع العلمي العربي بدمشق في العام نفسه، وأنشأ مجلة شهرية (1930) صدرت في جنيف بعنوان «الأمة العربية» استمرت حتى بداية الحرب العالمية الثانية.
له : تاريخ سياسي قومي حافل، إذ انتخب سكرتيرًا عامًا للمؤتمر السوري الفلسطيني المنعقد في جنيف (1921) المطالب بالاستقلال وإلغاء الانتداب، وكان من أوائل دعاة الحلف العربي، وقد اتخذ من سويسرا مركزًا لنشاطه أكثر من عشرين عامًا (1925 - 1946) لمتابعة القضية السورية، والقضايا العربية عامة لدى عصبة الأمم.
* عقد - في جنيف - مؤتمرًا إسلاميًا (1935) ضمّ ممثلي المسلمين في دول أوربا.
* زار وطنه لبنان (1937) بعد سماح من سلطة الانتداب الفرنسي، وعاد إليه بشكل نهائي (1946) وتوفي بعد عودته بشهرين.
* اعتذر عن عدم قبول رياسة المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1938 لوجود الاحتلال الفرنسي.
** الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «الباكورة» - المطبعة الأدبية - بيروت 1887.
- وديوان الأمير شكيب أرسلان، وقف على ترتيبه وطبعه السيد رشيد رضا - مطبعة المنار - القاهرة 1935. (205 صفحات، تضمن الديوان الأول: الباكورة)
- والمدائح السنيّة في شمائل الذات الحميدية (السلطان العثماني عبدالحميد) جـ1 - المطبعة اللبنانية، بعبدا، و نشرت قصائده في مجلات: المقتطف - الهلال - الطليعة - الأديب - الأبحاث - المكشوف - المشرق - العروبة.
** كما صدرت عنه أعداد خاصة: مجلة العروبة - مارس 1947 - ومجلة الأنباء (بيروت) 1989.
** الأعمال الأخرى:
- ألف كتابين عن أهم أدباء عصره وعلمائه:
* ( شوقي أو صداقة أربعين سنة - مطبعة عيسى البابي الحلبي - القاهرة 1936 )
*( السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة - مطبعة ابن زيدون - دمشق 1937)
*اهتم بتحقيق كتب التراث العربي (الأدب والتاريخ خاصة) مع التعقيب عليها، ومنها:
* (الدرة اليتيمة لابن المقفع )
* ( المختار من رسائل أبي إسحاق الصابي )
* ( أخبار العصر في انقضاء بني نصر )
- أربعة كتب سلطانية صادرة عن أبي الحسن علي بن أبي النصر الأحمر والد أبي عبدالله آخر ملوك غرناطة،
* وترجم إلى العربية:
( رواية: آخر بني سراج - تأليف شاتوبريان )
* ( كتاب: أناتول فرانس في مباذله - تأليف جان بروسون)
**الحكم على شعره:
يتسق شعره وواقع حياته العملية النشطة وطموحه السياسي غير المحدود، إذ جعل هذا الشعر وسيلة لتقوية الأواصر، فمدح السلطان، وتبادل القصائد الإخوانية مع البارودي وشوقي وخليل مردم وعبدالله فكري وحفني ناصف، وقال في سعد زغلول ومحمد عبده.. ورشيد رضا، وغيرهم، وهذا المنحى جعل من شعره سجلاً لأحداث عصره، وبيانًا لعلاقاته واتجاهاته الفكرية والسياسية، أما شعره المعبر عن وجدانه وعالمه الداخلي فقليل.
** مصادر الدراسة:
1 - سامي الدهان: شكيب أرسلان - حياته وآثاره - القاهرة 1960.
2 - مارون عبود: رواد النهضة الحديثة - دار العلم للملايين - بيروت 1952.
3 - محمد علي الطاهر: ذكرى الأمير شكيب أرسلان (المراثي وحفلات التأبين وأقوال الجرائد) مطبعة عيسى البابي الحلبي - القاهرة 1947.
4 - نجيب البعيني: من آثار أمير البيان شكيب أرسلان في الشعر والنثر - الدار الجامعية - بيروت 1996.
: أمير البيان شكيب أرسلان ومعاصروه - الدار الجامعية - بيروت 1992.
5 - الدوريات: جبرائيل جبور: الأمير شكيب أرسلان بمناسبة مرور سبع سنوات على وفاته - مجلة الأبحاث 7/3/1954.
** قصائده وأبياته:
سلطان الغرام
أرى في غزال الدوٍّ منه شمائلاً *-*-*-*-*- فأهفو إليه كلما مرَّ سانحُهْ
وتخطر قضبانُ العذيب فتنثني *-*-*-*-*- معاطفُه في خاطري وجوانحه
أكاد لمرأى كلِّ غصنِ أراكةٍ *-*-*-*-*- أعانقه من أجله وأصافحه
وأعشق نورَ البدر ليلة تِمِّهِ *-*-*-*-*- لأنْ قد بدتْ منه عليه ملامحه
يقول عذولي شفّ مَسْكَتُك الهوى *-*-*-*-*- فأنت لعَمْري ذاهبُ الفكر سائحه
فقلت جميع الرشد في سُبْل حبّه *-*-*-*-*- إذا لاح لي من ذلك الوجهِ لائحه
وقالوا أضعتَ العمر في حب أهيفٍ *-*-*-*-*- ومن عَلِقَ الغزلان ضاعت مصالحه
فقلت لهم يا حبذا ما أضعتُه *-*-*-*-*- بمن حبُّهُ كنزٌ تنوء مفاتحه
فِدَا كلِّ ظَبْيٍ بين سَلْعٍ وحاجِرٍ *-*-*-*-*- لِـمُهْجَةِ ظبيٍ في الفؤاد مَسارحه
ومهما يعذّبْني فعذبٌ مذاقُه *-*-*-*-*- ومهما يؤرّقْني فإني مُسامحه
وما أسعدَ الليلَ الذي أنا ساهرٌ *-*-*-*-*- وما أقدسَ الدمعَ الذي أنا سافحه!
وقالوا قطعت الأربعين فما الهوى؟ *-*-*-*-*- وقد صاح في فَوْدَيْكَ للشيبِ صائحه
ولم يعلموا أن الـمِهارَ وإنْ غلتْ *-*-*-*-*- لَتَعْجَز عما طال في الجَرْيِ قارِحُه
بلى أنا سلطان الغرام وهذه *-*-*-*-*- صحائفه في راحتي وصفائحه
إذا في كتاب الحب طالعَ مُغْرَمٌ *-*-*-*-*- وشرط المعنَّى أن تغيب جوارحه
خَلِيٌّ إذا رام الصلاةَ تداخلتْ *-*-*-*-*- تحيّتُه مَعْ ذكره وفواتحه
هوى عفيف
فيهم جآذرُ لا تُرى في غيرهم *-*-*-*-*- كلا ولا بسوى ذراهم تُعْرَف
تلك الجآذرُ لا قلاعَ المنحنى *-*-*-*-*- تدري ولا جرعاءَ رامةَ تألف
عجبًا لها ترعى أجلَّ حواضرٍ *-*-*-*-*- ومسارحُ الغزلان قاعٌ صفصف
تُسْتَلْطَفُ الغزلانُ في فَلَواتها*-*-*-*-*- لكنها بين الحدائق ألطف
من كلِّ أهْيَفَ لو رأتْ بانُ النقا *-*-*-*-*- أعطافَهُ لغدتْ لها تَتَقَصَّف
تلقاه في وسْط النديّ كأنه *-*-*-*-*- تمثالُ حسنٍ قد حواهُ المتحف
خجلانُ يرجف من خفارة طبعهِ *-*-*-*-*- والأُسْدُ منه لدى الكريهة ترجف
ظَبْيٌ ولكنْ في المعامع ضيغمٌ *-*-*-*-*- حَمَلٌ وفي الحَمْلات ذئبٌ أخطف
متأوّدٌ بين الصفوف بعِطفهِ *-*-*-*-*- لكن إذا حمس الوغى لا يعطف
ولخصره فعل القنا معْ وَهْنِهِ *-*-*-*-*- وكذا يمنّ على الذين اسْتُضْعِفوا
ولقد أحار إذا بدا بِنِجَاده *-*-*-*-*- أَقَوامُه أم سيفه هو أرهف
ولَربَّ أغْيَدَ أستبين بجِيده *-*-*-*-*- بَشَرًا كلون الثلج أو هو أنظف
وجهٌ أغرُّ وقامةٌ فتّانةٌ *-*-*-*-*- ومحاجرٌ دُعْجٌ وجَفْنٌ أَوْطَفُ
وعوارضٌ منها أسيم بجنّةٍ *-*-*-*-*- نظري وللتفّاح منها أقطف
ومُقَبَّلٌ ما زلت أرشف بردَه *-*-*-*-*- وأقول: أين الشهدُ ممّا أرشف؟
تقع الصفاتُ على المحاسن كلها *-*-*-*-*- إلا الرضابَ فذوقُه لا يُوصف
أقسمت لو نَظَرَ السقيمُ لوجهه *-*-*-*-*- نال الشِّفا وهو السقيم المدْنَف
ما نلت منه جلسةً إلا غدت *-*-*-*-*- معْه بأقرب موعدٍ تستأنف
خلساتُ وصْلٍ لم تَشُبْها ريبةٌ *-*-*-*-*- كلا ولا منها الشهامة تأنف
أُرخي العنانَ للذَّتي حتَّى إذا *-*-*-*-*- ما قاربت أمدَ النكارة أصدف
أهوي إليه بجملتي فأضمّه *-*-*-*-*- وأشمّه وأقول يا ربِّ العَفُو
من قصيدة: الأندلسية
لكَ اللهُ إن شئتَ الصَّبوحَ فبكِّرِ *-*-*-*-*- بكأسٍ دِهاقٍ من حُمَيّا التذكُّرِ
وغنِّ على ذكرى الليالي التي خلت *-*-*-*-*- قصائدَ إن تُنْشَدْ على الميْتِ يُنشَر
فقد تَعْذُبُ الذكرى ولو لفجيعةٍ *-*-*-*-*- ويشفي أُوَارَ الصدر فَرْطُ التحسُّر
ولولا المراثي والمآقي وراءها *-*-*-*-*- لأفنى الورى حَرُّ الأسى المتسعّر
تقضّتْ لباناتُ الرجال من الجوى *-*-*-*-*- بتذكار ماضٍ أو إثارة مُضْمَر
لعمرك لا يُرجى لنشأة مقبلٍ *-*-*-*-*- ومستقبٍل من لم يفكِّرْ بُمدبر
وما هذه الدنيا سوى متقدِّمٍ *-*-*-*-*- يُكوَّرُ تجديدًا على متأخِّر
أَدِرْها تردَّ الرشدَ في عقل ذاهبٍ *-*-*-*-*- وتذهبْ بعقل الراشد المتبَصِّر
وتُحيي لنا عهدًا يَصُوب عِهادُه *-*-*-*-*- منازلَ قلبٍ من هوى الذكر مُقفر
وكائنةٍ لم يعرفِ الدهرُ أختَها *-*-*-*-*- ولا حدّثت عن مثلها كُتْبُ مخبِر
يكاد الذي يقرا غريبَ حديثها *-*-*-*-*- يظنُّ خيالاً أو أحاديثَ مُفْتَر
يقولون: كانت أمّةٌ عربيةٌ
بأندلسٍ سادت بِهَا جَمَّ أعْصُر *-*-*-*-*- وقد عمرت أقطارُ أندلسٍ بهم
فكم بلدٍ فخمٍ ومصرٍ ممصَّر *-*-*-*-*- وكم أربُعٍ خُضرٍ وحرْثٍ مطبّقٍ
وفاكهةٍ رَغْدٍ وزهرٍ منوَّر! *-*-*-*-*- وكم قائدٍ قَرْمٍ وجندٍ مدرّبٍ
وكم سائسٍ فحلٍ وأمرٍ مدبَّر! *-*-*-*-*- وكم بطلٍ إن ثار نَقْعٌ رأيتَه
يبيع بأسواق المنايا ويشتري! *-*-*-*-*- وما شئتَ من علمٍ ورأيٍ وحكمةٍ
ودرسٍ وتحقيقٍ وقولٍ محرَّر *-*-*-*-*- إلى شممٍ جَمٍّ ومجدٍ مؤثّلٍ
وفي عزّةٍ قَعْسا ووَفْرٍ مُوفَّر *-*-*-*-*- نعم، كان فيها من نزارٍ ويَعْرُبٍ
جموعٌ تُحيل الأرضَ في يوم محشر *-*-*-*-*- فراحت كأن لم تَغْنَ بالأمس، وانقضى
لهم كل رِكْزٍ غير ذكرٍ معطَّر *-*-*-*-*- كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيسٌ ولم يسمر هناك ويسهر *-*-*-*-*- كأن لم تكن في أرض أندلسٍ لنا
جحافلُ إن تحملْ على الدهر يُذعَر *-*-*-*-*- فماذا الذي أخنى عليها، وما الذي
رماها بهذا الخسف بعد التصدُّر؟ *-*-*-*-*- إذا أعمل المرء البصيرةَ لم يجد
لها علّةً غيرَ الخلافِ المتَبِّر *-*-*-*-*- خلافان: هذا بين قيسٍ ويعربٍ
مقيمٌ، وهذا بين عُرْبٍ وبربر *-*-*-*-*- ولا شرَّ يحكي شرَّ حربٍ إذا التقت
صناديدُ قيسٍ مع غطاريفِ حِمْيَر *-*-*-*-*- لعمرك لولا الخُلْف لم يك مشرقٌ
ولا مغربٌ يعصي عليهم ويجتري *-*-*-*-*- لقد عصفت في شقّة الغرب ريحُهم
فسادت، ولكن لم تكن ريحَ صَرْصَرِ *-*-*-*-*- فقد أثَّلوا في أرضها مدنيّةً
ترى الخصم في عليائها ليس يمتري *-*-*-*-*- وسَوَّوْا جميع العالمين بعدلهم
ومن يتمسَّكْ بالسوية يعمر *-*-*-*-*- ولا عارضوا في دينه غيرَ مسلمٍ
ولا عاملوا أهل الكتاب بمنكر *-*-*-*-*- ولا نصبوا ديوان تفتيشهم على
عقائدِ أقوامٍ يجوس ويفتري *-*-*-*-*- ولا أحرقوا بالنار من قيل إنه
على صلةٍ معْ دينه بالتستّر *-*-*-*-*- بذلك هاتيك الممالك أصبحت
مثالاً قويمًا للعُلا والتحضُّر *-*-*-*-*- وقد صار نهر الرون ثغر بلادهم
وكم صبغوه في الجهاد بأحمر! *-*-*-*-*- وشكُّوا لِواهم في ذُرا «قَرْقَشَنَّةٍ»
وسلّوا على «تربولةٍ» كلَّ أبتر *-*-*-*-*- ودانت لهم صِيد الجلالقة الألى
بَلا منهمُ الرومانُ كلَّ غضنفر *-*-*-*-*- ولم يقفِ البشْكَنْسُ في وجه زحفهم
ولا أوطؤوا الجرمانَ ثغرةَ مُعور *-*-*-*-*- وإن يك لاقى الغافقيُّ حِمامَه
ومحّصَ في يوم البلاط المقدَّر *-*-*-*-*- فقد لبثت من بعد ذاك جيوشهم
تَعَرَّضُ دهرًا للفرنج وتنبري *-*-*-*-*- يقول الألى قد شاهدوا غزواتهم
هم العُرْبُ فوق الخيل، أم جِنّ عبقر *-*-*-*-*- وصقرُ قريشٍ حين جاء مشردًا
فأنشبَ فيهم أي ظُفْرٍ مُظَفَّر *-*-*-*-*- وشاد بهاتيك القواصي إمارةً
لها أجفل المنصورُ والدُ جعفر *-*-*-*-*- وخلّف أملاكًا سموا وخلائفًا
أُسودَ عرينٍ منهمُ كلُّ مُخدِر
من قصيدة: أنتِ أجدر بالهناء
أمؤثرةَ البقاء على الفناءِ *-*-*-*-*- لعمري أنت أجدر بالهناءِ
غرقنا في البكاء ولو علمنا *-*-*-*-*- لأجلَى الغيبُ عن ضَحِك القضاء
وصبَّرَنا الرثاء وما فقيدٌ *-*-*-*-*- أحقُّ من المخلَّف بالرثاء
أيبكي من ثوى بجوار عبدٍ *-*-*-*-*- ويُبكَى مَنْ نحا ربَّ السماء
لقد فاز الذّي ولّى حثيثًا *-*-*-*-*- فليس المنزلان على السواء
مضيتِ لما غَدَا خيرًا وأبقى *-*-*-*-*- وذاك لجازعٍ خيرُ العزاء
فإن نحزنْ فلا لغرور دنيا *-*-*-*-*- ولكن للتّفَرُّقِ والتنائي
فقد عزَّ الفراقُ على البرايا *-*-*-*-*- فكيف وذا الفراقُ بلا لقاء
سلامٌ من صميمِ فؤادِ صَبٍّ *-*-*-*-*- على الوجه المجلَّل بالبهاء
نزفتُ الدمعَ في مَنعاك حزنًا *-*-*-*-*- ولو أنصفتُ لم تسلم دمائي
وكان بكايَ لما كان دمعٌ *-*-*-*-*- فها أنا بعدَه أبكي بكائي
كأن الفضل للآجال نجْزٌ *-*-*-*-*- يموت به الفتى من غير داء
إذا فكَّرْتُ في سبب المنايا *-*-*-*-*- خشيتُ على الحياة من الحياء
تَخِذْتِ الطّهرَ والتقوى شعارًا *-*-*-*-*- وسِرتِ من المحامد في رداء
فلو مَلَكَتْ رُبَا لبنانَ قولاً *-*-*-*-*- نطقْنَ بما عليكِ من الثناء
ملَكْتِ نواصِيَ الآداب طُرّاً *-*-*-*-*- فَمَتَّ إليك كلٌّ بالولاء
حكمْتِ على هواكِ بكلِّ أمْرٍ *-*-*-*-*- كَحُكْمِ السيّداتِ على الإماء
**** المصدر: معجم البابطين: http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=3079
http://www.9ower.com/uploads/images/9ower_com-beaa6434bc.jpg
http://www.eltaher.org/images/docs_photos/lebanon/photos/1927%20-%20Emir%20Shakib%20in%20Istanbul.jpg
http://www.eltaher.org/images/docs_photos/lebanon/photos/1927%20-%20Emir%20Shakib%20and%20the%20Governor%20of%20New %20York.jpg
( 1286 - 1366 هـ = 1869 - 1946 م)
** سيرة الشاعر:
* هو: شكيب بن حمود بن حسن يونس بن فخر الدين بن حيدر بن سليمان بن فخر الدين بن يحي بن مذحج بن محمد بن جمال الدين أحمد بن بهاء الدين خليل بن صلاح الدين مفرج بن سيف الدين يحي بن نور الدين صالح بن سيف الدين مفرج بن زين الدين صالح أبو الجيش بن قوام الدين علي عرف الدولة بن ناهض الدين أبي العشائر بن عضد الدولة علي بن شجاع الدولة عمر بن أبي المحامد عيسى بن عماد الدين موسى ابن أبي الفضل مطوع بن عز الدولة تميم ابن المنذر بن النعمان بن عامر بن هالي بن مسعود بن أرسلان بن مالك بن بركات بن المنذر ( التنوخي ) بن مسعود ( قحطان ) بن المنذر بن النعمان أبي قابوس بن المنذر بن المنذر اللخمي بن ماء السماء
* ولد في بلدة الشويفات (جبل لبنان) وتوفي في بيروت.
* عرف بلقب: أمير البيان، وحامل الصناعتين (الشعر والنثر).
* عاش في لبنان، وزار معظم الأقطار العربية وفي مقدمتها مصر، وأكثر بلدان أوربا، وروسيا، وعاش في سويسرا عدة أعوام (1918 - 1920) بعد أن خسرت الدولة العثمانية الحرب.
* تلقى دروسه الأولى على أيدي معلمين في الشويفات وعين عنوب، ودخل مدرسة الأمريكان في العمروسية، ثم درس بمدرسة الحكمة في بيروت (1879 - 1886).
* وتلقى اللغة العربية وتمكن منها على يد عبدالله البستاني، فنظم الشعر وبرع فيه، ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت (1886) وحضر دروس مجلة الأحكام العدلية على الإمام محمد عبده، وأتقن اللغات: التركية والفرنسية والألمانية.
كانت له خبرة ودراية بالشؤون السياسية والاجتماعية. وقد تولى (1887) مديرية الشويفات خلفًا لأبيه، وفي (1902) عين قائمقامًا للشوف، واستقال من المتصرفية عام 1910.
* انتخب نائبًا عن حوران في البرلمان العثماني (المبعوثان) وذلك عام 1913 - وبقى في الآستانة إلى انتهاء الحرب، وإن قام إبانها بمهمات رسمية إلى لبنان، وفلسطين، وألمانيا.
أسس مدرسة الفنون في المدينة المنورة (1913) بإيعاز من الحكومة العثمانية، وساهم في تأسيس النادي الشرقي في برلين (1920) وانتخب رئيسًا له، كما انتخب عضو شرف في المجمع العلمي العربي بدمشق في العام نفسه، وأنشأ مجلة شهرية (1930) صدرت في جنيف بعنوان «الأمة العربية» استمرت حتى بداية الحرب العالمية الثانية.
له : تاريخ سياسي قومي حافل، إذ انتخب سكرتيرًا عامًا للمؤتمر السوري الفلسطيني المنعقد في جنيف (1921) المطالب بالاستقلال وإلغاء الانتداب، وكان من أوائل دعاة الحلف العربي، وقد اتخذ من سويسرا مركزًا لنشاطه أكثر من عشرين عامًا (1925 - 1946) لمتابعة القضية السورية، والقضايا العربية عامة لدى عصبة الأمم.
* عقد - في جنيف - مؤتمرًا إسلاميًا (1935) ضمّ ممثلي المسلمين في دول أوربا.
* زار وطنه لبنان (1937) بعد سماح من سلطة الانتداب الفرنسي، وعاد إليه بشكل نهائي (1946) وتوفي بعد عودته بشهرين.
* اعتذر عن عدم قبول رياسة المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1938 لوجود الاحتلال الفرنسي.
** الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «الباكورة» - المطبعة الأدبية - بيروت 1887.
- وديوان الأمير شكيب أرسلان، وقف على ترتيبه وطبعه السيد رشيد رضا - مطبعة المنار - القاهرة 1935. (205 صفحات، تضمن الديوان الأول: الباكورة)
- والمدائح السنيّة في شمائل الذات الحميدية (السلطان العثماني عبدالحميد) جـ1 - المطبعة اللبنانية، بعبدا، و نشرت قصائده في مجلات: المقتطف - الهلال - الطليعة - الأديب - الأبحاث - المكشوف - المشرق - العروبة.
** كما صدرت عنه أعداد خاصة: مجلة العروبة - مارس 1947 - ومجلة الأنباء (بيروت) 1989.
** الأعمال الأخرى:
- ألف كتابين عن أهم أدباء عصره وعلمائه:
* ( شوقي أو صداقة أربعين سنة - مطبعة عيسى البابي الحلبي - القاهرة 1936 )
*( السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة - مطبعة ابن زيدون - دمشق 1937)
*اهتم بتحقيق كتب التراث العربي (الأدب والتاريخ خاصة) مع التعقيب عليها، ومنها:
* (الدرة اليتيمة لابن المقفع )
* ( المختار من رسائل أبي إسحاق الصابي )
* ( أخبار العصر في انقضاء بني نصر )
- أربعة كتب سلطانية صادرة عن أبي الحسن علي بن أبي النصر الأحمر والد أبي عبدالله آخر ملوك غرناطة،
* وترجم إلى العربية:
( رواية: آخر بني سراج - تأليف شاتوبريان )
* ( كتاب: أناتول فرانس في مباذله - تأليف جان بروسون)
**الحكم على شعره:
يتسق شعره وواقع حياته العملية النشطة وطموحه السياسي غير المحدود، إذ جعل هذا الشعر وسيلة لتقوية الأواصر، فمدح السلطان، وتبادل القصائد الإخوانية مع البارودي وشوقي وخليل مردم وعبدالله فكري وحفني ناصف، وقال في سعد زغلول ومحمد عبده.. ورشيد رضا، وغيرهم، وهذا المنحى جعل من شعره سجلاً لأحداث عصره، وبيانًا لعلاقاته واتجاهاته الفكرية والسياسية، أما شعره المعبر عن وجدانه وعالمه الداخلي فقليل.
** مصادر الدراسة:
1 - سامي الدهان: شكيب أرسلان - حياته وآثاره - القاهرة 1960.
2 - مارون عبود: رواد النهضة الحديثة - دار العلم للملايين - بيروت 1952.
3 - محمد علي الطاهر: ذكرى الأمير شكيب أرسلان (المراثي وحفلات التأبين وأقوال الجرائد) مطبعة عيسى البابي الحلبي - القاهرة 1947.
4 - نجيب البعيني: من آثار أمير البيان شكيب أرسلان في الشعر والنثر - الدار الجامعية - بيروت 1996.
: أمير البيان شكيب أرسلان ومعاصروه - الدار الجامعية - بيروت 1992.
5 - الدوريات: جبرائيل جبور: الأمير شكيب أرسلان بمناسبة مرور سبع سنوات على وفاته - مجلة الأبحاث 7/3/1954.
** قصائده وأبياته:
سلطان الغرام
أرى في غزال الدوٍّ منه شمائلاً *-*-*-*-*- فأهفو إليه كلما مرَّ سانحُهْ
وتخطر قضبانُ العذيب فتنثني *-*-*-*-*- معاطفُه في خاطري وجوانحه
أكاد لمرأى كلِّ غصنِ أراكةٍ *-*-*-*-*- أعانقه من أجله وأصافحه
وأعشق نورَ البدر ليلة تِمِّهِ *-*-*-*-*- لأنْ قد بدتْ منه عليه ملامحه
يقول عذولي شفّ مَسْكَتُك الهوى *-*-*-*-*- فأنت لعَمْري ذاهبُ الفكر سائحه
فقلت جميع الرشد في سُبْل حبّه *-*-*-*-*- إذا لاح لي من ذلك الوجهِ لائحه
وقالوا أضعتَ العمر في حب أهيفٍ *-*-*-*-*- ومن عَلِقَ الغزلان ضاعت مصالحه
فقلت لهم يا حبذا ما أضعتُه *-*-*-*-*- بمن حبُّهُ كنزٌ تنوء مفاتحه
فِدَا كلِّ ظَبْيٍ بين سَلْعٍ وحاجِرٍ *-*-*-*-*- لِـمُهْجَةِ ظبيٍ في الفؤاد مَسارحه
ومهما يعذّبْني فعذبٌ مذاقُه *-*-*-*-*- ومهما يؤرّقْني فإني مُسامحه
وما أسعدَ الليلَ الذي أنا ساهرٌ *-*-*-*-*- وما أقدسَ الدمعَ الذي أنا سافحه!
وقالوا قطعت الأربعين فما الهوى؟ *-*-*-*-*- وقد صاح في فَوْدَيْكَ للشيبِ صائحه
ولم يعلموا أن الـمِهارَ وإنْ غلتْ *-*-*-*-*- لَتَعْجَز عما طال في الجَرْيِ قارِحُه
بلى أنا سلطان الغرام وهذه *-*-*-*-*- صحائفه في راحتي وصفائحه
إذا في كتاب الحب طالعَ مُغْرَمٌ *-*-*-*-*- وشرط المعنَّى أن تغيب جوارحه
خَلِيٌّ إذا رام الصلاةَ تداخلتْ *-*-*-*-*- تحيّتُه مَعْ ذكره وفواتحه
هوى عفيف
فيهم جآذرُ لا تُرى في غيرهم *-*-*-*-*- كلا ولا بسوى ذراهم تُعْرَف
تلك الجآذرُ لا قلاعَ المنحنى *-*-*-*-*- تدري ولا جرعاءَ رامةَ تألف
عجبًا لها ترعى أجلَّ حواضرٍ *-*-*-*-*- ومسارحُ الغزلان قاعٌ صفصف
تُسْتَلْطَفُ الغزلانُ في فَلَواتها*-*-*-*-*- لكنها بين الحدائق ألطف
من كلِّ أهْيَفَ لو رأتْ بانُ النقا *-*-*-*-*- أعطافَهُ لغدتْ لها تَتَقَصَّف
تلقاه في وسْط النديّ كأنه *-*-*-*-*- تمثالُ حسنٍ قد حواهُ المتحف
خجلانُ يرجف من خفارة طبعهِ *-*-*-*-*- والأُسْدُ منه لدى الكريهة ترجف
ظَبْيٌ ولكنْ في المعامع ضيغمٌ *-*-*-*-*- حَمَلٌ وفي الحَمْلات ذئبٌ أخطف
متأوّدٌ بين الصفوف بعِطفهِ *-*-*-*-*- لكن إذا حمس الوغى لا يعطف
ولخصره فعل القنا معْ وَهْنِهِ *-*-*-*-*- وكذا يمنّ على الذين اسْتُضْعِفوا
ولقد أحار إذا بدا بِنِجَاده *-*-*-*-*- أَقَوامُه أم سيفه هو أرهف
ولَربَّ أغْيَدَ أستبين بجِيده *-*-*-*-*- بَشَرًا كلون الثلج أو هو أنظف
وجهٌ أغرُّ وقامةٌ فتّانةٌ *-*-*-*-*- ومحاجرٌ دُعْجٌ وجَفْنٌ أَوْطَفُ
وعوارضٌ منها أسيم بجنّةٍ *-*-*-*-*- نظري وللتفّاح منها أقطف
ومُقَبَّلٌ ما زلت أرشف بردَه *-*-*-*-*- وأقول: أين الشهدُ ممّا أرشف؟
تقع الصفاتُ على المحاسن كلها *-*-*-*-*- إلا الرضابَ فذوقُه لا يُوصف
أقسمت لو نَظَرَ السقيمُ لوجهه *-*-*-*-*- نال الشِّفا وهو السقيم المدْنَف
ما نلت منه جلسةً إلا غدت *-*-*-*-*- معْه بأقرب موعدٍ تستأنف
خلساتُ وصْلٍ لم تَشُبْها ريبةٌ *-*-*-*-*- كلا ولا منها الشهامة تأنف
أُرخي العنانَ للذَّتي حتَّى إذا *-*-*-*-*- ما قاربت أمدَ النكارة أصدف
أهوي إليه بجملتي فأضمّه *-*-*-*-*- وأشمّه وأقول يا ربِّ العَفُو
من قصيدة: الأندلسية
لكَ اللهُ إن شئتَ الصَّبوحَ فبكِّرِ *-*-*-*-*- بكأسٍ دِهاقٍ من حُمَيّا التذكُّرِ
وغنِّ على ذكرى الليالي التي خلت *-*-*-*-*- قصائدَ إن تُنْشَدْ على الميْتِ يُنشَر
فقد تَعْذُبُ الذكرى ولو لفجيعةٍ *-*-*-*-*- ويشفي أُوَارَ الصدر فَرْطُ التحسُّر
ولولا المراثي والمآقي وراءها *-*-*-*-*- لأفنى الورى حَرُّ الأسى المتسعّر
تقضّتْ لباناتُ الرجال من الجوى *-*-*-*-*- بتذكار ماضٍ أو إثارة مُضْمَر
لعمرك لا يُرجى لنشأة مقبلٍ *-*-*-*-*- ومستقبٍل من لم يفكِّرْ بُمدبر
وما هذه الدنيا سوى متقدِّمٍ *-*-*-*-*- يُكوَّرُ تجديدًا على متأخِّر
أَدِرْها تردَّ الرشدَ في عقل ذاهبٍ *-*-*-*-*- وتذهبْ بعقل الراشد المتبَصِّر
وتُحيي لنا عهدًا يَصُوب عِهادُه *-*-*-*-*- منازلَ قلبٍ من هوى الذكر مُقفر
وكائنةٍ لم يعرفِ الدهرُ أختَها *-*-*-*-*- ولا حدّثت عن مثلها كُتْبُ مخبِر
يكاد الذي يقرا غريبَ حديثها *-*-*-*-*- يظنُّ خيالاً أو أحاديثَ مُفْتَر
يقولون: كانت أمّةٌ عربيةٌ
بأندلسٍ سادت بِهَا جَمَّ أعْصُر *-*-*-*-*- وقد عمرت أقطارُ أندلسٍ بهم
فكم بلدٍ فخمٍ ومصرٍ ممصَّر *-*-*-*-*- وكم أربُعٍ خُضرٍ وحرْثٍ مطبّقٍ
وفاكهةٍ رَغْدٍ وزهرٍ منوَّر! *-*-*-*-*- وكم قائدٍ قَرْمٍ وجندٍ مدرّبٍ
وكم سائسٍ فحلٍ وأمرٍ مدبَّر! *-*-*-*-*- وكم بطلٍ إن ثار نَقْعٌ رأيتَه
يبيع بأسواق المنايا ويشتري! *-*-*-*-*- وما شئتَ من علمٍ ورأيٍ وحكمةٍ
ودرسٍ وتحقيقٍ وقولٍ محرَّر *-*-*-*-*- إلى شممٍ جَمٍّ ومجدٍ مؤثّلٍ
وفي عزّةٍ قَعْسا ووَفْرٍ مُوفَّر *-*-*-*-*- نعم، كان فيها من نزارٍ ويَعْرُبٍ
جموعٌ تُحيل الأرضَ في يوم محشر *-*-*-*-*- فراحت كأن لم تَغْنَ بالأمس، وانقضى
لهم كل رِكْزٍ غير ذكرٍ معطَّر *-*-*-*-*- كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيسٌ ولم يسمر هناك ويسهر *-*-*-*-*- كأن لم تكن في أرض أندلسٍ لنا
جحافلُ إن تحملْ على الدهر يُذعَر *-*-*-*-*- فماذا الذي أخنى عليها، وما الذي
رماها بهذا الخسف بعد التصدُّر؟ *-*-*-*-*- إذا أعمل المرء البصيرةَ لم يجد
لها علّةً غيرَ الخلافِ المتَبِّر *-*-*-*-*- خلافان: هذا بين قيسٍ ويعربٍ
مقيمٌ، وهذا بين عُرْبٍ وبربر *-*-*-*-*- ولا شرَّ يحكي شرَّ حربٍ إذا التقت
صناديدُ قيسٍ مع غطاريفِ حِمْيَر *-*-*-*-*- لعمرك لولا الخُلْف لم يك مشرقٌ
ولا مغربٌ يعصي عليهم ويجتري *-*-*-*-*- لقد عصفت في شقّة الغرب ريحُهم
فسادت، ولكن لم تكن ريحَ صَرْصَرِ *-*-*-*-*- فقد أثَّلوا في أرضها مدنيّةً
ترى الخصم في عليائها ليس يمتري *-*-*-*-*- وسَوَّوْا جميع العالمين بعدلهم
ومن يتمسَّكْ بالسوية يعمر *-*-*-*-*- ولا عارضوا في دينه غيرَ مسلمٍ
ولا عاملوا أهل الكتاب بمنكر *-*-*-*-*- ولا نصبوا ديوان تفتيشهم على
عقائدِ أقوامٍ يجوس ويفتري *-*-*-*-*- ولا أحرقوا بالنار من قيل إنه
على صلةٍ معْ دينه بالتستّر *-*-*-*-*- بذلك هاتيك الممالك أصبحت
مثالاً قويمًا للعُلا والتحضُّر *-*-*-*-*- وقد صار نهر الرون ثغر بلادهم
وكم صبغوه في الجهاد بأحمر! *-*-*-*-*- وشكُّوا لِواهم في ذُرا «قَرْقَشَنَّةٍ»
وسلّوا على «تربولةٍ» كلَّ أبتر *-*-*-*-*- ودانت لهم صِيد الجلالقة الألى
بَلا منهمُ الرومانُ كلَّ غضنفر *-*-*-*-*- ولم يقفِ البشْكَنْسُ في وجه زحفهم
ولا أوطؤوا الجرمانَ ثغرةَ مُعور *-*-*-*-*- وإن يك لاقى الغافقيُّ حِمامَه
ومحّصَ في يوم البلاط المقدَّر *-*-*-*-*- فقد لبثت من بعد ذاك جيوشهم
تَعَرَّضُ دهرًا للفرنج وتنبري *-*-*-*-*- يقول الألى قد شاهدوا غزواتهم
هم العُرْبُ فوق الخيل، أم جِنّ عبقر *-*-*-*-*- وصقرُ قريشٍ حين جاء مشردًا
فأنشبَ فيهم أي ظُفْرٍ مُظَفَّر *-*-*-*-*- وشاد بهاتيك القواصي إمارةً
لها أجفل المنصورُ والدُ جعفر *-*-*-*-*- وخلّف أملاكًا سموا وخلائفًا
أُسودَ عرينٍ منهمُ كلُّ مُخدِر
من قصيدة: أنتِ أجدر بالهناء
أمؤثرةَ البقاء على الفناءِ *-*-*-*-*- لعمري أنت أجدر بالهناءِ
غرقنا في البكاء ولو علمنا *-*-*-*-*- لأجلَى الغيبُ عن ضَحِك القضاء
وصبَّرَنا الرثاء وما فقيدٌ *-*-*-*-*- أحقُّ من المخلَّف بالرثاء
أيبكي من ثوى بجوار عبدٍ *-*-*-*-*- ويُبكَى مَنْ نحا ربَّ السماء
لقد فاز الذّي ولّى حثيثًا *-*-*-*-*- فليس المنزلان على السواء
مضيتِ لما غَدَا خيرًا وأبقى *-*-*-*-*- وذاك لجازعٍ خيرُ العزاء
فإن نحزنْ فلا لغرور دنيا *-*-*-*-*- ولكن للتّفَرُّقِ والتنائي
فقد عزَّ الفراقُ على البرايا *-*-*-*-*- فكيف وذا الفراقُ بلا لقاء
سلامٌ من صميمِ فؤادِ صَبٍّ *-*-*-*-*- على الوجه المجلَّل بالبهاء
نزفتُ الدمعَ في مَنعاك حزنًا *-*-*-*-*- ولو أنصفتُ لم تسلم دمائي
وكان بكايَ لما كان دمعٌ *-*-*-*-*- فها أنا بعدَه أبكي بكائي
كأن الفضل للآجال نجْزٌ *-*-*-*-*- يموت به الفتى من غير داء
إذا فكَّرْتُ في سبب المنايا *-*-*-*-*- خشيتُ على الحياة من الحياء
تَخِذْتِ الطّهرَ والتقوى شعارًا *-*-*-*-*- وسِرتِ من المحامد في رداء
فلو مَلَكَتْ رُبَا لبنانَ قولاً *-*-*-*-*- نطقْنَ بما عليكِ من الثناء
ملَكْتِ نواصِيَ الآداب طُرّاً *-*-*-*-*- فَمَتَّ إليك كلٌّ بالولاء
حكمْتِ على هواكِ بكلِّ أمْرٍ *-*-*-*-*- كَحُكْمِ السيّداتِ على الإماء
**** المصدر: معجم البابطين: http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=3079