أبو محمد القلموني
11-05-2010, 01:25 PM
الحمد لله وكفى و سلام على عباده الذين اصطفى و بعد :
فهذه ورقة مختصرة نبحث فيها الاليق بالحركة الإسلامية من وجهة نظرنا الخاصة و نناقش القائمين عليها في خيارهم الحالي في ما يتعلق بالإنتخابات البلدية.
بداية لا بد من التنبيه على أربعة أمور يبنى هذا النقد عليها :
أولا يجب التفريق بين عداوة الحركة و بين النقد الذي يهدف إلى تصحيح المسار و تصويب الخطوات. و عدم تفريق البعض بينهما لا يجعلهما شيئا واحدا بل لا يزال العقل السليم يتصور تمايزا كبيرا و هائلا بينهما . و لا يزال العقل الدقيق يرى امكانية اجتماع أقصى درجات الغيرة مع أقصى درجات النقد.
ثانيا لا يفهمن أحد هنا أننا بهذا النقد نؤيد لائحة على لائحة أو توجها على توجه آخر مباين له . بل نحن في هذا النقد ملتزمون و مقيدون ببحث الأليق بالحركة الإسلامية و مناقشتها في خياراتها الحالية التي يبدو أنها حتى اللحظة مصممة عليها ماضية وفقها . فأما معارك الآخرين مع الحركة فهي لا تمثل وجهة نظرنا في هذا النقد و إنما تمثل وجهة نظر أصحابها. فنحن و إن اجتمعنا في الظاهر على تخطئة الحركة في خياراتها لكننا نزعم أننا نباينهم في التفاصيل و التي من أهمها رغبتنا الأكيدة و الحقيقية أن تنحاز الحركة إلى ما فيه مصلحتها كحركة إسلامية غاية غاياتها التبشير بالفكرة الإسلامية.
ثالثا الحركة الإسلامية هي حركة تغيير جذري تهدف إلى تقويض الأسس المنحرفة التي يقوم عليها بناء المجتمع لتشيد على أنقاضه مجتمعا متنورا متحضرا حرا تكون أسسه هي تعليمات الصانع الذي برأ هذا الوجود . فهي في نظرتها تتمتع بأفق أوسع و أرحب و أكثر واقعية فلا تغفل المعطيات الكونية الباهرة و ملابساتها الواضحة و مقتضياتها الخطيرة التي تتتعلق تعلقا مباشرة بالكائن الإنساني و مصلحته الحقيقية على هذه الأرض. وهي بهذا تباين غيرها من التوجهات الأرضية التي لا تراعي هذا المشهد الواقعي و لا تتوقف عند دلالاته الخطيرة الكبرى بل تكتفي بمشهد ناقص مجتزأ يؤدي إلى اختزال الصورة الإنسانية الحقيقية و تشويهها تشويها قبيحا ! مما يجعلها تقصر نشاطها على تلبية جوانب في المصلحة الإنسانية على حساب جوانب أخرى لتكون النتيجة و المحصلة النهائية خسارة محققة لمنظومة المصالح الإنسانية التي لاتتوازن إلا بتعليمات الصانع!
رابعا لا مشكلة شخصية مع من تصر الحركة على ترشيحهم للمرة الثالثة بل تربطنا بهم علاقات ود و محبة لن يفسدها هذا الإختلاف بمشيئة الله تعالى.
فإذا تقرر هذا انتقلنا إلى مناقشة الحركة في ما اختارته و ذهبت إليه حتى اللحظة في هذا الإستحقاق .
1- و نبدأ بالإستفتاء الذي بنت عليه خيارها و جعلته منطلقا و بداية و عنوانا لتحركها . فنقول:
الإستفتاء كان لا بد و أن يسبق بجلسات نقاش ترفع البلادة و العقم الفكري. وعدم عقد هذه الجلسات يطعن في شرعية الإستفتاء. و لا يهولن علينا أحد هنا أننا جعلنا العقم الفكري هو أحد الأسباب المحتملة ، فإننا نقصد به العقم الذي قد يصيب أي أحد إذا لم ينخرط في نقاش موضوعي يلقي الضوء على جميع المعطيات و مختلف الحيثيات التي لا يمكن إحياؤها وتفعيلها ذهنيا إلا من خلال حوار حيوي و عميق و بناء.
الإستفتاء كان يجب أن يوسع إلى الشريحة الأكبر من الغيورين الصادقين على الحركة و أن يكون لهم كلمة و رأي مسموع في صيغته.فعدم إشراك هذه الشريحة طاعن في شرعية الإستفتاء.
هذا الإستفتاء لم يشارك فيه الإخوة المغتربون و لم يتم الإستماع إلى وجهة نظرهم فيه . وهذا مطعن آخر في شرعيته.
2- الأصل أن الحركة الإسلامية تهدف من وراء حركتها و تفاعلها مع الناس إيصال رسائل معينة تخدم فكرتها وتعين على تحقيق أهدافها و رسالتها . فما هي الرسالة التي تريدون إيصالها للناس من خلال ترشيحكم لذات الشخص مرة ثالثة؟
3- ترشيح نفس الشخص لثلاث مرات يعني أحد ثلاثة أمور: إما أنه نجح نجاحا منقطع النظير ، و إما أنه لا يوجد بديل عنه في داخل صفوف الحركة ، و إما أنه اختير كسلا و بلادة و خوفا من عواقب التغيير .
فأما أنه نجح نجاحا منقطع النظير فليس بمسلم بل الحقيقة على خلافه فلا زلنا نسمع أصواتا كثيرة داخل الحركة و خارجها تنتقد بقسوة أداءه و تصفه بغير المقبول و غير المناسب لحركي إسلامي.
و أما أنه لا يوجد بديل عنه فهذا إعلان إفلاس ! و عدم خوض المعركة و الحالة هذه تجنبا من إعلان الإفلاس ربما كان هو الأقرب إلى مصلحة الحركة. ألا ترى إلى من يعملون في حقل التجارة كيف أنهم قد يحجمون عن عقد بعض الصفقات إذا كانت ستتسبب بكشف نقاط الضعف المالي عندهم ؟! فيؤثرون السلامة على المضاربة حينها إلى حين ؟!
فهل خلت الحركة من أرصدة أخرى يمكن تحريكها و الإستفادة منها ؟! و إذا كان الأمر كذلك فماذا يضير الحركة أن تجمد مشاركتها لدورة أو دورتين تتفرغ فيهما للبناء و التبشير بالفكرة الإسلامية لتجنيد عدد أكبر من الأنصار و المؤيدين ، حتى إذا أخذت قرارا بالترشح في المستقبل كانت كفتها هي المائلة دون منازع يذكر؟!
وأما إن كان السبب هو الكسل فهي طامة كبرى و بلية عظمى و مرض خطير يستدعي أن يتداعى له العاملون في صفوف الحركة ، و أن يعمدوا إلى خطة طوارئ لا تهدأ و لا يخبو أوارها حتى يبدأ جسم الحركة بالتعافي من جديد شيئا فشيئا!
فإن كان المانع هو فوبيا التغيير فهذه لوثة في التفكير و مرض سرطاني في غاية الخطورة حيث أنه يفترض في الحركة أنها دائمة الجنوح نحو التغيير في تصرفاتها و تعاملاتها و خططها و معاركها ! فإصابة العاملين في صفوفها بهذا المرض و الحالة هذه منذر بشلل قبيح وإخفاق مريع!
فإن قال قائل : وما المانع من التريث أحيانا و عدم الإستعجال طورا خشية فوات منفعة أعظم ؟
قلنا: المنفعة معنى مقيد غير مطلق . وهي تأخذ قيمتها تبعا للميزان الذي به ترصد و توزن. فإن كان الميزان هو البلادة و التكاسل و ليس في الإمكان أبدع مما كان فإن المنفعة حينها لا تتصور إلا بابقاء الحال على ما هو عليه ! و قد سمعنا غير واحد من الذين ربما شاركوا في التصويت يقولون: فليكن المجلس الجديد هو عين المجلس القديم و لنرح رؤوسنا و لنعد إلى شؤوننا الخاصة !!!
فأما إذا وزنت المنفعة بميزان آخر و هو ضرورة التغيير ، صارت المنفعة حينها هي التغيير و ليس إبقاء ما كان على ما كان عليه !
4- أغلب الأصوات اليوم تقول للحركة نريد أن تأتونا ببديل من داخل صفوفكم . فكان يجب على الحركة أن تستغل هذا لترسخ هذه الثقة و تعمقها. وأما إغفال هذه الأصوات و إهدارها فلا يبشر بخير البتة! بل قد يجعل بعض من كان ينادي بهذا ينأى عن مثله مستقبلا و يتحول إلى ضده متعللا بعدم أهلية القائمين على الحركة !
5- ألا يحتمل أن يفهم الناس على نطاق واسع أن الحركة لا يمكنها الفوز إلا إذا رشحت نفس الأشخاص ؟ وإذا كانت هذه هي الحقيقة فأية فائدة باستمرار الحركة في خيار يرهن و يشرط نجاحها بنجاح أشخاص بأعيانهم ؟! أين مصلحة الحركة في هذا ؟! أفيدونا أفادكم الله.
يتبع بمشيئة الله إذا اقتضت المصلحة ذلك
فهذه ورقة مختصرة نبحث فيها الاليق بالحركة الإسلامية من وجهة نظرنا الخاصة و نناقش القائمين عليها في خيارهم الحالي في ما يتعلق بالإنتخابات البلدية.
بداية لا بد من التنبيه على أربعة أمور يبنى هذا النقد عليها :
أولا يجب التفريق بين عداوة الحركة و بين النقد الذي يهدف إلى تصحيح المسار و تصويب الخطوات. و عدم تفريق البعض بينهما لا يجعلهما شيئا واحدا بل لا يزال العقل السليم يتصور تمايزا كبيرا و هائلا بينهما . و لا يزال العقل الدقيق يرى امكانية اجتماع أقصى درجات الغيرة مع أقصى درجات النقد.
ثانيا لا يفهمن أحد هنا أننا بهذا النقد نؤيد لائحة على لائحة أو توجها على توجه آخر مباين له . بل نحن في هذا النقد ملتزمون و مقيدون ببحث الأليق بالحركة الإسلامية و مناقشتها في خياراتها الحالية التي يبدو أنها حتى اللحظة مصممة عليها ماضية وفقها . فأما معارك الآخرين مع الحركة فهي لا تمثل وجهة نظرنا في هذا النقد و إنما تمثل وجهة نظر أصحابها. فنحن و إن اجتمعنا في الظاهر على تخطئة الحركة في خياراتها لكننا نزعم أننا نباينهم في التفاصيل و التي من أهمها رغبتنا الأكيدة و الحقيقية أن تنحاز الحركة إلى ما فيه مصلحتها كحركة إسلامية غاية غاياتها التبشير بالفكرة الإسلامية.
ثالثا الحركة الإسلامية هي حركة تغيير جذري تهدف إلى تقويض الأسس المنحرفة التي يقوم عليها بناء المجتمع لتشيد على أنقاضه مجتمعا متنورا متحضرا حرا تكون أسسه هي تعليمات الصانع الذي برأ هذا الوجود . فهي في نظرتها تتمتع بأفق أوسع و أرحب و أكثر واقعية فلا تغفل المعطيات الكونية الباهرة و ملابساتها الواضحة و مقتضياتها الخطيرة التي تتتعلق تعلقا مباشرة بالكائن الإنساني و مصلحته الحقيقية على هذه الأرض. وهي بهذا تباين غيرها من التوجهات الأرضية التي لا تراعي هذا المشهد الواقعي و لا تتوقف عند دلالاته الخطيرة الكبرى بل تكتفي بمشهد ناقص مجتزأ يؤدي إلى اختزال الصورة الإنسانية الحقيقية و تشويهها تشويها قبيحا ! مما يجعلها تقصر نشاطها على تلبية جوانب في المصلحة الإنسانية على حساب جوانب أخرى لتكون النتيجة و المحصلة النهائية خسارة محققة لمنظومة المصالح الإنسانية التي لاتتوازن إلا بتعليمات الصانع!
رابعا لا مشكلة شخصية مع من تصر الحركة على ترشيحهم للمرة الثالثة بل تربطنا بهم علاقات ود و محبة لن يفسدها هذا الإختلاف بمشيئة الله تعالى.
فإذا تقرر هذا انتقلنا إلى مناقشة الحركة في ما اختارته و ذهبت إليه حتى اللحظة في هذا الإستحقاق .
1- و نبدأ بالإستفتاء الذي بنت عليه خيارها و جعلته منطلقا و بداية و عنوانا لتحركها . فنقول:
الإستفتاء كان لا بد و أن يسبق بجلسات نقاش ترفع البلادة و العقم الفكري. وعدم عقد هذه الجلسات يطعن في شرعية الإستفتاء. و لا يهولن علينا أحد هنا أننا جعلنا العقم الفكري هو أحد الأسباب المحتملة ، فإننا نقصد به العقم الذي قد يصيب أي أحد إذا لم ينخرط في نقاش موضوعي يلقي الضوء على جميع المعطيات و مختلف الحيثيات التي لا يمكن إحياؤها وتفعيلها ذهنيا إلا من خلال حوار حيوي و عميق و بناء.
الإستفتاء كان يجب أن يوسع إلى الشريحة الأكبر من الغيورين الصادقين على الحركة و أن يكون لهم كلمة و رأي مسموع في صيغته.فعدم إشراك هذه الشريحة طاعن في شرعية الإستفتاء.
هذا الإستفتاء لم يشارك فيه الإخوة المغتربون و لم يتم الإستماع إلى وجهة نظرهم فيه . وهذا مطعن آخر في شرعيته.
2- الأصل أن الحركة الإسلامية تهدف من وراء حركتها و تفاعلها مع الناس إيصال رسائل معينة تخدم فكرتها وتعين على تحقيق أهدافها و رسالتها . فما هي الرسالة التي تريدون إيصالها للناس من خلال ترشيحكم لذات الشخص مرة ثالثة؟
3- ترشيح نفس الشخص لثلاث مرات يعني أحد ثلاثة أمور: إما أنه نجح نجاحا منقطع النظير ، و إما أنه لا يوجد بديل عنه في داخل صفوف الحركة ، و إما أنه اختير كسلا و بلادة و خوفا من عواقب التغيير .
فأما أنه نجح نجاحا منقطع النظير فليس بمسلم بل الحقيقة على خلافه فلا زلنا نسمع أصواتا كثيرة داخل الحركة و خارجها تنتقد بقسوة أداءه و تصفه بغير المقبول و غير المناسب لحركي إسلامي.
و أما أنه لا يوجد بديل عنه فهذا إعلان إفلاس ! و عدم خوض المعركة و الحالة هذه تجنبا من إعلان الإفلاس ربما كان هو الأقرب إلى مصلحة الحركة. ألا ترى إلى من يعملون في حقل التجارة كيف أنهم قد يحجمون عن عقد بعض الصفقات إذا كانت ستتسبب بكشف نقاط الضعف المالي عندهم ؟! فيؤثرون السلامة على المضاربة حينها إلى حين ؟!
فهل خلت الحركة من أرصدة أخرى يمكن تحريكها و الإستفادة منها ؟! و إذا كان الأمر كذلك فماذا يضير الحركة أن تجمد مشاركتها لدورة أو دورتين تتفرغ فيهما للبناء و التبشير بالفكرة الإسلامية لتجنيد عدد أكبر من الأنصار و المؤيدين ، حتى إذا أخذت قرارا بالترشح في المستقبل كانت كفتها هي المائلة دون منازع يذكر؟!
وأما إن كان السبب هو الكسل فهي طامة كبرى و بلية عظمى و مرض خطير يستدعي أن يتداعى له العاملون في صفوف الحركة ، و أن يعمدوا إلى خطة طوارئ لا تهدأ و لا يخبو أوارها حتى يبدأ جسم الحركة بالتعافي من جديد شيئا فشيئا!
فإن كان المانع هو فوبيا التغيير فهذه لوثة في التفكير و مرض سرطاني في غاية الخطورة حيث أنه يفترض في الحركة أنها دائمة الجنوح نحو التغيير في تصرفاتها و تعاملاتها و خططها و معاركها ! فإصابة العاملين في صفوفها بهذا المرض و الحالة هذه منذر بشلل قبيح وإخفاق مريع!
فإن قال قائل : وما المانع من التريث أحيانا و عدم الإستعجال طورا خشية فوات منفعة أعظم ؟
قلنا: المنفعة معنى مقيد غير مطلق . وهي تأخذ قيمتها تبعا للميزان الذي به ترصد و توزن. فإن كان الميزان هو البلادة و التكاسل و ليس في الإمكان أبدع مما كان فإن المنفعة حينها لا تتصور إلا بابقاء الحال على ما هو عليه ! و قد سمعنا غير واحد من الذين ربما شاركوا في التصويت يقولون: فليكن المجلس الجديد هو عين المجلس القديم و لنرح رؤوسنا و لنعد إلى شؤوننا الخاصة !!!
فأما إذا وزنت المنفعة بميزان آخر و هو ضرورة التغيير ، صارت المنفعة حينها هي التغيير و ليس إبقاء ما كان على ما كان عليه !
4- أغلب الأصوات اليوم تقول للحركة نريد أن تأتونا ببديل من داخل صفوفكم . فكان يجب على الحركة أن تستغل هذا لترسخ هذه الثقة و تعمقها. وأما إغفال هذه الأصوات و إهدارها فلا يبشر بخير البتة! بل قد يجعل بعض من كان ينادي بهذا ينأى عن مثله مستقبلا و يتحول إلى ضده متعللا بعدم أهلية القائمين على الحركة !
5- ألا يحتمل أن يفهم الناس على نطاق واسع أن الحركة لا يمكنها الفوز إلا إذا رشحت نفس الأشخاص ؟ وإذا كانت هذه هي الحقيقة فأية فائدة باستمرار الحركة في خيار يرهن و يشرط نجاحها بنجاح أشخاص بأعيانهم ؟! أين مصلحة الحركة في هذا ؟! أفيدونا أفادكم الله.
يتبع بمشيئة الله إذا اقتضت المصلحة ذلك