المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردّ طعن الحبشي العنيد في الإمام الدارمي عثمان بن سعيد



أبو حسن
14-05-2010, 02:22 AM
ردّ طعن الحبشي العنيد في الإمام الدارمي عثمان بن سعيد


قد أكثر خصمنا الحبشي في موضوع "عقيدة الأحباش (http://forum.qalamoun.com/showthread.php?t=12644)" من رمي الإمام الحافظ العلامة عثمان بن سعيد الدارمي بأنه مجسم... وهذا ليس بمستغرب على هذه الفرقة، فما أهون الطعن في الأئمة وتكفيرهم عندهم...

ولولا أن الطعن هو في إمام من أئمة السلف من تلاميذ الإمام أحمد وابن راهويه والمديني والبويطي وطبقة البخاري ومسلم وابن أبي داوود لما التفتنا لكلامه... لكن تعرضه لهذا الإمام أوجب علينا، إجلالا لمقامه وبيانا لقدره، ولأن الناس قرؤوا كلامه في الطعن فيه، ذكر شيء من ترجمة هذا الإمام وثناء الأئمة عليه، بل والأشاعرة أنفسهم...

كما بيّنا أن رميه بالتجسيم فات الأئمة كلهم حتى اكتشفه هؤلاء الشرذمة...

وللتنبيه، فإنه ليس لي من فضل في هذا الموضوع سوى جمعه والتأليف بين عباراته من مصادر مختلفة على الشبكة... راجيا الله أن يجعله في ميزان حسناتي...

التعريف به وبمشايخه:

هو الإمام العلامة الحافظ الناقد أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي السجستاني.
ولد قبل المئتين بيسير وسكن هراة، وطوّف الأقاليم، فرحل إلى الحجاز والعراق والشام ومصر وغيرها من البلاد. وقام بجرجان سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
أخذ الحديث وعلله عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم.
وأخذ الفقه عن البويطي صاحب الشافعي، والعربية عن ابن الأعرابي.

أقوال العلماء فيه:

- ذكره ابن حبان في الثقات وقال:
أحد أئمة الدنيا، يروى عن أبى الوليد وأهل العراق.

- قال الخليلي في الإرشاد في رجال الحديث:
عثمان بن سعيد الدارمي كبير المحل عالم بهذا الشأن، يُقارن بالبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم...
... وسمعتُ عبد الله بن محمد الحافظ يقول :" كان عثمان بن سعيد ثقة متفقاً عليه.

- قال يعقوب القراب:
ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى عثمان مثل نفسه أخذ الأدب عن ابن الأعرابي والفقه على أبي يعقوب البويطي والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني وتقدم في هذه العلوم رحمة الله عليه.

- قال محمد بن المنذر شكر:
سمعت أبا زرعة الرازي، وسألته عن عثمان بن سعيد، فقال: ذاك رزق حسن التصنيف.

- قال أبو الفضل الجارودي:
كان عثمان بن سعيد إماما يقتدى به في حياته وبعد مماته.

- قال الحسن بن صاحب الشاشي:
سألت أبا داود السجستاني عن عثمان بن سعيد، فقال: منه تعلمنا الحديث.

- قال أبو حامد الأعمشي:
ما رأيت في المحدثين مثل محمد بن يحيى وعثمان بن سعيد ويعقوب بن سفيان.

- روى أبو عثمان الصابوني بسنده عن قتيبة بن سعيد أنه قال في آخر كتاب الإيمان له: فإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري، ومالك بن أنس والأوزاعي -وذكر عددا من الأئمة ثم قال:- فاعلم أنه صاحب سنة.
فقال أبو عثمان الصابوني: "وأنا ألحقت بهؤلاء الذين ذكرهم قتيبة رحمه الله، أن من أحبهم فهو صاحب سنة، من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون، وبهديهم يهتدون، ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يُعدُّون، وفي اتباعهم آثارهم يجدُّون جماعة آخرين، منهم: محمد بن إدريس الشافعي... وذكر عددًا من الأئمة منهم: عثمان بن سعيد الدارمي.

- قال الذهبي عنه:
الامام، العلامة، الحافظ، الناقد... أخذ علم الحديث وعلله عن علي ويحيى وأحمد، وفاق أهل زمانه، وكان لهجا بالسنة، بصيرا بالمناظرة.
وقال: كان عثمان الدارمي جذعا في أعين المبتدعة، وهو الذي قام على محمد بن كرام - الذي تنسب إليه الكرامية- وطرده عن هراة، فيما قيل.

أقوال الأشاعرة فيه:

- قال تاج الدين السبكي رحمه الله في طبقات الشافعية الكبرى:
أحد الأعلام الثقات، ومن ذكره العبادي في الطبقات قائلا: الإمام في الحديث والفقه...
... كان الدارمي واسع الرحلة طواف الأقاليم ولقى الكبار
... وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية، وكتاب في الرد على بشر المريسي، ومسند كبير وهو الذي قام على محمد بن كرَّام الذي تنسب إليه الكرامية وطردوه عن هراة، وكان من خبر ابن كرَّام هذا وهو شيخ سجستان مجسم...
ثُمَّ عقد السبكي باباً في نهاية ترجمته بعنوان : "ومن غرئب أبي سعيد الدارمي وفوائده"

فهل فات السبكي أن عثمان بن سعيد الدارمي مجسم ؟ فكيف وهو ينقل عنه أنه طرد ابن كرام المجسم من هراة !!!

- ترجم له الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في" تاريخ دمسق ":
فأخرج بسنده إلى أبي الفضل بن إسحاق وهو يعقوب القراب قال : ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأي عثمان مثل نفسه أخذ الأدب عن ابن الأعرابي والفقه على أبي يعقوب البويطي، والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني، وتقدم في هذه العلوم.
وأخرج أيضاً بسنده إلى أبي يعقوب الأعمشي أنَّه قال : ما رأيتُ في المحدثين مثل محمد بن يحيى وعثمان بن سعيد ويعقوب بن سفيان.

فهل فات ابن عساكر أيضا أن عثمان بن سعيد الدارمي مجسم ؟

- ذكره عبدالقاهر البغدادي رحمه الله تعالى في "أصول الدين" الذي دافع فيه عن عقيدة الأشاعرة أيما دفاع تحت باب : "المسألة الثانية عشرة من هذا الأصل في ترتيب أئمة الحديث والإسناد" فقال :
ومنهم عثمان بن سعيد الدارمي الذي أخذ النحو والعربية عن ابن الأعرابي، والفقه عن البويطي، والحديث عن يحيى بن معين وعلى بن المديني، وكان في كل نوع منه إماماً.

فهل فات البغدادي أن يذكر أنَّه كان إماماً في التجسيم أيضاً ؟؟؟

- ترجم له الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في "طبقات الحفاظ" فقال :
عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي السجستاني الإمام الحجة الحافظ أبو سعيد.
ثُمَّ نقل عن أبي الفضل الجارودي قوله فيه : كان إماماً يقتدى به في حياته وبعد مماته.

فهل يقول السيوطي أنه يُقتدى بمجسم في حياته وبعد مماته ؟؟؟

هل أنتم أيها الأحباش أغير على دين الله من هؤلاء الأئمة كلهم ؟

من مصنفاته:

- مسند كبير (وهو غير مسند الدارمي المشهور)
- الرد على الجهمية
- النقض أو الرد على بشر المريسي
- تاريخ عثمان بن سعيد عن يحي بن معين

وفاته:

إنتقل إلى رحمة الله في ذي الحجة سنة ثمانين ومئتين أي أنه عاش قريب الثمانين سنة.

من أقواله في الإستواء وعلو الله على خلقه:

- وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سمواته. (النقض)

- وعلمنا يقينا بلا شك أن الله فوق عرشه فوق سمواته كما وصف، بائن من خلقه. (الرد على الجهمية)

- فالله تبارك وتعالى فوق عرشه، فوق سمواته، بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبده. (الرد على الجهمية)

- قال في قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: 36-37]
ففي هذه الآية بيان بَيِّن ودلالة ظاهرة أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء، فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح، ورام الاطلاع إليه. (الرد على الجهمية)

من أقواله في تنزيه الله ونفي الشبيه والمثيل والكيفية عن صفاته:

- أمَّا قولك (أي المعارض الذي يرد عليه الإمام الدارمي) إنَّ كيفية هذه الصفات وتشبيهها بما هو موجود في الخلق، فإنَّا لا نقول إنَّه خطأ كما قلتَ بل هو عندنا كفر، ونحن لكيفيتها وتشبيهها بما هو موجود في الخلق أشد أنفاً منكم، غير أنا كما لا نشبهها ولا نكيفها، لا نكفر بها ولا نكذب ولا نبطلها بتأويل الضلال كما أبطلها إمامك المريسي (النقض)

- إدعى (أي المعارض) أنَّ بعض كتبة الحديث ثبتوا به بصراً بعين كعين، وسمعاً كسمع جارحا مركباً.
فيقال لهذا المعارض :
أمَّا دعواك عليهم أنَّهم ثبتوا له سمعاً وبصراً، فقد صدقت، وأمَّا دعواك عليهم أنَّه كعين وكسمع، فإنَّه كذب ادعيتَ عليهم لأنَّه ليس كمثله شيء ولا كصفاته صفة، وأمَّا دعواك أنَّهم يقولون جارح مركب، فهذا كفرٌ لا يقوله أحدٌ من المسلمين، ولكنَّا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبت له الرسول، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة جارح عضو وما أشبهه حشو وخرافات وتشنيع، لا يقوله أحد من العالمين، و قد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال، ونعني كما عنى والتكييف عنّا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع. (النقض)