nour
18-05-2010, 05:35 PM
الفرق بين الأمم والمجتمعات المتقدّمة ،وتلك المتخلّفة هي النظرة إلى الزمن.
فبينا الأولى تتطلّع إلى المستقبل، وتجنّد له إمكانات الحاضر، ومن أجله توظّف خبرات الماضي، تراوح الثانية مكانها على اعتبار أنّ (يلّي بتعرفو أحسن من يلّي ما بتعرفو) .
والمتأمّل في القرآن الكريم يجد حركيّته مثار عجب ، حتى قال عنها هيجل أنها حركة (حماس الشرق المحمّدي)
فالزمن يتغيّر (وتلك الأيام نداولها بين الناس) ،والكواكب والكون (كلّ في فلك يسبحون) والعلاقات (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) ...
وتأمّل كيف يدعو عليه الصلاة والسلام إلى إماطة الأذى عن الطريق، وإلى تغيير الشكل الشيطاني لذي الجمّة،وإلى تغيير الاسم القبيح.
تغييرات بسيطة للرائي،وعميقة للمتأمّل الذي يدرك أنّ إماطة أذًى بسيط قد تدفع مكروهًا عظيمًا،وأنّ الجمال قيمة لذاته (إنّ الله جميل يحبّ الجمال) وراحة للنفس ورقيّ للمشاعر، وأنّ الاسم الجميل دافع للتفاؤل وحافز إيجابيّ للعمل.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وهما أبرز أشكال التغيير الإسلاميّ، لا يقتصران فقط على المأمورات والمنهيّات الصريحة، بل مفهومها واسع ليشمل المصالح كلّها. فكلّ مصلحة للمسلمين فهي معروف، وكلّ ما يضرّ بمصالحهم فهو منكر.
إنه لمنكر عظيم أن نرتكس هذه الارتكاسة ،وتسبقنا الأمم إلى فهم أسرار التقدّم. ولكنّا أولى بذلك منهم، لولا ضحالة الثقافة الاجتماعيّة الموروثة
(ليس بالإمكان أبدع ممّا كان) .
تعرف شعوب الأرض أنّه دائمًا، وفي كل ظرف، وفي كلّ مكان،وكلّ زمان، بالإمكان أبدع ممّا كان.
والإنسان محتاج دائمًا إلى مراجعة خياراته ليتقدّم. ولن يبلغ الكمال.
ومع ذلك ، فليس كلّ تغيير هو نحو الأفضل، كما يلحّ على ذلك متطرّفو الفكر الغربي. بعض التغييرات أزالت مجتمعات،وأخرى أزالت حضارات.
التغيير المطلوب هو التغيير المنهجيّ المدروس، الذي يوفّر حاجات حقيقيّة ومصالح راجحة،لا متوهَّمة.
التغيير المطلوب هو التغيير الذي يبدأ بالنفس (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) ، فتصفو له النوايا (إنّما لكلّ امرئ ما نوى)،وينعكس سلوكًا إيجابيًّا وفاعلًا، وتركيزًا باتّجاه الهدف لا باتجاه المعوّقات البشريّة أو القدريّة.
ففشل أكثر مشاريع التغيير، ولو كانت مشاريع راقية الأهداف، حسنة التخطيط ،هو الاشتغال عنها بخوض المعارك الجانبيّة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع،والأسوأ أنها تخلق لنا أزمات متجدّدة،
أزمات خلقيّة متجدّدة.
فبينا الأولى تتطلّع إلى المستقبل، وتجنّد له إمكانات الحاضر، ومن أجله توظّف خبرات الماضي، تراوح الثانية مكانها على اعتبار أنّ (يلّي بتعرفو أحسن من يلّي ما بتعرفو) .
والمتأمّل في القرآن الكريم يجد حركيّته مثار عجب ، حتى قال عنها هيجل أنها حركة (حماس الشرق المحمّدي)
فالزمن يتغيّر (وتلك الأيام نداولها بين الناس) ،والكواكب والكون (كلّ في فلك يسبحون) والعلاقات (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) ...
وتأمّل كيف يدعو عليه الصلاة والسلام إلى إماطة الأذى عن الطريق، وإلى تغيير الشكل الشيطاني لذي الجمّة،وإلى تغيير الاسم القبيح.
تغييرات بسيطة للرائي،وعميقة للمتأمّل الذي يدرك أنّ إماطة أذًى بسيط قد تدفع مكروهًا عظيمًا،وأنّ الجمال قيمة لذاته (إنّ الله جميل يحبّ الجمال) وراحة للنفس ورقيّ للمشاعر، وأنّ الاسم الجميل دافع للتفاؤل وحافز إيجابيّ للعمل.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وهما أبرز أشكال التغيير الإسلاميّ، لا يقتصران فقط على المأمورات والمنهيّات الصريحة، بل مفهومها واسع ليشمل المصالح كلّها. فكلّ مصلحة للمسلمين فهي معروف، وكلّ ما يضرّ بمصالحهم فهو منكر.
إنه لمنكر عظيم أن نرتكس هذه الارتكاسة ،وتسبقنا الأمم إلى فهم أسرار التقدّم. ولكنّا أولى بذلك منهم، لولا ضحالة الثقافة الاجتماعيّة الموروثة
(ليس بالإمكان أبدع ممّا كان) .
تعرف شعوب الأرض أنّه دائمًا، وفي كل ظرف، وفي كلّ مكان،وكلّ زمان، بالإمكان أبدع ممّا كان.
والإنسان محتاج دائمًا إلى مراجعة خياراته ليتقدّم. ولن يبلغ الكمال.
ومع ذلك ، فليس كلّ تغيير هو نحو الأفضل، كما يلحّ على ذلك متطرّفو الفكر الغربي. بعض التغييرات أزالت مجتمعات،وأخرى أزالت حضارات.
التغيير المطلوب هو التغيير المنهجيّ المدروس، الذي يوفّر حاجات حقيقيّة ومصالح راجحة،لا متوهَّمة.
التغيير المطلوب هو التغيير الذي يبدأ بالنفس (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) ، فتصفو له النوايا (إنّما لكلّ امرئ ما نوى)،وينعكس سلوكًا إيجابيًّا وفاعلًا، وتركيزًا باتّجاه الهدف لا باتجاه المعوّقات البشريّة أو القدريّة.
ففشل أكثر مشاريع التغيير، ولو كانت مشاريع راقية الأهداف، حسنة التخطيط ،هو الاشتغال عنها بخوض المعارك الجانبيّة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع،والأسوأ أنها تخلق لنا أزمات متجدّدة،
أزمات خلقيّة متجدّدة.