تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "الخلية الاصطناعية" لحظة حاسمة في تاريخ العلم



وسيم أحمد الفلو
21-05-2010, 12:13 PM
هيمن الاهتمام في الصحافة البريطانية الجمعة بخبر الكشف العلمي المثير المتمثل في تمكن العلماء من انتاج خلية اصطناعية حية في المختبر او ما اسموها بتعبيرهم اول شكل لحياة اصطناعية، والسرقة الفنية الكبرى التي حدثت في متحف الفن الحديث في باريس. وتهلل صحيفة الاندبندنت في تغطيتها الموسعة لهذا الكشف العلمي الذي تفرد له صفحتها الاولى وعددا من صفحاتها الداخلية، وبعنوان واسع " ان نتائجه على مستقبل البشرية ستكون هائلة ويصعب تخيلها".
ويرى محررها العلمي ستيف كونور ان هذا البحث يعد بثورة في مجال التكنولوجيا الحيوية (البيو تكنولوجي) فهو يفتح الباب للعلماء لتصنيع اشكال جديدة من الحياة التي يمكن برمجتها جينيا لتأدية وظائف محددة،كانتاج وقود خال من الكاربون او انتاج لقاحات او انتاج اشكال جديدة من الاطعمة والمياه النظيفة، ويصفه بالقفزة العملاقة في العلم ويمكن ان تكون اكبر في المستقبل بالنسبة للبشرية عموما.
بيد انه يستدرك بان البحث يثير مخاوف اخلاقية بشأن امكانية وقوعه بايدي خاطئة، كان يستخدم على سبيل المثال في صنع اسلحة بيولوجية.
كما تنفرد الصحيفة باجراء حوار موسع مع رائد دراسات الجينوم (الخريطة الوراثية) كريج فينتر الذي وقف وراء البحث يشرح فيها كشفه العلمي بقوله " انها المرة الاولى التي يتمكن فيها امرؤ من بناء ما مجموعة 1.08 مليون قاعدة من ازواج الكروموسومات (الصبغيات) ،وزرعت في خلية مضيفة حيث يمكن للكروموسوم الجديد ان يستولي على هذه الخلية ويتحكم بها ويحولها الى نوع جديد يحدد بخصائص الكروموسوم الجديد ".
ويضيف :" انها المرة الاولى التي نحصل فيها على خلية يتحكم فيها بنسبة 100% كروموسوم اصطناعي" .




وردا على سؤال هل يعد ذلك حياة اصطناعية يجيب فينتر : "نعرفها كحياة اصطناعية لانها محددة كليا بواسطة كروموسوم اصطناعي. نحن بدأنا بخلية حية لكن الكروموسوم الاصطناعي حول الخلية الحية كليا الى نوع جديد من الخلية الاصطناعية. ولم يتبق هناك أي عنصر منفرد من الخلية المضيفة".
ويوضح : " لا نعتبر ذلك (خلقا للحياة من العدم) بل نحن نخلّق حياة جديدة من حياة موجودة باستخدام حمض نووي (دي ان أي) اصطناعي لبرمجة الخلية لتكوين خلايا جديدة يحددها الحمض النووي الاصطناعي".
"لحظة حاسمة"

كما تفرد صحيفة الجارديان تغطيتها الرئيسية لهذا الكشف العلمي اذ يكتب محررها العلمي ايان سامبل ان العالم كريج فينتر وفريقه قد بنوا جينوما (خارطة مورثات) لبكتريا من الصفر وزرعوها في خلية لينتجوا ما اسموه اول حياة اصطناعية .
ويضيف ان هذه التجربة المهمة تمهد الطريق امام تصميم كائنات حية، أي تلك التي يبنى تكوينها الجيني ولا يطور من كائن حي.
هذا المنجز العلمي الذي عمل فريق من 20 عالما اكثر من عشرة سنوات للوصول اليه وكلف حوالي 40 مليون دولارا، وصفه احد الباحثين بأنه " لحظة حاسمة في (تاريخ) علم الاحياء (البيولوجي)".
وينقل عن العالم كريج فينتر رئيس فريق البحث قوله ان هذا الانجاز يدشن فجر مرحلة جديدة، ويمكن استخدام اشكال الحياة الجديدة هذه لفائدة البشرية بدءا من البكتريا التي تنتج وقودا حيويا او تلك التي تمتص ثاني اوكسيد الكاربون من الفضاء او حتى تصنيع اللقاحات.
ويتوقف الكاتب عند المعارضين لمثل هذا النوع من التجارب كالجماعات الدينية، التي هاجمت العمل، وحذرت احدى هذه المنظمات من ان الكائنات الاصطناعية هذه قد تتسرب الى الطبيعة وتتسبب في خراب بيئي او قد تستخدم في صنع اسلحة بايولوجية.
ويرى المحرر العلمي لصحيفة التايمز مارك هندرسن الذي كتب مقالا تحت عنوان " العلماء يخلّقون حياة اصطناعية في المختبر" ان هذه التجربة تدفع الحدود امام قابلية الانسان على التلاعب في العالم الطبيعي.
بيد انه ينقل في الوقت نفسه عن بين ديفس الذي عمل في مجال البيولوجيا التركيبية في جامعة اوكسفورد قوله :" ما زلت اعتقد اننا بعيدين جدا عن الحياة الاصطناعية .. يمكنك ان تأخذ هذا الجينوم الاصطناعي وتكتب بمورثات (جينات) جديدة ذات وظائف معروفة بيد ان ذلك ليس شيئا مختلفا عن علم الاحياء الجزيئي في هذه اللحظة"

أيمن غ القلموني
21-05-2010, 02:06 PM
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2010/05/100521_dh_us_cell_tc2.shtml


إنتاج أول خلية "اصطناعية حية" انجاز علمي جديد

أعلن فريق من العلماء في الولايات المتحدة أنه نجح بإنتاج "أول خلية اصطناعية حية في العالم"، وذلك عن طريق تطوير "برمجية جينية" في خلية جرثومية، ومن ثم زرعها في خلية مضيفة.
وقال فريق الباحثين من "معهد جي كريج فينتر" (JCVI) في ميريلاند بولاية كاليفورنيا الأمريكية إن الميكروب الحي الناجم عن الزراعة الخلوية الجديدة تصرف مثل أنواع الكائنات التي تسير بموجب الحمض النووي (DNA) الاصطناعي.
وقد لقي المنتج الجديد، والذي نُشرت نتائج البحث المتعلقة به في مجلة "ساينس" المتخصصة، ترحيبا من قبل العلماء المختصين والمتابعين، والذين اعتبروا الإنجاز "انجازا علميا يشكل علامة فارقة" في تاريخ علم دراسة الخلية وعلوم الأحياء.

تحذير من الأخطار

إلاَّ أن منتقدي التجارب والنتائج التي تمخضت عنها، فيقولون إن هنالك ثمة أخطارا تشكِّلها الكائنات الاصطناعية التي تم إنتاجها على أيدي فريق الباحثين بقيادة الدكتور كريج فينتر نفسه.

http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2010/05/21/100521030602_gibson466140.jpg

يأمل العلماء في نهاية المطاف بأن يتمكنوا من تصميم خلايا بكتيرية تتمكن من إنتاج أدوية ووقود، وتقوم حتى بامتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري


يُشار إلى أن العالم فينتر وفريقه البحثي كانوا قد تمكنوا من قبل من تصنيع جينوم بكتيري، ومن ثم عمدوا إلى زرع جينوم إحدى الخلايا الميكروبية في خلية أخرى.
أمَّا في التجربة الراهنة، فقد استخدم العلماء كلا الطريقتين معا لإنتاج ما أسموه بـ "الخلية الاصطناعية"، وذلك على الرغم من أن جينوم الخلية الجديدة هو اصطناعي بصدق وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
بعد ذلك، قام فينتير وفريقه بربط المنتج الذي توصلوا إليه ليتمكنوا من تصنيع برمجة جديدة للخلية التي يعملون على إنتاجها.

إنتاج كيميائي

وقام العلماء أيضا بنسخ الجينوم البكتيري الراهن. بعد ذلك، ربطوا شفرة الجينوم بشكل متسلسل، واستخدموا "الآلات الاصطناعية" لإنتاج نسخة جديدة بطريقة كيميائية.





هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها أي حمض نووي اصطناعي في وضع السيطرة الكاملة على الخلية والتحكم بها
الدكتور جريج فينتر





ويأمل العلماء في نهاية المطاف بأن يتمكنوا من تصميم خلايا بكتيرية تتمكن من إنتاج أدوية ووقود، وتقوم حتى بامتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال الدكتور فينتر: "لقد أصبح الآن بمقدورنا أخذ الصبغي (الكروموزوم) الاصطناعي وزرعه داخل خلية مستقبِلة، أي في كائن حي آخر."

كائنات وشفرة

وأضاف الدكتور فينتر قائلا: "وحالما يتم إدخال البرنامج الجديد في الخلية، فإن تلك الخلية تقوم بقراءته و بتحويله إلى كائنات محددة في تلك الشفرة الوراثية نفسها."
وقد قامت البكتريا الجديدة بالتوالد والتكاثر مليار مرة، منتجة بذلك نسخا جرى احتواؤها والتحكم بها من قبل الحمض النووي الاصطناعي.
وقال الدكتور فينتر: "هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها أي حمض نووي اصطناعي في وضع السيطرة الكاملة على الخلية والتحكم بها."
ويحدو الدكتور فينتر وزملاءه الأمل من أن يتمكنوا في نهاية المطاف من تصميم وإنتاج بكتريا جديدة تقوم بأداء وظائف نافعة ومفيدة.

"ثورة صناعية"
لا تدري كيف ستتصرف تلك الكائنات في البيئة.
الدكتورة هيلين ووليس من مؤسسة جينيتشووتش يو كي البريطانية

وقد علَّق الدكتور فينتر على ذلك قائلا: "أعتقد أنهم قد يحدثون ثورة صناعية جديدة."
وأضاف بقوله: "إن كان بمقدورنا فعلا الحصول على خلايا تقوم بإنتاج ما نريد، فقد تساعدونا على الإقلاع عن استخدام النفط وعلى إصلاح الضرر والأذى الذي يلحق بالبيئة، وذلك عبر التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون وتجميعه."
يُذكر أن الدكتور فينتر وزملاءه يتعاونون حاليا مع شركات الأدوية وشركات الوقود من أجل تصميم وتطوير لقاحات جديدة ومورِّثات لبكتريا تكون قادرة على إنتاج وقود مفيد.
لكن المنتقدين للبحث الجديد يقولون إن الفوائد الممكنة والمرجوة من الكائنات الاصطناعية المنتجة مبالغ فيها.

انتقاد وتحذير

بدورها قالت الدكتورة هيلين ووليس من مؤسسة جينيتشووتش يو كي (وهي منظمة بريطانية تعنى بمراقبة ورصد التطورات في مجال تقنيات الجينات، في لقاء أجرته معها بي بي سي "إن البكتريا الاصطناعية قد تكون خطيرة".


http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2010/05/20/100520172652_cell_226x170_nocredit.jpg




يسعى الدكتور فينتر وزملاؤه لتطوير لقاحات جديدة ومورِّثات قادرة على إنتاج وقود مفيد.
وأضافت قائلة: "إن أنت أطلقت كائنات حية جديدة في البيئة، فيمكن أن تتسبب بالضرر أكثر مما قد تجلب من فوائد."
ومضت إلى القول: "بإطلاقك إيَّاها (أي الكائنات الحية الجديدة) في مناطق التلوث (بغرض تنظيفها)، فأنت في الواقع تطلق نوعا جديدا من التلوث."
وختمت بقولها: "لا تدري كيف ستتصرف تلك الكائنات في البيئة."
واتهمت الدكتورة ووليس الدكتور فينتر بالتقليل من المخاطر والعيوب المحتمل أن تخلَّفها الكائنات التي يعكف وفريقه على إنتاجها

Moi
21-05-2010, 02:12 PM
:1 (32)::1 (32)::1 (32):

أيمن غ القلموني
21-05-2010, 02:17 PM
This is the biochemistry

It's important

Moi
21-05-2010, 02:57 PM
yes i do agree
i asked a question in ur subject can u plz help?

أيمن غ القلموني
21-05-2010, 08:37 PM
أكيد ممكن وإذا بعرف بجاوب ، وذا ما بعرف أقول لا أعرف .

إذا ميشان الجامعة ، رأيت السؤال وكنت ناوي أسأل مرت خالي لأنها استرالية لكن بك تصبري شوية لأن ما دائماً بحضا فيا بسبب فرق التوقيت

أما في فرنسا فلا أعلم جامعة ( إذا حدا من الشباب بيعرف يجاوب ) ، وإذا وجدت شي بخص السؤال أضعه إن شاء الله .
__________________

وفيما يخص هذا الإكتشاف ، إذا كان صحيح ١٠٠٪ ، فمعناه أنك تستطيع أن تنشئ كائن حي ( كالبكتريا ) بوظائف أنت تحددها لها لأنك تكون قد قمت بتركيب جينات صنعتها بنفسك لكن لا أحد يستطيع ضمان ما سينتج عن ذلك ، هك فهمت .

جاية ايام وفاي واحد يقرأ عن هذا الموضوع في الانترنت ويفهم قليلاً ، بس هلأ ما بهمني .

وسيم أحمد الفلو
22-05-2010, 12:10 PM
السفير

يبدو أن خيال العلماء لا تحده سوى المشاكل التقنية التي تمنعهم، إلى حين، من تنفيذ أفكارهم، المتطرفة بنظر البعض، والعبقرية بنظر آخرين. لكن، وفي كل الحالات، فإن ما أعلنه أمس علماء أميركيون عن تمكنهم من تصنيع أول «خلية صناعية حية» يشكل خطوة كبيرة في اتجاه استخدام الكائنات الحية لأغراض صناعية أو طبية، وإن كان يطرح أيضا الكثير من الأسئلة الأخلاقية.
فقد تمكن الفريق البحثي في مؤسسة «جي. غريغ فانتر» للأبحاث من تشكيل جرثومة حية باستخدام مواد كيميائية تحاكي الجينوم الخاص بهذه الجرثومة، ثم إدخالها في جرثومة أخرى تم إفراغها من محتواها الوراثي لتعود إلى الحياة والتكاثر طبيعيا.
لكن من المهم، التأكيد على أن تشكيل الجرثومة الاصطناعية لم يأت من الصفر أي أن العلماء لم «يخلقوا» جرثومة جديدة بل اعتمدوا على فهم طبيعة جرثومة حية موجودة أصلا ومحاكاتها بشكل اصطناعي.
وقد وصف العالم الأميركي غريغ فانتر نتيجة ذلك بأنه «أول خلية حية ولدت من الكومبيوتر وهي قادرة على التكاثر بشكل طبيعي»!. وهو أمر برغم بساطة شرحه تطلب 15 سنة من العمل و40 مليون دولار للوصول إليه. والملفت في هذا الانجاز الذي نشرت دورية «ساينس» تفاصيله أمس، أنه اعتمد على تقنيات مشروع الجينوم الذي مكّن العلماء من وضع خريطة الجينوم الخاص بجرثومة «ميكوبلازما» (M.mycoides) البسيط والمؤلف من كروموزوم (صبغية) واحد، ثم إدخال المعطيات إلى قاعدة بيانات في كومبيوتر قام من خلال برنامج خاص بالتحكم في تصنيع جينات الجرثومة باستخدام مواد كيميائية شبيهة بالمواد التي تشكل قواعد الحمض الريبي النووي، وصولا إلى تشكيل جينوم كامل اصطناعي يحتوي على أكثر من ألف جينة.
لاحقا تم إدخال الجينوم الاصطناعي في خلية جرثومة من نوع آخر أفرغت من محتواها الوراثي، لتشكل بذلك مجرد وعاء استقبال للجينوم الاصطناعي، المكون من حوالي مليون زوج من القواعد الريبية. والمعلوم أن تنظيم الأحماض النووية بشكل معين داخل نواة الخلية الحية هو الذي يؤدي إلى تشكيل الجينات ومجموع الجينات يسمى الجينوم. لكن المفارقة هي في الدقة العالية التي يحتاجها هذا العمل فبحسب العلماء، وعند إجراء الاختبار أول مرة، لم يحصلوا على نتيجة واعتقدوا ان التجربة فشلت لكنهم أعادوا مراجعة تشكيلة الكروموزوم ليكتشفوا
ان خطأ في نقطة واحدة من مليون نقطة فيه، هي التي أوقفت العملية.
وفانتر كان أحد أركان مشروع وضع خريطة الجينوم البشري والكثير من الأبحاث والتقنيات الأخرى التي استندت على ذلك المشروع الضخم. وهو تمكن وفريقه قبل سنوات قليلة أيضا من تحويل أحد أنواع الجراثيم الموجودة لدى الماعز إلى أخرى موجودة لدى الماشية من خلال زرع الجينوم الكامل لجرثومة الأبقار في نواة جرثومة الأغنام.
ويتوقع العلماء أن يكون لهذا الانجاز تأثيرات كبيرة وإيجابية لجهة فهم أساسيات الخلايا الحية وستؤدي إلى ظهور تقنيات جديدة وأدوات لتطوير اللقاحات والأدوية كما ستمكنهم من توظيف هذه الخلايا أو الكائنات الحية البسيطة كالجراثيم في مجالات عدة مثل تنقية المياه أو إنتاج الأغذية أو الوقود الحيوي وغيرها. والحال أن غريغ فانتر نفسه بحسب وكالة «أسوشيتد برس» دخل في اتفاق مع شركة «إكسون - موبيل» للنفط من أجل تحويل أحد أنواع الطحالب إلى الوقود.
غير أن القلق الذي برز من نجاح تجربة فانتر وفريقه كان لجهة إمكانية استخدام هذه التقنية في إنتاج أسلحة بيولوجية كما لجهة التأثيرات الضارة على الصحة والبيئة. وهو نقاش يتكرر عند كل نقلة علمية مهمة. وقالت وكالة «رويترز» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب من مستشاريه في اللجنة الرئاسية لأخلاقيات علوم الأحياء أن يعدوا له تقريرا حول إيجابيات وسلبيات هذا المشروع على الصحة والبيئة والأمن تمهيدا لوضع توصيات حول الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل تأمين احترام الأخلاقيات عند استخدام هذه التقنية. كما أن لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي ستعقد جلسة الأسبوع المقبل لمناقشة التجربة وتبعاتها. في المقابل أعلن فانتر أنه وفريقه استشاروا على مدى السنوات الماضية العديد من الخبراء في مجال الأخلاقيات منذ بدء التجربة.
ورأى الخبير في أخلاقيات علوم الأحياء آرثر كابلان في تعليق نشرته مجلة «نايتشر» حول الموضوع أن هذه التجربة «هي واحدة من أهم الانجازات العلمية في تاريخ البشرية لأنها تجادل فكرة أن الحياة تحتاج لقوة خاصة لتوجد كما تغير نظرتنا لأنفسنا وللكون.» وهو ما يناقضه أستاذ الهندسة الوراثية في جامعة بوسطن جيم كولينز في «نايتشر» أيضا فيعتبر أن «العلماء لا يعرفون الكثير عن علم الأحياء كي يخلقوا حياة. وعمل فانتر وزملاؤه هو تقدم مهم في قدرتنا على إعادة هندسة الكائنات الحية ولكن من دون أن نتمكن من صناعة حياة من لا شيء.»
من جهته، أعلن الفاتيكان ان توصل العلماء إلى إنتاج خلية حية اصطناعية مخبرياً محرك ممتاز لكنه «ليس الحياة». وفي أول رد فعل للفاتيكان على هذا الانجاز العلمي، كتب كارلو بيليني في صحيفة «أوسيرفاتوري رومانو»، لسان حال دولة الفاتيكان: «بعيداً عن التهويل الإعلامي وعناوين الصحف، فإن نتيجة مثيرة للاهتمام قد تحققت، ويمكن ان تجد مساحة للتطبيق كما يجب أن تكون لها قواعد، مثل سائر المسائل التي تمس صميم الحياة». ولفت بيليني إلى أن «الهندسة الوراثية يمكن أن تجلب الخير، إذ يكفي مجرد التفكير باحتمال علاج أمراض الكروموزومات». وأضاف «إن الأمر يتلخص في التحلي بالشجاعة والحذر في آن واحد».

وسيم أحمد الفلو
24-05-2010, 11:26 PM
مصطفى كاظم
بي بي سي - لندن


لم يكن ما سمعناه وشاهدناه من أفلام الخيال العلمي، بل نتاج تجارب علمية استغرقت عقدا من الزمن أفرزت "كائنا" مجهريا هو خلية أحادية تحمل برمجية وراثية تم تركيبها، كاملة، في المختبر.
http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2010/05/24/100524101323_cells226400.jpgصور ة مركبة لخلايا المايكوبلازما الأصلية والمصنعة


واعتبر ذلك بمثابة أعلان عن ولادة "الخلية الحية المصنعة" ضمن مشروع علمي تولاه معهد كريغ فنتر في ولاية ميريلاند الأمريكية.
وفنتر (63 عاما) من الباحثين الرواد على الجينوم البشري (الخريطة الوراثية). ويعتبر من العلماء المثيرين للجدل، ويشتهر بوضعه مختصرا لفك شفرة الجينوم قبل عشر سنوات. ويعرف أيضا بكتابه "حياة غير مشفرة" وهو سيرة ذاتية له.
لكن الصحافة الغربية أجمعت تقريبا على إضافة عناصر أخرى للتعريف به، بينها أنه يملك ثروة تقدر بملايين الدولارات وكان من المشاركين في حرب فيتنام، بل وتزيد أنه مبدع أيضا في مجال الترويج لأعماله وعقد صفقات لتمويلها مثل اتفاقه مع شركة أكسون موبيل النفطية باستثمار نحو 600 مليون دولار.
ما توصل إليه كريغ وفريقه المؤلف من 24 عضوا، بلا شك، إنجاز علمي كبيرأحدث صدى واسعا، شأنه شأن عمليات الاستنساخ ووضع خريطة الجينات وغيرها.
التقنية العلمية التي أعلن عنها هي تصنيع خلية حية، بواسطة حقن مادة وراثية عبارة عن سلسلة قصيرة من الحامض النووي "دي أن أيه" الى داخل ميكروب (من نوع مايكوبلازما) فرغ من مادته الوراثية. والخلية المنتجة بدت مشابهة تماما للخلية الطبيعية. كما أنها دخلت أيضا في دور الانشطار الحيوي وانقسمت مليارات المرات، منتجة نسخا تتحكم فيها البرمجية المصنعة التي أدخلت للخلية الأم.
"مخلوق انجبه الكومبيوتر"

سلسلة الـ "دي أن أيه" التي أدخلت الى الخلية محمولة على كروموسوم مصنع، تم تركيب شفرتها كاملة على الكومبيوتر. ولذلك قال فنتر، لدى إعلانه عن التقنية الجديدة، إن هذا "أول مخلوق انجبه الكومبيوتر".
وكما جرت العادة، تعددت المواقف من هذه التقنية الجديدة فهناك من يراها نقطة تحول في سيرورة علم الجينات وأهم خطوة في أبحاث الجينوم، وهناك من يعتبرها تدخلا في هرمونية الطبيعة، بل أن فريقا ثالثا يعتبر أن تصنيع الحياة يشكل خطرا على الحياة ذاتها.
التساؤلات التي تدور حاليا تشمل جوانب علمية وفلسفية واجتماعية، وبما أن بحوثا كثيرة جرت في هذا المجال وفي بلدان مختلفة، يتبادر للذهن سؤال عن ماهية ميزة هذه التقنية التي توصل إليها معهد كريج فنتر في ميريلاند الأمريكية.
قال لي الدكتور محمد الربيعي وهو بروفيسور في التكنولوجيا الطبية في يونفرسيتي كوليدج - دبلن، انه بالرغم من ان هذا الانجاز "يمثل تقدما ملحوظا في مجال هندسة الخلايا، إذ انه اثبت، للمرة الأولى، امكانية السيطرة على نشاط الخلايا من قبل جينوم اصطناعي. الا ان هذا ليس الانجاز الأول في ميدان انتاج خلايا اصطناعية".
ويوضح الربيعي أنه جرى في السابق "انتاج كروموسومات اصطناعية وخلايا تصنّع الهيموغلوبين كبديل لخلايا الدم الحمراء إضافة إلى فيروسات البوليو (شلل الأطفال)".
لكنه يؤكد على ان هذا العمل العلمي "سيمهد الطريق نحو إنتاج خلايا تعمل وفق ما يريده العلماء" لاستخدامها في أغراض مختلفة.
http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2010/05/20/100520172652_cell_226x170_nocredit.jpg


ويعتبر الدكتور حسن عبدالرزاق، الباحث في إمبريال كوليدج في لندن، أثناء رده على السؤال ذاته، ان هذا الانجاز يعتبر "تقدما تقنيا كبيرا، فقد طور كريغ تقنية لإنتاج سلسلة قصيرة نسبيا من حامض دي أن أيه النووي وربطها بجزيئة أطول مستخدما خلايا الخمائر كمصنع للتجميع من أجل تخليق جينوم لخلية البكتريا. ومن ثم حقنها في ميكروب طبيعي".
غير أنه يرى ان فنتر "بالغ في أهمية النتائج التي توصل إليها"، متفقا مع الدكتور محمد الربيعي في أن "فرقا علمية أخرى تمكنت أصلا من انتاج ميكروبات محورة وراثيا كهذه، وان هناك دراسات أخرى لا تقل شأنا".
كريغ فنتر وبيل غيتس

أما إذا كان من شأن منهج عمل فنتر أن يقدم ميزة أكبر مقارنة بالأبحاث التي زامنته أو سبقته، فيقول الدكتور عبد الرزاق أن "هذا أمر لم يتضح بعد".
لكن، لماذا استحوذ الاعلان عن هذه التقنية على هذا الاهتمام؟ يرى الدكتور عبدالرزاق ان القائم على هذه التقنية، الدكتور فنتر، "يتمتع بقدرة فائقة على الترويج لنفسه على غرار بيل غيتس (مؤسس مايكروسوفت)، فضلا عن أن الفرصة واتته ليجد تمويلا كافيا للمضي قدما ببحثه بالرغم من وجود دراسات أخرى لا تقل شأنا".
ويضيف: "أن تكون على صواب ليس كافيا لضمان النجاح كما يثبت تاريخ العلوم والتكنولوجيا... تحتاج دائما إلى أن تكون قادرا على تدبير التمويل اللازم!".
الأهداف العملية

إذن، الهدف من التجارب التي أجراها فريق فنتر العلمي هو توليد أحياء مجهرية (ميكروبات) جديدة يتحكم فيها الجينوم المصنع، ويمكن استخدامها لإنتاج أنواع جديدة من الأدوية واللقاحات وتنقية البيئة من المواد الضارة وانتاج أنواع جديدة من الوقود (وهو الجزء الذي تموله أكسون)، وذلك عن طريق إجراءات تحويرات في بنية البكتريا الموجودة في الطبيعة أصلا .
وبالتالي يمكن لهذه التقنية إذا تم تطويرها أن تساعد على معالجة مشاكل محددة مثل انتاج لقاحات الانفلونزا بطريقة فعالة وسريعة لا تسمح بها التقنيات السائدة حاليا.
لكن السؤال الذي يشغل بال الجميع: هل نحن أمام عتبة جديدة من العلم توفر تطبيقات لتقديم خدمات كبرى البشرية؟ أم ان من شأن ذلك، كما يخشى البعض، ان يفتح المجال للانتقال من تصنيع المادة الوراثية للخلية البسيطة الأحادية الى التدخل في كائنات أكبر تعقيدا؟ وهو الأمر الذي تحذر منه أوساط مهتمة بالجانب الأخلاقي للبحث العلمي وتجمعات أخرى دينية واجتماعية.
يوضح الدكتور عبدالرزاق هذه النقطة بالقول إن التنبؤ بالتطبيقات العملية لهذه التقنية الجديدة "ليس هيناً في هذه المرحلة. وعلى كل حال فإن الميزتين الرئيسيتين لهذا العمل العلمي مقارنة بالتقنيات المنافسة هما السرعة والكفاءة".
ويشير الدكتور الربيعي الى ان هذا الانجاز "لم يصل الى حد تصنيع خلية كاملة" لذا فانه في المستقبل اذا صار بالإمكان صنع خلية كاملة فان ذلك "سيفتح الافاق نحو انتاج خلايا بخصائص بيولوجية معينة لحل مشاكل عديدة في الطب بينها صناعة مواد طبية معينة كالامصال او مواد الطاقة البيولوجية".
أما عن احتمال تصنيع كائنات أكثر تعقيدا فإن التكنولوجيا "ليست متطورة بما يتيح ذلك، حسب الدكتور عبدالرزاق، الذي يضيف قائلا إنه "لا يوجد سبب مقنع لتصنيع كائن معقد بهذا الأسلوب. إذ أن إدخال تحويرات وراثية على حيوانات أو نباتات قائمة أسهل بكثير من تخليقها من العدم".
الحدود بين الحياة واللاحياة

وهل أن هذا الفريق العلمي أنتج الحياة من اللاحياة؟ "طبعا لا" يقول الدكتور محمد الربيعي، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان ما قدمته هذه التقنية "هو مجرد تخطي حشر جينات معدودة كما هو المعتاد الى حشر كل الجينات في الخلية البكتيرية".
ويرد الربيعي على تساؤلنا: ما هي الحدود بين الحياة واللاحياة؟ بأنه "لا يمكن ان يكون الفاصل الجينات فقط". وقد تكون الخطوة الحاسمة "صناعة خلية جديدة بفعاليات حيوية جديدة". ويعتقد أن التطبيقات العملية المحتملة لهذه الخطوة ربما تكون "انتاج مواد طبية جديدة ومواد بيولوجية مهمة في الصناعة والطب".
http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2010/05/24/100524101910_venter_ap226.jpgخلايا مصبوغة من المايكوبلازما التي استخدمها فنتر


وينفي الدكتور حسن عبدالرزاق، هو الآخر، أن يكون هذا الفريق العلمي قد خلق حياة من العدم. ويؤكد قائلا: "مرة أخرى، بالغ فنتر في ما أنتج. فبالرغم من أن جينوم البكتريا ولد اصطناعيا في المختبر، فإن ذلك الجينوم تطلب أن يركب في خلايا الخميرة الحية وأدخل الى نوع آخر مختلف من البكتريا التي أزيل الحامض النووي الخاص بها. وخلية البكتريا المفرغة وفرت جميع البروتينات المطلوبة لقراءة الشفرة الجينية المصنعة".
بكلمة أخرى، يقول الدكتور عبد الرزاق إنه تعين على فنتر وفريقه "استخدام كائنات دقيقة حية ليبث الحياة في الـ دي أن أيه الذي صنّعه".
والقائمون على البحث الذي نشرته مجلة "ساينس" العلمية، أنفسهم، يقولون بوضوح ان التجربة استخدمت ميكروبا موجودا في الطبيعة أصلا كوسط لاحتضان الحامض النووي المنتج في المختبر، أي أن الحامض النووي أو ما يسمى بـ (الجينوم) هو ما أنتج صناعيا. لكن هذه الخلية هي أول شكل من أشكال الحياة تتحكم فيها مادة وراثية اصطناعية. ولخص الفريق الفكرة بالقول انها "حياة جديدة من حياة موجودة".
الخضوع لقوانين الطبيعة

وفضلا عن علامات الاستفهام الفلسفية التي تتعلق بالكون والوجود والتساؤلات الأخلاقية عن مدى حدود البحث العلمي التي أثارها اعلان التقنية الجديدة التي وصفت بـ "الحياة الاصطناعية"، هناك من يطرح مخاوف من مثل هذه الأبحاث خصوصا التساؤل عما إذا كانت الخلايا الجرثومية المصنعة تخضع لقوانين الطبيعة أم تنفلت منها. وكذلك ثمة خشية من توظيفها، في يوم ما، لإنتاج أسلحة بايولوجية تستخدمها الجيوش أو قوى التطرف المنفلتة.
وتعتقد الدكتورة هيلين والس من مؤسسة "جين ووتش" البريطانية المسؤولة عن مراقبة تطور التقنيات الوراثية ان "اطلاق أنواع جديدة من الأحياء الدقيقة الى المحيط قد يشكل خطرا أكبر من المنافع المرجوة منه".
وتشير الى أن مثل هذه الأحياء ربما تضيف "تعقيدات على تلوث البيئة".
لكن غريغ فنتر، الذي يتوقع البعض ان تكون بانتظاره جائزة نوبل، ينفي في تصريحاته الإعلامية ردا على المخاوف التي أطلقها البعض، ان يشكل الكائن الذي أوجده سلاحا "لإرهاب بايولوجي". بل انه يؤكد على أن من التطبيقات الوشيكة له انتاج لقاح للانفلونزا باستخدام هذه التقنية الجديدة.
غير أن الابواب تظل مشرعة أمام الكثير من التساؤلات المشروعة، إذا لا شك ان الفوائد وراء التقنيات الجينية كبيرة مثلما هي مخاطرها الكامنة.
http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2010/05/21/100521030602_gibson466140.jpgالخليتان الطبيعية والمصنعة تبدوان متشابهتين تماما