الشيخ علي الظنط
22-05-2010, 01:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن معاذ بن جبل قال صلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يوما صلاة فأطال فيها فلما انصرف قلنا أو قالوا: يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة، قال:" إني صليت صلاة رغبة ورهبة سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم غرقا فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردها علي ".
البَأْس: العذاب. وهو أيضاً: الشِّدّة في الحَرْب. والبأس والبأساء في النكاية، نحو: {والله أشد بأسا وأشد تنكيلا}
النبي (صلى الله عليه وسلم) لخطورة هذه الآفات والأمراض الثلاثة سأل الله تعالى أن ينجي أمته منها، ولحكمة أرادها الله تعالى أعطاه اثنتين ومنعه الثالثة، وإذا تأملنا هذا الحديث نستنتج أنه لا يمكن للعدو أن يتسلط على الأمة بشكل مستمر دائم، إلا عند البعد عن شرع الله تعالى.
الأمور المساعدة على تكريس هذا الواقع بيّنه حبيبنا (صلى الله عليه وسلم) بقوله:"وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " الأئمة هم الربان الذي عليه الاعتماد بعد الله تعالى، إنهم صمام الأمان لهذه الأمة .. إنهم القدوة والقادة والقيادة.. إنهم أصحاب السلطة والعلماء..
قال الثوري : صنفان إذا صلحا صلحت الأمة وإذا فسدا فسدت الأمة : السلطان والعلماء .
السلطان يعتقد أن مصلحته أن يكون دائما فوق القانون فكيف لهذا الصنف أن يتخير مما أنزل الله في الوقت الذي يسخر لنفسه بطانة تلوي أعناق النصوص لتوافق أهواء النفوس.
وبالنسبة للعلماء نجدهم في واقع الحال مغيبين لا دور لهم – إلا من رحم الله – وبقصد وبغير قصد، إما لتخليهم وركونهم إلى حطام الدنيا وشهواتها وملذاتها..أو لأنهم ارتضوا أن يكونوا أذنابا للسلطان.. أو لأنهم أصبحوا أصحاب أهواء ونحل وملل وفرق... أو لقلة علمهم ...
عند ذلك ستنقلب الموازين!! فعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة . قيل : وما الرويبضة . قيل : المرء التافه يتكلم في أمر العامة" وعن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:"إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر"
ما هي الأمور التي أدت إلى تصدر الأصاغر والرويبضة المجالس والتكلم في أمر العامة؟ ومتى وكيف يسمح لهؤلاء باختصار الأمة بعلمائها وقادتها وقدواتها؟ عندما استبدل الناس وحي الله تعالى بنظم بشرية وقوانين وضعية، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما " أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ويفتح القول ويخزن العمل ويقرأ بالقوم المثناة ليس فيهم أحد ينكرها" قيل: وما المثناة ؟ قال: "ما اكتتب سوى كتاب الله عز وجل " عندها أخذ العلم عن الأصاغر الذين يبيعون الدين بعرض من الدنيا قليل، ويكونون أذنابا عند الرويبضة.
عدم التحاكم إلى الشرع في الخلافات وإنما للهوى والعصبية
هل التحاكم اليوم بين المسلمين أفرادا وجماعات والرد إلى الله والرسول والنصوص أم إلى الأحزاب والجماعات والنفوس
كان الحب في الله فأصبح في الحزب "أوثق عرى الإيمان:الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز و جل ". كانت القلوب متآلفة {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فأصبحت متنافرة كاليهود لعنات الله المتتابعة عليهم{ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}
البغض والحسد"سصيب أمتي داء الأمم . فقالوا: يا رسول الله ! وما داء الأمم ؟ قال: الأشر والبطر والتكاثر والتناجش في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي. وعن ابن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد والبغضاء هي الحالقة ليس حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك أفشوا السلام بينكم "
الفرقة انظروا إلى توجيه الله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
وأنصتوا إلى تحذير النبي (صلى الله عليه وسلم) فعن أبي سعيد الخدري قال:كنا جلوسا عند باب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نتذاكر ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية فخرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما يفقأ في وجهه حب الرمان فقال:" يا هؤلاء بهذا بعثتم أم بهذا أمرتم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
ويأتي بعد ذلك تصنيف الناس مع وضد إسلامي علماني صديق مقرب يشق الصف... وقد يصل الأمر إلى التكفير والعياذ بالله وقد حذّر من ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما جاء من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه"
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك ؛ عصموا مني دماءهم وأموالهم ؛ إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ]
في قصة ذلك الصحابي الذي قاتل أحد المشركين فلما رأى هذا المشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم الصحابي قال : أشهد أن لا إله إلا الله فما بالاها الصحابي فقتله فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه و سلم أنكر عليه ذلك أشد الإنكار فاعتذر الصحابي بأن المشرك ما قالها إلا خوفا من القتل وكان جوابه صلى الله عليه و سلم : ] هلا شققت عن قلبه ؟ [ . أخرجه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه
عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها فقال له صلة ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال : " ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال وإن رغم أنف أبي ذر "
إنه واقع أليم مرير يجب التعالي عليه والخروج منه، وهو بحاجة إلى جهد وجهاد وبذل وتضحية وتخل عن حظوظ النفس وصدع بالحق دون مداهنة أو مهادنة وعودة إلى كتاب الله تعالى وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)
العلاج
الاعتصام بحبل الله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ () وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ () وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
الرد إلى الله والرسول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
الحرص على الأخوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
وللأخوة في الله وسائل إيجابية لتمتين أواصرها ، لو أخذ بها أبناء المجتمع الإسلامي لزادت أخوّتهم على مدى الأيام توثيقا وتمتينا . منها : الحرص على حقوق الأخوة كاملة ، والحقوق كثيرة أهمها ست بيَّنها النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله : "حق المسلم على المسلم ست:إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه".
إذا أحب الأخ أخاه فليخبره أنه يحبه " إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه، فإنه أبقى في الألفة، أثبت في المودة ".
إذا لقي الأخ أخاه فليطلق وجهه عند اللقاء " لا تحقرنَّ من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق". " وتبسمك في وجه أخيك صدقة".
إذا لقي الأخ أخاه فليصافحه "ما من مسلمين يلتقيان فيُسَلّمَ أحدهما على صاحبه، ويأخذ بيده،لا يأخذ بيده إلا لله، فلا يفترقان حتى يُغفر لهما".
أن يُكثر من زيارة إخوانه " من عاد مريضا، أو زار أخا له في الله، ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا ".
تقديم الهدايا بدون تَكَلُّف في المناسبات وغيرها:" تهادوا تحابوا ".
تقديم العون والمساعدة وستر العورات والعيوب " من نََّفََّّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نَفَّّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على مُعْسِر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
عدم الوقوع في أعراض الإخوان وإيذائهم بالقول أو الفعل لقوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإثم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون * يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إنَّ بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إنَّ الله توّاب رحيم}
" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا،ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك".
الرد عن عرض أخيه:" من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة
باختصار يجب على المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
الإيثار { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
مراعاة آداب الخلاف،فيجب أن لا يؤدي الاختلاف في الآراء إلى الاختلاف في القلوب. قال ابن مسعود رضي الله عنه : اختلفت مع عمر على أكثر من مئة مسألة ، ولو أني أعلم كلبا يحبه عمر لأحببته لحب عمر له .
وها هو زيد بن ثابت رضي الله عنه أعلم الأمة بالفرائض يختلف مع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله :" اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " في مسائل كثيرة من الفرائض ، ومع ذلك يمر ابن عباس بزيد وهو على بعيره فيمسك بخطامه وزيد يقول دعه يرحمك الله وابن عباس يقول هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ، فينزل زيد ويقبل يد ابن عباس قائلا : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا .؟!
التعاون {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
التكامل " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر البدن بالسهر والحمى".
الصحابة كان لكل منهم دور وبمجموعهم كان يكمل بعضهم بعضا " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر واصدقهم حياء عثمان واقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " سيف الله خالد بن الوليد
ونحن اليوم نستطيع أن نقرأ العمل الجماعي على هذا الأساس فمنا من برع في العمل الخدماتي وآخر في العمل الطبي وثالث في دورات القرآن ورابع في تعليم الناس وخامس ركز على العمل الكشفي والتربية والأخلاق وبمجموعنا نحقق المجتمع الفاضل بإذن الله تعالى، ويكون الاختلاف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد
وعند ذلك سيكون البأس و الشدة على الكفار والتراحم بين المؤمنين كما كان الحال مع الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}
العلاج الإلهي { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}
اللهم اجعل هذه القلوب تلتقي على محبتك، وتتوحد على دعوتك، وتتعاهد على نصرة شريعتك، ووثق اللهم رابطتها وأدم ودها، واملأها بنورك الذي لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وتوفها على الشهادة في سبيلك
عن معاذ بن جبل قال صلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يوما صلاة فأطال فيها فلما انصرف قلنا أو قالوا: يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة، قال:" إني صليت صلاة رغبة ورهبة سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم غرقا فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردها علي ".
البَأْس: العذاب. وهو أيضاً: الشِّدّة في الحَرْب. والبأس والبأساء في النكاية، نحو: {والله أشد بأسا وأشد تنكيلا}
النبي (صلى الله عليه وسلم) لخطورة هذه الآفات والأمراض الثلاثة سأل الله تعالى أن ينجي أمته منها، ولحكمة أرادها الله تعالى أعطاه اثنتين ومنعه الثالثة، وإذا تأملنا هذا الحديث نستنتج أنه لا يمكن للعدو أن يتسلط على الأمة بشكل مستمر دائم، إلا عند البعد عن شرع الله تعالى.
الأمور المساعدة على تكريس هذا الواقع بيّنه حبيبنا (صلى الله عليه وسلم) بقوله:"وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " الأئمة هم الربان الذي عليه الاعتماد بعد الله تعالى، إنهم صمام الأمان لهذه الأمة .. إنهم القدوة والقادة والقيادة.. إنهم أصحاب السلطة والعلماء..
قال الثوري : صنفان إذا صلحا صلحت الأمة وإذا فسدا فسدت الأمة : السلطان والعلماء .
السلطان يعتقد أن مصلحته أن يكون دائما فوق القانون فكيف لهذا الصنف أن يتخير مما أنزل الله في الوقت الذي يسخر لنفسه بطانة تلوي أعناق النصوص لتوافق أهواء النفوس.
وبالنسبة للعلماء نجدهم في واقع الحال مغيبين لا دور لهم – إلا من رحم الله – وبقصد وبغير قصد، إما لتخليهم وركونهم إلى حطام الدنيا وشهواتها وملذاتها..أو لأنهم ارتضوا أن يكونوا أذنابا للسلطان.. أو لأنهم أصبحوا أصحاب أهواء ونحل وملل وفرق... أو لقلة علمهم ...
عند ذلك ستنقلب الموازين!! فعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة . قيل : وما الرويبضة . قيل : المرء التافه يتكلم في أمر العامة" وعن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:"إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر"
ما هي الأمور التي أدت إلى تصدر الأصاغر والرويبضة المجالس والتكلم في أمر العامة؟ ومتى وكيف يسمح لهؤلاء باختصار الأمة بعلمائها وقادتها وقدواتها؟ عندما استبدل الناس وحي الله تعالى بنظم بشرية وقوانين وضعية، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما " أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ويفتح القول ويخزن العمل ويقرأ بالقوم المثناة ليس فيهم أحد ينكرها" قيل: وما المثناة ؟ قال: "ما اكتتب سوى كتاب الله عز وجل " عندها أخذ العلم عن الأصاغر الذين يبيعون الدين بعرض من الدنيا قليل، ويكونون أذنابا عند الرويبضة.
عدم التحاكم إلى الشرع في الخلافات وإنما للهوى والعصبية
هل التحاكم اليوم بين المسلمين أفرادا وجماعات والرد إلى الله والرسول والنصوص أم إلى الأحزاب والجماعات والنفوس
كان الحب في الله فأصبح في الحزب "أوثق عرى الإيمان:الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز و جل ". كانت القلوب متآلفة {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فأصبحت متنافرة كاليهود لعنات الله المتتابعة عليهم{ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}
البغض والحسد"سصيب أمتي داء الأمم . فقالوا: يا رسول الله ! وما داء الأمم ؟ قال: الأشر والبطر والتكاثر والتناجش في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي. وعن ابن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد والبغضاء هي الحالقة ليس حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك أفشوا السلام بينكم "
الفرقة انظروا إلى توجيه الله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
وأنصتوا إلى تحذير النبي (صلى الله عليه وسلم) فعن أبي سعيد الخدري قال:كنا جلوسا عند باب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نتذاكر ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية فخرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما يفقأ في وجهه حب الرمان فقال:" يا هؤلاء بهذا بعثتم أم بهذا أمرتم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
ويأتي بعد ذلك تصنيف الناس مع وضد إسلامي علماني صديق مقرب يشق الصف... وقد يصل الأمر إلى التكفير والعياذ بالله وقد حذّر من ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما جاء من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه"
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك ؛ عصموا مني دماءهم وأموالهم ؛ إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ]
في قصة ذلك الصحابي الذي قاتل أحد المشركين فلما رأى هذا المشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم الصحابي قال : أشهد أن لا إله إلا الله فما بالاها الصحابي فقتله فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه و سلم أنكر عليه ذلك أشد الإنكار فاعتذر الصحابي بأن المشرك ما قالها إلا خوفا من القتل وكان جوابه صلى الله عليه و سلم : ] هلا شققت عن قلبه ؟ [ . أخرجه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه
عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها فقال له صلة ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال : " ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال وإن رغم أنف أبي ذر "
إنه واقع أليم مرير يجب التعالي عليه والخروج منه، وهو بحاجة إلى جهد وجهاد وبذل وتضحية وتخل عن حظوظ النفس وصدع بالحق دون مداهنة أو مهادنة وعودة إلى كتاب الله تعالى وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)
العلاج
الاعتصام بحبل الله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ () وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ () وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
الرد إلى الله والرسول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
الحرص على الأخوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
وللأخوة في الله وسائل إيجابية لتمتين أواصرها ، لو أخذ بها أبناء المجتمع الإسلامي لزادت أخوّتهم على مدى الأيام توثيقا وتمتينا . منها : الحرص على حقوق الأخوة كاملة ، والحقوق كثيرة أهمها ست بيَّنها النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله : "حق المسلم على المسلم ست:إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه".
إذا أحب الأخ أخاه فليخبره أنه يحبه " إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه، فإنه أبقى في الألفة، أثبت في المودة ".
إذا لقي الأخ أخاه فليطلق وجهه عند اللقاء " لا تحقرنَّ من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق". " وتبسمك في وجه أخيك صدقة".
إذا لقي الأخ أخاه فليصافحه "ما من مسلمين يلتقيان فيُسَلّمَ أحدهما على صاحبه، ويأخذ بيده،لا يأخذ بيده إلا لله، فلا يفترقان حتى يُغفر لهما".
أن يُكثر من زيارة إخوانه " من عاد مريضا، أو زار أخا له في الله، ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا ".
تقديم الهدايا بدون تَكَلُّف في المناسبات وغيرها:" تهادوا تحابوا ".
تقديم العون والمساعدة وستر العورات والعيوب " من نََّفََّّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نَفَّّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على مُعْسِر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
عدم الوقوع في أعراض الإخوان وإيذائهم بالقول أو الفعل لقوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإثم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون * يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إنَّ بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إنَّ الله توّاب رحيم}
" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا،ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك".
الرد عن عرض أخيه:" من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة
باختصار يجب على المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
الإيثار { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
مراعاة آداب الخلاف،فيجب أن لا يؤدي الاختلاف في الآراء إلى الاختلاف في القلوب. قال ابن مسعود رضي الله عنه : اختلفت مع عمر على أكثر من مئة مسألة ، ولو أني أعلم كلبا يحبه عمر لأحببته لحب عمر له .
وها هو زيد بن ثابت رضي الله عنه أعلم الأمة بالفرائض يختلف مع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله :" اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " في مسائل كثيرة من الفرائض ، ومع ذلك يمر ابن عباس بزيد وهو على بعيره فيمسك بخطامه وزيد يقول دعه يرحمك الله وابن عباس يقول هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ، فينزل زيد ويقبل يد ابن عباس قائلا : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا .؟!
التعاون {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
التكامل " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر البدن بالسهر والحمى".
الصحابة كان لكل منهم دور وبمجموعهم كان يكمل بعضهم بعضا " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر واصدقهم حياء عثمان واقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " سيف الله خالد بن الوليد
ونحن اليوم نستطيع أن نقرأ العمل الجماعي على هذا الأساس فمنا من برع في العمل الخدماتي وآخر في العمل الطبي وثالث في دورات القرآن ورابع في تعليم الناس وخامس ركز على العمل الكشفي والتربية والأخلاق وبمجموعنا نحقق المجتمع الفاضل بإذن الله تعالى، ويكون الاختلاف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد
وعند ذلك سيكون البأس و الشدة على الكفار والتراحم بين المؤمنين كما كان الحال مع الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}
العلاج الإلهي { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}
اللهم اجعل هذه القلوب تلتقي على محبتك، وتتوحد على دعوتك، وتتعاهد على نصرة شريعتك، ووثق اللهم رابطتها وأدم ودها، واملأها بنورك الذي لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وتوفها على الشهادة في سبيلك