المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغش التجاري.. وصل إلى «ماء زمزم»!



ksamerk
26-05-2010, 10:09 AM
الغش التجاري.. وصل إلى «ماء زمزم»!
جريدة الوطن رصدت تجاراً جشعين يعبئونه في علب «غير معقمة» ويبيعونه للناس
http://www.alwatan.com.kw/resources/media/images/33136_e.png (http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=31698#)
كتب أحمد هاني القحص :
تنوعت أساليب الغش التجاري حتى وصلت الى أبعد ما يتصوره البشر.. وصل الى اعظم وأطهر ماء في الوجود وهو (ماء زمزم) الذي استغله بعض الباعة من ضعاف النفوس خلال الآونة الأخيرة من أجل التكسب المادي دون مراعاة قدسيته وعظمته لدى المسلمين، وضاربين في الوقت نفسه بعرض الحائط صحة وحياة من يقبل عليه من المواطنين والوافدين على ارض الكويت.
الغريب أن هؤلاء المجرمين لا يأبهون لما قد يصيب المستهلكين من امراض جراء شربهم الماء الذي يأتون به ثم يعبئونه في علب غير مطابقة للشروط القياسية المطلوبة في صورة سوداء من صور خيانة الأمانة والمصداقية.
«الوطن» رصدت تلك الظاهرة الخطيرة التي تقشعر منها الأبدان ولا يقبلها عقل ولا منطق، فمهما كانت الحاجة الملحة لهؤلاء الباعة، لكن حياة المسلمين خط أحمر غير مسموح بتجاوزه نهائيا، فهي الأسمى والأغلى.
وعلى لسان رئيس تفتيش محافظة حولي حمد مرزوق الغريب اكتشفنا الطرق الملتوية التي يتبعها هؤلاء الجناة وما تنطوي عليه من غش وخداع، ورأينا ان نكشفها بالكلمة والصورة حتى يتنبه المواطنون والوافدون من جميع الجنسيات التي تعيش على ارض هذا البلد الطيب لاخطارها المحدقة بهم، فيمتنعون عنها حماية لصحتهم وحياتهم.


مداهمة

في البداية قال الغريب انه تلقى معلومات من أحد المصادر عن عملية غش في تعبئة ماء زمزم يقوم بها احد المحال في المنطقة، وعلى الفور انطلقنا في جولة تفتيشية على المحل المذكور وبمجرد وصولنا سألنا البائع عن عبوات ماء زمزم المعروضة للبيع لديه، فأجابنا سريعا بإخراج علب صغيرة بها الماء قمنا بإبراز هوية التفتيش وطالبناه بإرشادنا الى المخزن، ففعل.
واضاف: وفي المخزن قمنا بالتدقيق فوجدنا 39 جالون ماء زمزم (10 لترات) اضافة الى 1000 علبة صغيرة لتعبئة الماء و350 منها فارغة و560 معبأة كما وجدنا 453 ملصقا لم تستخدم بعد مع ابريق ماء حمام يستخدم لنقل الماء من الجالون الى العلب الصغيرة.
وتابع الغريب: وكانت مفاجأة لدينا اننا بعد خروجنا من المخزن لم نعثر عن اثر للبائع الذي اطلق ساقية للريح وهرب!!
واكمل الغريب قائلا: ومن اليوم التالي حضر البائع المخالف الى المركز وافاد بأنه يشتري جالون من ماء زمزم من الحملات الخاصة لرحلات مناسك العمرة ويحضرها الى المخزن، ثم يقوم بنقلها عن طريق ابريق الحمام الى العلب الصغيرة بعدها يغلق العلب بغطاء من السوق ويضع عليها ملصقات ويقوم ببيعها.

غير صالح للاستهلاك

وبين الغريب انه قام بإرسال عينة من ماء زمزم المعروض للبيع الى مختبرات وزارة الصحة فأفادوا بأن الماء غير صالح للاستهلاك الآدمي والشرب لوجود ميكروبات ضارة بسبب عدم تعقيم العلب البلاستيكية الصغيرة المعبأة فيها.

حرام شرعاً

ولم يفت «الوطن» ان تستطلع رأي علماء الدين في هذا الامر، فكان على لسان الشيخ الدكتور عبدالمحسن زين المطيري الذي اكد ان ماء زمزم «مبارك» لورود احاديث نبوية شريفة في شأنه، وعليه صارت قدسيته بين المسلمين الذين يقبلون على بيت الله حاجين ومعتمرين، ووصل الامر الى انهم يجلبونه معهم الى احبائهم وذويهم في بلدانهم، مثمنا هذا الامر ووصفه بـ«الطيب».
واضاف: لكن ان يلجأ بعض الجشعين الى استغلال قدسية هذا الماء لدى المسلمين ويستغلونه لكسب رخيص من خلال طرق ملتوية تتلون بالغش والخداع، بوضعه في علب غير معقمة فيفسدونه ويتلفون صحة شاربيه، فهذا حرام شرعا وعقلا، ناهيك عن الامراض التي قد تصيب الشخص الذي يتناول هذا الماء دون علمه بما قام به هذا المتحايل الغشاش.
وشدد المطيري على ان تزيد التجارة رقابتها على هؤلاء الغشاشين، وعبواتهم المخالفة، مطالبا ان تخضع أي علب تحوي ماء زمزم للفحص قبل طرحها بالاسواق.

تواصل الرقابة

وثمن المطيري جهود رقابة التفتيش التي تمكنت من كشف تلك العبوات المغشوشة، داعيا الى استمرار حملاتهم من اجل ايقاف مثل تلك الوسائل الخداعية والنصب على المواطنين والوافدين.

http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=31698