تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اصمتوا بارك الله فيكم



المعتز بالله
26-05-2010, 09:31 PM
د.خالد الرفاعي

اصمتوا بارك الله فيكم ( وقفة مع أزمة قناة الرحمة )

هناك أناس لا تع خطورة الكلمة و مدى تأثيرها خاصة في وضع مضطرب كالذي تمر به الأمة الآن فالكلمة أمانة و الكلمة ميثاق و الكلمة لها ألف حساب في ظل عشرات المتربصين بالدعوة الإسلامية ....

حازم شومان لم يأت بجديد فمعركتنا مع اليهود تاريخية عقدية بل و مع ملل الكفر قاطبة فالمنهج الإسلامي لا يعرف التعايش المميع الذي خلقته ظروف القهر و أبجديات الهزيمة النفسية إنما يعرف الظهور و الهيمنة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) و المنهج الإسلامي لا يفهم إلا المفاصلة الواضحة فلا قواعد مشتركة تجمع بين منهج رباني المصدر و مناهج وضعية بشرية المعبود و العابد فيها هو البشر - و إن حاولت كذبا التمسح بالمنهج السماوي - فعقيدتنا أن هذه الكتب محرفة منحولة كذبا و زورا على أنبياء الله و عقيدتنا تحتم علينا مواجهة هذه التصورات الضالة و إظهار عورها و دحض شبهها غير أننا نقبل وجود هؤلاء المارقين على دين الله لكن في ظل هيمنة الدعوة الإسلامية و غلبة أمرها لا يظلمون فتيلا ...

حلقة عن غزوة خيبر أثارت رعب اللوبي الصهيوني ( اليهودي ) و لا يمكننا أبدا أن نفصل بين اليهودية و الصهيونية فاليهود عنصريون حتى النخاع و اليهود ملعونون بنص كلام الله الذي لا يأتيه الباطل أبدا و اليهود تمثيل حقيقي لشياطين الإنس (وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) و المعركة لم تكن يوما سياسية و لا سيادية أو نزاع ثروات بل هي العقيدة ( الشيطانية ) التي تحرك هذه العقلية الممسوخة التي تنتسب للقردة و الخنازير (وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) ثم إن هذه العقلية الشيطانية لا تقبل إلا الكفر كملة مشتركة و لا ترضى إلا بهذا (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) ...

نعود لما فعله حازم شومان كتمثيل حي واضح لكلمة الحق حين تقف كالشوكة في حلوق المميعين و المخذلين رغم أن الرجل لم يأت بجديد فلقد أرسل رسالة إلى يهود العالم يذكرهم بيوم الثأر و يذكرهم بأيام الله حين أسقط المؤمنون الصادقون حصون خيبر و انزلوا الذين كفروا من صياصيهم و قذف الله الرعب في قلوب تلك الفئة الخسيسة من البشر التي طالما تآمرت ضد الإسلام ...
حازم شومان كانت قذف بكلمات صادقة هزت كيان اللوبي الصهيوني الفرنسي فاستغل الحدث لإيقاف فناة الرحمة – و يا له من شرف – لو عقل القائمون على القناة فالإيذاء هو سنة الله حق الثابتين على المنهج لتمحيص الصف و رفع الدرجات و بناء النفس المؤمنة الراضية و لا يظن عاقل أن هذا شر أبدا بل هو عين الخير إذ كيف يُعرف الصادق من الكاذب و كيف يتجلى نور الشمس في عتمة ضباب الفتن لكن البعض يريدها ميسورة على طبق من ذهب .. البعض لا يفهم تبعات الطريق و لا متطلبات التمكين إن من الدعاة من ظن أن الكلمات و علو النبرات و روعة الخطابة هي الطريق الأمثل لتحرير القدس و تحكيم شرع الله و إقامة دولة الإسلام ثم إنه يذهب بعدها لينام مستريح البال ظنا منه أنه نصر الإسلام و أقام دولته بعد أن بح صوته من كثرة الصراخ ...

إن بعض المخلصين الذين طال عليهم العمر فركنوا إلى الدنيا نسوا أو تناسوا أن العمل لدين الله محفوف بالفتن و أن بلوغ لدرجات العليا يستوجب تضحيات من الدماء و المال و الجهد بل و النفس أحيانا و إلا فإن تاريخ الأمة و بطولات رجالاتها يكون عبثا أو قصص أسطورية لا وزن لها في دنيا البشر و كيف ندعوا الناس لما لا نؤمن به ؟! و كيف نطلب من الناس أن يكون الله هو ناصرهم و نحن نستنجد بالبشر الفانين ؟! و كيف نتحدث عن نقاء المذهب و نحن نستجدي أعدائه ؟!

اعتصر قلبي موقفان في هذه الأزمة الأول ظهور مدير قناة الرحمة مع خالد الجندي الذي أنشا قناته ( أزهري ) لضرب القنوات السلفية و لقد استدرج خالد الجندي مدير القناة محمود حسان و تلاعب به عبر الشاشة الفضية و جعله يتبرأ من الفارس النبيل ( حازم شومان ) دون وعي ، ألهذا الحد صارت قولة الحق ثقيلة ؟! ألهذا الحد صارت مصلحة الدعوة صنما جديدا ؟!

ثم إن خالد الجندي أبدى أسفه لما بدر من حازم شومان تجاه اليهود إذ خالد الجندي ( الممثل و الناقد الفني ) يفرق بين اليهود و الصهيونية !!


أعجب من هؤلاء الذين كانوا ينكرون على جماعة ( الإخوان ) حلق اللحى و إسبال الإزار ( رغم أن هذ ليست أصول الإسلام ) من منطلق مصلحة الدعوة ثم هم يتساقطون في ظل الأزمات و المحن ( التي تشكل خطرا على ثوابت الأمة ) و يرفعون شعار ( مصلحة الدعوة ) رغم انها مصلحة مرجوحة فبقاء قناة ( الرحمة ) لن يغير وجه الأرض و يعيد الحقوق و يرفع راية التوحيد لكن بقاء الكلمة و ثبات المبدأ و نقاء المنهج هو طريق التمكين الذي لا مناص منه فنحن بين ثبات أو مداهنة ( فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) ..
فلتبقى القناة لكن بشروط التمكين الربانية أو لتغلق وفقا لمعايير سنن التدافع و التمحيص .

ثم طفح الكيل حين فضح محمود حسان – غفر الله له – قناة الرحمة و القائمين عليها و وصمها بالعار في حديثه مع عمرو أديب فلقد انكر ما قاله حازم شومان و قال أن هذه الكلمات لم تقال على شاشة القناة رغم أنها مسجلة و منتشرة على الإنترنت فظهر الرجل و قناته في ثوب الكاذب و طار المنافقون و المنصرون بهذا الأمر و نشروه في منتدياتهم الخبيثة فليته صمت ثم إنه قال أن كلمة ( خيبر خيبر يا يهود ) يرددها الكثيرون حتى أنه سمع ممثل يرددها في أحد الإعلانات التليفزيونية فما كان من الماكر عمرو أديب إلا أن لمز محمود حسان قائلا ( لكن إعلان هذا الفيلم يُعرض في قناة ميلودي للأفلام ؟! ) ..

آه لو يعلم هؤلاء خطورة الكلمة لصمتوا و اراحوا الأمة من ويلات فنحن بين خيارين لا ثالث لهما إما قولة حق واضحة لا غبش فيها أو الصمت الذهبي (ليقل خيرا أو ليصمت ) ...