المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممنوع الدخول لمن لا يملك الحل



الشيخ علي الظنط
29-05-2010, 04:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ممنوع الدخول لمن لا يملك الحل



كم من ساعة خلوت فيها بنفسي، وتركت لها العنان في البحث والتأمل فيما يحصل في هذه الأزمان القاسية فما خرجت بنتيجة وما حصلت على جواب!!!

يا إلهي.. ما هذا الظلام الدامس الذي لم ينجلي بعد.. وما هذا اليأس القاتل الذي لم يترك فرد.. وما هذه الحيرة القاتمة التي لم ينجو منها أحد.. ما هذه الصيحات التي تصم الآذان.. ما هذا التشرذم الذي شتت الشمل وأذهب عن الديار الأمن.. ما هذا الكفر والمجون الذي لطّخ به عبّاد الغواني والفجور كل الأزقة والحقول، وذهب نتنه بأريج الزنابق والزهور...

لماذا جفّت من العيون الدموع؟؟! وقست في الصدور القلوب؟؟! وقلّت في الأمصار الخشية من السبّوح القدوس؟؟! لماذا استبدلنا بالنور الرباني الشموع؟؟! ما سبب الهرج والمرج والسوء؟؟! لماذا قصفت هممنا الغفلة وأقنعتها بالقعود؟؟!

ما هذا الضياع الصارخ؟!! لماذا أضعنا المخرج من هذه الدهاليز المظلمة – من فوضى الشعارات وزيف الفلسفات ونتن الجاهليات – لماذا أظلمت القلوب؟! وعتت عن ذكر الودود؟؟ لماذا طغت المادية على شفافية الروح؟؟! أنسي الناس أن لا جليس لهم في القبور سوى الدود؟؟! فلم يعد أحد يقف رهبة أو رغبة من سطوة الجبار القدوس؟؟!

لم هذا الضباب الكثيف والران المخيف؟؟! وما هو السبيل للخروج من هذه المتاهات إلى بر الأمان ومرفأ الإسلام الحنيف؟؟! لماذا تتلاعب بنا أمواج الأثير؟؟ وإلى متى تتقاذفنا الأعاصير؟؟!

ماذا أقول؟ ولمن أقول؟ من أنادي وفي أذن من أصرخ؟؟ لقد بدأت يداي ترتعش.. ودموعي تنهمر.. ودقات قلبي تزيد.. لا أدري لماذا!! ولا داعي لأعلم!! فلن يسمعني أحد ولن يتكلف لي مخلوق!! كل يغني على ليلاه ولا ينقصه سوى وتر وعود!!

كفانا وقوفا على أطلال الماضي التليد، وبكاء ونواحا على حاضرنا المرير، إنّ واقعنا المؤلم لن تغيّره كثرة النظريات والانتقادات.. ولا ارتفاع الأصوات بالأنين والآهات.. ولا التغني بمآثر الجدود والآباء، ولا العفوية في العمل وكثرة الارتجالات، فكل ما حصل ويحصل بما كسبت أيدينا، لقد نسينا الله تعالى فنسينا، وما نصرناه فما نصرنا...
لقد شكا سلفنا الصالح غربة هذا الدين وابتعاد الناس عنه منذ قرون وقرون، حين كان للمسلمين شمل يجمعهم، وإمام يحكمهم، وأخوة تربطهم، وصراحة تطهر نفوسهم، فماذا نقول نحن اليوم؟؟!! وكيف نصف حالنا وواقعنا؟؟!!

تساؤلات وتساؤلات تحلق في ذهني الحائر ولكنها لا تلبث أن تصطدم بمرارة الواقع فتذهب كالزبد جفاء!! ما الذي تغيّر في واقعنا حتى طغت هذه الجاهليات؟؟؟

أوقفوا عجلات الزمن.. عودوا بالسفينة إلى أيام المجد والخلود.. كنت أود أن أبقى سارحا في مآثر الأجداد ومفاخر الآباء.. ولكن إلى متى؟؟ إلى متى؟؟ لا بدّ أن أستيقظ ولو بعد حين لأرى وأقاسي الهوان الذي عصف بالأبناء!!!

ولكنني سرحت في دوامة ملؤها الفراغ، أبحث عن ذاتي في لجج هذا الخضم الموحش، فإذا بي أعجز عن التركيز، وإذا بالذاكرة لا تسعفني!!!

لماذا تكون الحلول دائما نظريات عاجية، وفلسفات بلورية {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} لماذا لم نصل إلى حل عملي يخرج بالمسلمين من هذا الكابوس المرعب؟؟




ولكن.. ما هو الحل؟؟؟ أين هو السبيل؟؟؟

إننا في هذه الظروف الصعبة نحتاج إلى قدوة عملية متأسية بالنبي (صلى الله عليه وسلم) { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}

بحاجة إلى الاعتصام بحبل الله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ () وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ () وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

بحاجة إلى التعاون {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه

بحاجة إلى العودة إلى بساتين أخوتنا { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
بحاجة إلى حسم صارم يميز فيه الخبيث من الطيب والضار من النافع { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}

أبو عائشة
30-05-2010, 12:46 AM
سأناديك كما تفضل يا حج فأنت تفضلها عن كلمة مختار..فأنت طول عمرك كبير لكن خبرتك بالحياة ومشاكلها تزيدك تقربا إلى الله تعالى وهذه تزيدك عظمة..وما تكلمت به يكتب بماء الذهب ودموع العيون..لكن سبحان الله أغلقت أبواب القلوب عن حتى سماع الحق فما بالك بالعمل به ونحن هنا نقصد من يتخاصمون ويتباغضون ويتشاجرون... من أجل الدنيا باسم الدين.زادك الله علما وتواضعا وأسأله تعالى أن يرزقك عملا يغنيك حتى عن خوض الانتخابات المختارية حتى لا يعتبر ضعفاء النفوس أن كلامك انتخابيا أو لكسب أصوات الملتزمين.
أسأل من رفع السماوات بغير عمد أن يجعلك ممن تأتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق بلا حساب ولا سؤال...وأسأله أن يحقق طموحك بالوصول إلى المختارية لتكون عونا لنشر الخير وقمع الرذيلة ومساعدت الملهوف ونصر المظلوم....اللهم آمين

المبـــارك
30-05-2010, 01:04 AM
آمين يا رب